أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الظاهرالربيعي - مدخل الى المقام العراقي















المزيد.....



مدخل الى المقام العراقي


فاطمة الظاهرالربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


مدخل الى المقام العراقي
الباحثه الموسيقيه : فاطمة الظاهر
في هذا البحث نستعرض لون من ألوان الغناء العراقي السائده في العراق والذي تمتد جذوره الى سنوات موغله في القدم , وحسب ما تذكره المراجع والمصادر فأنه ينسب الى العصر العباسي اي العصر الذي ازدهرت فيه الدوله العباسيه الاسلاميه في شتى أنواع الفنون والعلوم حتى ذاع صيتها في الآفاق لحد يومنا هذا . وعلى الرغم من قدمه الا ان المقام العراقي بقي متجسداً في كل نواحي الحياة اليوميه التي يعيشها العراقيين حتى يومنا هذا , وان دل هذا على شئ فأنما يدل على رفعتة وأصالة منبعه . لقد تخطى المقام العراقي حدوده الجغرافيه من بوابته الشرقيه بألحانه المتنوعه الى دول أسيا , منها تركيا وايران وافغانستان وأذربيجان ووصل حتى الهند , ولكنه لم يؤخذ به في البلاد العربيه قاطبة رغم استحسانه من قبل مشهوري الغناء في مصر وبلاد الشام وشمال افريقيا وفي الخليج ايضاً , ولربما سائل يسائل ماهي الاسباب التي جعلت المقام العراقي يبقى محصوراً في العراق رغم قدمه وأصالته :
- هل هو عجز في الاذن العربيه في سماع هذا اللون من الوان الغناء العربي؟
- أم انه عجر في الحناجر العراقيه في كيفية توصيل هذا اللون من الغناء العراقي الاصيل الى بقيه البلاد العربيه؟
- أو لعله سبب أداري بعدم قدرة القائمين عليه في العمل على نشره من خلال وسائل الاعلام والمشاركه في المهرجانات المخصصه للغناء العربي التراثي؟
- أم هو انكفاء الدول العربيه على الوانها الغنائيه المحلية وعدم اهتمامها بما يقدمه الاخرين في البلاد الاخرى من الوان الغناء العربي ؟
- او ربما صعوبه اداءه وتشعب فروعه وشعبه وأركانه جعله ماده صعبه يتطلب دراستها بشكل عميق ومكثف لاجل فهم اصولهِ وقواعدهِ؟
في الحقيقه للوقوف على هذه الاسباب التي جعلت المقام العراقي يبقى محبوساً في وطنه ولم يشاع في البلاد العربيه الاخرى , لربما يحتاج الى بحث كامل لوحده لا يسمح بحثي هذا في التطرق اليه . ولعل الفلم القصير المسجل لدى تلفزيون بغداد - وموجود حالياً على موقع اليوتيوب على الانترنت والذي يظهر فيه الشاعر المصري الكبير احمد رامي وهو في قمة النشوة والانبساط لسماعه المقام العراقي بصوت الاستاذ الكبير محمد القبانجي – لعل له أبلغ الأثر فيما يوقعه هذا اللون الجميل من الغناء العربي الاصيل على قلوب مستمعيه . ومع ذلك بقي المقام العراقي اسم على مسمى , مقاماً عراقياً خالصاً . يرجع تاريخ المقام العراقي الى العصر الاول للخلافه العباسيه , وقد جاءت اخباره من الكتب المخطوطات التي ألفها فلاسفة واعلام الموسيقى آنذاك والتي حققها الباحثون.فقد جاء في كتاب تاريخ الموسيقى العربيه للمستشرق جورج هنري فارمر والذي ترجمه د. حسين نصار ما قاله الفيلسوف ابن سينا وهذا نصه:
" ان بعض النغمات يجب ان تخصص لفترات معينه من النهار والليل ومن الضروري ان يعزف الموسيقار:-
في الصباح الكاذب...نغمة راهوي
وفي الصباح الصادق ...حسيني
وفي الضحى... بوسليك
وفي نصف النهار... زنكولا
وفي الظهر ...عشاق
وبين الصلاتين ...حجاز
وفي العصر ...عراق
وفي الغروب ...أصفهان
وفي المغرب ...نوى
وفي العشاء ...بزرك
وعند النوم ...مخالف
حيث كل هذه التسميات هي أسماء لمقامات تغنى في العراق ضمن ما يسمى بالمقام العراقي
كما يقول صفي الدين الارموي البغدادي* في نفس الكتاب:
" أعلم ان كل شدو من الشدود فأن لها تأثيراً في النفس ملذاً الا انها مخالفه , فمنها ما تؤثر قوة وشجاعه وبسطا وهي ثلاث ( عشاق , بوسليك ونوى) ، اما (الراست ونوروز وعراق وأصفهان) فأنها تبسط النفس بسطاً لذيذاً لطيفاً , وأما (بزرك وراهوي وزنكولا وحسيني) فأنها تؤثر نوع حزن وفتور". لو نظرنا الى أقوال هؤلاء الفلاسفه والموسيقين وذكرهم لاسماء تلك المقامات , يتبين لنا ما للمقام العراقي من تارخ عريق وأصيل . ان الخليفه المعتمد بالله* وهو احد الخلفاء العباسيين , كانت خلافته من سنه
(256هج – 872م) حتى (279هج – 891م) كان قد سأل أبن خرداذبه* "ما صفه المغني الحاذق "؟
فأجابه أبن خرداذبه: " المغني الحاذق يا أمير المؤمنين , من تمكن من أنفاسه , ولطف من أختلاسه وتفرع في اجناسه "
فهذه الاجابه تنطبق على طريقه أداء المقام العراقي (والذي سنأتي على تفصيله في متن البحث) فأن المؤدي للمقام العراقي لا يمكنه من قراءة المقام ما لم يكون له نفس طويل في الغناء, وان بعض قراء المقام لا يتمكنون من الوصول الى الطبقات العليا الحاده من طبقات السلم الموسيقي - (وهذا اجراء يتطلبه قراءة المقام العراقي في أحدى الحركات التي تسمى (الميانه) , وهي الجوابات والصيحات العاليه في السلم الموسيقي)- , مما يضطر المؤدي الى اختلاس هذه الميانات اختلاساً فنياً رائعاً , اما بما يخص الاجناس , فليس هنالك غناء عربي تتفرع منه الاجناس الكثيرة كما هو في المقام العراقي.ان المقام العراقي نسيجاً نسجه موسيقين عباقرة عاشوا في زمن الدوله العباسيه وقد وصلنا شفاها عن طريق السماع عبر الاجيال المتعاقبه , فهو تراث أصيل عريق اختص بالعراق دوناً عن الاقطار العربيه الاخرى , لقد لعب المقام العراقي دوراً هاماً ومتميزاً في تاريخ الموسيقى العربيه على الأفراد وعلى المجتمع العربي آن ذاك واما بالنسبه لطبقة العلماء والمنظرين في الموسيقى , فلقد كان له أبلغ الاثر في تاريخ العلماء والموسيقين العباقرة الذي عملوا عليه في تلك الفترة , حيث من خلاله وضعت نظريات الموسيقى العربيه وعلى ايدي كبار الموسيقين أمثال ( ابن سينا والكندي والفارابي وصفي الدين الارموي) والتي لولاهم لما وصلنا ذلك الجزء اليسير الذي نعتمده حالياً في موسيقانا العربيه , ان استقطاع المقام العراقي من الموسيقى العرييه المعمول بها حالياً في الاقطار العربيه يعتبر استقطاع لجزء كبير من أصول وقواعد وصيغ الموسيقى العربيه , ان للمقام العراقي نظام كامل متكامل من حيث أستخدام أصوله وقواعده وفروعه وشعبه فهو يعتبر توسيع كبير للموسيقى العربيه , ومن دون هذا النظام فلربما تكون هنالك خلخله في النظام الموسيقي العربي.
---------------------------------------------------------
*صفي الدين الاوموي البغدادي: (613 – 693 )هجريه , كان رئيساً للموسيقى في بلاط الخليفه المستعصم بالله وله كتابين في الموسيقى كتاب (الادوار) و(الرساله الشرفيه).
*المعتمد بالله : احد خلفاء العباسين كانت خلافته ما بين سنه 872م حتى 891م
*ابن خرداذبه: عبدالله بن خرداذبه كان موسيقيا ومستشارا للخليفه ( المعتمد بالله) الف كتاب (اللهو والملاهي)
------------------------------------------------------------
أن اول ظهور للمقام العراقي كان في مدينة بغداد حيث كان للمقام العراقي مؤدوه الذين برعوا واشتهروا به خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر والذين اصبحوا فيما بعد مدارس للمقام العراقي يدارسون ويعلمون الشبان طريقة قراءة المقام , ثم هؤلاء الشبان يصبحون مدارس جديده لشبان جدد وهكذا, حتى وصلنا شفاها. ومع مطلع القرن العشرين ازدهر العراق على وجه العموم ومدينه بغداد على وجه الخصوص بالعديد من الاسماء اللامعه في عالم المقام العراقي . في اوائل القرن العشرين كان الغناء العراقي مقتصراً على المقامات العراقيه والاغاني الريفيه وغناء المربعات(مفردها مربع هو نوع من انواع النظم الشعري الملحن ) والبستات البغداديه ( الاغاني البغداديه) وكانت المقامات العراقيه تقدم وتغنى الى الجمهور من خلال : 1-غناء المقامات في البيوت: في الافراح وحفلات الختان والمواليد وفي الاذكار والتهاليل والمواليد الدينيه كالمولد النبوي
2- المقامات في المقاهي الخاصه : حيث كان في بغداد عدد كبير من المقاهي الخاصه , روادها من علية القوم , مادتها الاساسيه هي تقديم الحفلات الغنائيه ليلياً حتى الصباح الباكر , يشدوا فيها كبار الفنانين من المقامات العراقيه وبستاتها الغنائيه , وقد اشتهرت العديد من هذه المقاهي حتى اصبح اسمها علماً يستدل بها الى المناطق المجاورة لها.
