أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - من قصصي.......14 شهر زواج















المزيد.....

من قصصي.......14 شهر زواج


تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


14 شهر زواج
-----------------

تعيش سميرة مع هلال في شقة متوسطة الاقتصاد, عاليةً في رموز الحب وذكريات الفرح.
منذ تسع سنوات وحياتهما مليئة بلعب العشاق البريء, كل يوم لهما فيه ذكرى سنوية او شهرية او حتى اسبوعية يحتفلان بها معا بعيدا عن خدوش الانسانية المتواجدة خارج حياتهما,
لا تدخل عش حبهما اي شائبة دينية كانت ام اجتماعية,
اصبحت الحياة خارج هذا العش وكأنها صندوق يقفلان عليه حين يلتقيان في عشهما الذي صنعاه بعواطفهما الرقيقة.. قد يفكر البعض خطأً أنها أنانيةٌ نوعا ما,
ولكن الاثنان مشتركان بعدة نشاطات مع منظمات انسانية لمكافحة الظلم والفقر والمجاعة والامراض وغيرها.

يعمل هلال رئيسَ ورشةٍ متوسطة لتصليح ماكنات الزراعة الكبيرة, هادئٌ في عمله...باهرٌ في انتاجه...ذو كلمة مسموعةٍ.

تعمل سميرة مساعدةَ طبيب ولها نفس صفات هلال فهي ايضا رئيسة مساعدات الطبيب..ذاتَ هدوءٍ رقيق...سريعةَ البديهة مع المرضى..كلمتها مسموعة........فالحب يهدي من يشاء

تعرفا على بعضهما في أحدى حفلات المدينة الترفيهية, كان هلالُ ثملا
حين توجه للذهاب الى بيته, مر في طريق ضيق بين طاولتين لايسع لسوى شخص واحد, وواجهته سميرة في نفس الطريق الضيق,
نظر اليها مترنحا وردد
- يبدو انك ياجميلتي ثملةٌ جداً,

فدفع الطاولة ليتسع الطريق ثم اشار بيده منحنيا باعوجاج الثملين وقال
- تفضلي....هكذا يمكنكِ المرور الان..قبل ان يحدث أشكالٌ واسقط من ثملك او ربما من جمال عينيك

طبعا سميرة لم تكن ثملةً قط.. أبتسمت وزقزقت عصافير الاعجاب.
أثناء مرورها ظهرت جرأة الرجل الثمل عند هلال ولكنها كانت رقيقة ومرحة في محاولته

- مادمت انتِ ثملةً جداً استطيع ان توصليني في سيارتك للشارع الكبير,

ضحكت سميرة بصوت رقيق

- ولكنني لا أعرفك..

أجابها

- ثم ماذا ...أنتِ تعرفين الشارع الكبير وأنا ايضا...لدينا معرفة مشتركة اذاً..

بين العطف على حاله الثمل والاعجاب بمرحه وافقت سميرة ان تأخذه الى الشارع الكبير...ونزل هناك بكل شكرٍ واخلاق ...

بعد ايام التقى بها صدفة في العيادة التي تعمل بها بسبب حادث لزميل له في العمل...ونشأت علاقة انسانية لطيفة.


وهاهما يعيشان الان في عش حبهما, لا يمر يومٌ واحد خالٍ من ابداعهما في فصح عواطفهما للاخر...هذه الحالة التي لاتسمح لاي طرف اخر التدخل فيها باي فقرات قانون او بنود دين لايفهم في الحب سوى الرجم او الكفر او العهر....لا يحق لاي طرف حتى الكتابة عنها لانها ملكهما فقط.

في احدى ليالي الفرح والاحتفال اقترح هلال على سميرة الزواج لاسباب ضريبية لامعنى لها ولكنهما بحاجه لها في حياتهما... ضحكت سميرة ووافقت بسرعة لانها تعلم ان لاقيمة لا للضرائب ولا للزواج امام صفاء عواطفهما ... وبالفعل تزوجا ولم يتغير اي شيء في مسار حياتهما الفردوسية
وبمناسبة مرور اربعة عشرَ شهراً على زواجهما... فتح هلال قنينةَ شامبانيا اعلان بدأهم مراسيم ابتهاجهما ...

في هذه المرة أحست سميرة بوغزة بسيطة في احد ثدييها اثناء مداعبة هلال لها....أرتبك هلال خوفا على حبيبته وتوقف مظهراً مخاوفه

- حبيبتي سأذهب معك غدا الى عيادتك ومن ثم اذهب الى عملي.

كعادتها سميرة وبقوة ارادتها في الحياة حاولت ان تخفف من الامر لكي لايقلق حبيبها

- انه امرُ بسيط بالتأكيد ياحبيبي وغدا ستعود الى مداعبتك الحنينة له.

في العيادة كشف الدكتور عليها بشكل مبدأي

- توجد عقدة صغيرة, ربما لاتعني شيئا, ولكننا سنأخذ أشعة للمنطقة وننتظر النتيجة خلال ساعة.

حاولت سميرة تهدئة هلال

- هاهو الدكتور يقول...ربما لا تعني شيئا...حبيبي بأمكانك الذهاب للعمل.

لم يهدأ هلال معلنا مغادرته

- لن استطيع الهدوء , سأعود في فترة الغداء.

