أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?














المزيد.....

هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من تابع سياسة رئيس جمهورية العراق الفدرالية خلال هذه الفترة من اعتلائه كرسي الرئاسة و نشاطاته، و تمعن في استراتيجية سياساته بالدقة و قارنها بما كان عليه و ممارساته للمنصب السياسي و هو احد قيادات حركة التحرير الكوردستانية، يستطيع هذا المتابع ان يقارن و يجد الفروقات البينة في تعامل الطالباني مع الاحداث العديدة في العراق خلال هذه الفترة و يتلمس مدى اعتداله المطلوب و على العكس مما كان و عمل و فعل باستمرار خلال الصراع الدائم منذ الستينات الى مابعد الحرب الداخلية بين الحزبين الرئيسين في الاقليم بين الاتحاد الوطني و الديموقراطي الكوردستاني، و كان من الاجدر ان يفعل ما يسير عليه اليوم في كوردستان منذ عقود، ولو كان الطالباني بنفس الروحية و الحنكة لما يمارسه اليوم من السياسات العديدة مع الاخذ بنظر الاعتبار انانية و مراهقة قيادات الديموقراطي الكوردستاني اثناء الحركة التحررية الكوردستانية في الثورة الجديدة بعد النكسة و طوال حكم الدكتاتورية في العراق لما كان الشعب الكوردي و الظروف و الواقع و المستوى العام لاقليم كوردستان من جميع النواحي في هذه الحال و الدرجة، ولو كان حريصا كما يفعل اليوم في العراق كان بالامكان للقضية الكوردية ان تقطع اشواطا اكبر و تتقدم دون اي خوف من التراجع و النكسة مرة اخرى. فكانت المصلحة الحزبية و الشخصية قبل اي شيء هي الاولوية في سياساتهم العامة و قياداتهم التي تراوحت على نفس الحال بذاتها دون اي تقدم يُذكر في الشكل او الجوهر رغم تغيير المراحل التارخية التي مرت بها الثورة الكوردية، وبقوا كما هم جنرالات قديمة على الحال ذاتها بنفس الفعل و النظرة و العقلية جامدين في قيادة هذه الثورة اليتيمة و هذا الشعب المغلوب على امره .
اليوم و بعد كل تلك التجارب و الوصول الى الموقع الاول في السلطة العراقية و تحقيق الاحلام و الامنيات الخاصة التي كانت اولى الاولويات لديهم، نلاحظ و نلمس الحكمة قد ظهرت بعض الشيء في النظرة و التعامل مع الاحداث المتكررة في العراق و هذه نابعة من مدى اصرار الرئيس العراقي على ارضاء الجميع سواء كان داخليا او خارجيا عن سياساته و ايفاءه بوعوده و عهوده . و كما نرى ان الرئيس الطالباني يتوخى الحذر الشديد في ابداء المواقف في الامور التي تخص الشان الكوردستاني و مستقبل الاقليم و ما يتطلبه واقع الشعب الكوردي و حقوقه المشروعة و يعمل ما في وسعه و جهده لاظهار اعتقاداته بعراقية عقليته و ايمانه و نظرته و تعامله و سياساته على الرغم من اعتقاداته و افكاره المتباينة بشكل عام، و يفعل ما بوسعه ان يكون على المسافة ذاتها من الجميع و يحاول جهد الامكان ان يكون في وضع و علاقة عامة و حال يلجا اليه الجميع عند الضرورة، و هذا خير ما يفعل على ما يعتقد و لكن هذا ليس بمقبول ان كان على حساب طرف ضحى في تاريخه اكثر من اي شعب في المنطقة. و لكن ليس هذا مربط الفرس في حل القضية العراقية المستعصية و الاحداث و الازمات و الخلافات المتجذرة المتعددة الاسباب و الابعاد .
هناك عوامل تاريخية و اخرى دينية مذهبية عدى قومية التي اخذ الدهر منها كثيرا و تعقد و هناك مصالح مختلفة و مؤثرات خارجية و تدخلات عالمية في شؤون لا مجال الا الاستمرار عليه في محاولة كل طرف للسيطرة على زمام الامور في النظام السياسي العام في العراق . المماطلة في التقارب بين القوى السياسية وفشل محاولات التحاور و النقاش مع البعض من اجل ايجاد الحلول فان الهدف منه هو التربص من كل طرف للانقضاض على الاخر في اية فرصة سانحة، و التملص من ابداء اية خطوة يمكن لها ان تسوي الامور او يمكن ان تدفع الى التطبيع بشكل عام هو الامر المسيطر على زمام الحركة السياسية العراقية بشكل عام .
في خضم تلك الاحداث و من افرازات تلك العقليات و التوجهات المؤدية الى استعصاء القضية و تعقيد الازمات و تشابكها، ماذا يمكن للرئيس الطالباني ان يفعل مع تلك العقلية و التاريخ و الفكر و الفعل الذي يحمله من اجل الوصول الى الحلول المقنعة للجميع و ليس على حساب احد، و كما يحس الشعب الكوردي ان اي تدخل للقادة الكورد و كما يعلنون بانهم جزء من الحل في الازمات العراقية المتكررة كان دائما على حساب حقوقه المشروعة و نضاله الدامي و تضحياته الكبيرة . هناك دستور دائم و فيه من الثغرات، و هناك مصالح اقليمية و فيها من الضغوطات على الجميع و حسب الاتجاهات، و هناك صراعات داخلية و منها دامية و فيها من الموانع التي تمنع اي تقارب محتمل، و هناك مصالح حزبية و شخصية تسد الطريق و تقطع اي نفس عن اي خطوة محكمة متجهة نحو الحل دائما، و هناك مستجدات نتيجة الثورات الجديدة في المنطقة و فيها من الفرضيات و الطلبات و الضرورات المختلفة . اذن الحل ليس بيد الطالباني مهما ادعى المتفائلون، حتى و ان كان يمتلك العصا السحرية التي لا يمكنها فرض اي شيء على هذا الواقع المرير . و عليه يجب ان ينتظر الشعب العراقي بجميع مكوناته و فئاته نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة وما يتمخض عنها و كيف يستقر الوضع و لمن تكون الكلمة و معصم القوة الذي يلائم هذا الواقع العراقي و هذه العقليات و هذا الشعب و التاريخ و هذا المستوى من الوعي و الثقافة العامة المتدنية للاسف. و السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه هو؛ ان كان الطالباني لم يتمكن من انهاء الصراع الداخلي الكوردستاني و لم يقطع دابر الخلافات و لازالت التداعيات تفعل ما تشاء في الامور العامة في اقليم كوردستان و كذلك نتيجة تعنت الاطراف الاخرى ايضا، فكيف به ان يقدر على حل الازمة العراقية المستعصية ولو بنسبة بسيطة جدا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تستغل الراسمالية و الاديان حتى الانبياء لاهدافهما الآنية
- فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة
- و جعلوا الكعبة بمثابة اصنام الجاهلية
- هل بالامكان نشر ثقافة الديموقراطية في العراق ؟
- انحصار كوردستان بين مصالح الشرق و الغرب
- لنتحمل الاختلافات كي نتقبل البعض و نتعايش
- ما نقرا من الثورة السورية و ما بعدها
- من الاجدر بروسيا ان تدعم البديل العلماني للنظام السوري
- من يتحمل وزر ما يحصل في سوريا
- اي موقف للمهتمين يقع لصالح الثورة السورية ؟
- احذروا من التلاعب في كوردستان الغربية
- لماذا التشاؤم من نتائج الثورات ؟
- ما يعتري الثورة السورية من الشكوك
- الاكتشافات العلمية و تاثيراتها على العقلانية في الفكر و الفل ...
- موقع الكورد عند الصراع الروسي الامريكي في هذه المرحلة
- كيف تُستنهض العلمانية في منطقتنا ؟
- ما بين مليونية ساحات التحرير و الكربلاء و الكاظم
- مصر، أُم الثورات، الى اين ؟
- السكوت المطبق لمثقفي العراق!!
- كيف يخرج الكورد من الازمة العراقية معافيا بسلام


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?