أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل














المزيد.....

لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 15:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
جعفر المظفر
.
في الحالتين, تلك التي تؤكد على أن الأنظمة السابقة بدء بالعهد الملكي وصولا إلى يوم سقوط صدام كانت أنظمة طائفية, أو تلك التي توكد على أن تلك الأنظمة كانت علمانية ولا علاقة لها مع الطائفية, فإن القراءة بهذا الإتجاه أو ذاك كانت تتأثربالنوايا, مثلما كانت تتأسس أيضا على إنحيازات مسبقة ساعدت على تكييف التفاصيل لكي تخدم العناوين الموضوعة سلفا.
لا شك أن صعود أحزاب الدين السياسي إلى واجهة الحكم قد أستدعى بدوره الحاجة إلى قراءة التاريخ بعين الترصد الطائفي وسبق الإصرار. إلا أن نبذ قراءة توظيفية بهذا المعنى يجب أن لا يدفعنا إلى قراءة تاريخية معاكسة ومحرفة هدفها دحض الرأي المقابل أكثر مما هو للتعامل الموضوعي والصادق مع التاريخ.
ومن أجل كتابة تاريخ عراقي جديد يكون بإمكانه تجاوز الطائفية بشكل جدي فإن من الضروري ان لا تجري كتابة ذلك التاريخ بشكل يتقاطع مع الحقائق أو يتجاهلها,مع ضرورة أن تأتي قراءة تلك الحقائق بشكل يجعلها بمنأى عن التوظيف لخدمة عنوان طائفي كان أعد سلفا.
وإن بعض الأخطاء الأساسية هو ذلك الذي يقوم على إفتراض أن الدولة العراقية التي تأسست في العشرينات من القرن الماضي كانت خالية تماما من الطائفية لسبب أنها كانت علمانية, وهو أمر غير معقول أبدا, ففي المقابل يستطيع البعض ان يأتي بشواهد تؤكد على وجودها, بينما سيكون بإمكان البعض الأخر أن يقول أن الطائفية ليست حصرا على أهل السلطة, لأن بإمكان من هو خارجها أن يكون طائفيا كذلك, وربما تكون طائفيته أشد ضررا على وحدة الدولة العراقية وعلى كيانها المستقل..
وربما تكون الطائفية في بعض معانيها ومستوياتها هي عبارة عن فعل ورد فعل, وهنا سندخل في إشكالية من بدأ الفعل ومن بدأ رد الفعل, وهذه الإشكالية سوف تعيدنا دون أدنى شك إلى المربع الأول وربما إلى يوم السقيفة بالذات.
وبالتأكيد فنحن لسنا الأمة الوحيدة التي تختزن صراعات كهذه, فبالإمكان تصفح التاريخ الأوروبي لكي نطلع على الكثير من الشواهد الطائفية التي كانت تنخره. ولم يكن الحل الأوروبي قد تأسس على من كان الأشد طائفية, البروستانت أم الكاثوليك, وإنما تأسس على إدراك أن الطائفية هي مرض سواء كان أهلها بروتستانتيين أم كاثوليكيين, وإن الطريق إلى تجاوزها لن يمر من خلال تحديد من هو الطرف الذي بدأ محنة الطائفية تلك, ولا من خلال من كانت طائفية الأخر قد ظلمته أكثر: البروتستانت أم الكاثوليك, وإنما من خلال الإتفاق على أن الطائفية بذاتها هي مرض يضر الجميع . وفي بلد تكونه العديد من الأديان والطوائف والقوميات لن يكون هناك غالب في معركة سوف يتضرر منها الطرف الغالب أيضا إذا كان هَمٌّه هو بناء بلد موحد وناهض.
.
علينا إذن أن لا ننتظر المعجزة, فالمشكلة الطائفية لن تحل إلا بالعلمانية, أما مسألة التقريب بين المذاهب والأديان فتلك هي قصص لها علاقة بالفقه الديني وليس بالفقه السياسي. ومن الأكيد أن ذلك لا يفترض أن تكون الدولة العلمانية خالية تماما من الطائفية إلا أنه يوجب أن يكون النضال ضدها من داخل الدولة العلمانية, وأن لا يكون الحل لمشكلة الطائفية في الدولة العلمانية هو إنشاء دولة طائفية لأن ذلك سيكون شأنه شأن من يداوي الرمضاء بالنار.

فإذا جاءنا من يقول بان الدولة العلمانية لم تخلو من سلوك أو توجهات طائفية مدانة فسوف نوافقه على ذلك بكل تأكيد, وحتى قبل أن يضرب لنا أمثالا أو يأتينا بأرقام كتلك التي حفل بها كتاب حنا بطاطو عن العراق, غير إننا سنقول له أن إفتراض أن يكون مجتمع الدولة العلمانية بدون أديان ومذاهب هو إفتراض خاطئ مثلما هو أيضا الإفتراض بخلو ذلك المجتمع من أي سلوك طائفي على هذا المستوى أو ذاك, لكن المهم هو أن قانون تلك الدولة يحرم ذلك السلوك.
وإذا كان المطلوب بناء وطن يقوم على أسس سليمة فإن من الأوفق أن تأتي القراءات واعية وعلمية ومحايدة لمعرفة ما إذا كان بالإمكان حقا إقامة هذا الوطن أم لا, لأن تجربة العراق الموحد بالشكل الذي نتج مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة هي الآن على المحك, فأما أن يبقى وأما أن يتجزأ على أساس قومي أوطائفي, وسوف لن تمنع النوايا الطيبة وحدها حدوث ذلك
ولقد بات علينا أن نعترف أن النوايا والثقافة وصراع المصالح صارت تعمل جميعها في خدمة التمترسات الطائفية مما جعل الخرائط في القلوب وفي العقول وفي النوايا لا تتفق مع الخرائط الجغرافية على الأرض. وليس غريبا أن يقال أن خارطة العراق الجديد التي رسمتها أيادي المنتصرين في الحرب العالمية الأولى قد باتت أضعف من أن تصمد طويلا, وإنه ما أن يتاح للمتغيرات الإقليمية والرؤى الدولية أن تدخل بثقلها على الساحة العراقية حتى يصبح العراق الموحد في خبر كان. فالبلدان, التي لا توجد في العقول وفي القلوب, يصبح وجودها على الخارطة محض رسم كاريكتيري, وسيكون هذا الرسم معرضا للتلف شأنه شأن الورق الذي رسم عليه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...
- أمريكا.. حرية تعبير أم حرية تفجير
- الحب على الطريقة الغوغائية
- القدس.. عاصمة إسرائيل
- بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة
- هلهولة ... دخول العلم العراقي في كتاب غينيس للأرقام القياسية
- الحمار الطائفي
- هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية
- الدولة العلمانية لا دين لها.. ولكن هل هي ضد الدين
- العلمانية.. أن تحب الحياة دون أن تنسى الآخرة
- الإسلام السويسري *
- دولة الإسلامويين ومعاداة العلمانية
- الطائفية.. من صدام إلى بشار
- أن نتقاطع مع الدم السوري.. تلك هي المشكلة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل