أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جورج كتن - مناطحة الإمبريالية أم الصراع مع الوحش القاتل ؟















المزيد.....

مناطحة الإمبريالية أم الصراع مع الوحش القاتل ؟


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 09:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أعادت التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون حول الموقف الاميركي من الثورة السورية الحوار حول هذه المسألة في اوساط المعارضة، فإلى جانب الاطراف التي ترى أن أميركا لا تريد إسقاط النظام لأنه حامي حدود إسرائيل في الجولان!، هناك من يرى أن أميركا تريد أن يستمر الصراع الداخلي في سوريا اطول فترة ممكنة ليتوسع تدمير البلد وبناه التحتية ويتمزق إلى دويلات!، وآخرون يطالبون بتدخل دولي على رأسه أميركا لإسقاط النظام بالقوة ولكن إذا اتخذت أية خطوة يبدأ الصراخ حول التدخل "الوقح" في شؤون الثورة السورية، تستفزهم التصريحات فيعودون إلى ما سبق ان تعودوا عليه قبل الثورة من "شيطنة" السياسات الاميركية حتى لو كان بعضها لصالح الثورة التي يؤيدونها.
نموذج خاص لتنوع المواقف ما كتبه "ياسين الحاج صالح" في مقاله بالحياة 4 نوفمبر: "أخيراً، استراتيجية أميركية خاطئة حيال الصراع السوري"، تعقيباً على تصريحات كلنتون، فقد إعتبرها "متعجرفة وأوامرية"، فيما أن ما قالته كلنتون عن أن المعارضة السورية بحاجة لهيكل قيادي موحد جديد حقيقة ومطلب أغلبية كبيرة من المؤيدين للثورة السورية، فوحدة المعارضة ضرورية لنجاح الثورة، اهميتها تشكيل هيئة سياسية تضم غالبية القوى السياسية التي تريد إسقاط النظام تقود الثورة بأجنحتها السياسية والعسكرية، وخاصة العسكرية التي تعاني من تشتت يضيع الكثير من جهودها. مع من سيتعامل العالم إن كانت المعارضة أشتات متفرقة؟
أما قول كلنتون أن المجلس الوطني السوري لم يعد يمثل الثورة فهذا أصبح أمرأ لا يجادل فيه كثيرون حتى ممن بقوا في صفوف المجلس بعد ان هجره عديدون، فعمل المجلس من اجل توحيد المعارضة تحت مظلته فشل فشلاً ذريعاً وتحول المجلس لطرف آخر في المعارضة معرقلاً لتوحيدها .. اما الحديث عن أن أميركا حضرت أسماء منظمات وشخصيات لحضور الإجتماع الموسع في الدوحة فذلك لا ينبغي أن يثير حساسية زائدة، فالمعارضة السياسية السورية أثبتت أنها بحاجة لرعاية وتأهيل لتنضج، وأهم علائم النضوج قبول الآخرين المعارضين وتأجيل الخلافات لصالح هدف وحيد راهن: أسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي تعددي. ويذكر أنه قبل بدء الحرب ضد نظام صدام حسين قامت الدبلوماسية الأميركية بجهود واسعة لجمع المعارضين العراقيين في مؤتمر بعد فشلهم المتكرر طوال سنين في التوحد ضد سفاح العراق.
أما قول كلنتون عن الخشية من انتشار المنظمات الجهادية في صفوف الثوار والحث على مقاومة محاولاتهم لخطف الثورة فهذا ليس كفراً، فانتشار جهاديين يشك بارتباطهم بالقاعدة يثير الخشية والقلق لدى كثيرين في صفوف الثورة، حيث تتوالى الأخبار عن قتلهم للأسرى وخطف مواطنين عاديين لا علاقة لهم بالصراع من اجل الحصول على فدية وتمييز طائفي وإطلاق الدعوات لإنشاء دولة خلافة كبديل عن شعار الدولة الديمقراطية للثورة السورية، وغير ذلك من الأعمال والمواقف المشوهة لصورة الثورة والملحقة بها ضرراً. يعتبر المقال أن مطلب دولة فعالة أمنياً تواجه الجهاديين مصلحة اميركية فقط، فيما هو مصلحة مشتركة اميركية وسورية وحتى عالمية فلا أحد يريد ان تتحول سوريا إلى "طالبانستان" بعد سقوط النظام.
