أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - انتظريني..















المزيد.....

انتظريني..


حيدر تحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 14:00
المحور: الادب والفن
    


ارسم صورة..

حسنا.. بادئة تعبير اشعر بالبرد وهذه المرة الاولى التي يرتجف جسدي في هذه المدينة.

يودع الخريف اروقة الشوارع، عمال التنظيف يزيلوا اوراق الاشجار الي تحولت صفرتها الذهبية الى اكوام تالفة اللون.. كأنها افكار انتهت مدة صلاحيتها
اوراق تقوم بدورها الاخير على شكل كومة، اراقبها..
تأتي تلك النشوة الجهنمية، تلك الغصة التي يصنعها البرد والاشتياق، محبة لمدينة تصلح ان تكون قصة،
قطار داخلي يقلني الى مكان عملي لونه اصفر ايضا،
امرأة صومالية تحاول اسكات ابنها الذي لم ينقطع عن البكاء، فتيات يتصارخن بلا احساس كأن احدهم يقرصهن من اسرارهن، عجائز وبعض المراهقين..
بلا انتباه اراقبهم.. صوتك يهمس كالصراخ،
ايام ونلتقي
ساعات ونعلن عناقنا في مطار.

في طريقي الى العمل اراك اليوم مستعدة لليلة انتظار،
اليوم اصبح طويلا، حاولت مرارا ان لا اخطأ في عملي، لكن فوضى التفكير وقلق رائحته تشبه رائحة السكائر ومنفظة انتظار.. ارقام وماكنة تنتظر مني هفوة حساب،
اصدقاء يسألوني كل يوم نفس السؤال.. متى تسافر،
- بعد ايام..
- هل تقابلها؟
- لا اعلم،
بدأت احب هذه الاجابات السريعة التي لا ارفق معها تبريرات كأني اجيب.. لا تكمل اسئلة الغباء والحذر.
الشتاء مقبل بحلته العادية، بمعطفه الذي يأتي في غفلة منا، نلبسه عندما ندخن او نذهب لأحضار الطعام،
في العمل مطلوب منا الدقة، لا نتساهل مع حياتنا خارج المعمل ويجب ان نميز من صوت الماكنات العالي ما هو الصوت الغير مناسب لهذه الماكنة او تلك،
صوتك هو خطأي الوحيد هذه الليلة، كأن مقارنة الاهمال باتت بينك وبين ماكنة..

اخطئ ثم اعود لمنزلي،
دون افكر بتأنيب ضميري الصناعي عدت اشتهيك!
استقل دراجتي الهوائية التي تركتها في العمل قبل ليلة، اقودها.. افكار الطريق البارد،
يا له من جدل
ترى كيف لجدائل مدينة تتحول فجأة الى سماء؟
.. صدرك،
اشتقت الى ذلك الحليب،
لو غدوتُ بلا نصوص و وجهك بلا تعابير كيف يمكننا التشبه بعطر؟.. نامي صغيرتي، التقيك في الحلم بعد نصف اسبوع، فقط عليّ اكتشاف منطقة التعب في جسدي ثم انام،
الليل يهدأ في حديثك وتهدأ السماء.. هاتف منك وتستقر روحي.. موسيقى تشبهك فقط وادخل الحلم بكل انتباه
فقط.. قطعة ناي اخرى وتنطلق روحي كسرب حمام، التحف حضنك كما وعدتني يوما واطمع بك
فلنوحد اعضائنا في جسد واحد،
كل ما في الامر هو ان بغداد امرأة وانتي مدينة
اتسائل.. هل لي ان اعلن هذه مصادفة.. واعتبر نفسي المنتصر الحزين، اعبر عن حزني بالهروب كل هذه الاعوام، واعبر عن هروبي باللا مبالاة واترك ماهية الحب لنفس الانسيابية التي اطلقت بها تفكيري حين حجزت تذكرة لقائنا؟.. وحين يسألني الاخرون بمن تحب ان تلتقي واي مكان تنوي الذهاب اليه اولا؟
اجيب كأني اضع حدا فاصلا بين السخرية والالم..
- الاشياء هي التي تشتاق اليّ والناس ايضا.
وفي حقيقة التشويق اكتشف.. هو الحب ان تهدي كل شيء لطبيعته، ان لا ترحل بعيد دون الاطمئنان على ذلك الرفيق في المشاعر
ان تتبرع بكل ما تمتلك لشخص لم يكن يعنيك من تاريخه شي غير انك ادمنته
هو ان تضع ذاتك في مقصلة "من انا"
انا عاشق متزمت بمدينته.. انا وانتِ وفجور بوحي،
انتِ تلك الخمر الي توقضني من كوابيس ابتعادنا.

اضع فوضى القطار و هذيان دراجتي عند باب الشقة..
عادة المسافر ان يوضب حقائبه قبل ايام كي لا ينسى هدية ما او ملابس يحتاجها في السفر،
وصارت عادتي ان اهمل الايام في حقيبة صغيرة، ادوات حلاقة وقنينة عطر قد تنتهي في اية رشة.
* * * * *

اقترب وقت السفر، كان موعدنا ان ينتهي فصل الخريف ثم نلتقي.. حبيبة على بعد الاف الافكار، كومة ذكريات تنتظر هناك حيث لا نحترم الخريف، في مدينة تملك رقما قياسيا في المخالفات البيئية،
ربما لو سألنا الظروف عن المدن الاكثر استعمالا لمولدات الكهرباء الصغيرة، لقالت بغداد ثم تعتذر.. وحين نسأل الاحداث تجيب بلباقة سياسية هي السبب.
تتسائل كطفل ناضج او ناضج ما زال يحتفظ ببعض الطفولة، لو ان في الدراسة تلقى محاضرة عن محبة الفصول.. بدلا من ان نقتنع بما لا نريد، بدلا من مفارقات (عبيطة) المدى في تساؤلاتنا البسيطة،
ربما ليس الكمال ان ترمي وسط الهباء كلمة تراها لا تصلح لحل ما، لكن بكل بساطة لا ترمي نفاياتك الخاصة في شارع يمتلكه الجميع وتأمل بعدها دولة تحترم البريد،
ليس دولة تأسس حروفها على شكل قافية وتغلق سجلاتها على شكل قصيدة ليست للنشر.. وهنا بنفس البساطة يتهمك الاخرون بالتناقضات الجانبية، فتسب بكل ما اوتيت من كلمات نابية وتلعن مستعين بكل آلهة السماء والارض كل من لا يفصل بين المسؤولية والسخرية، تحاول ان تجد حائط لا لتتكئ عليه بل يقابلك بنفس اللا احساس،
وبدلا من اعلان الهدنة والبدأ من جديد تفكر مرة اخرى بعزلة جديدة.

انا الاخر رحت اقارن بين مدينة اسكنها واخرى اعشقها، افكر بلا انتظام ما اجمل هذه المدينة وبغداد تبكي كل ليلة؟..
تناقض رجل شرقي يفصل بين الحبيبة والزوجة، لا يكن وفاء لعيشقة طارحتهة الثلج والغرام على فراش ابيض لعدة سنين، حتى اذا هجرتها لعقد عمل افضل فلا احمل لها وفاء الحنين، تعلمني شكر الالهة وامنحها خيانة الانبياء..
اكمل كأني اهمل مدينة الخريف هذه الليلة.
اريد تحضير بعض هدايا السفر، اقرر التبرع بأحد اعضائي لمدينتي من باب المجاملة،
ادعو احد زملائي ليحضر حفل لقائنا، يجلب كامرا تصوير لينتبه اذا ما فاتتنا بعض التعابير او اعتراف متسرع، نكون بذلك قد اتممنا متعة البكاء في حضن وطن يستحق الارق
ألا يستحق وطن كهذا قليلا من القلق؟
ايام معدودة..
انها مسألة وقت ليبدأ العناق.. اسئلة كثيرة احضرها معي في حقيبة وتقلبات اردت تفسيرها غير آبها لكل التبريرات،
مثلأ.. تدرك بأنك لست الناقد الوحيد ولا المشتاق الاكثر اغترابا انما انت عاشق من طراز قديم ومحب يظهر للعالم بعزلته الجديدة.
ما اطولها ليلة لا ترحب بالسرير..

يجب ان لا انسى ان اضع في حقيبتي امل وابتسامة لحبيبة تنتظر بفستانها المسائي، بعطرها الفواح.. رائحة القداح تنتظرني ما اسعد هذه اللحظة،
ما اجمل الحياة حبيبتي واجملها ان ارافق شيء نسيت عنوانه،
ان ابتسم واكتشف كم كنت رقيق التحسس لكومة شباب
اكتشف ان عليّ ان اولد مرات عديدة واقسم نفسي على مختارات الاحداث وابتسامة رفيق
اتعلم حروف جديدة.. للمحبة درسها ونكهتها الخاصة
احاول هذه المرة اني اضيف الى سجلات وجهك محبة وكيان يضحك من حيث لا ادري، سعيد بلقائها..
بيتنا القديم ينتظر، الجهنمية وافقة في باب المنزل ورائحة النخيل تفترش امتدادا من باب المطار، حمامة على عمود الكهرباء تعزف، يدي التي اكتسبت محبة الحياة سوف تصافحها،
ما اسعد الحياة وانتي في ذراعي
بغداد.. اسراري اذيعها على صفحات مهملة، حنيني اليك اعوضه بغضب مفتعل.. كلما ارتفعت بيّ طائرة في السماء روحي التصقت بك، كلما عاود قطار مسيره خلت اليك المجيء.. وانتظر لقائك
احجز مع كل تذكرة نوبة حنين لعطر صباحك وذلك الفجر الفاخر وانا استنشق رائحة ضريح قرب مدينتي
اصطبح بأسمك وانا اعي ضوء شمس تسرق مني النوم شيء فشيء..
كالنذور ارسمك!
الوان مثيرة وموضوع مغري لفتح شهية الرسم وكالعادة مخيلة..
منحتك شغفي كي اضع بين فكرينا مماطلة القناعة،
ربما نتمادا لاحقا بالكسل
يسعدني معك ان اضع في اول السطر اخر قبلة على وجه الأرض وليكن بعدنا انفجار
ارسمنا لوحة،
اضعنا في اخر قائمة الاحتمالات الدنيئة وابدا بالتعبير عن وجهة نظري بك
جملة تشبه الاطراء المستتر بانك مثيرة الحضور.

المخيلة كما الفضاء لها بعدها الرابع ومخيلتي اصبحت عبىء عليّ حبيبتي،
ربما لأن التوقيت اخطأ حساباته معي فأضافني في خانة "موجودات تحت اليد في الوقت الغير مناسب"
اعتقد ان الصورة لشدة بساطتها تحتاج بعد رابع، الوقت ليس من صالح الجميع،
هذه الالوان ليست كافية
غبار..
الغبار كالمطر
تنتشي تحت وقوعه وتمسح قطرة عن خديها كي لا تبدو دمعة، دائما ضحكتها عبارة عن ابتسامة لطيفة وليس استهزاء بشيء ما،
عشب هادئ، ظل شجرة تعرف كيف تقسم الضوء بين اغصانها تمنحنا فيء هادئ ايضا وجزء مني لا يتسائل متى واين، بل كيف ومن؟.. افكر متناسيا ارتباط الجسد بالوقت او المكان،
كيف ممكن ان نفصل احساس عن شعور ونميز بشكل جيد موهبة الحدس؟..

- من تلتقي واي مكانا تذهب اليه اولا؟

اعتقد ان الاسئلة الذكية لا تحتاج الى اجابات، انما تطرح نفسها على شكل رؤوس اقلام لتبدأ مشوار البحث عن بداية متاهة.. متاهة كنوبة اشتياق،
والسؤال الأهم هنا.. هل القي بنفسي في اول مطب عاطفي واتشفى بذكريات مدينة اشتبكت مع اضلعها كخيوط سجادة في الة غزل قديمة الطراز وصرنا كلما اشتدت علينا السادية في هيئة جديدة؟
اكبت هذا الجنون في طيات سنين لم تعد كافية للستر، انها فضائح حب كادت تكون نتائجه هيام، حب اعمق من ان يحمله قلب واحد فقط ومشاعر يحولها البعد الى هموم.. ترى بأي لون ترسم فرحة العيون المشتاقة غير لون الدموع؟.. "محتاج اطير وية الهوى واوصل على بلادي" مهند محسن في موقع انترنت يحاول اعطائي درسا جديدا في الحنين،

وجهك صار يرافقني اينما اذهب، قلبي لا يستطيع المساس بشيء آخر، لا استطيع المحبة...
اشتاقك كلما اتقدت في سهري قناديل الكلام ولا اعلم اي ضوء هو الذي يجتاح قلبي ومثلي يرى ظلامك ادفئ،
تحتك بي اشياء وانا مشغول بالذكرى.. أفصل كل شيء على حدة كي اصحح من حدية البعض منها، ناسيا رائحة الاحاسيس الجديدة..
في ذكرياتنا دائما... نضع وجوهنا مسودات في دفتر لا نملكه و ورقة نضعها في خزانة الجمل المبعثرة.. كلمات نضعها في الهواء الطلق،

- نم بين اضلعي، اجعل من روحي وسادة احلامك وتذكر ان عمري بين انفاسك يسبح فوق رموش يقضتنا، تباطئ في دقات قلبك.. لقائنا قريب، لا تجعل النورس يوقط منامك.. ففي بحر افكارك بواخر راسخة تأخذنا حيث تسامت روحينا في اول لقاء
- الغروب والخريف من مدينتين يعلمان كيف يرتسم اشتياقي، يسبقني الحنين يا دجلة.. سأهبط كالضيوف مدينتي؟

تمتمة مشتاق اكمل،

- اعد لي هوية العاشق ايها الغروب.. وضفني سطرا اخيرا قبل خاتمة المساء
- ليت يعترف الحنين فأغدو بلا سرير غير حضنك
- اشتاقتك آلامي.

انتظريني.. صمتا اقولها تحسبا لضمة قد لا ننجو منها
فيا له من لقاء ينتظر لوحة..



#حيدر_تحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة التوليب
- خدعة بديهيات
- انتماءات
- سيدة الغرور
- سقط الضياء عن السماء
- كأني اضيع..
- أعقاب شهر حزين
- لحظة...
- اليوم
- فينوس
- اختبر شخصيتك في الضحك
- عطر..
- من أيقظ الحلم؟
- جارة الليل
- أشياء قد تصبح قصة لاحقا..
- تكملة
- حديث الدمى..
- من اين ادخل التاريخ معك
- ينقصهم واحد..
- لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - انتظريني..