أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - مهند البراك - ماذا يكمن في الصراع حول حقوق المرأة ؟















المزيد.....

ماذا يكمن في الصراع حول حقوق المرأة ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:06
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


في خضم الصراع الشائك والمستمر في قضية حقوق المرأة، يرى عديد من المفكرين والعلماء، انه قد يكون من اللاواقعي او بسبب جهود مقصودة واخرى قد لاتخلو من سذاجة وبساطة او توحي بها، ان يغطيّ سؤال اي جنس افضل وايهما اقوى ومن يعود لمن ؟ فلا الرجل لوحده قادر على مواجهة الحياة والمجتمع والطبيعة، ديمومة البشر، الفكر والعاطفة، ولا المرأة لوحدها قادرة على تلك المهام والتحديات. انهما طرفان في كيان واحد، كلّ يحمل جوانب من القوة والضعف، ويجد ضالّته ومكمّله في الآخر.
ومنذ ما يقارب الألف والخمسمئة عام، حقق الرسول الأكرم محمّد بن عبد الله وصحبه الأولون، نصراً كبيراً للمرأة في الجزيرة العربية، في مقاييس تلك العصور، حين اصلح الدين حياة المجتمع واعاد بنائه على اسس احدث في خضم ثورته الداعية الى انهاء الرق، وواجه محرّمات اعتبرت المرأة وخاصة الفقيرة من ممتلكات الرجل، تباع وتشترى وتورث، كبقية حاجات الرجل من مال واملاك، في ظروف كانت المولودة فيها توأد بلا رادع او تشريع يحمي حقها في الحياة .
ويعتبر العديد ان الأسلام في ظهوره كان انتصاراً للمرأة في الجزيرة، اطلق من طاقاتها ضمن الواقع القديم وسعى الى تحريرها كبشر ضمن دعوته لتحرير العبيد، فشاركت النساء بحماس في الدعوة الجديدة وقدّمن دونها تضحيات جسام. لقد اعتبرت الرسالة المحمدية المرأة بشراً وليست حاجة، وحققت لها حقوقاً في الأرث لأول مرة في مجتمع الجزيرة العبودي آنذاك، الأمر الذي هزّ المجتمع بعنف حيث شعر قسم من المسلمين الأوائل من الرجال انهم خسروا جرّاء(خسران) امتيازاتهم على النساء، اموالاً من الأموال الموروثة، وصارت النساء شريكات لهم بما تبقىّ منها، اضافة الى ما دعى اليه الأسلام من قيم وابعاد ومفاهيم جديدة في تحرر(عتق) المرأة من الرق ومن الأسر، بعد ان كان ذلك يجري مقابل المال فقط آنذاك . .
الأمر الذي اضاف قلقاً جديداً لتلك الأوساط الرجالية من ان يمتد ذلك الى مطالبتهن بالأشتراك في الغزوات، الذي لو حصل، فأنه كان سيمكّنهن من اكتساب حقوق مشروعة في الغنائم، الأمر الذي لن يسهل الألتفاف عليه وفق اعراف ذلك الزمان . لقد اغاظ ذلك الكثير من اغنياء مكة ومحافظي الرجال رغم اسلامهم، واسس لصراعات اخذت تستمر وتتسع وتزداد تعقيداً، ظاهرها ديني اخلاقي حماسي، وباطنها سلطوي، مالي، مصلحي، اثني، عرقي، قومي . .
ويرى العديد من الباحثين، ان قضية تحرير المرأة التي تمسّ جميع الرجال، مهما كانوا واينما كانوا، فأنها اضافة الى ما واجهت وتواجه من صعوبات اكبر مما واجهت وتواجه قضية تحرير العبيد منذ تلك الأزمان، قد حيكت لها صياغات وممتنعات في العالم الأسلامي، من مرجعيات متنوعة ـ ليست كلّها دينية بحتة ـ تدرجت من تفاسير مفاهيم " الطهارة " الى مفاهيم " السفيه والسفاهة " وغيرها، وانها قد تبتعد عن المبادئ الأساسية للأسلام بصفته فلسفة انسانية ورؤية حضارية متفتحة، وحيث لايزال النقاش والفعل يجري حامياً حول مفاهيم ومحتوى وماهية مساواة الجنسين، منذ ان اوجب القرآن حقوق المرأة في الجزيرة العربية وناضل دونها النبي الكريم، ومنذ عهد صدر الأسلام في المدينة المنوّرة، والذي يستمر الى الآن .
وفيما يشير عدد من المفكرين الى حقيقة تنوع حالة حقوق النساء في الدول الأسلامية من بلد لآخر، اعتماداً على تنوّع التفسير من مراجع اسلامية متعددة (1)، وعلى درجة وآلية علاقتها بالدولة وبالقوانين ولأسباب أخرى، فأنهم يرون ان ما في القرآن بآياته السمحاء وسياقه الأنساني وتناوله وتثبيته لحقوق المرأة وانتشالها في عصر الجاهلية العبودي، ما يمكن القول، انه لايمنع ولايشكّل عائقاً . . بل يطرح انْ أُخذ بمجموعه وبروحه السمحاء، امكانية الأجتهاد للتوصل الى فهم عصري وحقوق اجتماعية متجددة للمرأة، لنصفنا الآخر . لا كما يطرح ويدعو البعض اليه باسمه، ولابما يطرح البعض من آيات واحاديث مقطوعة ومجتزأة على صورة " ولاتقربوا الصلاة "، وبمعزل عن الأحداث والمشاكل التي قيلت فيها، والتي شكّلت انسانية القرآن الكريم وحيوية روحه . الأمر الذي يؤدي باوساط واسعة الى تأييد دعوات شخصيات اسلامية بارزة الى ضرورة الأصلاح الديني وكشف مواضع الخلل والتفسخ(2) لأن البشر غير معصومين من الأخطاء، كما تعلّم الشريعة الأسلامية ذاتها . . الأمر الذي قد لم يعد يقبل التأجيل الآن، ونحن في مطلع الألفية الثالثة، ومع زيادة تعقّد الحياة ومفاهيمها وحاجاتها وتعاظم دور النساء فيها .
لقد وجدت جهات متنوعة ـ سياسية، اقتصادية وقانونية وغيرها ـ في قضية المرأة التي تمس كل رجال المجتمع وبالتالي المجتمع باسره، ضالّة فريدة لتحريك العواطف بمفاهيم وقيم ماضية تتباهى بعظمة الماضي وتردده شعراً واغاني في محاولة يائسة للعودة اليه، وهي تصرف الأنظار وتحاول اعاقة ومنع الجهود الشاقة الرامية الى تفتح حياتنا وتفاعلها مع مسيرة البشر الحيّة وتوسّع وتعمّق مفاهيمها الأنسانية، لتحقيق ذاتنا وتأسيس كياننا الحديث بمفاهيمنا وتراثنا الحضاري الثري، الضروري لمواكبة متطلبات العصر ومن اجل مواجهة فاعلة لتحدياته وآليات الأستغلال والقهر الأجتماعي الجديدة . انها تستخدم في ذلك انواع الأساليب، من اغراء الى تهديد ووعيد، الى قتل وذبح افراد، الى القتل والأرهاب الجماعي واشعال فتن وصراعات وحروب .
ويرى الكثير من المفكرين والعلماء والسياسيين وعموم المبدعين الأنسانيين، اضافة الى العديد من المنظمات المدنية والنسائية والأصلاحية، ان قضية حقوق المرأة التي قد تشكّل احدى اكثر الجبهات حساسية في الصراع الضاري من اجل التمدن والتحضّر والديمقراطية الدستورية، وبعيداً عن التحديات والأثارات العاطفية، الروح العدمية والتعبير عن الآلام ان صحّ التعبير، وفي ظروف نسبة كبيرة للأمية والتخلف في منطقتنا (بمقاييس هيئات الأمم المتحدة)، اضافة الى ظروف محافظة اوساط نسائية واسعة بسبب الحروب، الخوف الأجتماعي، الأرهاب والقمع والسجون والتعذيب، الفقر والعوز المؤديان الى الدعارة والتحلل، ومخاطر عصابات ومافيات الجنس (3) والمخدرات . . تتلخص في :
التساوي في الحقوق الأقتصادية، السياسية، الثقافية، الأجتماعية وامام القانون !

