أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مجدى زكريا - هل ينبغى ان يختار الاولاد دينهم الخاص ؟














المزيد.....

هل ينبغى ان يختار الاولاد دينهم الخاص ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 20:21
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


اليوم ترتفع دعاوى وتتعالى اصوات كثيرة بأن يترك الاولاد بلا ارشاد دينى حتى يكبروا, ثم يختاروا هم الدين الذى يفضلوه. ولكن هل هذا الكلام يعبر عن حكمة وتفكير صائب. تعالوا نعرف معا ماذا يجدر بنا فعله فى هذا الامر.
من اللحظة التى يولد فيها الولد حتى سن المراهقة. يأخذ والداه على عاتقهما اختيار الامور عوضا عنه. وفى الوقت نفسه. يعرف الوالد الحكيم متى يكون مرنا, اخذا بعين الاعتبار - كلما امكن - مايفضله الولد.
لكن الحد الذى اليه تترك للولد حرية الاختيارقد يشكل تحديا للوالدين. صحيح ان الاولاد يمكن ان يقوموا باختيارات صائبة ويستفيدوا من مقدار معين من الاستقلال. ولكن صحيح ايضا انهم قد يقومون باختيارات خاطئة تكون عاقبتها وخيمة.
مثلا, غالبا ما يفضل الاولاد الطعام الذى يفتقر الغذاء المفيد على الطعام المغذى. ولماذا ؟ لأنهم لا يستطيعون وهم صغار السن, ان يتخذوا قرارات صائبة وحدهم. فهل من الحكمة ان يرخى الوالدون العنان لأولادهم فى هذه المسألة املين ان يبختاروا فى النهاية الطعام المغذى ؟ كلا, بل يجب على الوالدين ان يقوموا بالاختيار عن اولادهم, وذلك بدافع الاهتمام الاصيل بخير ذريتهم على المدى البعيد.
لذلك من الصائب ان يختار الوالدون عن اولادهم الامور المتعلقة بالطعام, اللباس, الهندام, والاداب. ولكن ماذا عن الدين ؟ هل ينبغى ان يختاره الوالدون ايضا ؟
يقول البعض انه لا ينبغى الا يفرض الوالدون اقتناعاتهم الدينية على اولادهم. وفى الواقع, قبل اكثر من 160 سنة, عرض بعض مدعى اعتناق المعتقدات المسيحية الفكرة انه " لا يجب تعليم الاولاد الدين مخافة ان تنحاز افكارهم الى عقيدة معينة. بل يجب تركهم وشأنهم الى ان يصيروا قادرين على اختيار شئ, ثم يقرروا ماذا يختارون. "
لكن هذه الفكرة لا تنسجم مع وجهة نظر الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس يشدد على اهمية غرس المعتقدات الدينية فى الاولاد من الولادة. تقول الامثال 22 عدد 6 : " رب الولد فى طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه ".
ان الكلمة العبرانية المنقولة الى " الولد " تشمل الفترة من سن الطفولية حتى المراهقة. وعن اهمية التعليم فى سن مبكرة, قال الدكتور جوزيف م. هانت, من جامعة ايلينوى فى الولايات المتحدة الاميركية : " خلال السنوات الاربع او الخمس الاولى من الحياة يكون نمو الطفل هو الاسرع والاكثر قابلية للتكيف . . . فربما 20 فى المئة من قدرات الطفل الاساسية تنمو قبل عيد ميلاده الاول. وربما النصف قبل بلوغه الرابعة من العمر. " وليس ذلك سوى تأكيد على مشورة الكتاب المقدس الملهمة التى تشدد على ضرورة قيام الوالدين بتزويد التوجيه الحكيم فى سن مبكرة من حياة الولد, مدربين اياه فى سبل الله.
من الملاحظ ان الاسفار المقدسة تأمر الوالدين الاتقياء بغرس محبة الله فى اولادهم. تقول التثنية 6 من 5 الى 7 : " تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل وقتك. ولتكن هذه الكلمات التى انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصها على اولادك وتكلم بها حين تجلس فى بيتك وحين تمشى فى الطريق وحين تنام وحين تقوم. " ان الكلمة العبرانية المنقولة الى " قص " تتضمن فكرة شحذ اداة, كما على مسن مثلا. ولا يمكن ان يتم ذلك بتمريرها بضع مرات عليه. بل يجب فعل ذلك بمثابرة, مرة بعد اخرى. لهذا تنقل الترجمة اليسوعية الفعل العبرانى الى " كرر " وهكذا فان الهدف من " القص " هو ترك انطباع دائم.
لذلك يجب على الوالدين الامناء ان يحملوا محمل الجد التزامهم ان يغرسوا فى اولادهم اقتناعاتهم الدينية. ولا يمكنهم التخلى بحق عن هذه المسؤولية بالسماح لاولادهم ان يختاروا لأنفسهم. ويشمل ذلك كل ماتتطلبه العبادة من الاستمرارية وبذل الجهد الدؤوب لتحقيق هذا الهدف الذى سندفع حسابا عنه ان اهملناه واستخففنا به.
ان مجرد القول للولد ان بأكل طعاما ما لأنه مغذ لا يعنى ان الولد سيستمتع به. وهكذا تعرف الام الحكيمة كيف تجعل هذه الاطعمة الاساسية شهية قدر الامكان ليستسيغها الولد. وهى طبعا تحضر الطعام بطريقة تمكن الولد من هضمه.
وبشكل مماثل, قد يمتعض الولد فى البداية من التعليم الدينى, وقد يجد الولد ان التحدث اليه لاقناعه لا ينجح, ومع ذلك فان وصية الكتاب المقدس واضحة - يجب ان يبذل الوالدون قصارى جهدهم ليدربوا اولادهم منذ الطفولية. لذلك يجعل الوالدون الحكماء التعليم الدينى مستساغا من خلال تقديمه بطريقة تروق الولد, اخذين بعين الاعتبار قدرته على استيعابه.
يغمر الوالدين المحبين شعور شديد بأنهم تحت التزام تزويد اولادهم ضروريات الحياة. وفى معظم الحالات لا احد يعرف حاجات الولد اكثر من والديه. وانسجاما مع ذلك, يلقى الكتاب المقدس التزام الاعالة ماديا وروحيا اولا على كاهل الوالدين - وخصوصا الاب. لذلك يجب الا يتهرب الوالدون من مسؤوليتهم بالسعى الى تحويل الالتزام الى شخص اخر. ومع انه يمكنهم ان يستفيدوا من المساعدة التى يقدمها الاخرون, يجب ان تكون هذه المساعدة مكملا للتعليم الدينى الذى يزوده الوالدون لابديلا له.
فى سن معينة يقرر كل فرد اية معتقدات دينية يعتنقها. هذا اذا اعتنق اى منها. فاذا تحمل الوالدون الذين يتقون الله شخصيا مسؤولية تزويد اولادهم التعليم الدينى فى سن مبكرة واذا استخدموا هذا الوقت ليعلموهم التفكير على اساس المبادئ الصائبة, فمن المحتمل كثيرا ان يكون خيار ذريتهم فى المستقبل هو الخيار الصائب.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسطنطين الكبير - هل كان نصيرا للمسيحية ؟
- لاتكونوا تحت نير غير متكافئ
- التكيف بفرح فى عالم محموم (3)
- ثمن محاولة انجاز الكثير (2)
- نمط حياة هذا العالم المحموم (1)
- اكتشافات مذهلة - عند خط الاستواء
- هل افلت زمام السيطرة على الشر ؟
- خرطوم الفيل
- وجه المسيحية المتغير - هل يرضى الله ؟ (2)
- وجه المسيحية المتغير - هل يرضى الله ؟
- المتطوعون وهم يعملون (2)
- المتطوعون - هل يفيد وجودهم ؟ (1)
- هل يعقل ان تحدث العجائب ؟
- حياة ذات معنى - كيف نجدها الان ؟ (2)
- ما السبيل الى حياة ذات معنى حقيقى ؟ (1)
- موت احد الاولاد
- كيف تجعل زواجك ناجحا ؟ (2)
- زيجات على شفير الانهيار (1)
- المذكرات - صديق جدير بالثقة
- الأرض هبة الله لنا


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مجدى زكريا - هل ينبغى ان يختار الاولاد دينهم الخاص ؟