أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أمل بورتر: حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، وتنهار أعصابي















المزيد.....

أمل بورتر: حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، وتنهار أعصابي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


أمل بورتر في أمسية ثقافية بالمركز الثقافي العراقي بلندن (ج3)

بعد انتهاء الفنانة والكاتبة أمل بورتر من محاضرتها عقّب كاتب هذه السطور على بعض المواقف والملاحظات الدقيقة التي وردت في متن الرسائل التي كتبها سيرل بورتر خصيصاً لدورا وبقية أشقائه وقال:"إنَّ هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام أو صفحات بحسب توصيف المترجمة أمل بورتر، فالصفحة الأولى هي "صفحة الحرب والاحتلال" التي تبدأ منذ دخول القوات البريطانية إلى الفاو يومي 5 و 6 / 11 / 1914، وحركتها باتجاه مدينتي الناصرية والعمارة ووصولاً إلى الكوت، والصفحة الثانية هي "صفحة بغداد" التي تبدأ من دخول القوات البريطانية إلى بغداد والصفحة الثالثة والأخيرة هي صفحة "كركوك". لا يمكن للسيدة بورتر أن تتوقف عند كل الأشياء المهمة في الكتاب فهي كثيرة بمكان بحيث لا يمكن حصرها تماماً، ولكن أنا أحببت الإشارة إلى أنَّ سيرل كان دقيق الملاحظة بشكل لا يصدق، وهذه الملاحظات تساعدنا على فهم الشخصية العراقية بقدر أو بآخر، فحينما نزل في مدينة الفاو والمناطق المجاورة لها اكتشف أن الرعاة يمشون أمام قطعانهم بينما الراعي في بريطانيا يمشي خلف القطيع، وكأنّ الدكتاتورية لها دخل في ذلك لأن الدكتاتور هو الذي يتقدم القطيع دائماً، وإذا سقط في حفرة نسقط معه فلهذا يمشي في المقدمة، بينما في إنكلترا يمشي الراعي خلف القطيع مباشرة بسبب أنظمتهم الديمقراطية حيث يتعلمون دائماً أن لا يمشوا خلف شخص آخر.

أمل بورتر: كان والدي يثير هذا الموضوع دائماً، وحينما أستفهم منه عن الفرق كان يقول إنّ القطيع يعرف المكان المناسب له، ويعرف ماذا يختار، وماذا يريد أن يأكل، وعلى الراعي أن يلبّي رغبة القطيع ويطيعه، ويجب علينا أن نعطي الخروف أو أي حيوان آخر الحرية في اختيار ما يريد، وهو تأكيد لكلام الأستاذ عدنان حينما قال إنه نوع من الديمقراطية التي يستمدها الراعي من نظام البلد الذي يعيش فيه.
دأب كاتب هذه السطور في غالبية الندوات الثقافية والفنية والفكرية على أن يتدخل في الوقت المناسب بحيث لا يسطو على وقت المُحاضر من جهة، ولا يستعرض قدراته الذهنية أو معلوماته الثقافية من جهة ثانية لذلك اغتنمَ الفرصة لكي يسد الثغرات البسيطة التي لم تغطِها المُحاضرة، ليس نتيجة للتقصير أو عدم الإحاطة، وإنما نتيجة للحشد الكبير من المواقف والمعلومات التي تتوفر عليها الرسائل، لذلك استثمر مقدِّم الندوة الفرصة المتاحة ثانية لكي يمرِّر للحاضرين بعض المعلومات الذي يعتقد أنها تصّب في صلب الموضوع وتخدم السياق العام للمحاضرة حيث قال: "حينما حطّ سيرل في القرنة ولاحظ التقاء دجلة بالفرات انتبه إلى لون الماء، ويبدو أنه كان يمتلك عيناً تشكيلية فعلاً، بحيث لاحظ أن لون مياه نهر الفرات بني أو أميَّل إلى اللون الترابي، بينما مياه دجلة زرقاء صافية، ولاحظ أيضاً الخط أو البرزخ الذي يفصل بين الماءين إن صح التعبير. كما انتبه إلى شجرة آدم الموجودة في القرنة والتي نُسجت حولها عشرات الأساطير التي ابتدعتها الذاكرة الشعبية. وهكذا تستمر ملاحظات سيرل بهذه الدقة اللافتة للانتباه، وحينما أجرّ بيتاً في العراق لاحظ أن أسنان المفتاح في العراق إلى الأعلى، وليس إلى الأسفل كما هي العادة في غالبية بلدان العالم، والغريب أن مالك الدار "اللاند لورد" حينما جاء مع سيرل كان قد نسي المفتاح فطلب من الجار أن يعيرهم مفتاحه لكي يفتحوا به الباب، فياتُرى، ما فائدة المفاتيح إذاً إذا كان مفتاح باب الجار يفتح باب بيته؟ هناك ملاحظات كثيرة لا تقتصر فقط على الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الديني، فقد كان سيرل هو أول من رصد هذا النسيج العراقي المكون من عدة قوميات وأديان وطوائف وما إلى ذلك، هذا إضافة إلى رصده لكثير من القصص والحكايات التي ينطوي على مفارقات حقيقة، وعندما يرصد هذه الأشياء كان ينقلها كما هي بأمانة وصدق من دون أن يُدخل الجانب العاطفي فيها وهذه صفة أوروبية على وجه التحديد، بينما نحن الشرقيين عاطفيون أكثر من اللازم، أما هم عقلانيون وذهنيون".

أمل: قبل أن تسألونني وأنا مستعدة للإجابة على أي سؤال يخطر ببالكم، لكنني أود أن أروي لكم هذه الحادثة التي علاقة بملاحظة سيرل لبعض الظواهر أو الحالات التي تتعلق بالشخصية العراقية وطريقة تفكيرها وعملها. كان سيرل يعمل في السكك الحديد في بغداد وكان من ضمن واجباته أن يدرِّب العمّال العراقيين كيفية شدّ المكائن ونصبها، وتشغيل القطارات وما إلى ذلك، وكان يبدأ هذه العملية بالتسلسل كأن يفتح الصناديق الخشبية، ويخرج الماكينات، ويبدأ بالشد والنصب خطوة خطوة، وحينما يأتي دور العامل العراقي الذي يرى الماكينة مفككة يبدأ في العمل بالسبّ والشتم على مساعديه، ولا ينصب الماكينة على وفق التسلسل الطبيعي الذي علّمته إياه، وعلى الرغم من بقاء براغٍ وصامولات غير مشدودة، لكن الغريب في الأمر أنّ الماكينة تبدأ بالعمل حينما يشغلها"! (ذكر سيرل في رسائله المتعلقة بهذا الخصوص بأنه كان يعتمد كثيراً على العمال الآشوريين والكورد والتركمان الذين يتنقون مثل هذه الأعمال، ويحرصون على إنجازها بدقة متناهية).

سعدي عبد اللطيف: أثار الأستاذ سعدي عبد اللطيف سؤالاً جانبياً اعتقدتْ السيدة أمل بورتر أنه يقع خارج نص الرسائل ومن حقها أن لا تجيب على أي سؤال أو استفسار يقع خارج موضوع المحاضرة، لكنني انتبهت إلى وجود شخصية كانت مختبئة في منزل سيرل في كركوك أجد من المناسب الإشارة إليها واقتباسها علّنا نضع سؤال الزميل عبد اللطيف في نصابه الصحيح، خصوصاً وأن جوهر السؤال ينصّب على علاقة وليم بالرفيق فهد. فبينما كانت لولو تنبِّه سيرل بأن وضعْ ولدهما وليم غير مستقر، ولم يكمل دراسته العليا، ويبدو أنه متورط في نشاطات سياسية محظورة، وبدأ يترك وظيفته من دون أعذار مشروعة، وأنه آخر مرّة جاء فيها إلى كركوك "وبعد ساعات من وصوله وصل صديق له غريب الأطوار، إذ لم يخرج من البيت لمدة ثلاثة أيام، وبقي طوال الوقت في إحدى الغرف الصغيرة والمنزوية من البيت في جناح الضيوف، كان وليم يأخذ له الطعام وعندما نسأله لمَ لا يشاركنا المائدة؟ كان صديقه يدّعي أنه يعاني من الصداع وحتى ليلاً لم يخرج أبداً، إلاّ أنّ الكثير من أصدقاء وليم كانوا يزورون هذا الضيف ويجلسون ويتحدثون ساعات طويلة". ربما يكون هذا الضيف هو الرفيق فهد فعلاً لأنه كان يحرص على الاختباء من جهة ولابد أن يكون شخصاً مهماً، كما أنّ الكثير من أصدقاء وليم كانوا يزورونه ويتحدثون إليه ساعات طويلة، وهذه الساعات الطويلة تشير أيضاً إلى أهمية موقعه القيادي.

