أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - أنا عميل














المزيد.....

أنا عميل


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 22:42
المحور: كتابات ساخرة
    


أختلط الحابل بالنابل وعم الصياح وتعالت الأصوات داخل مقهى الأدباء وسط مدينة البصرة.
الناس في خارجها راحوا يتساءلون عن النبأ الساخن الذي هز أرجاء المكان.
القصة وما فيها أني هاجمت العساكر الذين أطاحوا بالنظام الملكي في العراق ناعتا إياهم بالفاشيين،والفاتحين لأبواب الجحيم،ما دفع المعارضون إلى الغضب والتوتر والانفعال مصحوبا بأعلى أصواتهم.
وسط ذلك الغليان، كان القليل من الحاضرين إلى جانبي فيما راح كبار المعارضين يتهامسون فيما بينهم عاقدين جلسة طارئة و لافتة على هامش ذلك الضجيج.
في تلك الأثناء، أعلن خصومي على لسان (شاعر) يجتر قصائده اجترارا، كان يوجه أنظاره نحوي ويقول :( أن من يدين أولئك العسكر لابد أن يكون واحدا من ثلاث: إما أن يكون عميلا لبريطانيا، أو من رجال النظام السابق، أو مواليا لأحد أحزاب الإسلام السياسي.!!).
إذن علي هنا أن اختار واحدا من هؤلاء الثلاث .
طلبت منهم أن يمنحوني يوما أو يومين لأفكر حتى أعلن لهم من أكون أنا بالضبط ؟.
عدت إلى منزلي لإجراء مداولات أو مشاورات تتعلق بهذا الصدد،قررت بعدها أن أعلن لهم أني عميل لبريطانيا.!!
أما لماذا لم يقع اختياري على كوني من أزلام النظام السابق أو اعمل لصالح واحد من الأحزاب الإسلامية ،فالسبب بسيط: أن في جعبة هاتين الجهتين أدلة وبراهين تثبت على عكس ما سأدعيه بالعمل لصالح أي منهما وبالتالي أخشى أن يصرحوا أن هذا الرجل ليس منا..
أنا عميل،اعمل لصالح بريطانيا،وعلي أن أطالب البريطانيين بدفع كافة مستحقاتي،فلا يمكن القبول بفكرة كوني عميل لأعمل لهم مجانا طيلة سنين عمري المنصرمة.
سألوا هتلر :من هم أحقر الناس الذين واجهتهم في حياتك؟ قال:أحقر الناس هم أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم ،أما البريطانيون فأمرهم يختلف عن هتلر، فهؤلاء يقدرون عاليا عملاءهم،لذا سأقابل القنصل البريطاني لأطالبه بدفع كامل أجوري وفوقها إكرامية تحددها حكومته باعتباري اخلص وأنزه عميل لم تشهده بريطانيا من قبل،ولا أدري ربما أحظى بمقابلة الملكة إليزابيث وربما تدعوني لقضاء ليلة هانئة معها على سنة الله ورسوله .
المعارضون لي علقوا صورة كبير العساكر على احد جدران المقهى،وذلك بعد يوم واحد من وقوع المجابهات الكلامية في تدبير أعده المراقبون تصعيدا لحالة التوتر بينما واقعا لم يكن كذلك بالنسبة لي، لكن الأمر الذي أغاضني وجاس في نفسي أن رمزهم ظهر في الصورة ضاحكا، فهو يضحك على ماذا؟ لا ادري.
بعد بضعة أيام دخلت إلى المقهى وشاهدت الصورة قد اختفت تماما.
سألت احد الصحابة الأجلاء عن مصير الصورة قال: الم تك تدري؟ أجبته : لا ادري والله، ثم سألني ثانية : الم يخبرك احد بما حصل؟ قلت له:أنت مالك يأخي، بالعباس أبو فاضل لم يخبرني احد ،اخبرني أرجوك ، قال:
أختلط الحابل بالنابل وعم الصياح وتعالت الأصوات داخل مقهى الأدباء تطالب بإنزال الصورة فانزلوها!!



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حانة أم معتوك
- شعبنا يبكي شعبنا يضحك
- المصالحة مع المثقفين
- ألأغنية ألاولى...كانت هنا
- شيء من الحاضر
- كيف أصف ألنظام السياسي في العراق
- يا أنف فيروز
- أزمة السيد كامل
- حديث السيدة أم سامي
- الولي ازمة السيدة ام علي
- فخريه بائعة الجبن
- خالد يتزوج
- قالها علي:انا اعرفهم
- ويسالونك عن الحب
- وأنت ترى مواكب الأعراس...انتبه لنفسك
- الطعام.....فقط في وسائل الدعاية الانتخابية
- أين الشيطان؟
- أين الله؟
- شيء من العراق
- من سيحفر قبر الاسلام السياسي في العراق


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - أنا عميل