3- المقامات في المقاهي العامه: حيث كانت تجمع قراء المقام وجمهورهم في جلسات نقاشيه يتناقشون في المقامات وتحريرها وألوانها ومياناتها , وكان يفد الى هذه المقاهي عشاق المقام من كل اطراف البلاد ليدرسوا ويتعلموا قواعده واصول ادائه , وكان لكل جماعه مطرب يطربها ويرشدها ويدربها على فنون الغناء العراقي.
4- المقامات على شواطئ دجله: حيث كانت تفد فرق الجالغي البغدادي (التخت البغدادي) الى نهر دجله على طول شواطئها من جانب شارع ابو نؤاس تحيي الحفلات بمناسبه الاعياد الدينيه والوطنيه . ولعل بين سامعي هذه المقامات من يظن ان قراء المقام انما يلغطون بألفاظهم وصيحاتهم على غير وجه واضح ولا خطه مخطوطة في حين ان كل بنت شفه لهم تستند الى قانون يلتزمون بأحكامه وأصوله ويقفون عند حدوده ورسومه. وعلى الرغم مما يغلب على قراء المقام من الأميه فقد عرفت فيهم خصائص جديرة بالاعجاب والتقدير , فهم يتقنون ضبط الطبقات الصوتيه اتقاناً عجيباً ويتنبهون بسهوله ظاهرة لمن يخرج عليها , ويجدون ذلك من أسوء العيوب التي لا يغتفرونها . لايزال حتى يومنا هذا يندفع العراقيين نحو سماع هذا اللون من الغناء مهما ابتعدوا عنه , ولا زالت الساحه العراقيه تضم العديد من القراء الشباب الذين يتخرجون سنوياً من معهد الفنون الجميله – قسم المقام العراقي والمنتشرة فروعه في بغداد وكافة محافظات العراق الشماليه والجنوبيه والذي يرفد الساحه العراقيه سنوياً بالعديد من الشباب الخريجين والمثقفين في قراءة المقام .
ما هية المقام العراقي؟ ... المقام العراقي هو لون من ألوان الغناء الشعبي العراقي وهو عباره عن مجموعة انغام مترابطه مع بعضها ومنسجمه فيما بينها , ولربما يظن من يسمع بهذه التسميه , ان المقام العراقي هو سلم موسيقي . ولكن في الحقيقه ان المقام العراقي هو تسميه لقالب غنائي وليست لسلالم ومقامات الموسيقى العربيه .
ان المقامات في الموسيقى العربيه هي تسلسل نغمي لثمان نغمات ( اذا اضفنا نغمه جواب النغمه الاولى)على السلم الموسيقي وتفصل بينها مسافات معينه , من هذه المسافات تتكون الاجناس( كل اربعة نغمات متتاليه في السلم الموسيقي تسمى جنس ) لذلك غالباً ما تتكون المقامات في الموسيقى العربيه من جنسين , والتي تحدد هويه السلم , حيث تسمى المقامات في الموسيقى العربيه بأسماء جنسها الاول فهي اذن مقامات موسيقيه سلميه وليست غنائيه مثل :مقام النوآثر ومقام الراست والفرحفزا والسوزناك والبيات
وهذه تسمى مقامات موسيقيه
أما المقامات العراقيه كمقام
المنصوري والحديدي والخليلي والنوى والراست والجبوري والراشدي....الخ
فأنها مقامات غنائيه ( اي قوالب غنائيه ) ولا تغنى الا في العراق ولها اصولها وقواعدها التي دعت لتسميتها بهذا الاسم . واحيانا يدخل في المقام الواحد اكثر من جنس من اجناس الموسيقى العربيه, مثال ذلك : في مقام الراست العراقي حيث يدخل فيه قطعة المنصوري (جنس صبا على النوى) ، وقطعة الإبراهيمي ( جنس بيات على النوى) ، قطعة الحجاز المثنوي ( جنس حجاز على درجة النوى) ، قطعة الخليلي (جنس رست على درجة الجهاركاه).

تقرأ جميع المقامات بنغمها المطلق الحر والخالي من الايقاع الا ان الايقاع يدخل في موسيقى بعض من المقامات , ويدخل الايقاع ايضاً في الوصلات الغنائيه التي تأتي داخل المقام لذلك سمي مؤدي المقام بالقارئ وليس المغني لانه يقرء المقام دون مصاحبه ايقاعيه.
أركان المقام العراقي : لقد وصلنا المقام العراقي سماعاً عبر الاجيال المتعاقبه .. بشكله الذي يقرء حالياً في العراق بكل اصوله وقواعده الصارمه التي تحتم على قارئ المقام ان يلتزم بها عند قراءته للمقام , ومن لم يلتزم بها فلا يسمى على جماعة قارئي المقام , فوصلنا المقام العراقي متكون من مجموعة اقسام من خلالها يتحدد بأن هذا الغناء هو (المقام العراقي) وهذه الاقسام هي:
1- التحرير أو البدوه : حيث يطلق كلمه تحرير على المقامات التي تكون بداياتها طويله , اما المقامات التي بداياتها قصيرة فتسمى البدوة
والتحرير عبارة عن آهات تحرك الصوت في هواء الحلق ولا تنطق معه الحروف وتكون من نفس نغمه المقام الذي سيبدء به . وبعدها ينطلق القارئ بقراءة ابيات من الشعر الفصيح او الشعر العامي حسب نوع المقام .
