أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بن ورقلة نادية - مكانة الشباب في الفضاء الإعلامي















المزيد.....

مكانة الشباب في الفضاء الإعلامي


بن ورقلة نادية

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 21:49
المحور: المجتمع المدني
    


يعتبر الشباب ثروة و موردا هاما للأمة فهو عصب حياتها و مصدر أساسي لنهضتها و الدرع الواقي الذي نعتمد عليه في الدفاع عن كيانها و المرآة الصادقة التي تعكس واقعها و تقدمها ،إن طرج مسألة أوضاع الشباب في الجزائر باتت اليوم مسألة ذات أولوية و قد إزدادت أوضاع الشباب تعقدا من خلال الأوضاع العالمية-الإقليمية و الوطنية المتغيرة سواء في المجال الإقتصادي السياسي الإجتماعي أو الثقافي من حدة طرج مسألة الإعلام الجزائري و تعامله مع مشاكل الشباب الجزائري اليوم و مهما كانت الإستراتيجيات المتبعة من طرف الدولة فإن التوجه الأكيد هو إستمرار إيلاء الأهمية إلى دور الإعلام في إيصال مشاكل الشباب الجزائري للتخفيف من حدة الأزمة التي وصلت إلى حد لا يمكن من خلاله إغفال الأمر.
- و من الملاحظ عموما أنه بالرغم من تقارب و تشابه الإشكاليات المتعلقة بالشباب في جل البلدان إلا أن درجة جدتها اليوم لا يمكن التغاضي عنها خاصة وأن مؤشر النوع الإجتماعي اليوم هو أدنى من المؤشر الإقتصادي مما يفيد مواصلة البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الوضع الذي يغرف تدهورا و يبعث عن الخوف من مستقبل الشباب الذي بات غير أكيد لكثرة الفجوات التي يستدعي الأمر منا اليوم معالجتها. من هنا جاءت و تأكدت الحاجة إلى إعادة النظر إلى هذه الفئة قصد إدماجها من جديد "إدماجا كاملا".
لذا أصبح يتعين على وسائل الإعلام بالجزائر و ما ترتبط به من إعمال لحق المشاركة و من تجسيد عملي لقيم المساواة و الحرية لدى فئة الشباب لتكريس روح المواطنة لدى هذه الفئة التي تشترط توفر جملة من الحقوق السياسية كالجق في المشاركة السياسية و الحق في ممارسة إتحاذ القرار و حق المشاركة في إدارة الشأن العام
و هي جقوق تتمجور حول ثلاثة مفاهيم أساسية المواطنة _ التمكين _ و صنع القرار .
و إنطلاقا من فكرة أن وسائل الإعلام ينبغي أن تحمل مكانة مرموقة ضمن النسيج الإجتماعي بوصفها هيكلا إجتماعيا و تربويا يقدم للشباب قاعدة متنوعة من النشاطات الثقافية و الفنية و العلمية و الرياضية الترفيهية من خلال موادها الإعلامية .و بهدف إسترجاع هيبة الدولة و إستحضار الضمير في تسييرنا اليومي أصبح لزاما علينا تعيين الأولويات و إسترجاع الثقة في قدرات الشباب و نطرا للدور الهام الذي يضطلع به الإعلام اليوم من إعادة دمج و تفعيل دور الشباب من خلال إسماع صوته و عملا بهذا المنطلق أصبح يتعين علينا اليوم إيجاد طرق ناجعة قصد التعامل مع المواضيع المتعلفة بالشباب من خلال إعتماد سياسة عمل تدل بالتأكيد على تحسن العمل و إرتفاع الأداء و الوصول بالعمل إلى مستوى من التحليل و التقييم و الإرتقاء به إلى درجة من " التنظيم و التنظير ".و بذلك يظهر من الضروري تسخير الوسائل اللازمة لتسيير المعلومة ووضعها في متناول الشباب،حيث يكون مضمون هذه الأخيرة دافعا أساسيا للشباب للقيام بمبادرات مختلفة،وتوجيهه إلى مختلف مجالات الأنشطة التي تدخل ضمن حياة الشباب دون إغفال حق هذه الشريحة تجاه المجتمع الذي تعيش في كنفه و كذا واجبها تجاهه . و الواضح أن النظم السياسية العربية تتعامل مع قضايا الشباب و مشكلاته من منظور سياسي بحت و إجمالا يمكن تقديم مضامين الإعلام الموجه للشباب إلى قسمين أساسين ، هما:برامج رياضية و برامج غير رياضية، و ترتكز البرامج الرياضية في الغالب على نقل المباريات الرياضية و في مقدمتها مباريات كرة القدم المحلية و الدولية، و نادرا ما تقدم هذه المضامين ثقافة رياضية حقيقية ، أو تهتم بالثقافة الصحية و البدنية للشباب أما البرامج غير الرياضية فيمكن تقسيمها إلى الفئات التالية :