يشير المقال لتشكيل قيادي جديد وكأنه جزء من إستراتيجية أميركية جديدة، فيما أن المبادرة التي احد المشرفين عليها المعارض البارز رياض سيف، يجري العمل لها منذ زمن طويل من قبل أطراف معارضة متعددة، أما القول ان التماهي بالثورة وإسقاط النظام هما الفضيلة الوحيدة للمجلس الوطني فلا يعني ان الهيئة الجديدة ستتخلى عن هذا التوجه، فالتشكيك بإستقلالية المبادرة الجديدة لأن تصريحات خارجية توافقت مع بعض توجهاتها لا يفيد، بل يصب في وجهة النظر التي تتهم كل من يقيم اية علاقة خارجية مهما كانت بأنه فقد إستقلاليته، وعندها حتى المجلس الذي يشيد الكاتب بإستقلاليته لن يكون بمنأى عن هذه الإتهامات فقد لقبه البعض بأنه مجلس "استنبولي"، ولا اظن ان الكاتب يريد ان يذهب في مقاله لهذا الإتجاه في فهم الإستقلالية.
وفي توضيح سيف للمبادرة، إسقاط النظام والإنخراط بالثورة جوهر المبادرة الجديدة، فليس مقبولاً ما يقوله المقال من أن ما تريده استراتيجية أميركا الجديدة هيئة تستبدل المجلس تكون قابلة لحل يسقط بشار ولكن يبقي أجهزة النظام، فذلك لا علاقة له بالوقائع. أصلا ليس هناك أي حل سياسي جدي مطروح حتى الآن حتى نقول أن المجلس رفضه فيما "يتنبأ المقال" أن الهيئة الجديدة ستقبله! والمقال يعترف بأن المجلس قلما كان قوة متماسكة ولكنه لا يعترف بفشله في توحيد المعارضة وينسب ضعفه للضغوط الخارجية وأن هذه الضغوط تتزايد الآن. فيما اننا نرى ان ضعفه نتيجة تركيبته الخاصة من قوى وأفراد فشلت في إستيعاب الأطراف الأخرى المعارضة لكونها تريدها منخرطة تحت قيادتها وليس مشاركة لها في القيادة.
نرى بالعكس، ليس هناك ضغوط خارجية أميركية أو غيرها، بل إن أحد أهم عناصر القوة للمجلس عند تأسيسه إلى جانب قبول الشارع له، كان الدعم الدولي والإعتراف به من قبل أعداد كبيرة من الدول والمنظمات الدولية. المجلس فشل أساساً من نفسه ولم يفشله أحد من خارجه. وقد حظي بدعم أميركي ودولي واسع عند إنشائه، والمبادرة تحظى بدعم اميركي إثر فقد الأمل بالمجلس بعد ان أعطي زمناً طويلاً لتحقيق ما هو مأمول منه. فشله في نظر الثوار السوريين قبل أن يكون في نظر اميركا أو المجتمع الدولي. التمسك به ليس في صالح الثورة، فالأشكال التنظيمية تخدم العمل وليست أبدية بل لها عمر وتموت عندما لا تعد هناك حاجة لها أو عند فشلها. التمسك بها يعني معاندة الوقائع وتفضيل لشكل من التنظيم على المضمون السياسي الذي يفترض شكلاً تنظيمياً ملائماً له في كل مرحلة.
