أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى














المزيد.....

المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 21:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


للسينما المصرية باع طويل في تصوير النساء منذ بداياتها في عشرينيات القرن الماضي. ولقد اختلفت تلك الرؤى لتعكس الفكر المجتمعي السائد على مدار عقود. وربما كان أرسخ طرح هو مثلث الحب: حيث يتنافس على حب البطل فتاتان، إحداهما طيبة تفوز بقلبه في نهاية المطاف، والأخرى شريرة (أي لا تمتثل للمعايير البطريركية عن الأنوثة) تحتال للاستحواذ عليه طوال الوقت وقد تنجح لفترات قصيرة، ولكنها تفشل في نهاية المطاف. ونادرًا ما خرجت الأفلام المصرية في حقبة الأبيض والأسود عن ذلك المثلث الذي يمثل الرجل المنشطر بين المادونا والعاهرة. ومن أبرز تلك الأفلام الكوميدية فيلم "صاحب الجلالة" (عن سلطان بورنجا) للمخرج فطين عبد الوهاب، والذي أنتج عام 1963 وكان من أبطاله: فؤاد المهندس، وفريد شوقي، وسميرة أحمد.
يمجد الفيلم الحب الطاهر العذري ويكرس احترام المرأة، ويسخر ممن يتعاملون مع النساء وكأنهن دمى. فصاحب الجلالة سلطان بورنجا العظمى، أو كما يلقبه مهندس الكوميديا المصرية في الستينات "طويل العمر، يطول عمره، ويزهزه عصره، وينصره على من يعاديه .. هاي هي." لديه من الحريم 300 بتعريف الصحفي المصري " أو أربع زوجات وما ملكت يمينه" على حد تعبير اليوران الخاص، أو "ما ملكت يميني ويمين أبي وأمي واللي خلفوني" كما قال وحش الشاشة المتقمص لدور السلطان. وبالإضافة إلى ذلك فهو يتعرف على من تروق له النساء مثل الراقصة "محاسن الصدف" والتي " أمضت ليلة في قصر عظمته". وهكذا فإن السلطان لا يكتفي بما ملكته يمينه، وإنما يسعى دائماً إلى تمديد الحرملك لديه!
ويسخر المؤلف من الحريم اللائي يتبعن الجدول لقضاء الأمسيات في معية السلطان، فهن كما يعرفهن الياور عسكراني "لإمتاع ليالي عظمته". فلا يمكن أن يتعاطى رجلا مع 300 امرأة ويتعامل معهن كآدميات، ولذا فقد رسمهن الكاتب كالدمى، فهن ينفعلن بشكل جماعي وبحركة آلية كصدى لتحركات السلطان. كما أنه يسخر من نزع الآدمية عنهن بنزع أسمائهن واختصارهن إلى أرقام. بالإضافة إلى أنه لا يكشف عن وجهوهن المخبأة دائمًا خلف الستار - إلا في مشهد قصير يظهر فيه خيبة أملهن على الجدول - فما حاجة الدمى إلى وجوه ؟ وعلى حريم السلطان أن يلتزمن بما يصدره السلطان من تعليمات، فحتى نمرة 7 فائقة الجمال والإغراء والعزيزة على قلب السلطان، تؤمر في مشهد قصير بالانصراف فتنصاع وتغادر جناح السلطان. ومن اللافت للنظر أن مثلث الحب هنا بالرغم من اكتماله ليس نشيطاً، فالدمى لا تتآمر بشكل فعال لاكتساب قلب السلطان/الحمال، وكيف لها أن تفعل وهي دمى؟
وعلى الوجه المقابل يرسم المؤلف صورة جميلة للحب العذري بين الشيال المتقمص لدور السلطان والبطلة، فينسج قصة حب ناعمة تتكاثف على مدار الفيلم، يستغني بها البطل عن جميع "ما ملكة يمينه" فعندما تغار عليه منهن، فيأمر بترحيلهن. وعندما تغار عليه من الراقصة ويظهر الاستياء على وجهها، فيأمر بعدم لقائها ثانيًا. وفي المقابل عندما تكتشف أنه مجرد شيال ومتقمص لدور السلطان، فهي تسعد به، وتتزوجه بالرغم من الفروق الاجتماعية والثقافية بينهما. فالحب الذي جمعهما يمكنهما من تخطي جميع العقبات!!! ولا يفوت المخرج أن ينهي الفيلم على الطريقة المصرية: فيساعدهما السلطان ببعض المال ليبدأ حياتهما معًا.
قد يكون لهذا الفيلم إسقاطات سياسية خاصة لا ننتبه إليها اليوم، ولكنه أيضًا يمثل نبض الواقع المصري في تلك الحقبة حيث بدأت النساء في الحصول على بعض حقوقهن، وبدأ النظر إليهن على أنهن آدميات متساويات في الحقوق والواجبات، ونفذت هذه الرؤية إلى الفن السابع فشهدنا روائع السينما المصرية في الستينيات، فأين نحن من هذا اليوم؟





#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات
- المجتمع الذكوري: مارينا نموذجًا
- الحركة النسوية والدراسات النسوية
- إخضاع الجسد
- عقوبة التحرش بين القانون الفرنسي والمصري
- العدالة الشكلية والعدالة الجوهرية
- تدنى المستوى التعليمي (فكرًا وممارسة) في مصر: نموذج من ورقة ...
- النخبة المصرية وحزمة البصل
- اغتصاب الثيب غير وارد!!
- بين الفرعون .. والإمام .. الرئيس منزوع الصلاحيات
- تشريح ثورة
- الدولة المدنية


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى