تحية إلى المجلس الوطني الكردي...!

لقمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 21:35
المحور: القضية الكردية
    

المجلس الوطني الكردي في سورية ومنذ تأسيسه وحتى يومنا الراهن كان ومازال مبنياً للمجهول على الساحة الكردية والسورية وكان فقط مبنياً للمعلوم اسمياً فقط. وهو مازال محافظاً على بنائه للمجهول حيث لم أسمع ولم أقرء أي بيان لهذا المجلس بحق مجزرة الأشرفية التي قامت بها مجموعات من قطاع الطرق حيث قتلت وجرحت العشرات من أبناء الشعب الكردي المتظاهرين العزل القاطنين في الحيين الأشرفية والشيخ مقصود، ليس هذا فحسب بل قامت مجموعات قطاع الطرق هذه بخطف ما يقارب 300 انسان كردي على طريق حلب-عفرين ، هذه الأعمال التي اعترف بها المتحدثين باسم الجيش الحر وأكدوا فيها على رفضهم ذلك وارتكابهم لخطأ كهذا كما صرح مالك الكردي بذلك . وأيضاً كما صرّح أحمد عفش أحد القادة الميدانيين في الجيش الحر إلى تلفزيون CNN INTERNATIONAL بأنهم أختطفوا أكثر من 100 انسان كردي للضغط على الطرف الآخر قاصداً قوات حماية الشعب YPG . كل هذا حدث ولم يصبح المجلس الوطني الكردي الموقر مبنياً للمعلوم ولا حتى من خلال بيان شجب أو استنكار من قبله.
ليس هذا كله فحسب بل قامت مجموعة عصابية أخرى ممن كانت تدعي بأنها تنتمي إلى الجيش الحر بقيادة قاطع الطريق والمهرب " عمار داديخي "-الذي تنكرت منه ومن عصابته قيادة الجيش الحر في بيانٍ صادرٍ عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل وباسم فهد المصري المتحدث الاعلامي مستنكرين ومنددين بأعمال هذه العصابة- بالهجوم على قرية " قسطل جندو " الكردية الأزيدية وقرية يازي باغ منذ أربعة أيام وقد تكررت هذه الهجمات وحتى مستخدمة الأسلحة الثقيلة وباءت بالفشل نتيجة مقاومة اهل القرية مع قوات حماية الشعب. حتى أنه أثناء قيام أهل القرية مع أهالي القرى المجاورة بمظاهرة تندد بأعمال هذه المجموعة الأرهابية وقيام بعض الامهات التحدث معهم حقناً للدماء لكنهم رفضوا ذلك ، لاوبل طالبوا أهل القرية تسليمهم نقطة الحراسة المقامة من قبل أهالي القرية " أي استسلام أهل القرية لهم ووضع مصيرهم تحت رحمتهم" .هذه القرية التي وقفت في وجه دبابات النظام ومنعتها من استخدام طريق القرية للالتفاف على عناصر الجيش الحر وضربهم من الخلف. بما يعني أنه جزاء هذه القرية الكردية والازيدية بما قامت به من وقفة بطولية في وجه وحشية وهمجية النظام...! ومازال الوضع متوتراً ... كل هذا يجري ولم أسمع من المجلس أية كلمة.
كل هذا جرى خلال هذا الاسبوع وأنا أترقب أن يصبح المجلس الوطني الكردي مبنياً للمعلوم لأنه يدعي تمثيله للكرد!!! أم أن الذين استبيح دمهم في الأشرفية واختطفوا على الطريق بين حلب-عفرين ليسوا أكراداً ؟ أم أن الذين تنتهك أعراضهم ويتعرضون للهجوم في قرية قسطل جندو دمهم مستباح لأنهم ازيديين "كفرة وعبدة النار " ؟
لكن فجأة يستقيظ المارد من قمقمه ويصبح مجلسنا المبني للمجهول مبنياً للمعلوم ويزئر ويخرج في مدينة كوباني في مظاهرة تندّد بقيام بعض عناصر وحدات حماية الشعب بشكل فردي بانزال العلم القوموي السوري من على مقرات أحزابها- التي افتتحتها بعد قيام هذه العناصر من طرد بقايا النظام من كوباني- ليس هذا فحسب بل يقوم علي شمدين" القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي " بالتفاخر بأن المدينة لم تشهد مظاهرة مثيلة لها ، لا وبل يذهب عضو اللجنة السياسية في حزب اليكيتي عبدالباقي يوسف باتهام مقاتلي وحدات الحماية الشعبية YPG "بتنفيذ أجندات اقليمية، وخاصة أجندات ايرانية والتي تتلاقى مع مصلحة النظام الحاكم بدمشق، والتي تهدف إلى خلق الفوضى بالمناطق الكردية ونقل الحرب إليها لتحويل الأنظار عما يجري في ريف دمشق وحلب وغيرها من المناطق المتوترة " وذلك في تصاريح لهما ل" الشرق الأوسط ".
هنا تطرح هذه الأسئلة نفسها بكل ثقل:
أين هي مظاهرتكم العارمة والحاشدة عندما كان أخوكم الكردي يتعرض للقتل في الأشرفية وللخطف على الطرقات وموتهم تحت التعذيب ويتعرض للتهديد والوعيد في قسطل جندو وعفرين على يد الذين يدعون بأنهم أصحاب هذا العلم الذي تدافعون عنه يا أحزاب مجلسنا المبني للمعلوم المستتر ؟!!!
من الذي يخدم الأجندات الاقليمية ومن الذي يريد أن يخلق الفوضى في المناطق الكردية أولئك العصابات من المرتزقة وقطاع الطرق الذين أتوا ليعلنوا " تحرير الأشرفية" ويحتلوا قرى عفرين أم الذين حافظوا على أمنها وامانها بدمائهم وأرواحهم منذ تسعة عشر شهراً؟
أم أن كوباني تقوم بذلك كرما عيون السيد مصطفى جمعة العشائري الذي كان البعض من أعضاء حزبه " آذادي " ضمن المرتزقة الذين هاجموا الشعب الكردي قتلوه وخطفوه وقاموا بتعذيب المختطفين ويهاجمون عفرين؟
حقيقة يامجلس الوطني الكردي المبني للمجهول تستحق التحية وحتى تصفيق حار على خروجكم للمبني للمعلوم المستتر ...
يا لتراجيدية الشعب الكردي...

#لقمان_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات