أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - الدين فلسفه الانسان البسيط محدود المعرفه















المزيد.....

الدين فلسفه الانسان البسيط محدود المعرفه


سعد كريم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 14:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان التعريف المبسط لمفهوم الفلسفه هو بحث الانسان عن مكانه واسباب وجوده في هذا الكون الواسع وصفه البحث هذه موجوده عند كل انسان وفي اي مكان ولايختلف فيها الانسان المتعلم عن الانسان الجاهل طالما الانسان يملك نزعه التفكير وان اسئله الوجود الانساني موضوع بحثه اعلاه راسخه في العقل الباطن لكل انسان ابتدائا من مرحله التميز في طفولته بين سن الثامنه والعاشره من عمره حتى وفاته فنجد مثلا الطفل في مرحله التميز يتبادر الى ذهنه اسئله مضمونها كيف جاء الى الحياه اواسباب تواجده في هذه الحياه وما الى ذلك من اسئله تخص الوجود الانساني ومن تكن لهم الجرئه الكافيه منهم يقومون بطرح هذه الاسئله على محيطهم الخارجي ومن يسأل هنا هو العقل الباطن للطفل وليس الطفل نفسه واما من لم تكن له الجرئه الكافيه فانه يتلقى الاجابه على هذه الاسئله من واقعه المحيط به وتكون اما العائله او اصدقائه او مدرسته او وسئل الاعلام المحيطه به فمثلا سألني احد الاطفال من اقاربي اين يسكن الله وعند تحليلي لسواله هذا وجدته هو نتيجه لاجابه لسوال سابق دار في ذهنه وتلقى اجابته من المجتمع ومضمونه هو كيف جاء الى الوجود وماسبب وجوده لذا فهو تلقى اجابه من محيطه بان الله خلقه وسسب خلقه هو عباده الله لذا سأل سواله عن مكان سكن الله وان اي اجابه سوف يتلقاها تولد في ذهنه اسئله جديده عن الوجود الانساني وتستمرهذه الحلقه من الاسئله والاجوبه عند الانسان حتى وفاته والغريب في الامر هنا ان اسئله الوجود هذه هي موضوع فلسفي بحت ولازالت الفلسفه تبحث فيه ولكننا نجد الاجابه على هذه الاسئله تتم من خلال مصادر دينيه لاعلاقه لها بالفلسفه حتى لو تطفلت هذه المصادر على علم الفلسفه واخذت منه لكن في النتيجه ان الاشخاص الذين انشئوا الاديان هم اناس بسطاء ومحدودي المعرفه وان مايطرحونه من فكر للاجابه على اسئله الوجود الانساني الفلسفيه والمعقده لايقبله العقل السليم ومع ذلك نجد الانسان يقبل ما يطرحه الفكر الديني من اجابات على اسئله الوجود الانساني الفلسفيه وكي نفسر هذه الضاهره علينا دراسه عاملين مهمين وهما السبب الاساسي في احداث هذه الضاهره وفق الاتي
1) العامل الاجتماعي , ان الانسان يحصل على الاجابات لاسئلته وجوده الانساني التي تدور في ذهنه من ثقافه المجتمع المحيط به وان المجتمعات الانسانيه من حيث ثقافتها تقسم الى نوعين النوع الاول هو المجتمعات المتحركه وان ثقافه هذا النوع من المجتمعات تعتمد على معطيات العلوم المعرفيه والفكريه وبالتالي فان اي تطور لهذه المعطيات المعرفيه سوف يودي بالنتيجه الى تطور ثقافه هذا المجتمع باستمرار ونتيجه لذلك فانا لانجد في هذه المجتمعات بيئه مناسبه للفكر الديني تمكنه من الاجابه على اسئله الوجود الانساني وبالتالي فان قبول الانسان لاجابات الفكر الديني في هذه المجتمعات ضعيفه جدا وتعتمد فقط على العقل الباطن للانسان دون تاثير المجتمع اما النوع الثاني من المجتمعات وهي المجتمعات الراكده حيث ان هذا النوع من المجتمعات يحمل ثقافه واحده اكتسبها منذ الاف السنين ومنها مجتمعنا العربي حيث ان الفكر الديني دخل الى هذه الثقافه واصبح المكون الاساسي لها والقيمه العليا لهذا المجتمع وان اي تنازع فكري بين افراده لابد ان يكون تحت هذه القيمه ولايتخطاها لذا نجد المجتمعات الراكده هيه البيه الخصبه للفكر الديني التي تجعله ينفرد بالساحه الفكريه لمجتمعه بالاجابه عن اسئله الوجود دون منازع لذا نرى العقل الباطن لللانسان في هذا المجتمع يتقبل هذه الاجابات بنسبه قليله جدا من الشك في صحتها
2) العامل العقلي او الذات الانسانيه , ان طبيعه اجابات الفكر الديني عن اسئله الوجود الفلسفيه لها صفتين اساسيتين من حيث التاثير على العقل الباطن للانسان الاولى هيه قدسيه هذه الاجابات والتي تدفع الى اليقين بها في عقل الانسان الباطن والصفه الثانيه هي الشك المستمر في صحتها ومن الواضح ان هاتين الصفتين متناقضتين ولغرض معرفه تاثير هذه الاجابات بصفتيها المتناقضتين على عقل الانسان علينا اولا دراسه مكونات هذا العقل فانه يتكون من ثلاث ذوات انسانيه هي الذات الحيوانيه , والذات البشريه , والذات المثاليه او العقل الباطن او اللاشعور واحيانا يسمى عرفا الضمير وحيث ان اسئله الوجود الانساني موجده في العقل الباطن او الذات المثاليه كما اسلفنا سابقا فان الانسان يتلقى اجابات الفكر الديني عليها بصفتيها المتناقضتين ايظا في عقله الباطن وترسخ فيه ويبدا صراع بين الصفتين المتناقض حيث تدفع صفه القدسيه الى اليقين بهذه الاجابات من جانب ويدفع الشك في عدم صحتها الى عدم اليقين بها من جانب اخر وهذا الصراع دائما يترجم الى سلوك للانسان لاعلاقه له بتفكير الانسان لان تفكير الانسان يتم فقط في الذات البشريه ولاعلاقه للذات المثاليه بهذا التفكير علما ان هذا الصراع يستمر في عقل الانسان حتى وفاته وكي نقرب الصوره اكثر دعونا ندرس اربعه نماذج من فئات المجتمع
النموذج الاول الانسان المثقف , ان الانسان المثقف هو من يملك معرفه فكريه في بعض اوجميع العلوم المعرفيه لذا فان عقله الباطن يملك ثروه من المعلومات وعندما يتلقى اجابات الفكر الديني عن اسئله الوجود لاترسخ فيه لانها لاتستطيع دحض الكم من المعلومات عن الوجود الموجوده لديه وحتى لوكانت المعلومات عن الوجود قليله لديه فان الشك في صحه اجابات الفكر الديني تتفوق على القدسيه التي تدفعه لليقين فيها فنجده يندفع بسلوك موجه من العقل الباطن للبحث عن اجابات تكميليه لاسئله الوجود من المصادر الفلسفيه والفكريه المختلفه لذا فان اجابات الفكر الديني لاترسخ في عقله الباطن
النوذج الثاني رجل الدين , ان العقل الباطن لرجل الدين بيئه خصبه لتلقي اجابات الفكر الديني عن اسئله الوجود لذا فهيه ترسخ في عقله الباطن ولكن بصفتيه القدسيه و الشك في صحتها ولكن القدسيه التي تدفعه الى اليقين بهذه الاجابات تتفوق على الشك في صحتها ولكنها لاتستطيع ان تلغيها بشكل نهائي لذا نجد رجل الدين بصفه مستمره يمارس طقوسه الدينيه والبحث في بطون الكتب الدينيه كي يعزز تفوق صفه القدسيه على الشك في صحه هذه الاجابات وان انقطاعه عن سلوكه اعلاه سوف يزيد من درجه الشك على حساب القدسيه
النموذج الثالث الانسان المتعلم ,ان الانسان المتعلم يختلف عن الانسان المثقف لانه تعلم نوع واحد من المعرفه اما المثقف فانه تلقى انواع مختلفه من المعرفه لذا نجد ان الانسان المتعلم يتلقى اجابات الفكر الديني بشكل متعادل بين القدسيه التي تدفع لليقين بها وبين الشك بصحتها وهنا يتدخل العامل الاجتماعي فاذا كان الانسان المتعلم نشأ في مجتمع متحرك كما اسلفنا فنجد الشك في صحه هذه الاجابات تدفعه للبحث في العلوم المعرفيه بغيه ايجاد اجابات تدحض اجابات الفكر الديني في عقله الباطن اما في المجتمعات الراكده التي يسود فيها الفكر الديني فان تاثيرها على العقل الباطن للمتعلم كبير جدا لذا نجد القدسيه تدفعه الى اليقين بهذه الاجابات على حساب الشك في صحتها ولكن بدرجات متفاوته بين انسان واخر
النموذج الرابع الانسان الجاهل او الامي , ان الانسان الامي لايختلف عن اي نموذج من النماذج السابقه فيتقبل اجابات الفكر الديني عن اسئله الوجود ولكنه لايملك المعرفه الفكريه ليتمكن من خلاها دحض هذه الاجابات لذا فان صفه القدسيه عند الانسان الامي لاتموت وحتى عند تفوق جانب الشك في صحه هذه الاجابات لان القدسيه اذ لم تغذيها باستمرا بالطقوس الدينيه ومراجعه الكتب الدينيه سوف تضعف باستمرار لكنها لاتموت لان الانسان الامي لايملك المعرفه الفكريه التي تقتلها ومن جانب اخر قدراته العمليه لاتمكنه من البحث في غور العلوم الفكريه كي يمتلك المعرفه وان مايحصل في عقله الباطن من صراع بين القدسيه والشك في صحه هذه الاسئله نتيجه تفوق الشك على القدسيه يترجم الى سلوك يدفع الانسان الى القلق وعدم الاستقرار النفسي لذا نجد هذا الانسان الامي يلجأ الى الطقوس الدينيه او الى اي سلوك اخر يقربه من الفكر الديني مثل زياره قبور رجال الدين السابقين كي يرفع درجه القدسيه الى مستوى الشك وعند تسويهما يهدا الصراع في عقله الباطن يغادره القلق وتهدا نفسه لذا نجد هذا الانسان الامي يعتقد ان رجل الدين المتوفي الذي زار قبره لديه كرامه جعله يهدأ نفسيا وهذا الكلام لاينعكس فقط على الانسان الامي بل يشمل فيه من يمتلك اميه فكريه ايظا .



#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوله العراق الديمقراطي الجديده بلا ذاكره
- بغداد
- القدسيه والخرافه في فكر الدين الاسلامي للطائفتين السنيه والش ...
- الغرباء
- انا وجرحي المهزوم
- الجريمه الجنائيه في العراق الديموقراطي الجديد الاسباب والمعا ...
- العوامل التي ساعدت على بروز التيارت الدينيه وازدياد نفوذها
- سحبت السيوف من اغمادها
- سلاما ياشعب مصر في مليونيه يوم الحساب
- رساله الى الآخر
- عندما قتلو فكر المعتزله ماتت الحضاره العربيه في المشرق العرب ...
- الايام تمر ثقال
- الحاجه للعلمانيه كنظام حياتي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - الدين فلسفه الانسان البسيط محدود المعرفه