أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الاستراتيجية الامريكية بلاء لبلادنا















المزيد.....

الاستراتيجية الامريكية بلاء لبلادنا


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت مقال بعنوان قريب من عنوان هذا المقال و لكنه لم يحظ بالحوار المناسب رغم أهميته- في تصورى - بالنسبة لكشف ما يحدث في أوطاننا اليوم لذلك قررت إعادة صياغته وتقديمه من خلال الحوار المتمدن في إنتظار مناقشة إيجابية أتوقعها من السادة الزملاء و المحاورين.
فلقد تكونت لدى قناعات منذ زمن أن الاستعمار الاوروبي ثم الامريكي هما السبب الاساسي في تخلفنا و نكوصنا و توقفنا عن العطاء والمساهمة في إثراء الحضارة المعاصرة لقد كان هناك ما يشبه التعمد الا نتقدم أبدا وألا نغير ما كتبته علينا كرتيلات إدارة العالم بحيث تحصر نشاطنا الاقتصادى داخل دائرة الاقتصاد الريعي بإستغلال الموقع الجغرافي مثل المضايق المائية وقناة السويس أو خدمة السياحة والاثار أو السماح لشركات البترول العملاقة بالعمل علي أرضنا وإستخراج ما في باطنها من ثروات أو تصدير العمالة للخارج لخلق قوة شرائية تساعد علي تحريك السوق بشرهها الاستهلاكي.
لقد خرجت أمريكا من الحرب العالمية الثانية منتصرة وغنية وقوة مرهوبة لا تنافس وإستولت علي اليابان والمانيا بكل كنوزهما العلمية والتكنولوجية وكوادرهما المدربين المطيعين الذين تم إستيعابهم داخل ماكينة الاقتصاد الامريكي لدعم الابحاث والاختراعات والابتكارات وما يسمي بالشركات متعددة الجنسيات التي غطت كل أشكال أعمال السوق والبنوك والميديا وفرضت من خلالها علي العالم رؤيتها او ما يسمي بنمط الحياة الامريكية الخاضعة للمنافسة و الصراع وممارسة آليات الديموقراطية الغربية القائمة علي تبادل السلطة من خلال صناديق الانتخاب .
الامم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وجدت وإستخدمت من أجل نشر الاستراتيجية الامريكية بقوة القانون .. وهكذا كانت القوات الامريكية الغازية يسبقها قوات الاقناع الدولي في مجلس الامن و حملات الميديا التي لا تكف عن تشويه الخصم و نشر مخازيه و في بعض الاحيان تلفيق الادلة و البراهين علي مدى ما يحمله من شر للبشرية وحقد لمواطنيه .
الاتحاد السوفيتي و الكتلة الشرقية كانت العدو الاساسي بعد إنتهاء الحرب مباشرة، التسليح، الصواريخ، القنابل النووية كانت تعد من أجله .. وعندما سقط السوفيت بالخديعة، المؤامرات السياسة وتجييش الارهابين ضده في كل اركان الدول الخاضعة لنفوذة ..كان علي الدولة المتوحشة التي لم يعد لها منافس أن ترتب البيت الخالي لصالحها حتي تنعم بإقتصاد مزدهر وارباح لا حدود لها .
في منطقة الشرق الاوسط كانت الامور قد صارت في صالح الاستراتيجية الجديدة .. تم هزيمة الناصرية وسيادة قوانين الانفتاح الاقتصادى وهدوء آسن يتحكم فيه رجال الامن وعصابات المبارك وهزيمة ساحقة لقوات صدام حسين مرتين وإحتلال للعراق ومصادر النفط ولم يبق الا الانتهاء من العناد الايراني لتنعم أمريكا بالسيطرة علي بحيرة الجاز التي تعوم فوقها المنطقة.
هل يشعر المصريون الآن أنهم قد ضُلِلَوا وغرر بهم وتورطوا في المشاركة بالتمهيد لاستنساخ صورة مشوهة ثيوقراطية من نظام فاشيستي، إرهابي، عسكري، شوفوني، إثني، عميل ظل رابضا علي جسد مصر لنصف قرن يعوق تقدمها ويمنع مواكبتها للتطور الحضارى المتسارع في العالم وان دعاوى الديموقراطية الامريكية إنتهت بالتزوير للاصوات وفرض أصحاب اللحي من التابعين.
التصوير المُضَلِلِّ المتعمد من أطراف مختلفة ومتباينة لأحداث 25 يناير علي أساس أنها ثورة ،هو الجزء الاعلامي والدعائي من إستراتيجية شاملة يزاولها العدولاستنزاف إمكانيات بحيرة الزيت.
((الإستراتيجية الشاملة :هي علم توظيف القوى السياسية والاقتصادية والنفسية وقوات الدولة العسكرية لتقديم أقصي دعم للسياسات المتخذة سواء في السلم أو في الحرب)).
لقد إقتنعت شريحة كبيرة من المواطنين بما في ذلك مثقفين أنهم يقومون بثورات الربيع العربي وأعطوا لثورة كل قطر رمزا شاعريا يناسبه ليكون نصيبنا زهرة اللوتس بكل نقاءها وعمقها الحضارى، في حين أن النتائج جاءت بتمكين أكثر العناصر رجعية وشذوذا من الحكم وقهر وكبت كل الاصوات التقدمية والليبرالية المخالفة.
الولايات المتحدة الامريكية لها إستراتيجيتها التي تحركها كرتيلاتها إلاقتصادية ذات النفوذ السياسي الواسع تملي علي الجالس علي عرش العالم ما يقوم به لصالحها.
تكتيكات تنفيذ هذه إلاستراتيجيات في منطقتنا تدورحول محاورثلاثة:ـ
أولها : تأمين ولاء تبعية الانظمة الحاكمة وشيوخ البترول وحمايتهم.
ثانيها: إحباط أى فعل يكون من نتائجه معارضة النفوذ الامريكي ويشمل هذا تركيع الانظمة التي عارضت في مصر، العراق وإيران.
ثالثها: تقوية إسرائيل إقتصاديا، عسكريا، علميا بحيث تتفوق علي كل جيرانها مجتمعين .
تركيع الانظمة كما تم في مصر و العراق جرى عن طريق :
هزيمة عسكرية لاضعاف القدرة القتالية ثم ربط الجيش المهزوم بآلة حرب وترسانة السلاح الامريكي.
تعجيز الاقتصاد بتحميله بخدمة ديون تنفق في غير مكانها مع هجرالانتاج الزراعي والصناعي لصالح السوق الامريكي خاصة ما يتصل برغيف الخبز، الميديا، طرق المواصلات والسلاح.
تحكم المشايخ في نظام الحكم وإحلال الخرافة مكان العلم والطقس مكان الفلسفة مع خلق تناقضات إثنية وعنصرية تتصاعد حتي درجة الانقسام والانفصال.
تركيع النظام المصرى منذ نهاية حكم عبد الناصر حتي صعود رجال المرشد خط ثابت في الاستراتيجية الامريكية لم يحد عنه مستر دالاس ولا ميس هيلارى كلينتون وما حدث خلال العامين الماضيين ما هو الا إجراءات تثبيت اوضاع التبعية التي إستمرت لثلاثة عقود وإستبدال طغمة فاسدة عسكرية بأخرى ثيوقراطية أكثر فسادا وشرها للسلطة والمال.
((الاستراتيجية فن، تختلف ممارستها من إنسان إلى آخر)) يستعمل أحدهم السيف والكرباج مثل مستر بوشفي العراق و أفغانستان أو منومات الوعظ وعرض التعاون من جامعة القاهرة مثل مستر اوباما .. فالاستراتيجية الامريكية لا تختلف عبر العصور ((تعالج الوضع الكلي للصراع من خلال مخطط وطني يستخدم كل فروعها التخصصية لغرض حشد وتوجيه موارد الدولة تجاه التهديدات الحالية والمقبلة)).
الهدف الاساسي لصانع القرار الامريكي ( لمنع التهديدات الحالية والمستقبلية) هو المحافظة علي عاملين استراتيجيين غير مقبول المساس بأى منهما:ـ
الأول: هوإستخدام الدولار في بيع النفط أى دعم عملة البلاد التي لا تتوقف المطابع عن صكها- دون سند- إلا الطلب عليها في السوق وهو أمر يوفره بيع بترول الاوبيك منذ إتفاق الرئيس نيكسون حتي اليوم، وتواجه الدول التي تعصى و تستبدل بيعه باليورو أو الذهب أو أى عملة أخرى بهجوم إقتصادى وعسكرى شرس كما حدث لصدام حسين والقذافي والسودان وما يحدث لإيران الملالي الآن.