2- الجلسة : وهي النزول بالنغمات العاليه في السلم الموسيقى ( الجوابات )الى النغمات الواطئه في السلم (القرارات) وهي للاشعار بمجئ ميانه بعدها , والجلسات انواع تعتمد على المقام المغنى , فمنها نزول قليل كأن يكون ثلاث درجات على السلم الموسيقي ومنها ما يصل بالنزول الى ثمان درجات .
3- الميانه : ومعناها الوسط بين شيئين , لانها تأتي في وسط المقام وفيها يصعد االقارئ بالسلم الموسيقي الى الدرجات العاليه اي جواب النغمات الموسيقيه وتسمى ايضاً ( الصيحه – وهي الغناء بصوت عالي)
4- القرار : وفيها ينزل القارئ من منطقه الجوابات العاليه والتي تمثلت بالميانه الى قرار السلم , والغايه منها لاستراحه قارئ المقام لكي يكمل , او للاشعار بأن المقام سيصل الى نهايته.
5- القطع والاوصال : وهي بالاصل عبارة عن مقامات عراقيه صغيرة ولكنها تدخل في المقامات كوصلات غنائيه خفيفه والغرض منها
أ- لتحليه وتغير النغم وتنويعه كي لا يكون الغناء على وتيرة واحد
ب- لاتخاذها واسطه في تغيير النغم لينتقل الى نغم اخر
ج- لتهيئة اذن السامع لتقبل الصعود او الهبوط بالغناء لكي لا يكون مفاجئاً .
6- التسليم : ويسمى ايضاً بالتسلوم وهي ختام وقفلة المقام , وهنالك مقامات يكون التسليم فيها على نفس درجه بدايه التحرير , كمقام الراست مثلاً حيث (يبدأ بالدو ويسلم او يقفل على الدو) , وهناك مقامات تسلم على درجه استقرار تحريرها ( أي مقامات تبدأ تحاريرها بنغمه المقام ولكن استقرار تحاريرها يكون على نغمه اخرى) فتسلم هذه المقامات على درجه استقرار تحاريرها كمقام الحسني والصبا
البسته البغداديه: كلمة البسته فارسيه وتعني ( الرابط) أن البسته البغداديه هي ليست جزء من اركان المقام , الا انها جرت العاده في ان يتبع كل مقام عراقي بسته بغداديه (وهي الاغنيه البغداديه الخفيفه) تكون من نفس نغم المقام الذي أنشد فيه القارئ, وهي من الاغاني الخفيفه المرحه وانغامها متلائمه مع نغم المقام .وان لكل مقام بستته , وتؤدى بعد الانتهاء من قراءة المقام , ولكل واحده من هذه البستات العراقيه القديمه قصه اومناسبه نظمت من اجلها وتغنى المغنون بها في تلك المناسبه حتى شاعت , وعادةً لا يغنيها قارئ المقام وانما يغنيها اعضاء فرقه الجالغي البغدادي ( العازفون ) واحيانا كثيرة يشاركهم جمهور المستمعين. وسبب وجود البسته بعد كل مقام :
1- لتنويع الغناء وجعل المجلس اكثر فرحاً وطرباً.
2- ليستريح قارئ المقام قبل أن يبدء بقراءة مقام جديداً.
أقسام المقام العراقي
أولاً : تقيسمات من حيث الاصل والفروع
يقسم المقام العراقي من حيث المقامات الاصليه وفروعها الى
1- مقامات اصليه رئيسيه وعددها سبعه مقامات وهي
الراست , البيات , السيكاة , العجم , النوى , الحجاز , الصبا
2- مقامات فرعيه وهي التي تتفرع من المقامات الرئيسيه وهي باقي المقامات والتي يصل عددها قرابة المائة مقام , كل له طريقته الخاصه في الاداء ونكهته التي تختلف عن الاخر
ثانياً : تقسيمات من حيث الكلام المغنى
تقسم المقامات العراقيه الى نوعين من المقامات من حيث الكلام المغنى وهي:
1- مقامات يغنى فيها الشعر الفصيح : وتشمل جميع المقامات الرئيسيه بالاضافه الى العديد من المقامات الفرعيه ويصل عددها جميعاً الى 33 مقاماً.
