أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - قاسم حسين صالح - الجنسيون المثليون في العراق














المزيد.....

الجنسيون المثليون في العراق


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 10:18
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


قدمت قناة السومرية مساء البارحة،الجمعة 3/11/12 حلقة خاصة عن الجنسيين المثليين في برنامج (الهوا لك).ومع ان مقدّم البرنامج (السيد ناطق)حاول ان يتناول هذه القضية بموضوعية عبر الاتصال هاتفيا بطبيب نفسي يعمل بمستشفى الرشاد في بغداد،واستطلاع رأي رجل دين في لقاء مصور،ولقاءات بجنسيين مثليين ومواطنين عاديين ،الا أنه اضطر ان يساير المزاج الشعبي عبرساعتين من الاتصالات الهاتفية ورسائل الأس أم أس،تلخصت اهم مواقفها بالآتي:
1.حرق الجنسيين المثليين في العراق
2.ان ظهورهم في هذا الزمان يعد علامة من علامات الساعة
3.تقصير الحكومة في عدم اتخاذها اجراءات حاسمة بحقهم
4.تقصير الأهل في عدم متابعتهم لأولادهم المراهقين
5.تحميل الفيسبوك والانترنت وكثرة المقاهي سبب ظهورهم الآن.
وما يلفت انتباهك أن حدة المزاج الشعبي الانفعالي ما تزال هي " السلطة "في الشارع العراقي..بمعنى اننا نتعامل مع الظواهر الاجتماعية السلبية او المدانة اخلاقيا ودينيا ..بعقلنا الانفعالي الذي ينحّي العقل العلمي والمنطق العقلاني في التعامل مع هذه الظواهر ،فكان الحل الذي قدمه المزاج الشعبي في معالجة هذه الظاهرة ان طالب المتصلون عبر الهاتف ورسائل الأس أم أس بـ(حرقهم بالبنزين،وذوله كفره ما يستحقون الحياة،الحرق قليل بحقهم،اعدامهم وتعليقهم بالشوارع،لازم انقطعهم وصل وصل،الله واكبر راح تنكلب بينا الدنيا...).
واذا كانت الغالبية المطلقة قد طالبت (بحرقهم)،فان كثرة اخرى تعتقد بأن ظهور هؤلاء المثليين يعد من علامات الساعة.
وتعكس هذه الأفكار والمواقف كيف ان المزاج الانفعالي العراقي يفوض لنفسه سلطة الانتقام من الآخر بابشع الطرق (ويذكّرك بما جرى في عامي 2006و2007 من تحكم الانفعال في استسهال قتل الآخر)،ومدى تخلف الوعي بحشر قضايا اجتماعية في تخريجات دينية بعدّ ظهور هؤلاء الآن بأنه من علامات الساعة ،مع انهم كانوا موجودين قبل ظهور الاسلام وبعده..يعني اكثر من ألف سنة وما قامت الساعة!.
كان ينبغي ان يوضح للناس ان الجنسيين المثليين على ثلاثة اصناف:
الأول:صنف مرضي نشخّصه نحن النفسانيين بـ(اضطراب الهوية الجنسية)..نوضحه بأن كل واحد منّا نحن الرجال يمتلك هويتين :هوية بايولوجية بمعنى أن جسمه جسم رجل،وهوية نفسية تتضمن احساسه ومشاعره بأنه رجل وتمثله لقيم المجتمع الخاصة بالرجل.فاذا تطابقت الهويتان،البايولوجية والنفسية،كان تصرفه الجنسي طبيعيا،واذا تعارضت الهوية النفسية مع الهوية البايولوجية،مشاعره مشاعر انثى وجسمه رجل، يحصل لديه اضطراب يوصله الى نتيجة انه ولّد في الجسم الخطأ،ويدفعه الى ان يتصرف تصرف انثى .
ان السبب في هذا الصنف (المنحوس) من المثليين هو خطأ في التكوين البيولوجي يستدل عليه بان هذه الظاهرة تنتشر بين الحيوانات وبخاصة الطيور والقردة..يعزى الى خلل في الدماغ.هذا يعني ان الجنسي المثلي من هذا النوع مريض وليس مسؤلا عن تصرفه، وان حاله حال المصاب بمرض السرطان.ولهذا لا يصح اعتبار تصرفه على انه خرق للقيم الدينية وتحدّ للتقاليد الاجتماعية كما يفسره العقل الانفعالي الشعبي ،الذي سايره البرنامج للأسف ،وخسر فرصة تثقيف الناس واجهزة السلطة وبعض المتطرفيين الدينيين ،الذين منحوا انفسهم حق الانتقام من الحنسيين المثليين قبل عامين بأن سدوا فتحات مقاعدهم بالسيكوتين وشربوهم مادة المسهل وراحوا يتلذذون بصراخهم ورؤيتهم كيف يموتون.
والثاني:صنف سببه جهل باسلوب التنشئة الأسرية للأطفال بعمر السنتين الى خمس ست سنوات تحديدا..كأن تتباهى الأم بجمال ابنها وتصف وجهه "شكد حلو عبالك وجه ابنيه" وتسرّح شعره الطويل وتضفره جدائل.واذا ظل الطفل يلعب مع البنات ،وكان ابوه لا يتمتع بصفات الرجولة،وافتقد انموذج الرجل،فأنه تتشكل لدى البعض من هؤلاء الاطفال هوية نفسية انثوية..تفضي بالنتيجة الى ان يكون مثليا..وكان على البرنامج ان يوعي الأسرة بذلك ،وينبهها ايضا الى ان ترك الطفل يلعب مع مراهقين،او تعرضه الى تحرش جنسي يشكل احد اهم اسباب الجنسية المثلية.
والثالث:صنف تسهم في تكوينه مجموعة اسباب تتضمن:سوء استخدام الانترنت،البطالة واحساس المراهق بالعوز ،اصدقاء السوء،سهولة الحصول على المخدرات...
وما يدهشك هو معالجات هذه الظاهرة التي طرحت في البرنامج.فالعراقيون في الداخل اقترحوا (حرقهم) والعراقيون في الخارج اقترحوا تسفير هؤلاء المثليين الى اوربا لتخليص العراق منهم.وليس بغريب على العقل الانفعالي الذي تستفزه حالات من هذا النوع ان يقترح معالجات غير عملية فضلا عن كونها غير انسانية.وكان على مقدم البرنامج ان يسألهم:لو افترضنا ان في العراق ثلاثة الآف جنسي مثلي واننا سفرناهم خارج العراق ،او رميناهم في محرقة جماعية وحرقناهم جميعا ..فهل تنتهي هذه الظاهرة وتختفي نهائيا في العراق؟.
ان قضية الجنسيين المثليين في العراق من اختصاص اربع جهات:الطب النفسي الذي يكون من اختصاصه لوحده معالجة الصنف المرضي منهم،والأسرة في توعيتها بأساليب التنشئة الصحيحة للأطفال بعمر ما قبل الدراسة،والحكومة بمعالجة مشكلة البطالة،ووزارة الاتصالات بحجب المواقع الاباحية،والتثقيف الديني الحضاري في معالجة الظواهر غير الأخلاقية..فضلا عن وسائل الاعلام لاسيما الفضائيات منها.