1- برامج حوارية تتجاهل عن عمد القضايا و المشكلات الملحة للشباب العربي، و تدور حول موضوعات تافهة، مثل:تدني مستوى الأغنية العربية و أوضاع كرة القدم المحلية، و حوارات مع الممثلين و الراقصات، و تقديمهم بإعتبارهم قدوة للشباب.
2-برامج التسلية و الترفيه و يغلب عليها أغاني الفيديو كليب الهابطة في كلماتها و ألحانها، و أصوات مؤدوها و التي تعرض بأسلوب رخيص إلى الجانب العروض السينمائية المتدنية في مستواها، و كل هذه المضامين تشير إلى الإسفاف والإنحطاط الأخلاقي و إنعدام الذوق و الإبداع، الذي أصبح مرادفا لإعلام و ثقافة الشباب .
و تركز برامج الشباب الجادة- على قلتها- على طلاب الجامعات بإعتبارهم يمثلون الشريحة الواعية و القادرة على التحرك سياسيا و تتجاهل بقية شرائح الشباب، و تتعمد هذه البرامج تسطيح وعي الشباب بالقضايا العامة و المشكلات المجتمعية كما أنها تذاع في أوقات غير مناسبة للشباب إطلاقا.خاصة و أن الشباب يعيش عدة أزمات قاسية فكرية و نفسية و إجتماعية في آن واحد، فليست البطالة وحدها هي التي تقلق الشباب على الرغم من قسوتها، و حالات الإحباط المرتبطة بها. و لكنها البيئة الكلية التي يعيش الشباب داخل محيطها. و يبدو صحيحا ما ذكره أحد الباحثين العرب من أن" إرتفاع معدلات النمو السكاني في الوطن العربي و العمالةالزائدة العائدة إلى أوطانها، و تدفق مخرجات التعليم، لا يمكن أن تكون عوامل أساسية في شيوع البطالة بين الشباب فهذه عمليات متمخضة عن أوضاع متردية ناتجة عن سياسات الحكومات، و هي تعبر بشكل واضح عن إخفاقات التنمية التي مارستها تلك الحكومات منذ أكثر من ثلاثة عقود مهددة حياتنا، فنماذج التنمية التي كانت مستوردة من الشرق و الغرب بالغت في صيغة الإعتماد على النفس عربيا، و إستهانت بنماذج التنمية المستقلة. و التنافر بين مخرجات التعليم و مناهجه و سوق العمل، هو نتاج لإنحطاط مستوى التعليم و تكلسه و للسياسات الرسمية التي تكلف مناهج التعليم و مستواه وفقا لمصالحها حتى و لو أدى ذلك إلى قتل المعرفة و في الواقع فإن التساؤل حول كيفية ارتباط وسائل الإعلام بالمجتمع يعتبر أساسيا فيما يتعلق بالمدى الذي يمثل فيه محتوى وسائل الإعلام انعكاسا للواقع في المجتمع...و تعتمد الافتراضات حول تأثيرات الإعلام أيضا على القضية نفسها و الأكثر من ذلك أن هناك فجوة بين خبرة وسائل الإعلام و رموزها هي أساسا دراسة للأطر المرجعية التي تصنع الواقع. و لعله من الأسئلة التي أثيرت بهذا الصدد ما يلي :
ما الذي يتم نقله كترجمة عن الواقع ؟ هل التقارير الإخبارية تسجل الواقع على نحو دقيق و كامل؟ هل تعكس وسائل الإعلام المدى الكامل لوجهات النظر في المجتمع و هل تصور الظواهر الاجتماعية بشكل موضوعي؟ هل تتشابه المشاكل كما يصور في وسائل الإعلام مع درجته و نوعيته في المجتمع واقعيا؟ أمام هذا الزخم من حالات التدمير الذاتي لمقومات المجتمع و لأساليب التنشئة الاجتماعية للناشئة، فماذا عساها تقول فئة الشباب عن نفسها و عن المجتمع الذي أنجبها ؟
و مثل هذه الأسئلة و غيرها كانت مجالا لعديد من الدراسات التي أجريت حول قدرة وسائل الإعلام على عكس صورة المجتمع في مضامين رسائلها، وقد وجد ليبمان أنه ليست لوسائل الإعلام على الإطلاق القدرة على وصف المجتمع بشكل كامل و تام على اعتبار أن الإعلام ما هو إلا وسيلة تقوم بتغطية حدث أو مسالة و هو بهذا لا يمكن أن يكون على قدم المساواة مع الشخص الذي يعايش الحدث أو المسألة خاصة مع الإكثار في عرض الحقائق بوجهات نظر مختلفة، كما وجد آخرون أن تغطية هذه الوسائل لا يتعدى أكثر من نقل الحقائق و المعلومات عنها، و من ثم فإن هذه الوسائل لا تعدو أن تكون في نظرهم مجرد قنوات لنقل المعلومات عن الحقائق و الوقائع إلى الجمهور المتلقي.يضاف إلى ذلك برامج الحكومات المتعاقبة التي تدعو إلى الإهتمام بقضايا الشباب، و تحث جميع القطاعات القيام بدورها كل في مجال اختصاصه و صلاحياته و في مقدمتها وزارة الشباب و الرياضة..و في ظل غياب سياسة وطنية واضحة و قارة و طموحة في مجال الشباب فقد ظل التساؤل قائما و هو :
ما العمل ..و كيف..و إلى أين.. و لماذا.. و بأي مرجعية ؟وبالتالي هل تكمن إشكالية الشباب في تطوير القطاع في النصوص أم في المهام و الغايات و الأهداف ؟ أم في برامج العمل و مضامينها و برامجها و المفاهيم المرتبطة بهذه الفئة ؟أم في الوسائل و المؤسسات ..؟ أم في طبيعة التشكيلة البشرية للقطاع و مستواها الفكري و العلمي و المهني...؟ أم في مناصب المسؤولية و مستوياتها و الذهنيات المرتبطة بها ..؟ أم في التعقيدات البيروقراطية و انتهازية فريق الإشراف ؟ أم في عدم القدرة على التصور و المتابعة لما يجب القيام به محليا؟ أم في عدم التكامل بين الإدارات و القطاعات و غياب المرجعية الوطنية و الذهول عن المقاصد ؟ أم أن المسألة تكمن في أمور أخرى خفية ؟
و لكنه ليس بمقدور الإعلام العربي عموما، بنية و وظيفة، أن ينهض بهذه المهمة الحيوية لأنه يتحرك في حقل ألغام سلطة سياسية لا ترى في الإعلام وسيطا موضوعيا بينها و بين أطراف المجتمع الأخرى، أو انعكاسا للإدارة العامة التي يتحدث عنها جان جاك روسو، أو للروح العامة التي يشير إليها جون لوك،...بل ترى فيه جهازا حساسا من أجهزتها تنحصر مهمته في صياغة رؤيتها الأحادية و نشرها، و في تحويل عناصر المجتمع إلى جماعات خاملة تستقبل الرؤية و تختزنها لتعود إلى ترديدها فسريا عند الحاجة، محققة" القبول الجماعي".و عليه فإن المؤسسات الإعلامية الناجحة هي التي تستطيع مسايرة متطلبات الشباب الذين تستقبلهم و هي أيضا تلك التي تؤسس علاقات إنسانية مع هؤلاء الشباب و تؤسس أنماطا من الاتصال و التفاعل مع المحيط الاجتماعي و التربوي و الثقافي الذي تعيش فيه.و قد يواجه المكلفون بتسيير هذه المؤسسات الإعلامية صعوبات جمة في تحطيط و في تنفيذ برنامج عمل يتماشى و خصائص الظرف الزمكاني للشباب، إذ ما انطووا على أنفسهم أو مع فرقتهم العاملة و نسوا أو تناسوا المتعاملين الآخرين الذين يعج بهم المحيط الإنساني و الإجتماعي للشباب بمختلف ملامحه.
و لذا فإنه من المهم بمكان توعية المسؤولين على هذه المؤسسات الإعلامية بضرورة إيلاء الأهمية لعوامل الإتصال و العلاقات الإنسانية في جعل عملهم يحظى بعوامل النجاح تجاه المحيط بصورة عامة و تجاه الشباب بصورة خاصة.








#بن_ورقلة_نادية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس لقنتني إياه الحياة
- نبضي ينزف
- ليلة عتق
- رجل غريب
- إندماج الشباب الإجتماعي على طرفي نقيض
- عندما أتحدث عن نفسي
- تجربتي مع مرضى السرطان
- تبعات العولمة الهجينة على مجتمعاتنا العربية
- على دفة الحنين


المزيد.....




- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بن ورقلة نادية - مكانة الشباب في الفضاء الإعلامي