2- مقامات تغنى بالشعر العامي : ويسمى الموال او(الزهيري ) حيث يتكون الزهيري من سبعة أشطر , الثلاثه الاولى منه تنتهي بكلمه واحده متحدة اللفظ مختلفه في المعنى , وثلاثه اشطر اخرى تنتهي بكلمه واحده متحدة اللفظ مختلفه المعنى وتختلف ايضاً عن الابيات الثلاثه الاولى , ثم يختم الموال بشطر سابع ينتهي بنفس كلمة الابيات الثلاته الاولى الا انها تختلف بالمعنى وعدد هذه المقامات 20 مقاماً
أما الاوصال والقطع : والتي هي مقامات صغيرة لها تحرير ولها تسليم ولكن اغلبها داخله في مقامات اخرى فقد تم الاستغناء عنها وجعلت قطع في المقامات الاخرى فهذه يصل عددها الى اكثر من 50 قطعه , بعضها تغنى بالشعر الفصيح وبعضها بالشعر العامي.
أما الالات الموسيقه البغداديه وتسمى الجالغي البغدادي
فالجالغي : وهي كلمه تركيه وتعني (جماعة الملاهي) , وهي الفرقه الموسيقيه والمكونه من عازفي( السنطور , الجوزة , الطبله , الدف)
الالات الموسيقيه في الجالغي البغدادي خمسه وهي
1- السنطور : وهي آله موسيقه وتعني النبر السريع , على شكل علبه مستطيله عدد أوتار السنطور العراقي 23 وتراً , وكل وتر يتكون من 4 اوتار فيكون مجموع اوتار السنطور 92 وتراً مصنوعه من معدن النحاس , يرتكز كل 4 اوتار ( بأعتبارها وتراً واحداً)على دامه واحده ( تشبه حجر الشطرنج) وينقر على الاوتار بواسطه مضربين مصنوعه من الخشب .
2- الجوزة :- وتسمى الكمنجه , تقابلها الربابه في الالات المصريه الشعبيه , صندوقها الصوتي مكون من جوزة الهند ويشد عليها وتراً واحداً , واحيانا يشد عليها اكثر من وتر حتى تصل الى 4 أوتار , يعمل عليها بالقوس كما في الكمان , ولكنها توضع على الفخذ عند العزف
3- الطبله : وتسمى ( الدمبوك )
4- الرق :- ويسمى (الدف الزنجاري)
5- النقارة :- وقد استغنى عنها الان وحل محلها آلة العود
وهذه كانت الالات الوحيده التي ترافق المقام العراقي عند أداءه وغناءه , اما في الوقت الحاضر فقد يرافق غناء المقام الالات الموسيقيه الغربيه كآله الكمان بالاضافه الى الالات الشرقيه كالعود والقانون والناي .
ماهي اسباب دخول الالفاظ التركيه والايرانيه في المقام العراقي؟ ... ان المقامات العراقيه في العراق عباسيه المنبع عراقيه الهويه والانتماء , ولدت في عصر الخلافه العباسيه الذي امتاز بالابداع والازدهار في معظم جوانب الحياة ومنها الفنون والعلوم والادب , فترة كانت ولا تزال تصنف ضمن الفترات الذهبيه التي مرت على العراق وقد بقيت الحياة الثقافيه في ازدهار حتى ذلك اليوم الذي سقطت فيه بغداد بأيدي المغول والتتار , وبقيت تمر على العراق الغزوات والنكبات جراء غزو تلك الاقوام على العراق واحتلاله لسنوات طويله , ولعل مُطلع يتسأل لماذا وجود كثافه من الكلمات الايرانيه والتركيه في المقام العراقي ؟
لكي نقف على هذه النقطه لا بأس ان نستعرض الغزوات التي تعرض لها العراق ولفترات زمنيه طويله وهي :
سنة (656هج – 1258 م ) احتل بغداد هولاكو المغولي بعد قتل اخر خليفه عباسي المستعصم بالله .