أمل: هذا السؤال يقع خارج نص الكتاب، ولكن ليس لدي مانع في الإجابة عليه. كان والدي ضد السياسة، ومثلما أشرت أكثر من مرة بأنه لا يحب السياسة، ويعتقد أنها تخرّب النفوس. كان لأخي الكبير وليم صديق قريب جداً منه. وأتذكر حينما كنت طفلة صغيرة في كركوك، لا أعرف السنة بالضبط، جاء هذا الصديق مع وليم من بغداد إلى كركوك، وكان هذا الصديق لطيفاً واعتيادياً رحبت به العائلة، وبقي في البيت لبضعة أيام. كنت أجلس في حضنه، وألعب بشاربه، وأقول له: "أنت عندك شوارب مثل أخي وليم" فكان يرّد ويقول: "لا، أنا شواربي أكبر" وكان يضحك معي كثيراً، وحينما غادر البيت اكتشف والدي بأنّ ذلك الرجل الذي كان مختبئاً في بيتنا هو الرفيق فهد! وكان اختيار مكان اختبائه صحيحاً لأنه منْ يفكر في تفتيش بيت شخص إنكليزي صادف أن يكون الرفيق فهد مختبئاً فيه؟

حسن الجرّاح: هل هناك رسالة معينة تجاوزتِها في الترجمة لسبب ما؟

أمل: أنا ترجمت كل الرسائل، وكان قسم منها ناقصة، والقسم الآخر منها مفقودة وغير متسلسلة، ولم يكن سهلاً عليَّ أن أرتبها، ولكنني ترجمتها كلها ولم أترك أي شيئ من الرسائل التي وقعت تحت يدي، إلاّ أنني لم أعلِّق عليها لأنني لا أمتلك الحق في أن أتدخل، بل كنت أشعر أن أخوتي على صواب حينما يعترضون عليّ لأنه ليس من حقي أن أنشر هذه الرسائل الشخصية التي لم يكتبها للنشر، ولكن ظروفي الخاصة الصعبة في العراق التي ضاعت فيها الرسائل، وظروف العراق السياسية هي التي دفعتني لأن أترجم هذه الرسائل وأنشرها كلها، ولم أبقِ أية رسالة غير مترجمة. وقد أحسست بها كلها لأنّ نفَس والدي فيها.

كريم رشيدي: عرضتِ الكثير من الصور في المحاضرة، بينما أخذ الحديث عن الرسائل مساحة أقل، ما السبب الكامن وراء هذا التقسيم غير المتوازن زمنياً؟

أمل: أنا أحببت أن أضعكم في الصورة لأنني لا أستطيع أن أتحدث عن الرسائل كلها، فالكتاب يضم أكثر من مئتي صفحة، وفيه الكثير من المعلومات والتفاصيل الصغيرة التي قد تأخذ مني ساعات طويلة لو تحدثتُ عنها. لقد أحببت أن أريكم شكله، وشكل زوجته الأولى والثانية التي هي أمي، وقد أدخلتكم جميعاً إلى بيتنا حتى ترون هذا الإنسان الذي أحبّ العراق ومات فيه. أردت أن أحيطكم علماً بتصرفاته اليومية، وعِشقه للنساء، ووجود سليمة مراد، نجمة الغناء العراقي في بيتنا، وكذلك الطبيعة المرحة التي كان يبثها في كل مكان يحّل فيه.

هوشيار: هل جاء والدكِ، السيد سيرل، يرحمه الله، إلى العراق مع القوات البريطانية الموجودة في الهند أم في إنكلترا؟

أمل: أبي جاء مع القوات البريطانية التي كانت معسكرة في الهند، ولكنه لم يكن عسكرياً، فهو مهندس مدني أصلاً وواجبه كان ينحصر في الطرق والجسور، وهو لم يقاتل مع القوات البريطانية مطلقاً وقد ذكر هذا الأمر في الرسائل. لقد وُلد والدي في إنكلترا، ولكن تعميده تمّ في الهند، وقد ذكرت قبل قليل أنه إذا لم تسجَّل الولادة في إنكلترا فإنه لا يستطيع أن يكون عضواً في البرلمان البريطاني، لكن جدي قرر أن يذهب للهند للعمل ومدّ سكك الحديد، لأن القطارات لم تكن موجودة هناك، كما أنه رفض العمل مع الاحتلال، وعندما تعرّف على زوجته وهي من بين "لنج" بقي جدي في الهند، وعندما ذهبتُ إلى "ميسور" وجدته صورته التي وضعوها في إحدى المحطات الأولى التي أسسها هو، ولكن بعد استقلال الهند رُفعت هذه الصورة وهي موجودة الآن في أرشيف القصر.