إن الحفاظ علي قوة الدولار بدعم البترول هدفا إستراتيجيا غير قابل للمناقشة.
العامل الثاني: هو تدوير ماكينة الاقتصاد الامريكى محتكر البحث،الاستخراج،التكرير،النقل،البيع،والتوزيع لبترول المنطقة لصالح الشركات الامريكية بالاضافة الي احتفاظ بنوكها بعائد التسويق وأى محاولة للخروج عن هذا الإطار تقابل بعنف كما حدث للسودان وليبيا ، أى ممنوع السماح بالمزاحمة الدولية في هذه الانشطة الا للشركات (المالتي ناشيونال) المسيطر عليها بواسطة الكرتيلات الامريكية.
الصناعة الاخرى التي لها وزنها في الاقتصاد الامريكي هي الصناعات الحربية حيث تبيع لدول الخليج (التي في مواجهة مذعورة مع الوحش الايراني) أسلحة من كل نوع ،واى تخفيض للتوتر يعني ضياع مليارات شراء الاسلحة والتدريب وقطع الغيار والذخيرة وهو جانب لا يستهان به من الاقتصاد الامريكي.
يتبع هذا فرض أسلوب الحياة الامريكية علي حكام المنطقة الاغنياء لاستنزاف فوائض مدخراتهم من عائد البترول، قصور ،شوارع ،كبارى ،مولات ومواني كلها تصممها وتنفذها وتديرها شركات أجنبية .
وبالتالي فالعدو الذى يهدد الاقتصاد الامريكي يتمركز حول إحتمالين أحدهما ثورات حقيقية للشعوب ضد حكامها الفاسدين وهو أمر تصر الادارة الامريكية علي عدم السماح به أو السماح بتقدم اليسار الليبرالي ، حتي لا يصل لكرسي الحكم من كان في طموح عبد الناصر،صدام حسين أو حتي ملالي ايران ينادى بمعاداتهم .
و الاخر هو نهضة هذه الشعوب و تخلصها من التبعية الامريكية لذلك فان الاستعمار الاوروبي و من بعده الامريكي كانا حريصان من حيث المبدأ علي وأد أى محاولة ولو ساذجه للخروج من كهف التخلف بما في ذلك تقديم الاعانات التعجيزية مثل القمح و السلاح و جعل أى حكومة لا تستطيع الفكاك من مخالب النفوذ الامريكي وإلا واجهت مشاكل تراكمت لا حل لها
وهكذا فرضت أمريكا بالتهديد ،الوعيد ،الصراع العسكرى أو الدبلوماسية الانتهازية وإعطاء الرشاوى علي هيئة مساعدات علي عسكر النظام السابق في مصر، تونس، ليبيا، واليمن تسليم عجلة القيادة لمشايخ النظام الجديد بعد أن أعيتها هبات الشعوب لتسير الدول المنتفضة الي نفس الدرب والاسلوب دون أى تغيير في مقاييس التبعية لضمان تأمين المنطقة من الطموح وكسر أى إحتمال للخلاص أوللنهضة العربية .. في مخطط إستراتيجي لم تحد عنه منذ لورنس العرب حتي مستر كارتر.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغير المفاهيم السائدة للاخلاق
- الإنزلاق الي أسفل سافلين.
- الحياة.. ليست عادلة.
- تحرير العقل في زمن الثوابت.
- آن الآوان للصمت و الانتظار.
- صناعة المونسترmonster .
- يا قوم الحرب علي الابواب 2
- في معارضة الاخوان وكره أمريكا.
- مال الفقراء السايب المسلوب.
- لله يا محسنين.. لله.
- جمهورية الاخوان الديكتاتورية العظمي .
- الطابور الخامس و حصار مصر
- الحرب الخامسة .. وا سيناء.
- في مغالبة السلطة و معارضة الحكومة.
- ((كم يحسدونكم عليه ))..أم أيمن!
- هل نريد حقا تطبيق شرع الله!!
- يا حزن قلبي .. علي مهندسينك يا مصر 5
- 23 يوليو والاطلاله الستين .
- الجرائد ، (( أوراق نعي تملأ الحيطان )).
- ديوان أم بيمارستان المظالم .


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الاستراتيجية الامريكية بلاء لبلادنا