أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)














المزيد.....

ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


" من نافذة القطار يمكن رؤية الرجال يجلسون أمام بيوتهم ويكفي إلقاء نظرة واحدة على وجوههم لمعرفة المستقبل الذي ينتظرهم" ماركيز
تحولت (السماء) إلى أبنية وإختفى (الأفق) أمام النظر، وإنتقلت كل ما كانت في القلوب إلى بعض الجيوب، وأصبحت حتى أرصفة الشوارع في خدمة التجار، ولا تسأل عن مصيرالأراضي التى كانت تنتج الغلال منذ بدء الخليقة، ولا عن الوديان التي كانت تنتظر مياه السيول عندما كانت السماء تمطر بغزارة، ولا عن المدارس التي تعلم فيها أجيال، ولا عن الجامعة التي تحولت إلى عزبة، وتحول الطامعون في الممتلكات العامة إلى مليارديرات لأنهم يملكون قدرات هائلة في فن الإنحناء أمام من منحوا لأنفسهم شريعة السماء. إنهم يمحون ذاكرة هذه المدينة من الوجود، كما أخفوا الملفات أمام الأنظار والتي كانت تروي حقيقة كل فرد وما عمل وراء الكواليس بدون خجل. أحزن الآشياء أن تعرف جيداً ماذا فعل بعض من يتصدر أسمائهم عدد من المحلات العامة المشيدة بأموال من يُسمونهم بالشعب، وماذا كانت حقيقتهم. كل شئ ممكن عندما تنمحي الذاكرة، وتتحول النكرات إلى إسماءعلم ويتحولون إلى أبطال من دون أي عمل بطولي، مع إعترافي بأنه لم يتشكل عندى مفهوم محدد للبطولة بعد. ُُُأزهقت أرواح كثيرة، ودُفِع بالألاف للهجرة إلى المنافي، وهُدرت علناً كرامة الكثيرين من أمثالي، من قبل مسلحي من هم يتقاسمون اليوم حتى الأرض والسماء، بفعل قتالهم الضاري من أجل الإنفراد بهذه المدينة وصبغها بلون واحد بدلاً من إحتفاظها بألوانها المزركشه .
لأكون أكثروضوحا مع إعترافي بأن إنطباعاتي عن مدينة أربيل التي وصلت إليها من السويد يوم الثامن والعشرون من أكتوبر المنصرم ما زالت أولية، وإنها تشكلت أثناء تجوالي في شوارعَ تُزّيَن بمعالم معمارية تُحاكي أمزجة السلاطين وبطابوق يُستورد من خارج الحدود إلى موطنٍ تعلمت منه البشرية جمعاء فن الفخار وصناعة الطابوق، وأنا أتأمل في وجوه كلها غريبة وسط غابة من الأسماء العجيبة، حذراً من سيارات مسرعة أثناء عبوري للشوارع أو عندما لا أجد شبراً فارغا من أرصفة تُحرم السابلة من السير عليها . خلال تجوالي تدفقت الكثير من الذكريات الأليمة والمحزنة إلى السطح جملة واحدة لأحداث كانت من بين الأسباب التي دفعتنى إلى النزوح عن هذه المدينة وتحمل الكثير من الصعوبات وأشدالمخاطر بعد أن بلغتُ درجة اليأس لعدم وجود من يستعد حتى لسماع مظلومية الناس الذين يأبون الإنحناء، محاولاً للبحث عن إجابة على سؤال جوهري: هل أقترفوا كل هذه الأثام ليحولوا هذه المدينة إلى مدينة مصابة بمرض أشبه بمرض الزهايمر الذي يُصيب الإنسان من أىّ شئ أخر.
ومن بين ما تذكرت:
طرقت باب منزلي السيدة هه تاو ( تعني الشمس) وطلبت مني، وهي مرتبكة، أن أرافقها إلى البيت الذي يسكن فيه إخوانها وأمها لكي أُقنع مجموعة من الرجال تجمهروا لغرض فرهود(نهب) مافي الدار و أن أساعدها لإقناعهم بالإبتعاد عن البيت الذى ترك الرجال حمياته للنساء لأنهم كانوا واعين بالمصير الذي كان ينتظرهم لو وقعوا في قبضة المتأهبين للإنقضاض على المسكن.
(يتبع)

أربيل 6/11/212



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)
- ماكنت أحلم به…(10)
- تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)
- من أوراق باحث عن اللجوء (1)
- 23// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(9)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)