عدنان: كان كاتب هذه السطور يستثمر بعض الدقائق القليلة جداً ليزوّد الحاضرين ببعض المعلومات المهمة التي تسلّط الضوء على جانب من جوانب الكتاب الذي يتسع في حقيقة الأمر إلى أكثر من محاضرة فقال إنّ هذه الرسائل كان يكتبها سيرل إلى شقيقاته وأشقائه الموجودين في مدينة بنكلور الهندية، وقد بدأها في نهاية عام 1915 ثم توقفت في أواسط الأربعينات من القرن الماضي، أي أنها امتدت إلى أربعة عقود، وغالبية هذه الرسائل كانت موجهة إلى السيدة "دورا"، هذه المرأة المثقفة التي تتابع جزءاً كبيراً مما يُنشر في الثقافة البريطانية وفي صحافتها أيضاً، فمثلاً كانت تقرأ نتاجات فيرجينيا وولف، الكاتبة الشابة آنذاك، وهذا الكلام عن ولعها بالقراءة وجمع المعلومات سوف يقودنا بالنتيجة إلى جابمن، هذه الشخصية الغامضة والغريبة والمختبئة في مدينة كركوك والتي تنتهي بها الرسائل بعد أن تكشفها وتعرّيها، فنهاية الكتاب هي أقرب إلى النهايات البوليسية المثيرة الصادمة، هذا إضافة إلى أن العدديد من رسائل هذا الكتاب تصلح أن تكون قصصاً قصيرة ناجحة فنياً لأنها تتوفر على مجمل اشتراطات القص، واللغة السردية المتدفقة، والبناء الرصين للأحداث والشخصيات، والنهايات التنويرية المدهشة التي تنطوي على مفاجآت كثيرة.

سامية الأطرش: نعتِّ الوالد بأنه زير نساء، لكنكِ لم تتحدثي إلاّ عن سليمة باشا فقط، هل في كتابك أسماء ثانية لنساء أخريات؟

أمل: نعم، توجد شخصيات عديدة في الكتاب، كما أن هناك شخصية يذكرها جميع أفراد العائلة، ولكن ليس بحضور الوالد، لأنه يرفض أن نذكرها، وعندما تقرأوا الكتاب سوف تعرفونها حتماً. (وعلى الرغم من هذا التحفّظ والتشويق إلاّ أمل كشفت اسم هذه المرأة ولم تستطع التستر عليه لمدة زمنية أطول) ثم مضت أمل إلى القول: "هي إنسانة بسيطة، ولم تكن من عائلة كبيرة، واسمها خزعلية، وقد ترك والدي والدتي بسببها لمدة خمس سنوات حيث عاش مع خزعلية التي كانت بائعة هوى، كما كانت صغيرة جداً وجميلة جداً في الوقت ذاته. كان والدي في البيت يحب كل الأكلات ماعدا الباميا التي كان يمنع دخولها إلى البيت، وحينما يسافر كنّا نشبع من أكل الباميا. كان والدي متعلقاً جداً بالأطفال، وكان يأتي يومياً لزيارتهم والاطمئنان عليهم، وذات يوم أخذ معه أخي الأكبر أرشد، الذي سمّاه بالمناسبة على اسم صديقه أرشد العمري، وكان عمره ثلاث أو أربع سنوات، وحينما عاد في نهاية النهار سألته والدتي، التي كانت زعلانة من والدي طبعاً، سألته إن كان قد تغدى أم لا؟ فأجابها بأنه أكل باميا! وحينما استفسرت منه أين أكل الباميا؟ أجاب: في بيت خزعلية! ثم أضاف بأن أباه أكل أكثر منه! كان يحب سليمة باشا أيضاً، ويفضل الاستماع إلى كل أغانيها وأن أغنيته المفضلة "طولي ياليلة"، وثمة نساء أخريات قد يطول الحديث عنهنّ.

عمر صكبان: هل كان سيرل متحفظاً في علاقاته النسائية، وكيف كان يوفق بينهن؟

أمل: أعتقد أنه كان فريسة سهلة للمرأة العراقية، والسبب في ذلك أنه إنكليزي، والمرأة التي تريد أن ترتبط معه بعلاقة عاطفية تعرف مسبقاً أنه لن يفضحها، كما أنه على الصعيد الشخصي يحب المرأة العراقية بصدق ويعتبرها جميلة. وفي بيت "لنج" حينما يأتون على ذكر النساء الإنكليزيات ذوات الشعر الطويل، والعيون الزرق، والطول اللافت للنظر، والرشاقة الجسدية، وشقرة البشرة، كان لا ينتبه مطلقاً إلى هذا الكلام، وحينما كان أخي يحب أن يشاكسه يقول له: "أنظر إلى هذه الجميلة الشقراء"، كان يرّد: إي ثلاجة! (في إشارة واضحة إلى برود المرأة الأوروبية).