8 / 3 / 2005 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مراجع يغطي نشاطها مناطق غاية في التنوع العرقي والقومي والثقافي . . من ماليزيا واندونيسيا، منطقة الشرق الأوسط، اواسط آسيا والقوقاس، اجزاء اوروبا الشرقية اضافة الى الغرب، الى افريقيا . . في دول اسلامية صارت النساء فيها رئيسات دول ذات موقع وتأثير في عالم اليوم، اضافة الى من تبوأن مواقع هامة في العلوم والآداب والفكر والفن والتربية والحركات السياسية والمدنية والحكومات ، في وقت لاتزال فيه دول اسلامية هامة تمنع المرأة من ممارسة دورها وتأهيلها في القضاء، واخرى تمنعها عن ممارسة حقها في الأنتخاب واخرى تحرمها من التعليم ومن ممارسة تأهيلها العلمي، واخرى تغض النظر عن جرائم القتل (غسلاً للعار)، واخرى لاتزال تعتبر المرأة فيها حاجة من حاجات الرجل بل وعورة .
(2) يتابع العالم باهتمام كشف ملفات الفساد والسلوك الخاطئ الذي جرى ويجري في عدد من الكنائس، بعد ان احيل قسم غير قليل منها الى القضاء وفق قوانين الدول ذات العلاقة، وسط غضب وقلق وتساؤل عما يمكن ان يؤديه ادعاء العصمة والتحصن بالمقدّس .
(3) تشير تقارير الأمم المتحدة الى تنامي مخاطر اسواق الجنس وعصاباته وبالتالي الى مخاطر مرض الأيدز ـ الذي بدأ بالظهور والأنتشار في الشرق الأوسط ـ ، ونشرت الدورية الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة ان حجم اسواق ومردودات اسواق الجنس اخذ ينافس حجم ودور اسواق النفط !! في النشاط الأقتصادي الدولي . دورية الأمم المتحدة نوفمبر / 2002 .

مراجع :
ـ سورتي " النساء" ، " الأحزاب" من القرآن الكريم .
ـ " تفسير الطبري "، الجزء الثامن .
ـ "الحريم السياسي " ـ ف. المغنيسي .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل حكم تعددي ودستور مدني في العراق!
- - قانون ادارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والجمعية الوطنية الأ ...
- - قانون ادارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والجمعية الوطنية الأ ...
- الأنتخابات عيد البداية الواعدة !
- نعم لقائمة - اتحاد الشعب- الأنتخابية !
- من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 2 من 2
- من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 1 من 2
- وحدة قوى التيار الديمقراطي دعامة اساسية لعراق فدرالي موحد !
- الأنتخابات كَرَد على التحالف الصدامي الظلامي 2 من 2
- الأنتخابات كرد على التحالف الصدامي الأرهابي 1 من 2
- -الحوار المتمدن- كموقع يساري متمدن !
- المشاعر الجميلة التي افاقها - الحوار المتمدن -ـ 1 ـ
- الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر !2 من 2
- الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر ! 1 من 2
- في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه ا ...
- !في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 2 من 2
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2
- الدكتور سلمان شمسة في ذمة الخلود !
- العراق : الأرهاب، الحدود، الأنتخابات !


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - مهند البراك - ماذا يكمن في الصراع حول حقوق المرأة ؟