أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الشرقاوى - حديث قبل الفجر و بعده ( الإحتياج ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر مقال تحليلي و دراسة موضوعية جديدة ..... بقلم الباحث جمال الشرقاوي















المزيد.....


حديث قبل الفجر و بعده ( الإحتياج ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر مقال تحليلي و دراسة موضوعية جديدة ..... بقلم الباحث جمال الشرقاوي


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 13:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الإحتياج ............ ليس هو أن يمُدُّ الإنسان يده للآخر كي يستجديه أي ( يشحذ ) منه أو يطلب منه ( الحَسَـنة ) و لكن ( للإحتياج ) أشكالا كثيرة و متعددة .

قد كنت أتكلم هاتفيا على الموبايل مع صديقتي السيدة المحترمة الوقورة مدام ( ..... ) مثل كل ليلة نتكلم من بعد الثانية عشرة ليلا حتى يؤذن الفجر ثم نصلي الفجر ثم نعود لحديثنا إلى ما شاء الله أن يكون و قد كتبت هذا المقال بعد انتهائي من صلاة الفجر مباشرة في اكتوبرــــ الثلاثاء 30 - 10 - 1012 م و في أثناء الحديث الشيق العذب و الهامس الرقيق جاءتني فكرة البحث ( الإحتياج ) و هى أيضا من نتاج حوارنا اليومي الجميل .

فقد قال الله تعالى عن الإحتياج { للفقراءالذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا و ما تنفقوا من خير فإن الله به عليم } [ البقرة ـــــ 273 ـــــ ]
مع ملاحظة ـــــــ { لا يسألون الناس إلحافا } أي رغم فقرهم و احتياجهم { لا يسألون الناس } بل و لا يحرجون الناس من الأصل بسؤالهم { إلحافا } أي إلحاحا في المسألة
و أيضا قال الله تعالى { و الذين تبوؤوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مِمَّا أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } [ الحشر ـــــــ 9 ـــــــ ]
مع ملاحظة ـــــــ { و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة } أي يعطون ما عندهم لغيرهم من المحتاجين و لو كانوا هم أنفسهم بهم { خصاصة } أي محتاجين
و كذلك فقد ورد في السُـنة النبوية الشريفة كثيرا عن الفقر و الحاجة و العوز [ حدثنا موسى بن إسماعيل و داود بن شبيب قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني أن أنس بن مالك قال أقيمت صلاة العشاء فقام رجل فقال يا رسول الله إن لي حاجة فقام يناجيه حتى نعس القوم أو بعض القوم ثم صلى بهم و لم يذكر وضوءا ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ....... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث
مع ملاحظة ــــــــ [ إن لي حاجة ] و هى عامة مطلقة بمعنى أي شيء
كما ورد في حديث آخر [ قال صلى الله عليه و سلم إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس ] ( حديث صحيح في إرواء الغليل ) و متفق عليه
مع ملاحظة ـــــــ [ عالة يتكففون الناس ] أي فقراء يحتاجون للمساعدة و يستجدون الناس

و هنا نرىَ كما في الآيات القرآنية الشريفة و أيضا في الأحاديث النبوية الشريفة أن ( الإحتياج ) يأتي عامَّا مطلقا بمعنىَ أن المحتاج هو من يريد أي شيء و لكن في دائرة المال و الطعام و الشراب و الكساء مِمَّا نطلق عليه مُسَمَّىَ ( الضروريات ) و أسمِّيه أنا ( الإحتياج المادي ) و هذا ما ذكر في الدين الإسلامي بصفة عامة و لذلك شرَّع الله سبحانه و تعالى الصدقات و الزكاة و حث المسلمين على الإحسان إلى الفقير و المسكين و ابن السبيل و ما إلى ذلك و لكن هناك شيئا آخرا من ( الإحتياج ) لم يُذكر في القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة بل هو ذكر ضمنيَّا و غفل عنه الفقهاء القدامىَ و لم يذكروه في نشوة قوة الإسلام و حلاوة انتصاراته و أوج قوة الدولة الإسلامية و عظمة تاريخها المندثر و هو ما أطلق عليه ( الإحتياج العاطفي ) أو ما أسميه أنا أيضا ( الإحتياج الحسِّي ) فلمَّا كانت الدولة