أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - زعماء المفاجآت














المزيد.....

زعماء المفاجآت


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو بحثنا في الارشيف عن تصريحات زعماء القوى السياسية واعضاء مجلس النواب وبقية حواشي الكتل والاحزاب، لوجدنا اننا امام استنساخ رديء للافكار والاقوال والمناورات، إستنساخ يسجل الركود الفكري والعقم السياسي وغياب الابداع رغم هذا الحشد الهائل من الساسة والتنظيمات، وهذه التوصيفات هي التي ادخلت العراق في مآزق فمن لايبتكر ولايجيد صنعته يسارع دائما الى اصطناع مشاكل وأزمات تبعد الانظار عن فشله او يلقي بمسؤولية هذا الفشل على بقية شركائه الذين يصفهم اعلاميا بإنهم خصوم أو مناوئين وهي حالة تواطئ صارت مفضوحة بين الأطراف الممسكة بالسلطة.
بعض الزعماء السياسيين والنواب يستخدم كل فنون الاثارة ويطرح رصيده الكلامي الحاشد الممل لجذب انتباه وسائل الاعلام والمواطنين نحوه في حالة تنافس محموم على الظهور الاعلامي، ولايتردد هؤلاء في اعتماد الحيل القديمة لجذب الانتباه، فيقول أحدهم مثلا "ان العملية السياسية مقبلة على تحولات مهمة" أو "سنشهد مفاجآت كبيرة" ولايتردد الزعماء في اطلاق تهديدات خطيرة تتوعد بالويل والثبور ضد خصوم داخليين وخارجيين لايجرأون على تسميتهم، بعض الساسة يذكرك بالمنادين على الافلام السينمائية أيام زمان، وهناك بينهم من يشبه بائعي "الحاجة بربع" وهم يروجون لبضائع لاتباع معظمها بربع، والاكثر اضحاكا ذلك الزعيم أو السياسي الذي تشعر إن بضاعته "نامت عليه" وهو يريد الخلاص منها بأي شكل أما التهريج على أصوله فنجده عند بعض الساسة ممن لايقدرون على صياغة جملة واضحة ومع ذلك يعتبرون كل ما يقولونه من درر الحكمة ويحسبون اصغاء الناس لهم اهتماما بما يقولون وليس بحثا عن المهازل المضحكة التي يتفوهون بها.
المضحك الى حد البكاء هو حديث بعض المتمسكين بابقاء الامور على حالها عن حدوث مفاجآت رغم ان صمت هذا المتحدث او غيابه عن وسائل الاعلام هي المفاجأة الوحيدة التي ستكون مريحة، انهم زعماء لايستمعون الى ما يقوله الاخرون بل انهم لايحاولون الانصات الى ما يقولونه هم أنفسهم ولا يستذكرون ما قالوه، هم يعتمدون بشكل أساسي على مستمعين لا يمتلكون ذاكرة ولايردون عليهم كلامهم حتى اذا تذكروا سوابقه.
لقد أثبتت السنوات الماضية ان قوانا السياسية وزعماؤها لايمتلكون أي رؤية لادارة البلاد بل هم لايمتلكون اهداف واضحة لتنظيماتهم السياسية، هم يريدون الوصول الى السلطة فاذا وصلوا اليها ضاعوا فيها محاولين ملاحقة تفاصيلها بردود افعال متأخرة أحيانا وبتصريحات جوفاء غالبا، متوعدين ومهددين وواعدين، لكنهم في كل الاحوال لايبتكرون الا اضاعة الوقت، بالمثل يتيه اولئك الذين يفشلون في الوصول الى السلطة، كل ما يفعلونه هو المناداة على بضاعة تالفة رغم ان السوق مغلق.
يتصور الزعماء ان المواطنين في لهفة لسماع كل كلمة منهم وان ما يقولونه هم انما ابداع لا سابق له، تجدهم يتحدثون في كل شيء لكنهم لايفعلون شيئا، لكن هل هم مخطئون في ذلك؟، الاجابة الصادمة هي "لا" لأنهم يتعاملون مع جمهور يعتبر الكلام فعلا متعاليا لايجرؤ عليه الا من امتلك رجاحة العقل والتأييد الاخلاقي والروحي وان الاقوال مقياس للافعال وليس العكس وهو تصور خاطئ تورط فيه الجمهور والساسة، فالقائد المعاصر هو صانع قرارات وليس خطيبا، لكن القائد المتحدث جزء من ارث الثقافة السياسية الدكتاتورية الذي يزداد رسوخا بعد عشر سنوات من انطلاق الديمقراطية في العراق.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرات تشريعية
- بالون الأغلبية
- ثروة في مهب الجدل
- دولة الكرفان وأي باد أردوغان
- فضيحة: هرب وتهريب
- تعريف الانهيار
- تعطيل الاصلاح
- الباحثون عن حل الأزمة
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - زعماء المفاجآت