أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - كلنا مهاجرون














المزيد.....

كلنا مهاجرون


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كــلــنــا مــهــاجــرون
رد على مقال (ثلاث سنوات) للسيدة فينوس صفوري, المنشور في الحوار هذا المساء :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330108

عندما وطـأت قدماي مرفأ مرسيليا يوم 17 نيسان 1963 قادما من مرفأ بيروت, على باخرة ركاب تركية, بأرخص بطاقة آنذاكOn Deck, يعني دون غرفة ودون طعام... لا أملك أي مبلغ ولا أي شيء, سوى إتقاني للغة الفرنسية الصحيحة. حيث أن سكان كل مدينة في فرنسا, لهم لهجتهم ولغتهم الشعبية الدارجة Argo , ولا علاقة لها باللغة التي تعلمتها بالمدارس الفرنسية في سوريا....
تركت البلد, بحثا عن الأوكسيجين. حيث أن حريتي الشخصية ضافت واختنقت. وأردت أن أغير حياتي جذريا... وبالنسبة لي كانت فرنسا آنذاك المرحلة الأولى.
وحينها لم يكن هناك أنترنت ولا سهولة اتصالات... وكانت هواتف الشوارع الوسيلة الوحيدة للاتصال. وبما أنني دخلت مرفأ مرسيليا لا أملك أي مبلغ. وجدت عملا مؤقتا داخل المرفأ ـ وبدون أوراق ـ بتفريغ وشحن السيارات, لمدة أربعة أيام. كنت أنام خلالها في مستودعات صاحب العمل.......ثم دخلت مرسيليا.....حيث بقيت فيها ثلاثة أشــهــر... ثم انتقلت إلى مدينة لــيــون....
أختصر التفاصيل والصعوبات... وما أمــرهــا... وما أحلاها...لأنني سـأفصلها بكتاب أو موضوع شــامـل شخصي عـــام....... يوما ما........
كانت بداية استقلال الجزائر... وأي مهاجر يأتي من أي بلد عربي في سنة 1963 كان يلاقي آنذاك بعض الصعوبات بالحصول على عمل أو سكن... ولكنني تجاوزت هذه الصعوبات بصبر وصمود ومثابرة... وتمكنت من الحصول على عدة أعمال, ومتابعة الدراسة على حساب المؤسسة الحكومية التي استخدمتني, وأعطتني الوقت الكافي لمتابعة دراستي واختصاصي في المجالات الحقوقية والقوانين الفرنسية والأوروبية. وخاصة بقوانين العمل... مما ساعدني فيما بعد للانخراط بالنشاط النقابي والسياسي والاجتماعي.. والاشتراك بتأسيس رابطة فرنسية ـ سورية ...
تمكنت من الحصول ـ دون أية صعوبة ـ بعد فترة قصيرة من وصولي إلى ليون, على الجنسية الفرنسية, نظرا لأن والدي كان ضابطا في الجيش الفرنسي, أثناء فترة الانتداب. وبالرغم من أنه كان من أول الضباط الذين التحقوا بنواة الثورة والاستقلال, خدمتني إضبارته والأوسمة التي حصل عليها أثناء الحرب العالمية الثانية, بالحصول على الجنسية الفرنسية.
وأنا اليوم يا سيدة صفوري, لا أندم على هذا الاختيار... ولا أغير مدينة ليون لقاء الجنة... وخاصة عندما أرى أحفادي السبعة... ونجاحات أولادي الثلاثة...
*******
يا سيدة فينوس, وما أروع هذا الاسم وما أجمله, وما يحمل من حضارات بلدنا, قبل أن يحتلها المغول والتتر والديانات... وبالرغم من أنني عـشـت في هذا البلد الأوروبي, أكثر مما عشت في بلدي... أبكي على بلدي...أبكي على المشرق وأفواج المهاجرين الذين صـادفتهم من أولى أيام اغترابي... والملايين التي تهاجر ممن يسمى الأقليات وغير الأقليات, طلبا للعيش.., أو للأوكسيجين... وارى مستقبل هذه البلاد المعتم والتي تغرق في الظلمات أكثر وأكثر... وأرى خاصة أننا أصبنا بنكبتين كبيرتين.. أولاها الدين.. وثانيها البترول....ورغم كل مظاهر الغنى الفاحش... سوف ترين الانفجارات والمصائب الإنسانية التي سوف تهيمن على بلدان العالم العربي.. واحدة تلو الأخرى.. متساقطة قبل نهاية الربع الأول من هذا القرن, كأحجار الدومينو... لأن القوى الكبرى والرأسمال المتعاضد الموحد, الذي ولد في نيويورك ولندن, قرر سلبنا كل ما تملك هذه البلدان وتصحيرها إنسانيا وسياسيا وفكريا واجتماعيا... حتى يضمن تــوســع وديــمــومــة دولة واحدة في هذه المنطقة من العالم.. تدعى إســرائيل الكبرى Le Grand Israël... وبالرغم من كل هذه الخطابات الحماسية والرامبوية التي تــفــقــع عشرات المرات على الأرض, ومئات الضحايا الأبرياء, أو عشرات الجهاديين الحالمين بالجنة والحوريات, لبناء خلافتهم السلفية, مفجرين أنفسهم, خاطفين مئات الأرواح البريئة... هذه الأجندة الصهيو ـ أمريكية, سوف تنفذ على أشلاء شعوبنا, وفناء أو تهجير الملايين ممن تبقى من هذه الشعوب... أو تسخيرهم لهذه الدولة التي زرعوها في منتصف القرن الماضي في فلسطين, بعد نهاية الحرب العالمية الثانية... مع احترامي للشعب الذي تعيشين بينه اليوم, والذي لا يعرف قطعا ما يأكل في يومه, سوى ما تمليه عليه محطة تلفزيون C N N المعروفة !!!......................
أختم هذه الكلمات الموجهة إليك, وإلى بعض القارئات والقراء الأحبة... لأن الكتابة اليوم, في الحوار, آخــر الصرخات المخنوقة التي نطلقها في وادي الـطـرشــان........... ولك يا سيدة فينوس صفوري.. ولهؤلاء القارئات والقراء كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الفيسبوكية.. اللاأخلاقية
- رد للصديق أحمد صالح سلوم
- صمتت دمشق...
- دعوني أطلق آخر صرخة...
- هل ستموت الهدنة قبل ولادتها؟؟؟!!!...
- حذرا.. حذرا يا قوم.. حذرا
- لنستيقظ من غبائنا.. قبل أن يداهمنا الموت
- فيديو.. قتيل.. وصرخة.
- نداء إضافي ضروري
- من كابول.. إلى حلب
- المرأة تختفي من كتالوج IKEA في المملكة الوهابية
- كتاب مفتوح إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
- أخي.. من نحن؟؟؟...
- كراكوز عيواظ
- البابا.. البابا عندنا في زيارة
- نضال.. يبق البحصة
- سوريا.. برج بابل!!!...
- كلمة أمل ومصالحة.. رد على السيدة فلورنس غزلان
- رد وتعليق على مقال نضال نعيسة
- تعليق على مقال نضال نعيسة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - كلنا مهاجرون