أما تلميح المقال حول رياض حجاب دون التصريح برفضه ورفض من يشبهه من المنشقين عن النظام ليكونوا ضمن هيكل جديد للمعارضة السورية، فلا أظنه موقفاً في صالح تجميع كل القوى والأطراف ضد النظام الوحشي. والشيء الجديد في المقال الذي لم نسمع عنه إلا من يسار متطرف يريد من الثورة أن تتوجه لمطالب إجتماعية، أن الكاتب يطرح مسألة "إعادة توزيع الثروة" في سوريا ما بعد الأسد وكأنه مطلباً للثورة، التي من الواضح أن تركيزها على كسب الديمقراطية لسوريا وترك صناديق الإقتراع لتحدد الشكل الإجتماعي والإقتصادي القادم، عندها يمكن ان يتشاطر اليسار لتحقيق إلتفاف لأغلبية حول مطلبه ل"إعادة توزيع الثروة". فضلاً عن أن المقال يقول أن سياسات الغربيين تتجه "لحماية الاقليات" ويستنتج من ذلك انها تريد تأمين اوضاع خاصة إمتيازية لهذه الاقليات!؟ وهو رأي يجانب الحقيقة فلم يطرح أحد أي شيء من هذا القبيل فهو أقرب لتخيلات، وحماية الاقليات من المفترض أنها في صلب سياسات الثورة، أو الأغلبية فيها، التي تطمئن الأقليات بأن احداً لن يتعرض لها حالياً، أومستقبلاً في ظل المساواة المواطنية الكاملة، فيما أقلية في الثورة تدعو لتصفية طوائف بكاملها تبلغ الملايين، وتسميها "نصيرية" أو "مجوسية" مما يبرر الخشية من إنزلاق الثورة إلى ما يريده النظام من تحويل الصراع إلى صراع طائفي.
على اية حال فالمقال مفيد في التحريض على التفكير فيما هو افضل للثورة السورية وينطلق من ذلك في تفسيراته التي تخطئ او تصيب .أما التحسس "وطنيا!" مما قالته كلنتون فلا علاقة له بالسياسة وهو من بقايا "ممانعة ومقاومة" طواحين الإمبريالية المزعومة. إذا اردنا تحرير سوريا من الطاغية يجب ان ننسى مفاهيم الحرب الباردة حول مناطحة "الإمبريالية" ونتعامل مع العالم والدول بعلاقات تؤمن المصالح المشتركة، وإلا ربما احتجنا، مع "الطهارة الوطنية!"، لنصف قرن آخر لإزاحته! أو ربما ننتظر رحمة عظيم الكون "اللي ما في غيرو" .. حتى يقصف عمر النظام الوحشي.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى مؤتمر اللقاء الديمقراطي الكردي في سوريا
- “تيار مواطنة” والمسالة الكردية السورية
- هل تتضرر إسرائيل من الربيع العربي ؟
- لماذا تتراجع المشاركة الكردية في الثورة السورية
- مآلات الثورة السورية المستمرة
- حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ال ...
- لكي لا يتخلف الكرد عن مسيرة التاريخ
- ملاحظات حول لقاء السميراميس التشاوري السوري
- الانتفاضة والنظام السوري -الحيطي!-
- حوار حول المعارضة السورية
- جزيرة الاستبداد تباشر الانتقال للديمقراطية
- المفاوضات وفسحة الأمل
- حكم الشريعة في التطبيق العملي - المرأة العدو الرئيسي للمتأسل ...
- المعارضة السورية والنقاب و... ماركس
- حكومة وحدة وطنية أو الاحتكام للشعب
- نموذج من الاضطهاد في الدول الدينية
- معارضون آخرون ومسألة النقاب
- تجمع وطني ديمقراطي أم سلفي؟
- رصاصات في الرأس لإستئصال الكلمات
- المضحك والمبكي في السياسة – تشريح -جماهيرية-


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جورج كتن - مناطحة الإمبريالية أم الصراع مع الوحش القاتل ؟