وبالفعل وفي فترة غدائه عاد هلال الى العيادة...وجد حبيبته جالسة لوحدها على الطاولة...سيطر الخوف على قلبه...ارتجفت قدماه...حاول السيطرة على استقرار وضعه...رفعت سميرة رأسها اليه بنظرات عينيها الجميلتين ..تختفي وراءها حالة غريبة لم يرَها هلال من قبل على الرٌغم من ابتسامتها الرقيقة.

جلس الى جنبها بقبلة التحية مستعجلاً سماع خبر طيب منها....لم يحصل على خبر طيب.. وفوجئ بأنها مصابة بسرطان الثدي.

مازال الامر غير معلوم في مدى حجمه وتوسعه حيث يتوجب عليها الذهاب الى المستشفى التي تم تحويلها اليها من قبل الدكتور.
بعد الغداء ذهب الاثنان الى الدار حضرا حقيبة المستلزمات واتجها نحو المستشفى.

في المستشفى خضعت سميرة لفحوصات واجراءات كشف عديدة ..لم تكن النتائج تدعو للاطمئنان وتوجب البقاء في المستشفى لليوم الثاني بسبب حضور الاخصائي في سرطان الثدي...في اليوم الثاني كشف عليها الاخصائي وكتب لها ادوية مع مراقبة يومية...اي انها ستبقى في المستشفى.

بعد اربعة ايام من الادوية والمراقبة وتجديد الاشعة صرح الاخصائي بالتحليل والقرار الاخير...الا وهو قطع الثدي خوفا من انتشار السرطان.

لم يعد هناك ضوء في ظلمة حياة هلال حين سمع قرار الاخصائي...نجوم الكون كلها لن تعطي له ضوءاً ودفئاً كالذي كان يشعره مع سميرة, ولا يعلم كيف يواسيها...بينما تحاول سميرة طيلة الوقت ان تملأ هلال بالشجاعة وانها مجرد عملية وسيعود كل شيء على مايرام.

خلال ايام قليلة فقدت سميرة ثديها...بقيت في المستشفى لاجل شفاء المنطقة واجراء اشعة مابعد العملية للتأكد من زوال السرطان...بعد ستة ايام واربع صور أشعة وثلاث لجان تأكد الاخصائي من حالة جسد سميرة ودعى هلال لمقابلة مهمة.

حضر هلال المقابلة مكتشفا في عين الدكتور امورا مخيفة

- ماذا يادكتور هل هناك تحسن وشفاء؟


كان الدكتور في مثل هذه الحالات يمسك بكرة مطاطية صغيرة يضغط عليها مراراً كي يخفي مايدور في داخله من عواطف بسبب حكم عمله


- حاولْ ان تكون قويا لما ستسمعه.... يبدو ان السرطان قد انتشر في جسد سميرة...لم يبقَ لها سوى ايام معدودة....الواجب والمسؤولية عليك الان هي ان تعيشا بسعادة في هذه الفترة القصيرة.


أخذ هلال هذه الكلمات التي كانت ثاقبة لقلبه, محطمة لكيانه, ماسحة لحياته بأكملها...حاول ان يسيطر على تصرفاته مع سميرة والاخرين مخبئاً حزنه والمه...دخل غرفة سميرة...قبلة تحية مع ابتسامة مصطنعة...شعرت سميرة بتلك الابتسامة وذاك الحزن...بكلمات


- حبيبي سنجعل الايام المتبقية استمرارٌ لحبنا.. ايام قليلة ملآها بالحب والذكريات ولعب العشاق,


دموع العاملين في المستشفى تصاحب الاثنين بكل قسم وحتى المرضى والزائرين سقطت دموعهم.


كان يوم الخميس صباحا حين استيقظ هلال من نومه جنب سرير سميرة...فقد قضى تلك الايام كلها معها في المستشفى


- صباح الخير حبيبتي...هل آتي لك الفطور حالاً؟

بصوت خافت حنون متقطع, ترد سميرة

- لا يا حبيبي...لا أظن انني سأحتاج الى فطور بعد الان...

مسك يدها عاصرا دموعه...مسحت سميرة يده باخر قواها على خدها...وقالت

- اسفه ياحبيبي لن اكون الليلة معك لصقت شفتيها على أصابعه..................ماتت سميرة


تحياتي ومودتي

تولام



#تولام_سيرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة الخلية تقضي على الاديان والله
- حول النظرة الضيقة للالحاد
- الداينوصورات تدحض فكرة الخالق
- خدوش منطقية في فكرة الله تجعل وجوده مستحيلاً
- حمئة ورتقا فتقناه وحق الاستفسار....تدحض فكرة الله
- سيرة محمد حسابيا بالارقام
- الدين يتعارض جذريا مع الشيوعية
- مهزلة الاية, وسيرى الله عملكم ورسوله
- آيات من أشعار, أصل جذور الاسلام
- المنطق لايرحم.....المنطق يدحض فكرة الله
- اكثر من تحريف في القرآن
- دور المرأة
- قصة قصيرة: الساقية كل فرحي
- من كتاب قراءة ارامية سريانية للقرآن
- أيها المسلم كيف تؤمن بإله يكذب و يناقض نفسه و ليس صاحب كلمة؟
- المجرات
- قليل من داروين
- سليمان والهاجادا
- سليمان والنمل ونشوء اللغة و الهاجادا
- قصة قصيرة حول معانات المرأة


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - من قصصي.......14 شهر زواج