أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - لن نكون وقوداً لمن يريد حرق سوريا














المزيد.....

لن نكون وقوداً لمن يريد حرق سوريا


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 15:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كنا جميعاً ننتظر اللحظة التي يهب فيها شعبنا في سوريا ضد النظام الجائر الذي يحكم في بلدنا ويجثم على صدورنا منذ قرابة نصف قرن، فكنا نكتب ونعبئ ونترقب وقد دفعنا الكثير بسبب ذلك...وعندما بدأ الحراك قلنا هذه هي اللحظة التي انتظرناها منذ زمن طويل وهللنا وفرحنا وشجعنا وانتظمنا لدعم الحراك ودوننا جرائم النظام الدموي...كانت هتافات الشارع عن الحرية هي صوتنا وصدانا وهتافها "واحد واحد واحد..الشعب السوري واحد" هي موسيقا لآذاننا.... بعد بضعة أسابيع، دخلت على الخط مجموعات وأفراد كانت، ومنذ سنوات، تسعى عن طريق وساطات متعددة، ليست التركية إلا واحدة منها، لمصالحة مع النظام السوري وعودة ميمونة إلى ساحاته ـ وربما عباءته، لم تفاجئنا تلك المجموعات بخطابها الذي لاينسجم مع تطلعات غالبية شعبنا ولم تفاجئنا بأنها تريد القفز على الحراك وقرصنته وهذه تجربة الشعب السوري مع معهم ...وبدأت تهيمن على القرار بتواطؤ بعض الاسماء في المعارضة ورغبة عالمية وإقليمية بتشتيت جهودنا وحرف الحراك عن هدفه الرئيسي...وهكذا تمتع هؤلاء بالدعم المادي (والذي رموا ببعض من فتاته لمن كان مساعداً في تبويئهم هذا المكان بغير حق وبمعرفة عواقب ذلك) وحازوا على السلاح، فبدأ الحراك يأخذ مساراً آخراً على الأرض وتغييراً واضحاً في الخطاب السياسي ...وهكذا أصبح شعبنا مضغوطاً ومقموعاً في رغبته بالحياة بحرية وكرامة بين قطبين فاعلين يمتلكان المال والسلاح، النظام السوري ومن يدعمه من جهة والداخلين على الحراك مدعومين ممن لايريد إلا الجهل والتخلف والاقتتال لشعبنا ولمنطقتنا من جهة أخرى، ودخل على الخط بعض عملاء النظام نفسهم وبأشكال متعددة، وقد ساعدتهم أفراد في المعارضة بآفاقها الضيقة وجهلها بمعرفة بنية وتركيب وآليات عمل النظام الذي تدعي معارضته...كثيراً من المثقفين أدركوا أن اللعبة أصبحت كبيرة وقضيتنا غدت غاية في التعقيد وبلغت معه حداً باتوا يشعرون فيه أن المسألة لم تعد فقط مسألة تحرر الشعب من نظام ديكتاتوري ودموي بل أصبحت أيضاً ـ وبتشديد كلمة أيضاً ـ مسألة سوريا بأكملها وضياعها....منهم من بدأ يتكلم ضد التدخل الخارجي الذي لن يجلب، كما هو واضح وكما يعلمنا التاريخ ـ القريب والبعيد، إلاّ المصائب لبلدنا...ولكن للأسف بدا للآخرين كمن كان يمشي على حبل رفيع ومال بالاتجاه الغلط ـ من وجهة نظرهم ـ فتم تصنيفه بالعمل مع النظام وهذا يشمل عدداً كبيراً من المثقفين الذي قضوا قرابة عقدين في السجون...! وكذلك من المثقفين من صمت خشية ن يكون كلامه يصب في خدمة من لايريد الخير ولا يهمه إن كان الشعب السورية يتمتع بالحرية والديمقراطية أم لا... وهؤلاء لم ينجوا أيضاً من الصاق التهم بهم واعتبارهم متخاذلين أو خائفين أو تاركين الساحة لغيرهم حتى من أصدقائهم العلمانيين أو..أو...إلخ. وما لم يسأله أحد من متهميهم قط هو: أويكون دعم الثورة بالسير وراء من يضع عصابة سوداء على جبهته وعليها من الكتابات ما يدل عن سلفيته ووهابيته وقاعديته ويقدم نفسه أنا المجاهد فلان!؟ أوندعم من جاء معتبراً أن الجهاد في سوريا هو المعبر إلى حور العين!؟ أوندعم من ترك مكانه في بلدان الخليج وشمال إفريقيا وجاء ليجاهد في بلدنا بترحيب ودعم من جميع أعداء بلادنا!؟ يقول قائل موافقون على كل ما يقال بالمطلق ولكن كيف نتصرف الآن؟ فالصمت لا يفيد، والوقوف ضد استمرارية العمل المسلح يعني الوقوف بمصاف نظام الأسد، ولهذا ما علينا إلا دعم "الثورة" كي ننتصر على نظام الأسد ومن ثم نصفي حساباتنا ونقول للمجاهدين العرب وغير العرب شكراً لجهودكم والآن نريد منكم تركنا لشأننا لنبني بلدنا بالطريقة التي نريد...لمن يقول ذلك نوضح أكثر من نقطة. في نهاية الصراع المسلح، والذي وافقتم عليه لم تستمعوا لآرائنا التي كانت ضد التسلح منذ البداية لما في ذلك من خدمة للنظام ومن تدمير للبد، لن يكون هناك رابح فالجميع خاسر والخاسر الأكبر هو البلد؛ نقول أيضاً ذهبتم في طريق قلنا لكم منذ البداية أنه الطريق الخطأ ولكنكم مضيتم إليه وعندما أدركتم خطأكم تريدوننا أن نمشي معكم بعد في الخطأ !؟ وفي نهاية الصراع وعند الحسم لن يكون لكم قولاً يا من تنتقدوننا الآن لأن الرأي الأول والأخير هو لمن يحمل السلاح وأصبحت كلمته وديمقراطيته هي الطلقة التي يهدد بها منذ الآن، ومن اختلف مع جاره على دقة حدود أرضه واتهمه بالتلاعب بحدود أرضه ومن ثم اقتاده إلى حافة الطريق وأطلق عليه الرصاص ليتطاير دماغه خارج الرأس وهو يصرخ جاز القتل على العوايني ويكرر الله أكبر لن يكون جاهزاً لينصت إلى كلمة بل ليعطي أوامر وليقنع بنقاشه كل من حوله بقوة بندقيته. ببساطة الحراك انحرف بدرجة كبيرة ومنذ زمن ليس بالقصير عن مساره الصحيح ولم يعد هناك من مصلحة لنا بالمضي في طريق نراه مدمراً وهداما؛ لن ندعم من يسير بشكل هدّام حتى لو تقاطعنا وتشاركنا معه في كرهنا وعداوتنا لنظام الأسد.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرف عالمي وسوفتوير عربي (software)
- شكر وتساؤل للأستاذ برهان غليون
- بين الخنوع والتمرد
- في واقع الحريات الدينية في العالم العربي والإسلامي
- أحقاً هو غياب طائفي في معارضة النظام في سوريا!؟
- إنه عبثنا ... لا غدر السنين!
- الفن والأيديولوجيا: أيام الولدنة وبقية الجوائز
- هل لتفاؤل العرب بنتائج الانتخابات الأمريكية ما يبرره؟
- إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟
- لا نور في نهاية نفق سنوات الضياع
- إيران في نظر العربي المغبون
- ليت أخوتنا في شمال إفريقيا يعرفون نظام الأسد أكثر!
- أيهما الوحش هنا؟
- في انتظار المنقذ تُضيَّع قضايا الشعب السوري
- السوريون وأمريكا: المصالح والثقة المفقودة
- بعد اللقاء الهزيل لجبهة الخلاص في برلين: أين المعارضة الحقيق ...
- الامتحان السوري الصعب
- هذا الابن من ذلك الأب: سوريا والأسود ما بين حزيران 1967 وحزي ...
- على من تكذب مافيات الأسد؟
- وهل تدمر سوريا الأسد هي إلا مكسرة عظام الشباب!؟


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - لن نكون وقوداً لمن يريد حرق سوريا