أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب على الحركة الثورية














المزيد.....

تونس عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب على الحركة الثورية


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس ـ عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب على الحركة الثورية

في واقع الصراع الدائر اليوم في تونس أصبح عنف المليشيات السلفية جزء من الإستراتيجية السياسية لقوى الإنقلاب على الحركة الثورية لبث حالة من الرعب والخوف في صفوف الجماهير ولقتل كل نفس مقاوم وخنق كل إرادة للمواجهة وردع جميع الفئات الشعبية وثنيها عن كل نضال ومقاومة.
عنف هذه المليشيات ومهما كان شكله واتساعه و أدواته ليس في الأخير إلا أحد أشكال عنف الدولة .
المتحكمون في أجهزة الدولة هم المخططون له و المستفيدون منه أولا وأخيرا.
هؤلاء هم الذين من مصلحتهم اليوم تعميم حالة عنف المليشيات الحزبية و توظيفها و التهديد بها.
هؤلاء هم من يدير هذا الصراع عبر كل واجهاته.
هؤلاء هم المستثمرون في عنف المليشيات.
مراكز القوى المالية والعسكرية والإستخبارتية والإعلامية المسيطرة هي من يخطط وينفذ كل هذا.
المنقلبون على الحركة الثورية هم الوحيدون الذين يعملون على أن يأخذ الصراع طابع صراع المليشيات ليتواصل بذلك نفودهم. وتلك هي استراتيجيتهم للجم الحركة الشعبية ووأد كل مقاومة على قاعدة إجتماعية.
بإشاعة عنف المليشيات وتوظيفه أوالتهديد به أو حتى التلويح به تكون دولة الإنقلاب قد نزعت عنها وعن أجهزتها كل الأوهام بأنها فوق الصراع أو يمكن أن تكون حكما فيه. إنها بذلك تؤكد أنها المؤسسة التي تنتج هذا العنف وتخطط له وتنفذه و ترعاه وتوظفه بشكل مباشر أوغير مباشر.
لئن وظفت سلطة الديكتاتور بن على بشكل مباشر جهازي البوليس والجيش كجاهزين أساسيين في قمع الجماهير منذ سقوط أول شهيد ليسقط الشهداء بالمئات فيما بعد لأن ذلك كان آخر قلاعه فإن القوى المنقلبة على الحركة الثورية ـ مراكز القوى المالية والعسكرية والاستخباراتية والإعلامية المسيطرة وعبر الفئة البيروقراطية السياسية التي ترعى مصالح هذه المراكز في الحكومة و أجهزة الدولة الإدارية وفي الأحزاب ليست في حاجة إلى حد الآن لتوظيف هذين الجهازين بالشكل المباشر السافر نفسه إلا في بعض المحطات من الصراع بما أنه بيدها أجهزة أخرى يمكن أن تؤدي نفس المهمة وتحقق نفس الهدف.
الهدف اليوم هو التهديد بعنف المليشيات.
الهدف اليوم هو الدفع نحو التقاتل وليكن حتى بين بعض المليشيات وجهاز البوليس أو حتى بين بعض أجنحة ومراكز النفوذ من داخل المؤسسة القمعية نفسها.
المهمّ الفوضى.
المهم نشر الرعب.
المهم نشر الخوف.
المهمّ أن ترتفع الأصوات من هنا وهناك تنادي بتطبيق القانون و تجرم العنف مهما كان مأتاه.
المهمّ أن نصل إلى مطالبة الدولة بتطبيق القانون. وأي قانون؟ إنه القانون الذي بموجبه سيكون القمع قمع الدولة شرعيا في نظر الجماهير.
المهم القضاء على كل إمكانية للمقاومة والرفض.
إستراتيجية إشاعة عنف المليشيات ليس لها من هدف في الأخير بالنسبة لمراكز النفوذ المالي و العسكري لنظام الإستبداد و الإنقلاب القائم غير تعبيد الطريق للعودة لطغيان القمع السافر من جديد.
في استراتيجيتهم عنف المليشيات السياسية هو الذي سيسهل وسيبرر المرور إلى وضع القمع السافر.
إننا في إطار نفس السياسة التي أرسى دعائمها العجوز البورقيبي المجرم الباجي قايد السبسي حتى قبل وصول النهضة للحكم عبر الإنقلاب الإنتخابي يوم 23 أكتوبر2011: مقايضة أمن الجماهير بالرضوخ للإستغلال والقمع والإستبداد وفرض ذلك بكل الطرق تمهيدا لموعد الصندوق القادم.
لا يمكن أن نقف ضد عنف و إرهاب المليشيات و نسكت عن قمع الجيش وعن محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي إرتكبها هذا الجهاز في حق الجماهير منذ 17 ديسمبر و إلى اليوم.
لا يمكن أن ندين عنف و إرهاب المليشيات و نسكت عن قمع ومحاسبة جهاز البوليس عن الجرائم التي قام بها في حق الجماهير قبل 17 ديسمبر وبعده.
الأدهى أن البعض يؤسس موقفه كله من عنف المليشيات على ضرورة أن يمارس جهاز القمع البوليسي دوره الموكول له: أي استبدال عنف بعنف وقمع بقمع. إنه في الأخير موقف يلتقي موضوعيا مع إستراتيجية المخططين والمستفيدين من هذا العنف المبرمج: قوى الإنقلاب على الحركة الثورية.
إنه في الأخير إلتقاء مع الإستراتيجية المناهضة لكل مقاومة.
إنه إلتقاء مع استراتيجية تعميم القمع باسم الدولة.
فهل القمع باسم الدولة ليس قمعا؟
و هل أجهزتها التي ستقمع ليست أجهزة ملوثة بالجريمة السياسية ومطلوب حلها فورا ومحاكمة العصابات المتنفذة فيها على الجرائم التي ارتكبتها؟
إن المطالبة اليوم بإيقاف عنف المليشيات يتطلب المطالبة بإيقاف كل قمع وكل إستبداد تحت أي مسمى كان. ومحاسبة كل المجرمين السياسين.
إن ذلك يتطلب محاسبة جهازي البوليس والجيش وإن المعركة بهذا المعنى تصبح معركة ضد الإستبداد بكل أشكاله ومحتواياته. إن ذلك يتطلب إستراتيجية وموقفا مضادا للإستبداد أي للدولة و النظام برمته.
إن ذلك يتطلب الحسم مع كل الحلول الوفاقية التوافقية مع قوى الإنقلاب على الحركة الثورية.
إن ذلك يتطلب منا العودة إلى ضحايا العنف ضحايا الإستبداد.
إن ذلك يعيدنا إلى الجماهير إلى الحركة الجماهيرية فهي وحدها القادرة على تحقيق أمنها و الإطاحة بإستراتيجة قوى الإنقلاب وبكل مخططاتها ولن يكون ذلك ممكنا إلا بالعودة بالوضع والصراع إلى طابعه الطبقي .
العدو ليس فقط المليشيات السلفية العدو هو قوى الإنقلاب على الحركة الثورية بكل مكوناتها ومراكزها المالية والعسكرية والسياسية والمخابراتية بما فيها المليشيات السلفية.
العدو هو قوى الإنقلاب الدولة والنظام: دولة الإستبداد ونظام رأس المال.
العدو هو كل هؤلاء الذين يدفعون في إتجاه توطيد سلطة الإنقلاب الثالث على الحركة الثورية.
ــــــــــــــــ
بشير الحامدي
03 ـ 11 ـ 2012