سنه ( 738 هج _1338م) احتل بغداد حسن الجلائري
سنه ( 795 هج _ 1392م) احتل بغداد تيمورلنك
سنه ( 797هج _ 1394م) احتل بغداد السلطان احمد الجلائري
سنه ( 803هج _ 1400م) احتل بغداد تيمولنك للمرة الثانيه
سنه ( 814هج _ 1411م) احتل بغداد الشاه محمد ( قبائل الخروف الاسود )
سنه ( 874هج _ 1468م) احتل بغداد السلطان حسن (قبائل الخروف الابيض)
كل هذه الاقوام كانت من المغول والتتر
سنه ( 914هج _ 1508م) احتل بغداد الشاة اسماعيل الصفوي ( الدوله الصفويه في ايران)
سنه ( 941هج _ 1534م) احتل بغداد السلطان سليمان القانوني ( الدوله العثمانيه )
سنه ( 1032هج _ 1622م) احتل بغداد الشاه عباس الصفوي ( الدوله الصفويه ) للمرة ثانيه
سنه ( 1048هج _ 1638م) احتل بغداد السلطان مراد الرابع ( الدوله العثمانيه ) مرةً ثانيه
سنة ( 1335هج _ 1917م) احتل بغداد الانكليز بقيادة الجنرال مود
من خلال استعراضنا لتواريخ الغزوات التي مرت على العراق نجد ان بغداد قد استولى على مقادير الحكم فيها اقوام من غير العرب لهم لغتهم الخاصه الغير العربيه مما دعا المغنين الى غناء المقامات بأشعار فارسيه او تركيه إرضاءاً للولاة والامراء لجهلهم باللغه العربيه
تذكر كتب التاريخ انه وبعد سقوط الدوله العباسيه على يد هولاكو اُرغمتْ الظروف الموسيقار صفي الدين الارموي في ان يصبح مغنياً لهذا الغازي المغولي , وقد كان يضطر الى ادخال بعض كلمات التحبب المغوليه ضمن المقام .كذلك فعل الموسيقي عبد القادر المراغي : ( 754 – 838 ) هجريه , كان من اشهر الموسيقين واعلمهم , وشهرته تقترب من شهرة صفي الدين الارموي , توغل في علم الموسيقى واستنبط الحاناً غريبه , كان يتقن اللغة العربيه والفارسيه وألف كتباً كثيرة في علم الموسيقى أهمها : جامع الالحان ( باللغه الفارسيه) وزبدة الادوار ( باللغه العربيه) . عندما اصبح المراغي نديماً لكلاً من (السلطان أويس الجلائري ) وابنه (احمد الجلائري) كان يمتدحهما بكلمات لا علاقه لها بالمقام أرضاءاً وتحبباً لهما , كذلك عاصر المراغي تيمورلنك واصبح نديمه ايضاً . استمرت تلك العبارات الدخيله في مرافقتها للمقامات العراقيه حتى الاحتلاين الصفوي والعثماني فأصبحت من السمات الملازمه لها , لذا نسمعها لحد يومنا ، هذا في المقامات العراقيه (بل ان بعضها لا تزال تستخدم ضمن اللهجه البغداديه) , وهي خليط من عبارات مغوليه فارسيه تركيه وكل مجموعه من هذه العبارات الاجنبيه الطارئه على اللغه العربيه تمثل مرحله من تلك المراحل المندثرة.
وهذه بعض من تلك الكلمات :-
فريادمن استغيثك
عزيزمن عزيزي
افندم سيدي
جانمن روحي
دلي من قلبي
بدادم أنجدني
قربان أفديك
يادوست يا حبيبي
يار يا وليفي
أغاتي من سيدي
أما اسماء المقامات فقد سميت لعدة اسباب فمنها :
- ما سمي على اسماء المدن , مثل مقام الاورفه ( مدينه اورفه في تركيا)
والبهيرزاوي ( مدينة بهرز على الحدود العراقيه الايرانيه).
- ما سمي على اسماء العشائر مثل مقام البيات ( عشائرالبياتيه مشهورة في العراق).
- ما سمي على اسماء الالات الموسيقيه مثل مقام المنصوري
( نسبة الى اسم ناي في العراق يسمى بالمنصوري)
وتذكر كتب بعض المؤرخين ومنهم الدكتور محمود احمد الحفني في كتابه ( زرياب - موسيقار الاندلس) من ان (مقام المنصوري العراقي) هو احد القامات التي ابتكرها الموسيقي (منصور زلزل) وهو اشهر عازف عود في الدوله العباسيه في القرن (8) وهوالذي نهض بالموسيقى العربيه من خلال التجديد والأبتكار , وهو اول من قام بضبط مواقع النغم على دساتين العود (مواقع العفق بالاصابع) واستحداث مواضع جديده سميت احدى النغمات بأسمه(وسطى زلزل) لقد كان معاصراً لابراهيم الموصلي واستاذاً لابنه اسحاق الموصلي.
- ما سمي على اسماء العوائل مثل مقام الحكيمي ( نسبة الى عائله الحكيم المعروفه في جنوب بغداد ).
ما سمي على اسماء الرجال مثل الابراهيمي ويعتقد انه يرجع الى الخليفه العباسي ابراهيم المهدي وهو أبن محمد المهدي بن عبدالله بن ابي جعفر المنصور , وهو علم كبير من أعلام الدوله العباسيه وافذاذها الكبار في الغناء.
