أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - حتى لا تنتحر الطبقة العاملة بكاملها يأسا من واقعها المزري














المزيد.....

حتى لا تنتحر الطبقة العاملة بكاملها يأسا من واقعها المزري


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتحار سائق سيارة أجرة في الدارالبيضاء بسبب الديون

أقدم سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير، على الانتحار شنقا، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء في مدينة الدارالبيضاء.

وأفادت مصادر مطلعة لـ "المسائية"، أن المنتحر المسمى قيد حياته "ر. و" وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء لا يتجاوز سن أصغرهم الثلاث سنوات، والذي يقطن في حي بورنازيل في العاصمة الاقتصادية، وضع حدا لحياته جراء تراكم الديون التي لم يتمكن من سدادها نظرا لظروفه المادية الصعبة.

وأشارت المصادر نفسها، إلى أن أسرة الهالك عثرت على ورقة كتب عليها "قررت الانتحار على الساعة 00:05، نظرا لتراكم الديون ولأنني لست كفءا لتدبير شؤون أسرتي وأبنائي."

المصدر:
http://www.almassaya.ma/


حتى لا تنتحر الطبقة العاملة بكاملها يأسا من واقعها المزري

قرأت في جريدة المسائية الخبر أعلاه حول انتحار سائق سيارة أجرة بالدار البيضاء بعد أن ترك ورقة يخبر فيها عن سبب اقدامه على الانتحار محملا نفسه المسؤولية عن تراكم ديونه وعن عدم قدرته على اعالة اسرته والمكونة من زوجته وثلاث ابنائه يبلغ اصغرهم سن ثلاث سنوات.

إن الخبر محزن بالفعل ومقلق ومثير للغضب، وقابل للنقاش وطرح العديد من التساؤلات، فما رأي القراء والمثقفون والسياسيون والنقابيون والمناضلون في هذا الحادث المؤلم؟
ان هذا السائق مأجور فهو كأي أجير مغربي آخر ينتمي للطبقة العاملة، والطبقة العاملة في مجموعها وفي كل مكان اصبحت تتعرض باستمرار وبشكل متزايد للقمع الاقتصادي وللافقار وعدم قدرتها المتزايدة على تلبية حاجياتها الاساسية، من خلال ارتفاع اسعار المواد والخدمات الاساسية وغلاء المحروقات وارتفاع الضرائب اضافة الى عطالة الأبناء سواء كانوا حاملي الشهادات أو حاملي السواعد. الازمة الاقتصادية الرأسمالية ما فتأت تتزايد قساوتها وتدمر الأساسات المادية للملايين من أفراد الطبقة العاملة وتدفعهم نحو الفقر المدقع والمجاعة والتهميش والانحرافات المختلفة...

ويبدوا أن الطبقة العاملة التي تتعرض اليوم للقمع الاقتصادي الذي يفرضه عليها النظام الرأسمالي والبرجوازية المهيمنة بدون شريك، غير واعية بذاتها وبقوتها وبقدرتها ان أرادت ذلك على تغيير أوضاعها المتأزمة. فمنذ انهيار سور برلين والمعسكر الاشتراكي السابق نتيجة انحرافاته عن أسس الاشتراكية، أخذت البرجوازية المهيمنة تردد في كل مكان نهاية التاريخ ونهاية الاشتراكية ونهاية الصراع الطبقي وحتى نهاية وجود الطبقة العاملة نفسها بل واعتبارها جزءا من الطبقة الوسطى الهلامية الحدود، بمعنى ان البرجوازية حاربت عمليا امكانية وعي الطبقة العاملة بنفسها حتى لا تتكتل وتقاوم عمليات استغلالها المنهجي واضطهادها الاقتصادي والسياسي. بل استطاعت البرجوازية الالتفاف على كل امكانية لنهوض تكتل طبقي عمالي من خلال تطويقها بأحزاب يمينية وأخرى يسارية وثالثة اسلاموية لتخديرها وبتالي جعلها تقبل تتحمل الاستغلال والاضطهاد وهي مشتتة، بل تلعب المركزيات النقابية أخطر دور في تقسيم الطبقة العاملة وجعلها تتحمل كافة القرارات المناهضة لمصالحها. وتعزز البرجوازية كل هذه الادوات الايديولوجية المخدرة بالقمع البوليسي والمخابراتي لاحباط كل محاولة عمالية للتكتل ومناقشة اوضاعها والبحث عن سبل تحررها.