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل شروط أفضل للصراع ضد قوى الإنقلاب التوافقي من أجل مواص ...
- تونس 23 أكتوبر من ضدّ من ؟ من مع من؟
- تونس المؤتمر الوطني للحوار البيروقراطية النقابية ودور الوسي ...
- إليهم في مخافر الفاشست في فايض
- لا خيار غير العصيان الاجتماعي الشامل لإسقاط سلطة الانقلاب
- تونس الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي قرارت ليست في مستوى تط ...
- الجبهة الشعبية في تونس تحالف سياسي انتخابي أم قطيعة مع مسار ...
- العصابة السلفية في تونس مليشيا بيد حكومة النهضة
- المطلوب اليوم كسر مركزية أجهزة ومؤسسات النظام والإطاحة به
- صراع الأقوياء في سوريا أو حرب عصابات رأس المال.
- الدرس مجددا بمناسبة أحداث سيدي بوزيد اليوم 26 جويلية 2012
- نقاش مع المنصف رياشي بعد قراءة مقاله غاب الحزب الثوري وغابت ...
- العنوان لا يحتمل غير إهداء والإهداء لأم جيفارا
- إلى متى نؤجل المعركة ضد البيروقراطية في الإتحاد العام التونس ...
- تونس القرارات الأخيرة للهيئة الإدارية للتعليم الابتدائي :خط ...
- تونس الأفق الممكن اليوم لمواصلة الحركة الثورية
- تونس بيان لهيئات العمل الثوري حركة عصيان تونس في 29 ماي 201 ...
- مهامنا بلورة الاتجاه العام الثوري لحركة المقاومة الثورية وال ...
- تونس مطالب قطاع التعليم الأساسي مشروعة ولا مساومة في تحقيقه ...
- من أجل فرض بديل ثوري من أجل هيئات عمل ثوري شعبية قاعدية ديمق ...


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب على الحركة الثورية