أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - وهل يعفي حذر من قطر..!!














المزيد.....

وهل يعفي حذر من قطر..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن أتنازل عن الجانب الكوميدي في قراءة الظاهرة القطرية. في لغة الكومبيوتر ما يُعرف بالواقع الافتراضي، بمعنى أن الكومبيوتر يمكن أن يصنع لنا غابة تضم ما لا يحصى من الأشجار بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، بما فيها أصوات العصافير، وحفيف الرياح، وخرير المياه..الخ، لكن الغابة تكف عن الوجود بمجرد إيقاف البرنامج.
المشكلة أننا نعيش في عالم تتزايد فيه سطوة العالم الافتراضي، وهذا ناجم عن الثورة الهائلة في وسائل وتقنيات الاتصال وتكنولوجيا إنشاء العوالم الافتراضية. في أزمنة مضت قامت أحلام اليقظة بهذا الدور، ويمكن بقليل من التأويل القول إن العالم الافتراضي حلم من أحلام اليقظة لم يعد، بعدما امتلك ما يمكنه من التجلي، حبيس مخيلة فردية.
الظاهرة القطرية عالم افتراضي. على السطح تتصرف قطر كما لو كانت دولة عظمى: حركة دبلوماسية لا تكل ولا تمل من أفغانستان إلى الصومال، ومن ليبيا إلى السودان، ومن لبنان إلى غزة، ومن سورية إلى باكستان. هذا على الجانب السياسي. وعلى السطح، أيضاً، مؤتمرات شبه يومية ودولية (طبعاً) تشهدها الدوحة حول ما يخطر ولا يخطر على البال. وعلى السطح، أيضاً وأيضاً الجزيرة واتحاد علماء المسلمين وما لا يحصى من اللاجئين السياسيين والمعارضين.
ولماذا كل هذا؟
الجواب: بحثاً عن دور. ولكن ما معنى الدور؟
من حيث المبدأ: كل الدول تبحث عن دور. هذا صحيح. وما يصنع هذا الدور ويحدد هويته يصدر عن قراءة للجغرافيا السياسية. بمعنى أن المصالح الإستراتيجية العليا لهذه الدولة أو تلك هي ما يرسم هوية وحدود الدور. بيد أن القراءة الصحيحة للجغرافيا السياسية ليست مطلقة السراح في جميع الأحوال، إذ يجب أن تُرسم على مسطرة التوازن بين المصلحة والإمكانيات: الديمغرافية، والجغرافية، والعسكرية، والموارد الطبيعية، وقوّة العمل، والتحالفات..الخ.
لا أحد يبحث عن الدور من أجل المجد، والبرستيج، والمكانة. هذا كلام فارغ. بل يبحث عنه تحقيقاً لمصالح ومطامح مادية. هذا لا ينفي حقيقة وقوع أشخاص من طراز معمّر القذافي ضحية أوهام تتجاوز مواهبهم الشخصية وإمكانيات بلادهم، ولا ينفي أيضاً ظهور أشخاص من طراز صدّام حسين يمكنهم أن يدمروا بلداًَ يملك المؤهلات الطبيعية لتمثيل دور القوة الإقليمية.
في تاريخ الشرق والغرب نماذج كثيرة. المهم حتى وإن منحنا المجد والبرستيج والمكانة (وهذه أشياء يصعب تفسيرها وغالبا ما تنطوي على أوهام شخصية لكنها تتقنع بقناع قضايا كبرى) نسبة مئوية في السياسات الإقليمية والدولية، فإن هذه النسبة تبقى متواضعة في جميع الأحوال. السياسة تحكمها دائما حسابات باردة، إلا إذا صدقنا الخيال الاستشراقي الذي يرى في سلوك الشرقيين مفارقة للمنطق واغترباً عن الواقع.
على أية حال: يسكن قطر حوالي مليون وتسعمائة ألف من بني البشر، منهم حوالي 40 بالمائة فقط من العرب، والباقي من جنسيات أخرى. والعرب، هنا، لا تعني القطريين، بل تعني هؤلاء ومعهم اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والمصريين والعراقيين.. ولك أن تضيف ما شئت من بقية العرب. وماذا عن القطريين، أي عن المواطنين الحقيقيين؟ نسبة هؤلاء إلى إجمالي عدد السكان لا تزيد حسب بعض التقديرات عن 11 بالمائة. وهذا الرقم مهم جداً، وحتى إذا رفعناه إلى 20 بالمائة، هذا يعني أن 80 بالمائة من سكّان الدولة القطرية لا يتمتعون بحقوق المواطنة. وإلى كل هذا ذكر تقرير لهيومان رايتس ووتش أن 94 بالمائة من قوّة العمل في قطر من غير القطريين.
لا بأس. دولة يسكنها حوالي 60 بالمائة من غير العرب (وهي بالمناسبة عضو في الجامعة العربية) ومن بين كل مائة يد عاملة يوجد ستة قطريين فقط (وهؤلاء في مراكز إدارية عليا وقيادية بالتأكيد)، ماذا تريد وما هي مصالحها القومية العليا: الأمن؟ مضمون: هناك القواعد الأميركية، ومركز عمليات الجيش الأميركي في الشرق الأوسط. المال؟ لديهم منه ما لا تأكله النيران.
لا بأس. لا يمكن لقطر حتى وإن انفتحت طاقة القدر لمواطنيها الأصليين أن تملك جيشاً محارباً بالمعنى الحقيقي للكلمة. ولماذا هذا الكلام؟ لأن القيمة الحقيقية منذ العصر الحجري وحتى يوم الناس هذا لعدد رماة السهام أو الفرق المدرعة التي تستطيع حشدها في ميدان المعركة. للعامل الديمغرافي، ولقوة العمل، والموارد الطبيعية، والتضاريس والحدود والموانع الطبيعية أهمية حاسمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينوب عنها ما نملك من أرصدة مالية. وحتى الأرصدة المالية تحميها الجيوش لا محطات التلفزيون.
وماذا يبقى؟ لا يبقى سوى المجد والبرستيج والمكانة، وهذه أشياء تأتي بصورة طبيعية لمن يستحقها في العالم الواقعي، وبصورة رشوة مجازية للباحث عنها في العالم الافتراضي.
أخيراً، لن يكتمل معنى الرشوة المجازية في العالم الافتراضي ما لم نضع في الحسبان حقيقة أن الحصول عليها يستدعي الجمع بين متناقضات لا تحصى: فمن غير المنطقي أن تكون أن تقيم علاقات مع إسرائيل وأن تدعم حماس في آن، وأن تقوم بتعويم القاعدة إعلامياً وكل تجليات الإسلام السياسي، وأن تحظى في الوقت نفسه بحماية الولايات المتحدة الأميركية. يُفسّر هذا التناقض من جانب بعض المحللين كجزء من الدور القطري في خدمة أهداف أميركية بعيدة المدى.
شخصياً، لا أحب نظريات المؤامرة، حتى وإن اتسم الكلام عنها بالمنطق. وشخصيا، أيضاً، أميل إلى رؤية الكوميديا، وإلى توظيف مفاهيم من نوع العالم الافتراضي في تفسير ظاهرة وإن كانت كوميدية إلا أنها تُلحق بالآخرين الكثير من الضرر. ولكن هل يعفي حذر من قطر؟



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو حمزة المصري
- ربيعٌ على شفا حفرة من النار..!!
- اليهود العرب..!!
- قبل فيلم براءة المسلمين وبعده..!!
- ربيع الفلسطينيين: المطلبي يُساوي الوطني ولا يقل عنه..!!
- كيف تُشعل حرباً أهلية في سبعة أيام..!!
- عن غزة وغزوات الشبيحة..!!
- فضائح صغيرة..!!
- كان واحداً من سبعة أمراء للجحيم..!!
- على خطى معمر القذافي..!!
- البشير وبشّار..!!
- وإن كره الكارهون..!!
- هل ستكون الانتخابات ديمقراطية بعد أربع سنوات؟
- انطباعات سريعة من القاهرة..!!
- الكرملُ جديدٌ، وفي المكتبات خلال أيام..!!
- الثورة، لمنْ يهمه الأمر..!!
- مصالحة، ظاهرتان، وأشياء أخرى..!!
- المصالحة غير ممكنة..!!
- الكأس كاملة حتى الثمالة..!!
- Grotesque


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - وهل يعفي حذر من قطر..!!