وهذه طائفه من أسماء المقامات العراقيه : الابراهيمي – الجبوري – المحمودي – المكابل – البهيرزاوي – الناري – المسيجين – البنجكاه – الطاهر – الراشدي – عجم عشيران – عربيون عجم – الحويزاوي – القطر – الهمايون – المدمي – المنصوري – الحديدي – الاورفه - الدشت - الاوج – الاوشار – الحكيمي – الخنبات – النوى – المخالف – الكلكلي – الحليلاوي
ومن اشهر القراء في المقام العراقي
فعلى مر القرون كان المقام العراقي عربياً يتغنى به المسلمون من جمهور القراء لهذا اللون الغنائي , كذلك جميع اعضاء الجالغي البغدادي , وتطلق كلمه قارئ على من ينشد جميع المقامات العراقيه ولا يطلق عليه كلمة مغني , ولعل اشهر قراء المقام في أوائل القرن العشرين والذين كانت لهم الشهرة الواسعه والصيت العالي في طول البلاد وعرضها هم :
1- الملا عثمان الموصلي (1855 – 1923 ) :
مواليد مدينه الموصل ( شمال العراق) فقد بصره وهو صغيراً فعوضه الله بالبلاغة وفصاحة اللسان وألهمه من نعمه في صياغة الالحان , عينه السلطان عبد الحميد ( الدوله العثمانيه ) في تركياً رئيساً واماماً وممجداً في جامع ( آيا صوفيه ) الذي كان يصلي فيه , وذلك لحلاوة صوته وبلاغته وفصاحة لسانه وبقي في منصبه حتى تنازل السلطان عبد الحميد عن العرش الى السلطان محمد رشاد , فعاد الى العراق واستقر في بغداد. ذاع صيته في العراق وتركيا ومصر وبلاد الشام , حيث زار الشام ونال اعجاب المغنين والفنانين , ثم زار بيروت ومنها الى مصر فألتف حوله مشاهير الطرب والغناء أمثال عبده الحمولي ومحمد عثمان , وقد استمع منهم الى الادوار ثم اسمعهم غناء الادوار المصريه فأعجبوا بأداءه , كان عثمان الموصلي موضع حفاوةٍ واجلال واكرام في كل بلد يحل بها .كان شاعراً باللغه العربيه والفارسيه والتركيه , وان اكثر اشعار المواليد النبويه وتلحينها في العراق هي من نظمه وتلحينه , يجيد الضرب على الدف عالماً بالايقاع والاوزان , ملحناً من احسن الملحنين , وقد الف كتباً كثيراً في شتى العلوم أهمها: ( أبيض خواتم الحكم في التصوف) ، ( الطراز المذهب في الادب) ، (الابكار الحسان) ، ( التوجع الاكبر في حادثة الازهر).
2- الحاج جميل البغدادي( 1870 – 1953 )
من مواليد بغداد , ويعتبر من أعلام ومشاهير قراء المقام العراقي واكثرهم اتقاناً ومعرفه بأصوله المقاميه , له العديد من الابداعات والاضافات المقاميه , ولخبرته الواسعه عين خبيراً للمقامات العراقيه في دار الاذاعه العراقيه في مستهل الخمسينيات وله العديد من التسجيلات والاسطوانات الغنائيه , كان في الوقت نفسه ممجداً في جامع (المراديه) في بغداد حتى وافاه الاجل في 22 / حزيران / 1953.
3- رشيد القندرجي ( 1888 – 1945 )
من مواليد مدينه بغداد ويعتبر من المتفوقين في قراءة المقام على أقرانه , سجل مجموعه كبيرة من المقامات على الاسطوانات , وشغل منصب خبير المقام في دار الاذاعه العراقيه حتى اخر يوم من وفاته في 8 / آذار /1945
4- نجم الشيخلي( 1895 – 1938 )
مواليد مدينة بغداد , كان من أمهر الملمين بطرائق المواليد النبويه والاذكار استفاد من رخامة صوته الشجي في التمجيد من على مأذنة الحضرة الكيلانيه* في بغداد , سجل مجموعه كبيرة من المقامات على الاسطوانات , ويعتبر من القلائل الذين تميزوا في هذا الفن أمثال رشيد القندرجي ومحمد القبانجي.
--------------------------------------------
*حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني:( 470 – 561 ) هجريه , هو عبد القادر بن ابي صالح بن عبدالله الجيلي , ولد في طبرستان في جيلان ووفد الى بغداد سنه 488 هجريه , تفقه على يد أبا سعيد المُخرمي , وكان على مذهب الامام أحمد ، خلف شيخه أبا سعيد على مدرسته وحصل له القبول عند الناس في ان يكون اماماً لهم لما تميز به من ثبات في العلم , ضريحه في وسط مدينه بغداد , حتى سميت منطقته بمنطقة الكيلاني.
--------------------------------------------
5- محمد القبانجي ( 1901- 1988)
من بين مشاهير قراء المقام في العراق في القرن العشرين ولعل اشهرهم هو الاستاذ محمد القبانجي وهو مطرب العراق الاول , مولود في بغداد , اخذ المقام العراقي عن اعلام المقام البارزين , لكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل ابتكر وابدع وطور في هذا الفن , حتى بلغ منزلة تفوق بها على القدامى والمعاصرين صوتاً واسلوباً , وهو يعد رائد في الطرق الحديثه في تجديد وتطوير الاساليب الادائيه للمقام العراقي.
ومن ابتكاراته وتصرفاته النغميه في المقامات العراقيه , ادخاله نغمة من الابراهيمي الى مقام الحسيني , وادخل نغمة النهاوند في مقام البيات , ونغمة القطر في الحكيمي وعشرات غيرها ويكاد يكون مقام اللامي في مقدمة ابتكاراته .
سجل مجموعه من الاسطوانات منذ عام 1925 وترأس الجوقه العراقيه التي شاركت في مؤتمر القاهرة الاول للموسيقى العربيه سنه 1932 فكان مثار الاعجاب والتقدير ومنهلاً للعطاء وقد حاز على المرتبه الاولى على باقي الفرق العربيه المشاركه في ذلك المؤتمر . وتعتبر تسجيلاته واسطواناته النادرة المحفوظه قسم منها في دائرة الاذاعه والتلفزيون العراقيه والقسم الاخر مقتنيات في مكتبات الاهالي من المجتمع العراقي من اعظم المصادر المعتمده في الدراسات المنهجيه وفي تحليل المقامات العراقيه , والاستاذ محمد القبانجي يجيد ببراعه تامه أداء جميع المقامات العراقيه الاساسيه منها والفرعيه , اما مجموعة ما وثقه بصوته من المقامات العراقيه على الاسطوانات فقد بلغت 48 مقاماً.
5- يوسف عمر( 1918 – 1987 ):
ولع يوسف عمر بهذا اللون من الغناء متأثراً بقارئ المقام الكبير محمد القبانجي ومتابعاً اصوات الاخرين من قراء المقام الذين عاصرهم في صباه والموزعين على مقاهي بغداد التي كانت مجالسها للطرب ولقاء الرواد من القراء البارزين انذاك , كما كان زقاقه الذي يسكنه يضم العديد من قراء المقام .
في عام 1948 وفي زمن البث الحي أحيا يوسف عمر اول حفلاته للاذاعه , حيث بثت عبر الاثير , وفي عام 1956 ملأ مجموعة كبيرة من الاسطوانات بصوته العذب المتسم بالطبقه الواسعه والنبرة الرخيمه .والفنان يوسف عمر يجيد اداء كافه المقامات العراقيه وعلى الطريقتين القديمه والحديثه وهو يحفظ الكثير من الشعر بشكليه الفصيح والشعبي كما يجيد نظم الشعر ايضاً . يعتبر يوسف عمر أفضل من يؤدي المقامات بعد استاذه محمد القبانجي.
وبعد ان اعتزلت شريحه كبيرة من العازفين (المسلمين) , وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين حيث كان العراق تحت سلطه الحكم العثماني ، ولاسباب سياسيه ودينيه وأجتماعيه اضطر الكثير من العازفين الذين يدينون بالديانه المسلمه الى اعتزال العزف والطرق على الالات الموسيقيه , ولكنهم ابقوا على قراءة المقام العراقي لانها كانت من صميم عملهم كممجدين في المساجد ومداحين في الاذكار والمواليد النبويه ، أتيحت الفرصه للعراقيين اليهود الى أشغال مقاعد اقرانهم المسلمين ، في العزف والاداء على الالات الموسيقيه من خلال مرافقتهم لعازفي ومؤدي المقام العراقي ، فتألفت العديد من فرق الجالغي البغدادي والتي اغلب عازفيها كانوا من اليهود الذين أخذو طريقه عزفهم للمقامات العراقيه عن طريق مرافقتهم لمن سبقوهم في هذا المجال لذلك نجد العديد من يهود العراق عازفين وموسيقين مهرة في مجال العزف والتلحين حيث برز منهم كلا من الاخوين صالح وداود الكويتي في فترة (الثلاثيتيات والاربعينيات) والتي تنسب لهم العديد من الاغنيات البغداديه التي شاعت في تلك الفترة والتي لا يزال يرددها الفنانون والبغداديون في اغلب المناسبات . لقد حمل هؤلاء العراقيين اليهود هذا التراث بعد مغادرتهم العراق الى اسرائيل سنة 1948 , حيث خصصت برامج اذاعية خاصه تبث اسبوعياً من اذاعة اسرائيل لاحياء حفلات غناء المقام العراقي .
وقد شارك البعض منهم ضمن الجوقه العراقيه التي شاركت في المؤتمر الاول للموسيقى العربيه المنعقد في القاهرة سنة 1932 منهم.
يوسف بتو عازف السنطور
صالح شميل عازف الكمان
يوسف زعرور عازف القانون
يهودا شماس ضارب على الطبله ( الدمبوك)
المراجع والمصادر
1- المقام العراقي - ثامر عبد المحسن العامري – وزارة الثقافه والاعلام العراقيه – دار الشؤون الثقافيه العامه- 1990
2- المقام العراقي – الحاج هاشم الرجب – منشورات مكتبة المثنى -1983
3- الغناء العراقي – حمودي الوردي – مطبعه اسعد – بغداد – 1964
4- المقام العراقي وأعلام الغناء البغدادي – الشيخ جلال الحنفي – الدار العربيه للموسوعات – 2000
5- دليل الأنغام لطلاب المقام – شعوبي ابراهيم خليل – منشورات المركز الدولي للدراسات الموسيقيه التقليديه – 1982
6- كتاب مؤتمر الموسيقى العربيه – المجلس الاعلى للثقافه - القاهرة - 2007
7- النظريات الموسيقيه – سليم الحلو – دار مكتبة الحياة – بيروت 1961
8- النغم المبتكر في الموسيقى العراقيه العربيه – عبد الوهاب بلال – مطبعة اسعد – 1969
9- تاريخ الموسيقى العربيه - جورج هنري فارمر - ترجمه د. حسين نصار



#فاطمة_الظاهرالربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الظاهرالربيعي - مدخل الى المقام العراقي