أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند البراك - مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة















المزيد.....

مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 17:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم يأتِ حق المرأة بالمساوات من فراغ، و هو لايعود الى ايديولوجيا او احزابٍ بعينها فقط . . و انما هو نتاج قرون طويلة من صراعات انسانية من اجل تحقيق عدالة اجتماعية و من اجل عائلة و طفولة سعيدة تضمن رقي المجتمعات و خيرها و رفاهها . . بتطوّر المرأة و موقعها.
و يرى متخصصون ان الصراع من اجل احقاق الحقوق الانسانية و المساوات، اسفر عن استجابة الحكام العادلين لذلك، و اسفر عن نجاح الثورات التي انتصرت للانسان، اضافة الى بروز المصلحين الدينيين و نجاح الاصلاحات التقدمية التي عالجتها وفق رؤيتها و زمانها، ادّت بالتالي الى لوائح حقوق الانسان التي تبنتها هيئة الامم المتحدة التي تضم عضويتها دول العالم.
و يشدد آخرون ان الحقوق التي حصلت عليها المرأة لم تأتِ نتيجة صدقة او رحمة من جهة ما، و انما بسبب تزايد الدور الحضاري و الاجتماعي للمرأة سواء في العائلة او في المجتمع، حيث تبؤأت المرأة مواقع قيادية في مجتمعات و دول و حركات سياسية و برزت في علوم و آداب، و صلت الى الفضاء و الذرّة . . حيث قدّمت و تقدّم بجهودها مجتمعاتها الوطنية و عموم المجتمع البشري . .
و قد برزت النساء في مجتمعات الدول الاسلامية، عبر انواع الصراعات و اخطرها و رغم انواع التقاليد التي قيّدت حريّتها . . فبرزت منهن وجوه و قائدات سياسيات مهما كانت احزابهن و حركاتهن التي عبّرت عن تطلعات و آمال قطاعات شعبية واسعة في بلدانهن . . كالمعاصرات المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، الفلسطينية ليلى خالد، الكوردية ليلى زانا، العراقية هناء ادور، السودانية فاطمة ابراهيم، المصرية د. نوال السعداوي، الايرانيتان فائزة رافسنجاني و مريم رجوي . . و غيرهن العشرات من مسلمات و غير مسلمات في تلك الدول من ابرز المناضلات في سبيل حريات شعوبهن و قضاياها العادلة من وجهات و زوايا متنوعة، و برزت منهن رئيسات دول اسلامية كـ السيدات ؛ سوركارنو في اندونيسيا، بوتو في الباكستان، شيلر في تركيا . . و لم يسجّل لبلدانهن خروجاً عن الدين او المذهب . . بل بالعكس.
و في بلادنا حققت المرأة على مرّ عهود . . نجاحات خدمت المجتمع و عملت على تطويره من خلال دورهن في العائلة، و من مواقعهن الوظيفية من معلمات و مدرّسات، مهندسات و طبيبات، اديبات و مفكرات، اكاديميّات و فنانات . . الى سياسيات، مناضلات بارزات و شهيدات تخلّدن من اجل حرية و ديمقراطية البلاد في نضالهن الباسل ضد الدكتاتورية و نضالهن كتفا لكتف مع الرجل من اجل بديل للدكتاتورية، بديل ديمقراطي تقدمي اجتماعي، و من مختلف القوميات و الاديان و الطوائف و مختلف الاتجاهات الفكرية . .
من جهة اخرى، و في مناسبة و غير مناسبة و فيما يعتمد المتنفذون في الاسلام السياسي في العراق باطلاً "الاخلاق" لمهاجمة المرأة و انصار حريتها و كرامتها، ناسين او متناسين مقومات صيانة الاخلاق . . يرى العديد من المراقبين السياسيين المحايدين و الكتاب و الصحفيين و وجوه من المجتمع، ان التدهور الاخلاقي على يد الميليشيات المسلحة السنيّة و الشيعية و عصاباتها قد بلغ حداً في البلاد لم يصله في السابق . . بدلالة تزايد وجود الاطفال اللاشرعيين الذي بلغ حدوداً لا يمكن ان تليق بمن يحكم باسم الدين او المذهب، و انما تسئ اليهما . .
حيث تشير وكالات و وسائل اعلام متنوعة الى المعاناة المؤلمة لعشرات الالاف من النساء الارامل و اطفالهن بسبب الفقر، و معانات آلاف الامهات الشابات اللواتي اغتصبن او جرى تزويجهن بالتهديد و بقوة السلاح من رجال لم يعرفن حتى جنسية قسم كبير منهم ناهيك عن اسمائهم الحقيقية في بلاد يشكّل فيها النساء غالبية السكان، بسبب الحروب و الارهاب و صدامات الميليشيات الطائفية و غيرها من الميليشيات المسلحة التي كان ضحاياها من الرجال بشكل عام . .
و يصف ناشطون متنوعون كثيرون الى ان محاولة فرض الحجاب على النساء أو السعي الى تقييد الحريات العامة والخاصة، بكونها مخالفة صريحة للدستور الذي كفل الحريات العامة والخاصة، و ان رجال دين وأحزاباً إسلامية وزعامات عشائرية قبلية تمنع دخول السافرات الى مناطق، و تمنع اقامة الحفلات الغنائية والموسيقى فيها . . وفي تناقض يحمل انواع التفسيرات يُمنع بيع المشروبات الكحولية فيما يُشجّع او يُغضّ النظر عن تزايد تداول و تعاطي المخدرات . . في مناطق تزداد اتساعاً من البلاد رغم مرور 10 سنوات تقريباً على التحول المفترض نحو الديموقراطية .