الإسلامية قوية و في حالة من الرفاهية بسبب توسعها الإسلامي و نشر الإسلام في دول عديدة فقد كان يأتيها ( الخراج ) من كل حدب و صوب و هو ما نسميه اليوم في لغاتنا المعاصرة ( الضرائب ) و كان المسلمين في بحبوحة من العيش و لم تكن الدولة الإسلامية في حالة ضعف و لا تمزق و لا انهيار فكان الطعام و الشراب و الكساء و المال و غيره يُفرض من بيت المال لكل ( محتاج ) و كان هناك تكافل اجتماعي طبيعي في المجتمع المسلم فكانوا يدرجون ( الإحتياج العاطفي ) أو ( الإحتياج الحسِّي ) تحت بند الفجور و الزنىَ و الفسق و السبب في ذلك هو بساطة الحياه و وجود كافة ( الإحتياجات الضرورية ) التي تعين الفرد و المجتمع المسلم على التحصن و الزواج و مسألة الحب هى مسـألة غير واردة بالمرة في حسابات الفقهاء و العلماء و المجتمع المسلم في ذلك الوقت و كان البديل الوحيد عن ( الإحتياج العاطفي ) أو ( الإحتياج الحسِّي ) هو الزواج و لكن الآن في عالمنا المعاصر و الكل يرىَ ما يعانيه المجتمع المسلم من تفسخ و فقر و بطالة و عنوسة و فقر فكري و فقر مادي و معنوي و غلاء للأسعار و حالة إنعدام وزن تامة في مجتمعاتنا الإسلامية و بالطبع من هذه الأشياء التي تتأثر بما يحدث في المجتمع و تؤثر فيه مسألة ( الزواج ) فقد أصبح تجارة و أصبحت المرأة سلعة لا يحصل عليها إلا من يدفع أكثر بحجة ( إنه جايب قيمته ) و هو تحايل على الشرع فقد ورد في الحديث الشريف أن الموافقة على الرجل في عملية الزواج ليس ( بقيمته ) أو بماله و لكن ها هو المعيار الحقيقي من الحديث الشريف و هو ( الدين و الخلق ) [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا خطب إليكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد عريض ] ( حديث حسن في مشكاة المصابيح ) رواه الترمذي .......... و هذا بعينه ما يحدث اليوم انتشرت فتنة الزنى و مقربات الزنىَ و ( الإحتياج العاطفي ) البديل عن الزواج و هذا الإحتياج هو ضرورة مُلحة فرضتها الظروف و الواقع على المجتمع المسلم فالكل يزني في الموبايل و الكل يزني و على شبكة الأنترنت و على صفحات الفيس بوك و عبر غرف الشات التي تعد غرف نوم لممارسة الجنس و الدعارة و الفسق و الفجور و الإنحلال الديني و الأخلاقي و نشر الإباحية بكل يسر و سهولة !!!! و السبب ليس هو التقنية العلمية الحديثة و ظهور الأنترنت و الشات و الموبايل و لكن الدافع الحقيقي لكل هذا هو ( الإحتياج العاطفي ) أو ( الإحتياج الحسِّي ) فقد أصبح متيسر لكل محتاج لا يستطيع أن يتحمل تكاليف الزواج و كل محروم لا يستطيع ممارسة الزنىَ في الواقع سواء أن كان رجلا أو امرأة أن يمارسا الزنى بكل بساطة و يصلا لمرحلة النشوة و بلوغ المتعة في يسر و سهولة و الحق يُقال ليس هؤلاء المحتاجين و المحرومين هم الملومين بل علماء و فقهاء المسلمين و أولي الأمر الذين بيدهم الحل و العقد الذين لم يراعوا ( الإحتياج العاطفي ) و استفحال أمره و عظم خطره على الناس و شاركوا في مؤامرة غلاء نفقات الزواج ........... و على سبيل المثال رجل تعدى الثلاثين أو الأربعين و لم يتزوج ووجد أمامه من تستطيع أن تعطيه ما يحتاجه ( إليكترونيا ) على الموبايل أو الفيس بوك هل يتمزق شوقا و ألما و حرمانا و قد وجد ما يُروِّحُ به عن نفسه ؟! فإنه لن يسأل نفسه حنيئذ عن الحلال و الحرام لأنه في ساعة ( الإحتياج ) يتساوىَ الحلال مع الحرام عند ( المحتاج ) لأنه لا يرى إلا ما يحتاجه و لا يفكر إلا فيما يريده و تذهب نفسه إليه عنوة من طول الحرمان و ليس من طول الصبر ..... و هل نقول لامرأة في سن الثلاثين أو الأربعين عانسا لم تتزوج و قد وجدت من يداعب أنوثتها لا تزنين ( إليكترونيا ) ؟! فهذا درب من الخبال لأننا لو قلنا ذلك فلن يسمعنا أحد لأننا نكلم محرومين يريدون أن يجربوا و لم يجدوا الفرصة فمتى ما وجدوها اقتنصوها بأسنانهم و هناك سيدات أرامل و رجال مطلقين لزوجاتهم فلا السيدات يعثرن على زوج بديلا عن الزوج الذي مات و لا الرجال يستطيعون أن يتزوجوا مرة أخرى و هم بشر في أول الأمر و نهايته فماذا نقول لمثل هؤلاء ؟! تعففوا !!!! فهم ليس لديهم أدنىَ ذرة من التعفف فلماذا نأمرهم بما لا يستطيعونه ؟! و نحن أيضا لا نشجع على الحرام و ارتكاب المعاصي و الذنوب و لكنه الواقع المؤلم المرير الذي خرج على نطاق الشرع و تنفيذ الشريعة للأسف فإن هذا الواقع قد اخترق الشريعة الإسلامية و تعدَّىَ حدودها و أفلت زمامه و الدافع هو القهر و الحرمان فلماذا بإسم الدين و الشرع نكلف هؤلاء المحرومين فوق طاقتهم و الدين و الشرع بريئا تماما من المتشددين و الجاهلين و قد قال الله عز و جل { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا مالا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة ـــــ 286 ـــــ ] إن القرآن الكريم إذا ما سبرنا أغواره من خلال هذه الآية القرآنية الشريفة فقط وجدنا أن الله سبحانه و تعالى رحيم بالبشر في تشريعه فقد قال { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } و الخطأ وارد في كل لحظة فهل في كل لحظة سيكتسب الإنسان ذنبا جديدا ؟؟؟؟!!!! بالقطع لا و إن كان هناك من يكتسب كل لحظة ذنبا جديدا و هو الكافر بالله تعالى و المشرك و الملحد و الزنديق لإنه ليس بعد الكفر ذنب أمَّا الإنسان المسلم الذي آمن بالله تعالى ربا و رضى به إلها و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا فلن يكن حريصا على اكتساب الذنب في كل لحظة أليس كذلك ؟! إذن هنا تتجلى الرحمة الإلهية بالعبد المخطىء لأنه لا يخطىء ( بمزاجه ) لأنه يعلم أنه سيعاقب على هذا الخطأ إذن فلماذا يخطىْ إذن ؟! و الجواب هو أنه يخطىء بدوافع الحرمان التي ذكرناها و هى الميل الغريزي الطبيعي بين الرجل و المرأة و توفر الشروط التي ساعدت على الخطأ سواء في واقع الحياه بالتقاء الرجل بالمرأة في خلوة أو على المستوىَ الإليكتروني باختلاء المرأة بالرجل في ( الشات ) من خلال الفيس بوك و أشياء أخرى فربما يكن الشخص خجولا بجانب الفقر و ( الإحتياج ) يتمنىَ أن يفعل شيئا و لكن يمنعه الخجل فإذا ما سنحت له الفرصة و توفرت له الظروف المساعدة أخطأ بكل قوة ( ربما مع تأنيب الضمير ] أليس هذا واردا بل هو أمرا طبيعيا ؟! و لذلك ورد في الآية القرآنية الشريفة { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } و هو من قبيل الخطأ الوارد على ابن آدم و ليس من قبيل الذنوب و المعاصي و الذي يؤيد ذلك هو الحديث الشريف الصحيح [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : غفر لأمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ] ( حديث صحيح في إرواء الغليل ) و هنا نلاحظ في الحديث الشريف ثلاثة محاور هامة من خلال ثلاث كلمات هن [ الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ] و [ الخطأ و النسيان ] يعرفهما الكل و لكن [ و ما استكرهوا عليه ] تشمل الحرمان ــــ الفقر ــــ الإحتياج ــــ و لذلك من يتدبر الدعاء في الآية القرآنية الكريمة { ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } و هذه خصيصة لهذه الأمة الإسلامية أمة الزمن الأخير و هو أصعب زمن على الأرض كلها من كثرة ما فيه من فتن فليس من العدل أن أعاقب من كانت فتنته أشد و يقع في الخطأ رغما عنه بل إن الخطأ في هذا الزمان جزءا رئيسيا من نسيج الحياه مثل من كانت فتنته ضعيفة و لذلك كانت العقوبات في الأمم السابقة على الأمة الإسلامية عقوبات فورية و لكن في هذه الأمة الإسلامية تؤجل التوبة إلى ما قبل موت الإنسان بدقائق أباح الله تعالى له التوبة [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( ك ) عن رجل ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و هذه الأدلة من القرآن الكريم { و قالوا مهما تأتنا من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } [ الأعراف ـــــ 132 ـــــ ] فماذا حدث