أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - في أمسية بالمركز الثقافي العراقي بلندن (ج4)















المزيد.....

في أمسية بالمركز الثقافي العراقي بلندن (ج4)


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


كان والدي يكره المس بيل ويعتبرها سبباً في عدم تطور العراق آنذاك

سامية الأطرش: حينما تكتبين عن العراق هل تذرفين دمعة لأنك تشعرين بالغربة مثلاً؟
أمل: أنا لا أشعر بالغربة في أي مكان، لأنني ابنة هذه الأرض، فأي أرض ممكن أن تحتويني وأتمتع بالعيش فيها. أنا أحاول أن أحيا بمتعة في أي مكان. أما عندما أقول أبكي فأنا لا أبكي الغرب، وإنما أبكي الواقع. الغربة بالنسبة لي تعني الإنسان الذي لا يحاول أن يستفيد من المحيط الذي يعيش فيه. لقد عشت في دول عديدة ولم أشعر في أي منها بالغربة أبداً لأنني أحاول أن أستثمر الواقع الجديد، ولا أحاول أن أبكي أو أقضي وقتي في ذرف الدموع. أنا لديّ سكرتيرة جميلة جداً، ليس بشكلها حسب، وإنما بأخلاقها العالية اسمها "بولا" وهي التي "تمّشي" حياتي، وبيدها كل شيئ، فأنا لا أعرف قوائم الماء والكهرباء، ولا أعرف رصيدي في البنك، ولا أعرف مواعيد سفري وجدول تحركاتي فهي التي تنبهني على كل هذه التفاصيل الصغيرة. وذات يوم وأنا منهمكة في الكتابة دخلت عليّ "بولا" ورأتني أبكي بحرقة فقالت: "ماذا حدث"؟ قلت: "اغتصبوها"، قالت: "منْ"؟ قلت: (هؤلاء الرجال الثلاثة اغتصبوا "شموني")، ثم قالت: "هل رأيتهم"؟ فانتبهتْ وقلت لها "هذا ما يحصل في الرواية"! التقطت "باولا" أنفاسها وقالت: " I’m going home"، "إنني ذاهبة إلى المنزل".

عدنان: " أظن وأتمنى أن يكون ظني صحيحاً بأنني أحاول لملمة المحاور الأساسية التي ينطوي عليها موضوع المحاضرة لذلك أثرت السؤال التالي:" لماذا أحبَّ سيرل بورتر العراق إلى هذه الدرجة، ولماذا قرّر أن يُدفن في تربة العراق، ولماذا كره الطبقة الأرستقراطية كثيراً في إنكلترا وحتى في العراق أيضاً حتى لم يلتقِ بغيرترود بيل لأنها كانت متغطرسة ومتعجرفة وأرستقراطية؟

أمل: هذا شيئ يدور في عائلة آل بورتر كلها تقريباً، ولا أدري لماذا، فابن عمي حينما حصل على "أم بي آي" قال إنني لا يهمني قصر بكنغهام ومصافحة الملكة مع احترامي الشديد لها، لكن ما يهمني هو ما قمت به وأنجزته مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو يعمل مع الأطفال الذين لديهم صعوبة في التعلّم. ويبدو أن هذا الأمر يسري على عائلة بورتر كلها، فوالدي يكره الطبقة الأرستقراطية، ويعتبرها طبقة نفعية تعيش على الغير ولا يحبها لهذا السبب. يحاول غالبية آل بورتر أن يصنعوا، وينتجوا، ويتعلموا، ويقدموا خدماتهم للآخرين. بالمناسبة اكتشفت أن جزءاً من عائلة بورتر فرنسي، وقد هجِّروا من فرنسا وأضطهدوا لأنهم كانوا بروتستانت، وليسوا كاثوليك. القصد إن الإنسان حينما يعيش في مكان ما يجب أن يخلص له، ويجب أن يفيد ويستفيد منه أيضاً. كان العراق في تلك الحقبة أشبه بالعلبة الفارغة التي كان سيرل يشاهدها وهي تمتلئ أمامه، وكان والدي يتمتع بمشاهدة هذا البلد وهي ينبني أمامه على الرغم من أنه كان يشعر بخيبة أمل في الفترة الأخيرة إلاّ أنه كان يتمتع بعملية البناء والتشييد، وخاصة في الجوانب الهندسية لأن العراق كان خالياً من الهندسة تقريباً. لقد أحبّ والدي العراق، ودُفن فيه لأنه مقتنع تماماً بأنّ الإنسان حينما يموت في أية أرض يجب أن يُدفن هناك، فالأرض هي الأرض حيثما ذهبت.

سعدي عبد اللطيف: لدي سؤال محرج بعض الشيئ، ولا أدري إذا كنت تستطيعن الإجابة عليه أم لا. ما هي معلوماتكِ عن لورنس العرب؟

أمل: أنا ليست لديّ معلومات عن لورنس العرب، ولكن لدي معلومات استقيتها من رسائل والدي الذي كان يحتقره جداً، وكان يقول عنه أنه من المتآمرين. أما وجهة نظر والدي عن المستشرقين فكان يعتقد أن لديهم "أجندات" خاصة، ويقول بأنّ هؤلاء لا يعرفون الهندسة ولا معنى التطور. كما كان يكره المس بيل ويعتبرها، من وجهة نظره، سبباً في عدم تطور العراق آنذاك.

أحمد هاشم: أريد أن أعرف أين دُفن الوالد يرحمه الله؟

أمل: دُفن في بغداد، وتحديداً في مقبرة في الباب الشرقي.