ان النتائجالتي تحققها الطبقة الحاكمة هو حصول عدم وعي الطبقة العاملة بذاتها وتفتتها وانعزالها وجعلها فريسة للاحباط والتفكك والانحلال، وهنا يمكننا أن نتصور كافة النتائج الوخيمة الممكن حدوثها كالإدمان على المخدرات والفساد المادي والانحلال الاخلاقي وارتكاب افظع الجرائم وصولا الى الانتحار يأسا .... ان الرأسمالية المتهالكة التي لم يعد في مقدورها تجاوز تناقضاتها وازماتها لن تعمل سوى على المزيد من فرض سياساتها التقشفية لنقل ازمتها على كاهل الطبقة العاملة والتي يكون من نتائجها الكثير من الافقار والمجاعات والمزيد من التفتت والانحلال واليأس القاتل ... مواجهة هذا التدهور والتفكك الذي تتسبب فيه البرجوازية المهيمنة لا يمكن ان يتم الا عبر صيرورة من وعي الطبقة العاملة بذاتها واقتناعها بأن مستقبلها هو في توحدها وانتظامها في تنظيماتها السياسية الذاتية من داخلها من أجل الصمود والمقاومة وقلب الاوضاع السياسية والاقتصادية لصالحها بل لصالح الانسانية جمعاء في اطار تضامن عمالي عالمي لا سقاط البرجوازية المهيمنة بدون شريك.

إن المستقبل الذي تخصصه البرجوازية المهيمنة بدون شريك للبشرية مستقبل حالك مليء بالاستغلال والفقر والافقار واليأس والامراض والحروب ...، لكن في ظل كل هذا التشاؤم والاحباط الذي تتسبب فيه الرأسمالية يبرز الأمل عبر توحد الطبقة العاملة ومقاومتها مما يفتح المجال لولادة فجر جديد كله أمل وتفاؤل، لكن هذا الفجر لن يكون الا أحمرا بمعنى فجرا عماليا قائم على الاشتراكية العلمية وفي ظل انعدام كافة انواع الاستغلال والاضطهاد والفقر والحاجة، وهو حلم سبق له ان تحقق جزئيا في الماضي في كمونة باريس سنة 1871 وفي روسيا سنة 1917 وفي الصين سنة 1949، الحركة العمالية العالمية تستفيد من تجاربها السابقة فتحتفظ بما هو ايجابي وتتجاوز ما هو سلبي



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الدولي للقضاء على الفقر
- خروتشوف كذب، لنعيد الاعتبار للرفيق استالين
- صناعة رأي عالمي جديد بعيدا عن كوارث تعمق أزمة النظام الرأسما ...
- نموذج التراكم الرأسمالي البدائي في المغرب والمقاومة البروليت ...
- تأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي
- على هامش ندوة وحدة اليسار
- نحو -يونانية- الأزمة في المغرب !!!
- القطار الفائق السرعة
- الأداة السياسية للطبقة العاملة
- مستجدات الحراك النقابي والسياسي في المغرب
- الوحوش البيروقراطية النقابية تهيمن عبر قرارات لا ديمقراطية
- ضد ذبح الديمقراطية العمالية داخل الاتحاد المغربي للشغل
- نقاش سياسي على هامش مؤامرة البيروقراطية النقابية بالاتحاد ال ...
- الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها على الطبقة العاملة ودورها ...
- إشكالية العمل النقابي في المغرب !
- تطور موقف التوجه النقابي الديموقراطي بالمغرب
- لا مجال للتراجع عن محاربة المافيا النقابية والفساد والافساد ...
- دور البيروقراطية النقابية في تدجين الطبقة العاملة وتشديد است ...
- دردشة حول الطلب الداخلي وأزمة تمويل الاقتصاد المغربي
- محاولة انقلاب فاشلة داخل الاتحاد المغربي للشغل


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - حتى لا تنتحر الطبقة العاملة بكاملها يأسا من واقعها المزري