نتيجة تكذيبهم ( اليهود ) رسولهم سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام جاءهم العذاب سريعا { فأرسلنا عليهم الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم آيات مفصلات فاستكبروا و كانوا قوما مجرمين } [ الأعراف ـــــ 133 ـــــ ] و أيضا { فلمَّا كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون } [ الأعراف ـــــ 135 ـــــ ] و النتيجة أن العقاب كان فوريَّا { فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا و كانوا عنها غافلين } [ الأعراف ـــــ 136 ـــــ ] و أيضا { فبدَّل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون } [ الأعراف ـــــ 165 ــــــ ] و أيضا { فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم و بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل } [ سبأ ـــــ 16 ــــــ ] و أيضا { فأمَّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق و قالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة و كانوا بآياتنا يجحدون } [ فصلت ـــــ 15 ـــــ ] فجاء العذاب مسرعا إليهم { فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا و لعذاب الىخرة أخزى و هم لا ينصرون } [ فصلت ـــــ 16 ـــــ ] و نكتفي بهذا القدر من الأمثلة كشواهد على صحة حديثنا ـــــــ كي نرتفع بفضل الله تعالى عن أكاذيب المغرضين الجاهلين الذين سوف يهاجموننا فور قراءة البحث مباشرة ـــــــ و لذلك فمن يفعل الخطيئة على ( إحتياج ) أو ( حرمان ) أو ( فقر ) أو ( عوز ) أو ( مسكنة ) أو ( الذل ) أو ( التهديد ) أو مايشابه ذلك مِمَا لا قوة للإنسان على دفعه و أهم ما نلفت إليه أنظار الكل هو ( الوقوع في الزنا في الواقع الحقيقي أو الإليكتروني سواء كان على التليفون أو بالمشاهدة أو على موقع الفيس بوك في الشات ) أي تضطره إلى ذلك الظروف اضطرارا بسبب الميل الفطري الغريزي من الرجل للمرأة أو من المرأة للرجل فهذا أقوى دافع لأن الله سبحانه و تعالى خلق الشهوة في الإنسان كما خلق الإيمان فقال جل في علاه { و نفس و ما سواها ـــــ فألهمها فجورها و تقواها } [ الشمس ـــــ 7 ـــــ 8 ـــــ ] فهو معفو عنه طالما لا يستطيع ان يغلب نفسه و أصبح في حالة ( اضطرار ) لإن الشهوة دائما تطرق القلوب و تلح عليها و تستزيد في طلبها و ( المحتاج ) لا يستطيع أن يتحصن أو يتعفف بالطرق القانونية أو الشرعية و مع المغريات و الكاسيات العاريات و المتغنجين و المفضوحين المقبوحين و انتشار الخلاعة و المجون و مقربات الزنى مثل التبرج الفاضح على يد الرجال أو النساء فالرجل له إسلوبه في إغواء المرأة و المرأة لها طريقتها في إغراء الرجل و هنا سيضعف الصبر و يحدث المحظور من الوقوع في الزنا لا محالة خاصة مع طول الصبر و مكابدة الشهوة بالإضافة إلى التقدم في العمر و عدم الإستطاعة على الحلال سيكون الوقوع فى الزنا أسهل من أي شيء آخر و خاصة ( الزنا الإليكتروني ) على ( الشات ) من خلال شبكة التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك ) و لذلك قال الله تعالى في نهاية الآية القرآنية الشريفة { ربنا و لا تحملنا مالا طاقة لنا به } [ البقرة ــــــ 186 ــــــ ] و أهم شيء لا طاقة للإنسان عليه هو ( الإحتياج ) بلا مواربة و لا خوف من الإنتقاد و بالتالي من توابع المعنى الخفي في الآية القرآنية الشريفة { ربنا و لا تحملنا مالا طاقة لنا به } [ البقرة ـــــ 286 ـــــ ] أي لا تؤاخذنا يا ربنا العليم بنا و بما خلقته فينا من شهوة و ميل و ( احتياجنا ) القاسي على أخطاءنا فيما فعلناه في تلك الحالة أي حالة ( الإضطرار ) التي لا طاقة لنا عليها و لا على احتمالنا و لذلك ختم الله تبارك و تعالى الدعاء الكريم فقال جل جلاله { و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة ـــــ 286 ـــــ ] إنتهى الدعاء بالعفو و المغفرة و الرحمة بعد أن وقع الإنسان في شبكة ( الإحتياج ) و مارس الخطأ ( مضطرا ) { أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة ـــــ 286 ـــــ ] و لماذا النصرة على الكافرين إذن في نهاية الدعاء في سورة البقرة ؟! أي لماذا ذكر الله تعالى الكافرين في نهاية هذا الدعاء ؟! و الجواب إن الكافرين هم الذين يروجون للخبائث في ديار المسلمين و يجرونهم إلى الفاحاشات و من الفاحشات تزيين المعاصي و تقريب الزنا عن طريق التبرج و ترك العفة و قد حدث هذا فأخذ المسلمين ( المحتاجين ) ( المضطرين ) العفو و الرحمة و المغفرة و أخذ الكفار الهزيمة و الخزي و يوم القيامة لهم عذاب النار و هنا نلفت الأنظار أيضا إلى أن الله سبحانه و تعالى يعلم ظروف البشر و ضعفهم و يرحمهم و يعفو عنهم و يغفر لهم ..... فمن العبث أن يأتي من يقهر الغريزة التي خلقها الله تعالى في الناس بفتاوىَ ( عبيطة ) بعدما داعبها شبح ( الإحتياج ) القاسي ..... إذن ما نسمِّي ( الزنا الإليكتروني ) الذي يحدث نتيجة ( الإحتياج ) طالما هو خطئا أو ذنبا و ليس معصيَّة و ما هو كفارته ؟! نقول بالله تبارك و تعالى هو ( لمم ) أي من صغائر الذنوب و خاصة أن له دوافع في النفس و هو ( الإحتياج ) أو ( الإضطرار ) و قد ورد ذكر ( اللمم ) في القرآن الكريم في سورة ( النجم ) { الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض و إذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقىَ } [ النجم ـــــــ 32 ـــــــ ] و قد جاء في تفسير الحلالين و تفسير الميسر ما نصه حول { اللمم } [ النجم ـــــ 32 ـــــ ] ( فقالوا هو صغار الذنوب كالنظرة و القبلة و اللمسة فهو استثناء منقطع و لكن المعنى { اللمم } [ النجم ـــــ 32 ـــــ ] يُغفر باجتناب الكبائر ) و أنا أؤكد حتى الكبائر لو وقع فيها الإنسان نتيجة ( الإحتياج ) و ( الإضطرار ) فهو معفو عنه إلى أن تنتهي حالة ( الإحتياج ) أو حالة ( الإضطرار ) هنا يُعاقب الشخص على فعله طالما خرج من دائرة ( الإحتياج ) و ( الإضطرار ) و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم و هذا الحديث الشريف يوضح هذا [ أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان حدثنا و أنبأنا أحمد بن سيار قال حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم و قال أحمد في حديثه قال ـــــ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن ثم التوبة معروضة بعد ] ( حديث صحيح في سنن النسائي ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... و هنا نسأل سؤالا هامَّا هل يقع الإنسان في المنكرات فلا يكون مؤمنا ثم يجتنبها فيصبح مؤمنا ؟! و الجواب هو ( نعم بكل تأكيد ) لأنه ليس أن يكون الإنسان مسلما أو مؤمنا أنه ملاكا من الرب سبحانه و تعالى لن يقع في الأخطاء و المنكرات و لكنه بشر تجري عليه رغم إسلامه و إيمانه كل عوارض البشرية من المرض و الفقر و الجهل و ( الإحتياج ) و ( الإضطرار ) و الوقوع في المعاصي و الذنوب و المنكرات و الأخطاء يقع في كل هذا نتيجة ( الخطأ ) و ( النسيان ) و ( الإستكراه ) و ( الإحتياج ) و ( الإضطرار ) و ( العوز ) هنا يرتفع فعلا إيمان الفرد لحين اقترافه المعصية و لكنه يظل على إسلامه لأنه قارف المعصية و هو ( مؤمن ) و ( مسلم ) فحين ارتكاب المعصية ارتفع ( الإيمان ) و بقي ( الإسلام ) لأنه ليس بكافر بالله تعالى رغم اقترافه المعصية فظل على أصل ( إسلامه ) و بعد انتهائه من عمل المعصية إستغفر الله تعالى فعاد إليه ( الإيمان ) مرة أخرى و لذلك ( التوبة ) معروضة كما في الحديث الشريف [ ثم التوبة معروضة بعد ] و الأجمل في الحديث بل و الأبعد من حالة ( الإضطرار ) أو حالة ( الإحتياج ) أن الرسول صلى الله عليه و سلم حينما ذكر أن المؤمن يشرب الخمر و يزني و يسرق لم يذكر ( الإحتياج ) و ( الإضطرار ) يعني أن الإنسان المسلم سيقع بل و هو واقع بالفعل في المنكرات سواء ( مضطرا ) أو ( محتاجا ) أو بدون ( احتياج ) أو ( اضطرار ) ثم بعد ذلك يتوب و من هنا كانت التوبة و العفو و الرحمة و المغفرة أبلغ في النفس و أوقع ( للمحتاج ) و ( المضطر ) مع ملاحظة أن ما ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم كله من الكبائر مثل ( السرقة ) و ( شرب الخمر ) و ( الزنى ) إذن أفلا تستحق صغائر الذنوب المتمثلة في { اللمم } [ النجم ـــــ 32 ـــــ ] ( إحتياجا ) و ( اضطرار ) للعفو و الرحمة و المغفرة و التوبة ؟! و الجواب هو تستحق العفو بجدارة و امتياز و الدليل هو من السـُـنة النبوية الشريفة [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفري الله و توبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم و الإستغفار ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( هب ) عن عائشة ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ...... و انظروا لكلمات الحديث الشريف الصحيح [ إن كنتِ ألممتِ بذنب ] ماذا تفعل السيدة عائشة رضى الله عنها أم المؤمنين [ فاستغفري الله و توبي إليه ] لماذا يا رسول الله ـــــ صلى الله عليه و سلم ـــــ [ فإن التوبة من الذنب الندم و الإستغفار ] و ماذا كانت تهمة السيدة عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها و زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم .... إتهموها المنافقين في ( حادثة الإفك ) بالزنا مع الصحابي الجليل صفوان بن المعطل رضى الله عنه ..... و نرى الرسول صلى الله عليه و سلم يأمرها ( بالإستغفار ) !!!! لماذا لأنه من { اللمم } [ النجم ــــ 32 ــــ ] و السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها بريئة تماما من هذا الذنب و لكنه درسا عظيما لتعليم الأمة الإسلامية كيف تحكم على الأفعال من الناحية الشرعية فليس الحكم بالتنطع و التشدد و ليس بالتساهل و الغباء و لكنه الحكم من وراء دوافع تدفع الشخص للخطأ و أيضا الحكم بمراعاة الزمان و المكان و ظروف السائل حتى يكون الحكم الشرعي في الواقعة حكما سليما و ليس اعتباطا و نختتم أدلتنا في هذا البحث بهذا الحديث القدسي الشريف العطر [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول الله تعالى من عمل حسنة فله عشر أمثالها و أزيد و من عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو أغفر و من عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة و من اقترب إلى شبرا اقتربت إليه ذراعا و من اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا و من أتاني يمشي آتيته هرولة ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( حم م ه ) عن أبي ذر ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و الخروج من هذه الأزمة يكاد يكون مستحيلا على المستوى الإليكتروني أمَّا في الواقع فلابد من إشباع حاجات الناس أولا حتى يعودوا للإيمان عودة الواثق بقوة و من هنا يأتي الإحصان و العفاف ..... و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة عاشق
- قصيدة أسد الشعر العربي يعترف
- قصيدة ظلام
- قصيدة قالولي قلبَك اختارني
- قصيدة فاهجري كما تشائين
- قصيدة حاولت بعدكِ النسيان
- أغنية يا صاحبى ويوم هنعدى
- أغنية - آه لو تيجى -
- قصيدة إرتكبتُ جريمة الشعر
- قصيدة قصيدتي الأنثىَ
- قصيدة أتحدىَ
- قصيدة الكل باطل
- قصيدة الحُسَينُ يُقدَمُ لِلمُحَاكمَة
- أغنية حبيتك حب جديد
- قصيدة عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
- قصيدة أخاف لو أحببتها
- الرئيس المصري الإخواني الدكتور محمد مرسي في الميزان ماذا قدم ...
- قصيدة إللي تمسح كل شيء
- أغنية تهت ف السنين
- أغنية من زمان


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الشرقاوى - حديث قبل الفجر و بعده ( الإحتياج ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر مقال تحليلي و دراسة موضوعية جديدة ..... بقلم الباحث جمال الشرقاوي