أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مفيد بدر عبدالله - جاسمية وهيلري كلنتن














المزيد.....

جاسمية وهيلري كلنتن


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 21:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




وانأ في المستشفى أنجز إجراءات الحصول على الأوراق الرسمية لطفلي الجديد ، وبينما أنا في الانتظار لفتت نظري امرأة تشبه إلى حد كبير وزيرة الخارجية الأمريكية ( هيلري كلنتون ) ، كانت تسير على بعد مترين تقريبا خلف رجل أتى معها حاملة طفل بصعوبة بالغة كونها مكسورة اليد ( مجبسة ) ، وجهها يحمل آثار كدمات وجروح ، نسق المسير عسكري يتقدمه الرجل القائد جريا على عادة البعض عندنا والذين يعتقدون بان الرجل هو الأفضل وان المرأة تأتي بالمرتبة الثانية لذا فان مسيرها بجانبه ذو مساس بكرامته وآخرون يذهبون إلى ابعد من هذا في تقييمهم لها فان تحدث عنها يسبق كلامه بعبارة ( أجلكم الله ) أو ( تكرم).
وصلا إلى غرفة بجوار الغرفة التي أراجع فيها ودخلت المرأة مع الطفل ولم يدخل هو معها ، ودار حوار بينها وبين الطبيبة بصوت يصلني رغما عني فعرفت بان سبب الكسر والكدمات هو الضرب المبرح لزوجها الذي في الخارج كونها غفلت قبل أيام عن طفلها الآخر بعدما غلبها النوم فوقع في حفرة مملوءة بالماء في حديقة المنزل فمات غرقا ، وبدلا أن يقر زوجها بتقصيره عن عدم ردم الحفرة التي تقول بأنها حذرته من خطورتها مرارا وتكرارا ، اخذ يوجه لها ضربات كسرت أحداها يدها ومن ثم هرع إلى المطبخ فرفع قدر كان على النار ورماه على وجهها واخذ يوجه لها اللكمات العنيفة ، وما عرفته من كلامها بأنها لم تبلغ حتى أهلها خوفا من العواقب وحفاظا على أبنائها وعدم رغبتها في الحصول على لقب ( مطلقة ) لأنها جريمة في بلدان العالم الثالث حتى لو كان الرجل من أتفه التافهين فيما يتفاخر بعض الرجال بأعداد ضحاياه ولا يعيبه إن طلق العشرات .
ما المني أجابتها على الطبيبة عندما سألتها هل تبكين من الم الكسر والجروح فتجيب لا بل ابكي على ولدي جرحي الأكبر والذي أنساني كل جروحي التي تطيب بعد أيام ولكن ما لن يندمل جرح فؤادي على من بقى أشهر بأحشائي وعام بأحضاني أناغيه ويناغيني كان فرحتي ورجائي من الدنيا ، لم احتمل سماع كلام المرأة فهممت بمعاتبته وتأنيبه لإفراغ ما بداخلي رغم علمي بأنه لن يستجيب ويفصل حتى الأحكام والقوانين على ما يريد ، اندفعت باتجاهه ولكني سرعان ما تراجعت بعدما سمعته يغازل امرأة بشكل فاضح بالهاتف النقال ويبتسم وكأنما شيء لم يكن ، عدت من حيث أتيت وأبلغت الموظف المكلف بانجاز معاملتي أن أراجعه في الغد فلم احتمل أن استمع بكاء شبيهة ( هيلري كلينتون ) بنبرة كادت أن تسقط دمعتي ، عدت منزلي ماشيا ، وانأ في الطريق لم استطع أن أمحو من ذاكرتي صورة المرأة وصورة زوجها وصرت أتذكر كثير من القضايا المتشابهة التي تزدحم فيها صباحات المحاكم وأمسيات دواوين العشائر ، وأتساءل ما الذي حدا بهذا الرجل لان يستخدم العنف المفرط ضد المرأة و بغير موضعه ويكيل بعدة مكاييل وبمقارنة لسلوكها مع سلوك زوجها لا أكون من المبالغين أن قلت بان المرأة هي من تستحق أن تمشي أمامه لأنها أكثر إنسانيه منه ، كنت أتلمس هذا في مفردات كلماتها وشهقاتها والتي تحمل من الأحاسيس ما لا يحمله ، معاني كبيرة تحملها الكثير من الأمهات ، وقد يكون هذا ما يجعلنا حتى في الكبر نشتاق لأحضان أمهاتنا .
أن العنف ضد النساء شائع في بلدان العالم الثالث فالبعض لا يجد رجولته ألا من خلال اهانة المرأة وعلى الملأ أحيانا والغريب أن الكثير من النساء تستسلم لهذا السلوك وتتعامل مع الرجل وكأنها جارية أو سبيه ، تجولت في أماكن عديدة من عراقنا فرأيت العجب وأفعال تمس كرامة النساء لازلت لم افهمها إلى اليوم وابحث لها عن تفسير ، وجدت في أماكن يأكل الرجال الطعام ومن ثم تأكل من بقاياهم النساء ، وآخرون يعتبرن المرأة مثل قطع أثاث المنزل ، فبعدما تنجب الأطفال وينهكها السهر والتربية تكافأ بامرأة بديلة بعدما تصبح من ( الموديلات ) القديمة فيبحث الزوج من امرأة بعمر أبنائه كي يستعيد ذكريات الشباب بمقدرة مادية أو عدمها ولو ترتب على وهم سعادته فشل عائلة بأكملها ، ولكن ثمة أحداث تثبت قدرة النساء على تحمل المسؤولية والنجاح وكان آخرها نتائج الامتحانات الوزارية لهذا العام والتي أظهرت بان المتفوقات الثلاث الأولى في العراق هم من النساء لتشكل صفعة لكل من يريد أن يحط من قدر النساء ويشكك في مقدرتهن ، أن المرأة خلقها الله لتحيى بسعادة لا بتعاسة ، وحتى ما يحصل من تغيرات سياسية متسارعة في بلداننا العربية بعد موجة التغيير أثارت عندها المخاوف والشكوك من أن يعتلي السلطة ومراكز القرار أمثال هؤلاء فيسنوا القوانين التي تحد من حريتها ويزنوها بمكيال ظالم والذي لن يكيل به أن التقى احدهم وبحكم موقعة السياسي مع السيدة ( هيلري كلنتون ) التي لا يجمعها سوى الشبه بالمرأة المسكينة ، حينها لن يعترض على كلماتها أو منطقها ونظرتها للحرية لسبب بسيط أنها ليست حمدية أو جاسمية بل ( هيلري كلينتون ) ولو كانت امرأة ، فسيصغي لها جيدا ومعه يصغي العالم بأسره .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مفيد بدر عبدالله - جاسمية وهيلري كلنتن