ومع ذلك فان ما يحسب لقناة السومرية انها تتناول قضايا اجتماعية تدخل في باب الممنوع او المحظور او فيها مجازفة، لا بهدف الكشف عنه وفضحه بل التوعية بمخاطرها وتبيان ضرورة معالجتها ،وهو عمل تشكر عليه.غير ان حلقة الجنسيين المثليين التي بثت البارحة لم تصل غايتها النهائية ،بل ان مقدم البرنامج اضطر مجبرا ان يساير المزاج الانفعالي واهدر الكثير من الوقت في الاستماع الى اتصالات تعزف على نفس الايقاع :ابادة الجنسيين المثليين في العراق..وكأن في ابادتهم يغدو العراق نظيفا من كل الرذائل..مع ان رذيلة الجنسيين المثليين وخطرها على الاخلاق لا تقاس برذيلة الفساد وما احدثه من خراب في القيم والضمائر حتى بين من يلبسون العمائم..وكان عليهم ان يعدوا هذه من علامات الساعة!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة(4-4)
- اشكاليات في السلطة والدين.ثانيا:السلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (2-4)
- ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية
- سيكولوجيا الحب (1):رسالة من امرأة مثقفة وجدت نصف الحب!
- المجتمع العدواني..والذهان
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!


المزيد.....




- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - قاسم حسين صالح - الجنسيون المثليون في العراق