حيدر فاضل: ليس لدي سؤال، ولكن أريد أن أعقّب على ملاحظة الرعاة والقطعان التي أوردها الأستاذ عدنان بأنّ القطيع في العراق يمشي وراء الراعي بعكس القطيع في إنكلترا الذي يمشي أمام الراعي. أنا أقول أن السبب ليس في الراعي دائماً، بل في القطيع الذي يمشي وراء الراعي أيضاً!

عدنان: انتهت الرسائل بجابمن، الشخص الغريب والمثير والغامض، بينما كانت لورا، شقيقة سيرل في بنكلور الهندية، لكنها اكتشفت أنّ هذا الرجل على صلة بجهات مخابراتية وأمنية بريطانية، كيف توصلتْ دورا إلى هذه النتيجة اللافتة للانتباه؟

أمل: كانت الصحف البريطانية تصل إلى بنكلور، وكانت دورا تتابعها بانتظام وتجمع المعلومات. وحينما قمت بالبحث وجدت أنّ الغارديان كانت تكتب بحدة أكثر مما هي عليه الآن. كنت، أنا شخصياً، أقرأ الغارديان باستمرار، ولكنني قاطعتها منذ شهر أو شهرين، وقد كتبت رسالة لهم أخبرتهم فيها بأنني أشتري الغارديان يوم السبت، ولكن قطتي تنام عليها ولا تدعني أقرأها، كما أنني أشعر بأنّ الغارديان لم تعد لها تلك المصداقية التي كانت تتمتع بها منذ سنين طويلة خلت. قطتي منحازة للغارديان، أما أنا فلا أشعر بأنها تمتلك ذلك التوازن، وهذا طبعاً رأي شخصي، فربما أكون أنا التي تغيرت، وليس الغارديان لا أدري! على الرغم من أنّ ابني يأتي بها كل سبت، ولكنني أتفادى الدخول معه في نقاشات عن هذه الصحيفة، وقد كتبت لهم اعتراضاتي المتعددة، لكنهم يتجاهلونني دائماً. بالمناسبة ابن أختي مراسل الغارديان الحربي وقد أصيب في الفلوجة. ومع أنّ الغارديان ليست موضوعنا لهذا اليوم، إلاّ أنني أقول بأنها كانت تكتب بحدة وبمواجهة أكبر. أما بصدد دورا فقد اعتمدت على ما تنشره الصحف البريطانية ثم تقوم بتجميع المعلومات وتحليلها، وقد توصلت من خلال هذه الخيوط المبثوثة في هذه الصحيفة أو تلك إلى هذه النتيجة التي قرأناها في الرسالة الأخيرة. أنا شخصياً بحثت، ولكنني لم أذكر هذا البحث في الكتاب لأنه لا علاقة له برسائل سيرل، ولكن أتذكر جيداً أنني بحثت عن شهادة وفاة مستر جابمن، ولكنني لم أجدها. وأتذكر جيداً عندما توفي مستر جابمن، لأنني كنت قد رأيته من قبل، وزرت بيته عدة مرات، وتناولت الطعام في بيته حينما كنت طفلة، وصورته لا تزال مرسومة في ذهني. بحثت عن شهادته، لكنني لم أجدها، في حينه كانت شهادات الوفاة مقسمة إلى قسمين، داخل إنكلترا وخارجها، حتى صفحة سجل التعداد في كركوك لم تذكر وفاة جابمن، وفي حينه قيل إنه توفي بالزائدة الدودية، وكانت وصيته أن تُحرق جثته وتُنثر على جبال كردستان، وهذا يقودني إلى أن ما تقوله دورا صحيح بأنه كان مثلياً، وأنّ أول حب في حياته كان لشخص كردي. طبعاً لا أتوفر على كل الأجوبة، وأتمنى على أي شخص آخر أن يأخذ هذه الخيوط ويحاول أن يصل إلى "رأس الشليلة" كما يقال ليعرف ما هي قصة جابمن، لأنني بحثت في غالبية السجلات ولم أعثر عليه، ولو توفي في لندن أو إنكلترا لكنت وجدت شهادة وفاته، كما بحثت عن شهادة ميلاده ولم أجدها أيضاً، فلابد أن يكون له اسم آخر. وعند بحثي المضني وجدت اسم لورنس، لكن اسم عائلته جابمن أيضاً، وهنا زادت الأمور تعقيداً، فتوقفت عن البحث لأن الصدمة كانت كبيرة، وأن العمل كبير جداً، ولا أستطيع أن أقوم به لوحدي، ولهذا أتمنى فعلاً أن يقوم به شخص آخر.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل بورتر: حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، ...
- خالد القشطيني . . الضاحك الباكي (ج2)
- المركز الثقافي العراقي بلندن يستضيف خالد القشطيني(1)
- قراءات نقدية ل (كوميديا الحُب الإلهي)
- حرية الجسد
- نأي الرأس وغربة الجسد في مرويات تحسين كرمياني
- بحر كاظم يستنطق ذاكرة المكان وتجلياته عند سعود الناصري
- الكتابة في ظلال ملحمة كلكامش
- ترجمة النفس
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (2-2)
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (1-2)
- استذكار العالم عبد الجبار عبدالله (الجزء الثاني)
- استذكار العالم عبد الجبار عبدالله (الجزء الأول)
- السخرية السوداء واللغة المبطنة في روايات الداودي
- الرهان اليساري والعلماني لا يزال قائما
- التوجّهات الجديدة في الاقتصاد العراقي. . . إشكالية التنمية و ...
- دور كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق
- إشكالية تطوّر العملية السياسية وتأخّر الإعمار في العراق(ج1)
- مهرجان ريندانس السينمائي الدولي يحتفي بالفكر الأميركي الثوري ...
- أدب السجون في العراق: جدار بين ظلمتين مثالاً


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - في أمسية بالمركز الثقافي العراقي بلندن (ج4)