أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - ليلي عادل - محكمة العدل ...النسوية














المزيد.....

محكمة العدل ...النسوية


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 12:33
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


( أبي …أرجوك ساعدني , أعنّي انتشلني من هذا المستنقع قبل ان أضيع منكم و من نفسي).
مقطع ختمت به إحدى النساء رسالة مليئة بالألم و المعاناة موجهة الى أبيها ..تطلب العون و تتمنى الخلاص , وهي متزوجة و أم لطفلين , تحملت الألم لأكثر من عشر سنوات و هي تصّبر نفسها و تجترع الألم بصمت , تارة لأجل الأولاد و تارة أخرى خوفا من المجتمع , و ثالثة حرصا" على رضا الأهل ..و هكذا تحولت هذه الأنسانة من فتاة طموحة نشطة تستقبل الحياة بحب و تمضي ساعاتها بأمل في المستقبل ..الى زوجة بائسة يائسة تصف بيتها بالمستنقع و زواجها ضياع و حجم الكآبة التي أصابتها بحجم السنين العشر التي كبتت و تحملت آلامها .
لن أدخل في تفاصيل و يوميات لأنها غالبا" ما تقلل من أهمية الحدث و هو ان هناك الألوف من مثل هذه الحالة ..نساء مستعبدات , محتجزات في ما يسمى منزل الزوجية محرومات من ابسط حقوق الإنسان و لن أقول حقوق المرأة , نساء أصبحن فرائس لأزواجهن ,ما أن يصطادها الرجل حتى يبدأ بافتراسها وينهش من صحتها و أعصابها حتى تستسلم للكآبة و التكرار و تقتل فيها كل رغبة مهما كانت بسيطة ..لذا نرى ان النساء يشخن قبل أزواجهن .
أتساءل هنا ..من يفهم هؤلاء النسوة و يعطيهن بعض الحق , من يقبل أساسا" ان يناقش حق الزوجة بأن لا تكتئب و حقها في الهروب من تكرار الواجبات المنزلية من يناقش حقها في ان تدير ظهرها لزوجها و تخرج لتنفس عن زعل أو غضب أو ضجر , كما يفعل الزوج عادة"..
ما هو الحل لعلاقات خربة مثل هذه ..قد تبدأ المرأة بمحاولات إصلاحية من ترميم علاقتها بزوجها حيث تفكر أعمق بأولادها و المستقبل المجهول الذي ينتظرها , و تبدأ بالتنازل عن أحلامها شيئا" فشيئا" حتى تصل الى مرحلة اللاحلم …لكن مع تبخيس الزوج لقيمة دور الزوجة و التقليل من أهمية تضحياتها ..و التغاضي عن متطلباتها المادية و المعنوية و الاستهتار بحالتها العصبية و النفسية …كل تلك العوامل مضافا" لها مصاعب الحياة و أعباء الأطفال و تربيتهم التي غالبا" ما توكل للمرأة ..تقف سدا" في وجه ما تحاوله المرأة من إصلاحات لعلاقتها الزوجية , مما يجعلها مصابة بحالة من اليأس المستديم و تستسلم المرأة ليأسها و تبقى تنتظر أهدافا" لا علاقة مباشرة لها بحياتها الخاصة إنما التغييرات التي تحصل لمحيطها مثل نجاح الابن …زواج البنت ..و هكذا حتى تنتفي الحاجة و تحس بأنها تعيش خارج الحياة …
و هناك بعض النساء ممن لا يستسلمن بسهولة و هذا النموذج يتخذ خطوات أكثر جرأة تبدأ بالتمرد على التهميش العائلي و تنتهي بطلب الطلاق …و لا بد من التوقف هنا عند هذه الكلمة التي تعني التحرر و الافتراق …لكن عند المجتمع قد تأخذ معان أخرى بعيدة" كل البعد عن المعنى الأصلي , فمجتمعنا يحكم على المرأة المطلقة مهما كانت ظروف طلاقها و مهما كان معروف عن سوء الرجل الذي انفصلت عنه , فلا بد ان تكون المرأة هي المخطئة و الرجل دائما على حق هذا إذا لم تطعن في أخلاقها و شرفها و هذا غالبا" ما يحدث .
من ينصف المرأة ؟ من يحاسب ظلاّ م المرأة و يأخذ لها حقوقها …لابد من أيجاد محكمة نسوية صرفة …الحاكمة فيها امرأة عانت ما تعانيه النساء من ضروب الظلم المتعددة و التي قد تبدأ بالحرمان من التعليم و لا تنتهي عند تلقي الضرب و الإهانة على يد الأزواج …ظلم يقرّه المجتمع و يدعمه.. …محكمة تحفظ إنسانية و كرامة المرأة و تصدر أحكاما" على العنصرية و التفرقة بين الجنسين …محكمة تأخذ لنا حقوقنا من مجتمع الرجعية و التخلف.



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السامبا لريو …ولنا اللطمية
- أذا أردت زواج المتعة...أنتخب الشمعة
- مجتمع الذكورة الصارخة
- مجتمع الختان النفسي
- مخلوق درجة ثانية
- من الضلع الأعوج
- حجاب ANTI
- بيان الجهلاء
- غلمان ابن لادن ...و نساء اللطيفية
- جيلا آزادي ...وحكم الملالي
- قضية النساء..أولا
- سوق الرهائن...سوق النخاسة العراقي
- مقتدى...والأربعين حرامي
- أنا و من بعدي الطوفان
- مبروك ...الطاغية الجديدة
- العقل...والقفل
- الحوسمة
- الأفوكادو
- دماء عراقية مهدورة
- حكومة ..دون لكجة او عمامة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - ليلي عادل - محكمة العدل ...النسوية