و دون مناسبة او حدث ما، و في الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد . . تأتي دعوة الشيخ الاعرجي امام جمعة الكاظمية، للحكومة الى ( منع النساء السافرات من دخول مدينة الكاظمية واحترام قدسيتها و . . طالبنا مراراً وتكراراً الحكومة العراقية والجهات المسؤولة بأن تصدر قراراً يقر اللاءات الأربع في الكاظمية وهي لا للتبرج ولا للغناء ولا للخمر ولا للقمار حتى نحافظ على قدسية المدينة لأنها تحتضن الإمامين المعصومين الكاظم والجواد) و قال مهدداً بـ ( اللجوء إلى الضغط الشعبي الإسلامي على الحكومة التي تدعي الإسلام والتشيع ) . .
و يتساءل كثيرون عمّا يعنيه الشيخ و عمّاذا يريد، فالحضرة الكاظمية و مراقدها المقدّسة مصانة و محترمة قدسيتها من كل فئات الناس من البلاد و منذ زمان طويل، و الزائرون اليها تمنعهم ذواتهم و احترامهم للائمة من كل ما يعكّر صفو ذلك . . و يتساءل آخرون هل من وراء ذلك دعوة لإشاعة المزيد من الطائفية او انها ارضاء لجهة اقليمية ما . . لأن من عاش و يعيش في قضاء الكاظمية الفسيح يعرف و منذ زمان و عهود ان لا نادي فيها للخمر او القمار، او للرقص و الموسيقى بل و حتى لاسينما و لا مسرح فيها، و يصلون الى ان الغاية من ذلك ليس الاّ محاولة لفرض الحجاب على النساء و السعي الى تقييد الحريات العامة والخاصة في اطار توسيع ذلك التوجه الشمولي في العاصمة بغداد، و كما سبق ذكره .
و بسبب ما احدثت تلك التصريحات من ضجة و مطالبات لحكومة المالكي للوقوف بوجهها، من وجوه اجتماعية و سياسيين و برلمانيين و منظمات مجتمع مدني رجالا و نساء . . استناداً الى الدستور الذي ينصّ على مواد يفترض أنها تحمي الحريات الشخصية والعامة، إذ تنص المادة الثانية منه على أنه " لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديموقراطية "، كالمادة الخامسة عشرة " لكل فرد الحق في الحياة والأمن والحرية". و المادة 17 " لكل فرد الحق في الخصوصية الشخصية "، و ألزمت المادة 37 الدولة بـ " حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني ".
و يحذّر مراقبون من ان تلك الدعوات، تثير مخاطر عملية، بسبب وجود احزاب منظّمة تقود و تشارك في قيادة الدولة و الحكومة، و لها اعضاء ينشطون و يتدربون على جعل الانحياز الطائفي و الديني سياسة و نظاماً شمولياً . . دخلت و تدخل عليه اساليب احزاب و منظمات ارهابية كالقاعدة و العصائب و غيرها من قوى اقليمية .
و تزداد التساؤلات عن . . هل ان تلك الدعوات و امثالها كالفتوى التي اطلقها شيخ معمم آخر، و افادت بـ ( انتقام الامام الغائب من الاكراد ان ظهر) . . هل تهدف تلك الدعوات و الفتاوى الى اعاقة جهود ناشطين في محاولتهم لإخراج احزابهم الاسلامية الشيعية و السنية من فخ و محن الطائفية، اثر ازدياد السخط الشعبي عليها ؟ بعد ان لم تؤدِّ محاصصاتها الاّ الى خراب البلاد و العباد، رغم جهود مخلصة تبذل في اطارها بلا جدوى ملموس حتى الآن . . و امام مايحصل يتساءل باحثون، هل لايزال البعض يعتقد ان الموقف من حقوق المرأة، هو موقف ديني مذهبي اخلاقي، ام هو موقف سياسي ؟؟

6 / 11 / 2012 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضيّتنا الوطنية و المصالحة التحاصصية
- عندما يصرفْ الشعب على الحكومة !!
- جديد في صراعات المنطقة ! 2
- جديد في صراعات المنطقة 1
- الحكومة و الدولة المدنية، الى اين ؟
- لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
- حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)
- فيتو الفقيه و مخاطر (القاعدة)
- - قوة ايّ مكوّن، من قوة و تعاون كلّ المكوّنات -
- ماذا سينتظر الحكومة ؟
- مادلين مطر و اعراس-خريف البطريك-
- في رحيل المناضلة - حليمة علي -
- اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟
- عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟
- مخاطر حكومة (اغلبية)
- عن تحريم الحائري لإنتخاب علماني . .
- -المدى- و ديمقراطية تكميم الافواه !
- الدولة القاصرة . . و الآفاق !
- السلاح و . . ثقافة التعددية و الحلول السلمية !
- مخاطر فكرة وحدة فورية مع ايران !


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند البراك - مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة