أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فكرة الأزمة في المغرب














المزيد.....

فكرة الأزمة في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الساسة في المغرب,مغرمون بنتحال صوت المثقف,والتحول إلى فلاسفة,غايتهم
التشبه بذوي الفكر,الذين ركنوا إلى صمت غريب,كأنه سبات ابتلي به
المغرب,وجيرانه في الشمال الإفريقي,بحيث صار الساسة يحولون كل القضايا
السياسية والإجتماعية والإقتصادية ,إلى إشكالات يستفيضون في التعريف
بها,على شاكلة الخطاب السقراطي,الذي قطع مع تيمات الخطابة الأسطورية,وصار
يستهل خطابه الفلسفي بالتعريف كإجراء عقلاني,غايته التمييز بين الحقائق
وأشباهها في التفكير اليومي والمعتاد أو الدارج بلغة المقابلات
الحجاجية,فبدا المشهد في المغرب,سرياليا,وغريبا,كل الوزراء,يستحضرون
قضاياهم,التي انتخبوا من أجلها,ليصوروها وكأنها مفارقات لا يقدر عليها
إلا الأنبياء وذوي العزم والغصمة ربما وهذا ما أراهم يوما سوف يلجأون
إليه,كل وزير يجد ويجتهد ليبرز صعوبات مجاله,وكيفيات التفكير التي
لكها,أو التي يريد اختراقها في معركة,تبدو له وكأنها أم المعارك
التاريخية التي سوف يخوضها وينتصر حتما فيها,لأنه سيواجه عفاريت
وضينصورات كبيرة الحجم وعظيمة الشأن,ونسي هؤلاء السادة من الساسة,أن
مهمتهم هي البحث عن الحلول,والإجتهاد لخلقها,وألا يمنوا علينا
متاعبهم,فهم يتلقون أجرا عن تلك المتاعب التي يعانون,ولهم امتيازات,لم
يحلموا بها من قبل,وإن عجزوا عليهم التوقف,والإستعانة بما راكمه غيرهم من
الخبرات,سواء داخل الوطن أو خارجه,عليهم الكف عن التمارض والتظاهر بما
يحملون من وعي حول عمق المشكل,الذي لي إشكالا,فهذه قضايا يطرحها
الفلاسفة,من قبيل الوجود والعدالة,أما المشاكل العينية,فهي عوائق,ينبغي
تخطيها بإجراءات سياسية واقتصادية,ملموسة,بعيدا عن لغة التفقه والتظاهر
بالمعرفة والعمق الفكري,الذي لو توفر فيهم لصاروا رجالات فكر,ينتقلون من
قارة إلى أخرى ويطلب العالم معرفتهم,كإدمون موران,ومحمد وأركون وغيرهم من
الكبار,الذين لم يلتفتوا للساسة والسياسيين,لأنهم أكبر من ذلك بكثير,ولهم
مهمات أخرى,تتجاوز الأوطان وتتجه نحو العالم والحضارة الإنسانية,التي
يتعاونون مع من تعنيهم من الأمم والحومات وحتى الحضارات,
لذلك على ساستنا الكف عما عرف بفكر الأزمة,أي تصوير كل مشاكل المغرب,في
صيغة أومات,غير قابلة للحل,أو الهروب نحو الماضي لإلقاء المسؤولية على
الحكومات السابقة,وبذلك تصير مهمة الحكومة والوزراء ,هي التعريف بالأزمات
بدل إيجاد حلول لها,ليظل السؤال مطروحا,من هي الحكومة التي ستكون لها
القدرة على ابتداع الحلول المناسبة لما يعانيه المغرب من مشاكل في
نموه؟؟؟
فقد مل الناس الخطابات المتعالمة,تلك التي يعتقد فيها السياسي,أنه فيلسوف
له نظرية,وأنه يجرب علوما ويختبر معارف,وعلى الناس انتظار حلوله,ليقول
لهم في الأخير,أنه لم يجد لها حلا ولكنه على الأقل أوقف نزيف الجرح,ووجد
ضمادة تنجي الوطن من النزيف,وهذه المبررات صارت واهية,لأنها مسكنات تضع
المغرب على فوهة بركان,قد لا ينتج احتجاجات,بل أشكال أخرى من
الرفض,والتعنت,لأن الناس تضجر من الخدع وتمل المتعالين على
همومها,والساخرين من الممارسة السياسية التي يعرفون قواعدها,وهي إبداع
الحلول أولا,وليس صفات الحلول,إسلامية كانت أو اشتراكية أو ليبرالية,هذا
هو الهم,وليس تلك الجدالات العقيمة,من قبيل هل نقضي على السكن غير اللائق
أو الدور الآيلة للسقوط,أم البيوت المنهارة؟؟؟؟
وغيرها من المفارقات الغريبة,هل نشغل في القطاعات العمومية أم نفرض على
القطاع الخاص المشاركة في التوظيف مقابل الإعفاءات التي يتمتع بها؟؟؟
هذه المفارقات ما هي إلا لعب بالوقت واستهتار بالزمن,وتحويل للسياسة ‘إلى
تعطيل فني لقواعد الإجتهاد والتأصيل له,بالتهرب إلى مجالات كبرى ليس
السياسي مؤهلا للجواب عنها,من قبيل أبعاد العولمة والتوسغ العالمي
للأسواق وتغير التبادلات التجارية باكتشاف تكتلات جديدة تحاول التخلص من
الصغط الروسي بالغاز بالإكتشافات الشرق أوسطية السرية,التي لا تريد أروبا
وأمركا الكشف عنها لروسيا,التي توصلت استخباراتها إليها,وبدافع منها فقد
تحالفت مع الصين في الملف السوري وغيرها من الملفات,هذه قضايا,ليس لنا في
المغرب بشكل عام سياسيين قادرين على فهمها عموما,فنحن نعرف طبيعة
التركيبة البرلمانية للغرفتين الأولى والثانية,فليست مجلس لوردات ولا
شيوخ ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية,هذه حقيقة الكل
يعرفها,فلماذا يهرب السياسي إلى الأمام,ويجد في البحث عن أكثر الصيغ
تعقيدا,وتعاليا نظريا.
حميد المصباحي كاتب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فكرة الأزمة في المغرب