كريم عبد: هل لديك مشاريع مشابهة لرواية "دعبول" التي تتناول شخصيات بغدادية، خصوصاً وأنك تتوفرين على عفوية واضحة في نقل المكان، وتأثير هذا المكان على الإنسان؟ وهل شاهدت مسلسل "سليمة باشا" الذي عُرض في رمضان الماضي؟

أمل: إنني أشتغل الآن على رواية جديدة، أما عن المسلسل فلم أرَه لأنني امتنعت عن مشاهدة التلفزيون منذ مدة طويلة والسبب هو ضعف مصداقية هذا الجهاز، وإذا شاهدت التلفزيون فأنني أعرف بأنني سأتألم، (فلا عين التشوف ولا قلب اليحترق).

أميل كوهين: مسلسل "سليمة باشا" كان قصة مختلقة، وليس فلما وثائقياً لكي ينقل الحقائق كما هي.

أمل: أنا لم أرَ المسلسل كما ذكرت، ولذلك لا أستطيع الحكم عليه. ومثلما ذكر الأستاذ عدنان في معرض حديثه عن رواية "سوسن وعثمان" التي تؤرخ لحقبة زمنية معينة وقد كتبت هذه الرواية بروحية خاصة. بالمناسبة أنا أكتب رواية الآن، وأريد أن أحدثكم عنها وعن طبيعة الأجواء التي تحيط بي في أثناء الكتابة. فأنا حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، وتنهار أعصابي لأنني أتخيل الأحداث حقيقية. في العراق هناك عدد من القوميات والأديان والطوائف، وأنا تربيت في بيت عربي، وهذا يعني نحن "لا كلدان، ولا سريان ولا آثوريين"، وإنما نحن عرب بحكم جدتي عربية، وكانت تفتخر بعروبتها إلى أن وافتها المنية، بل أنها كانت تبكي على الشيخ خزعل الذي اختطفته السلطات الإيرانية آنذاك. إذاً، لا أستطيع أن أخرج عن هذا الجو العربي، لكننا نحن المسيحيين المتمركزين في بغداد والبصرة تحديداً لهجتنا هي أقرب إلى الفصحى، ولكنّ هذه اللهجة انقرضت تقريباً أو سوف تنقرض، وربما حينما أموت أكون آخر إنسان يتكلم هذه اللهجة، لذلك بدأت أكتب روايتي الجديدة باللهجة المسيحية العربية، وليست اللهجة المسيطرة الآن التي لا علاقة لها باللهجة التي نتكلمها في منازلنا في محاولة لتوثيق هذه اللهجة على الرغم من أن الرواية تؤرخ لفترات وحقب زمنية مختلفة مرّ بها الشعب العراقي وكانت غالبيتها مؤلمة مع الأسف الشديد.




#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد القشطيني . . الضاحك الباكي (ج2)
- المركز الثقافي العراقي بلندن يستضيف خالد القشطيني(1)
- قراءات نقدية ل (كوميديا الحُب الإلهي)
- حرية الجسد
- نأي الرأس وغربة الجسد في مرويات تحسين كرمياني
- بحر كاظم يستنطق ذاكرة المكان وتجلياته عند سعود الناصري
- الكتابة في ظلال ملحمة كلكامش
- ترجمة النفس
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (2-2)
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (1-2)
- استذكار العالم عبد الجبار عبدالله (الجزء الثاني)
- استذكار العالم عبد الجبار عبدالله (الجزء الأول)
- السخرية السوداء واللغة المبطنة في روايات الداودي
- الرهان اليساري والعلماني لا يزال قائما
- التوجّهات الجديدة في الاقتصاد العراقي. . . إشكالية التنمية و ...
- دور كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق
- إشكالية تطوّر العملية السياسية وتأخّر الإعمار في العراق(ج1)
- مهرجان ريندانس السينمائي الدولي يحتفي بالفكر الأميركي الثوري ...
- أدب السجون في العراق: جدار بين ظلمتين مثالاً
- تريّيف المدينة العراقية


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أمل بورتر: حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، وتنهار أعصابي