أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها رواية كبيرة















المزيد.....

لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها رواية كبيرة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها رواية كبيرة
معضلة سيناريو تاه فعليا في النص الأصلي لرواية كان هدفه أن يحرفها أصلا
بعد أن حقق فيلم سبارتكوس نجاحات باهرة على شباك التذاكر،وآراء نقدية متقلبة وغير متوافقة حول جودة هذا الفيلم حقق كوبريك فيلم (لوليتا) عن أشهر رواية للكاتب الروسي فلاديمير ناباكوف الذي وضع بنفسه سيناريو هذا الفيلم بعد أن رأى في المنام بأنه يقرأ السيناريو واعتبر هذا بمثابة الوحي...
أول ما يقال عن الفيلم بأنه محاولة لتحويل رواية ذات (مدلول جنسي كبير) إلى قصة سينمائية تغازل في مضمونها هذه الرواية لصعوبات كثيرة كانت تواجه كوبريك أولها موضوع الرقابة حيث حقق هذا الفيلم في بريطانيا أصلا.
هذا الأمر بكل صراحة لم ينجح فيه كوبريك نجاحا كبيرا على الرغم من أن ناباكوف نفسه هو من قام بكتابة السيناريو لأن تلاعب كوبريك في الأحداث بحيث تخلى تقريبا عن الجرعة الجنسية الكبيرة التي احتوتها الرواية مبقيا بشكل محدود ومضطرب يصعب أحيانا التنبؤ به-لولا المعرفة المسبقة بالرواية- المزاج الشهواني الذي يخيم تقريبا على على كل لحظات الفيلم بالاضافة إلى أن الفيلم كان يعبق برائحة قوية من روائح ما يدعى بالكوميديا السوداء...
في البداية السيد هامبرت(جيمس ماسون) في محاولة لقتل كولني (بيتر ستيلر) وهذا ما ينبأ أن الفيلم سيعتمد تقنية الاسترجاع لمعرفة أسباب محاولة القتل هذه التي سوف تتكلل بالنجاح؟ (Flash Back(
كولتي كاتب سيناريو تلفزيوني حقق ثروة طائلة من وراء كتاباته وهو يعيش-كما يبدو- حياة داعرة بين الخمر والغواية...
تظهر شاشة مكتوب عليها: قبل أربع سنوات
هامبرت بروفيسور متخصص في القصائد الفرنسية اتى لقضاء فصل الصيف في الولايات المتحدة للاستجمام بالإضافة إلى أعمال أكاديمية سوف يقضيها أثناء هذه الزيارة.
مديرة الفندق او الشقة المفروشة التي سيعيش فيها هامبرت هذه الايام على علاقة أدبية مع كولتي (كاتب وممثل تلفزيوني) ولوليتا (سو ليون في ظهورها الأول)هي ابنة شارلوت.
هامبرت مطلق منذ عام واحد في باريس وهو سعيد بذلك،سيرى لوليتا لأول مرة وهي بلباس البحر (البكيني) وهي تأخذ حماما شمسيا.الفيلم سيركز طبعا على هذه العلاقة،والمشاهد سيحتار في الحكم عليها-أي العلاقة-لأنها حتى لو وصلت إلى مرحلة الهوس فسيكون الهوس غير المبالغ فيه إلى درجة كبيرة،فإذا كان الجنس يتحدث هنا بطريقة أو بأخرى ولكن الأمور ليست غريبة على الأطلاق،فليس غريبا أن يحب رجل في متوسط العمر فتاة بعمر ابنته،ولكن الرواية في مضمونها ليست كذلك فناباكوف كاتب الرواية كان مصرا أن يكون موضوع (التعلق) هو روح الرواية ولكن في الفيلم نرى أن هناك أشياء أخرى تدور من حول هذا الموضوع منها روح النقد الاجتماعي ومن هذا المنطلق نجد بأن الرواية كانت تنتقل من الخاص إلى الخاص بينما الفيلم كان يتأرجح بين الخاص والعام.
أن تظهر موسيقى طفولية في كل طلة للوليتا وهامبرت مع بعضهما فهذا شيء مألوف لأن جو الفيلم سيكون شهوانيا نعم,ولكن في نفس الوقت ستكون هذه العلاقة طفولية محكومة أحيانا بالكوميديا السوداء التي ربما من الممكن أن تكون هذه الموسيقى أصلا أحد عناصرها.
الاهتمام الفعلي بلوليتا يبدأ عندما يتهم هامبرت شارلوت بأنها تحررية وهذا صحيح فشارلوت تعيش حياة عابثة غير مكترثة والنظرة قد تكون هي نظرة خوف على لويتا وهذا الشيء الذي سيظل من يشاهد الفيلم محتارا فيه،لأن العلاقة لا يصورها الفيلم على أنها علاقة جنسية بحتة حتى في أقسى درجاتها،وحتى الأمر الذي تصرح به الرواية بأن كلا من كولتي وهامبرت ضاجع كل من الأم وابنتها أمر غير واضح فعليا في الفيلم.
يكتب هامبرت في مذكراته:الذي يقودني إلى الجنون هي الطبيعة المزدوجة لهذه الفتاة...
علمنا هيدجر(الفيلسوف الوجودي) تتبع الأصل اللغوي للكلمة ومثله الكاتب التشيكي المعاصر(ميلان كونديرا) فنحن نجد أن على سبيل المثال وهو المصطلح اللغوي الأقرب..(girlللدلالة على كلمة فتاة وليس كلمة ((Nymphetالسيناريو يستخدم كلمة (
هي كلمة بمعنى (جنية) ولهذه الكلمة بالذات وقع كبير في المضمون الأدبي لرواية نابوكوف ( Nymphetفي الحقية كلمة(
الأمر الذي لا نلاحظه أبدا في الفيلم.
إذا فمترجم اللغة الإنجليزية معذور أن يترجمها فقط بكلمة فتاة...مزيج من الطفولية الحالمة والسوقية المخيفة (المرعبة).
في الحقيقة لوليتا ذات شخصية سطحية جدا وهي أكبر مثال على المراهقة وعلى السوقية وعلى التصرفات غير المسؤولة ولكن المعيار هو أن شاعر بروفيسور تعلق بها.
هنا يحدث قمة التناقض،فبروفيسور مختص بالشعر الفرنسي يتعلق بطفلة والفكرة الكبرى في الرواية هو عن هذا التعلق الذي ربما لا يكون له سوى تفسير واحد فقط هو الليبدو أو الهرمون الجنسي.
التعلق يعني الانقياد(غير الواعي لهذه الفتاة) فهي عندما تأمره بالأكل على طريقتها فهي تتعامل بطفولية وتهكم والتهكم ليس فنا هنا بل عبارة فقط عن سخرية،وهو ضعيف في نفس الوقت ولكنه لا يشعر بذلك...هو لا يشعر أبدا بأنه في حالة دونية ذات وضع مهين جدا عندما يقوم بدهن (الماناكير) على اصابع قدم لوليتا بأناقة وحذر شديد.
إذا أول ما ينبأ عن هذه الحالة الخاصة هو أن البروفيسور هامبرت يعاني من حالة من الجنون ولوليتا هي التي ستفجر هذا الجنون إلى أقسى درجة وطبيعة هذا الجنون خاص جدا متعلق بلوليتا فقط لأنه وداع طبيعي منها...من لوليتا سيحول حياة هامبرت إلى مأساة حقيقية وسيتزوج من شارلوت لكي يكون فقط بجانب لوليتا وهذا أمر غير واضح تماما في الفيلم.
تعلق شارلوت بهامبرت شيء طبيعي فهي وحيدة إذا من الطبيعي أن تتعلق به،أما تعلق هامبرت بلولويتا غير طبيعي حسب وجهة نظر وتطورات الفيلم...شارلوت تقول له:إذا عرفت إنك لا تؤمن بالله فسوف أنتحر...
عند كيسلوفسكي الالحاد ضروري(تعلق غريب بالمادة) وعند بيرغمان فمثل هذه الأسئلة ضرورية أيضا ولكن عند كوبريك فما الذي تعنيه هذه الأسئلة...؟؟
في الحقيقة نجد كوبريك بعيدا نوعا ما عن مثل هذه المواضيع وهو إن تطرق إلى الميتافيزيقا خاصة في فيلم (أوديسا الفضاء 2001عام 1968) فهو ظل بعيدا عن مناقشات فعلية تتعلق بوجود الله.
عندام تقرأ شارلوت مذكرات هامبرت وتدرك مقدار تعلق هامبرت بلولويتا تهم في الانتحار حيث تموت في حادث سيارة.
الفيلم لازال بعيدا جدا عن المضمون الفعلي للرواية..عن الأزمة الحقيقية بين هامبرت ولوليتا ونرى أن كوبريك يتعمد الإطالة في السرد الأمر الذي عزاه كوبريك نفسه إلى شدة اعتمام نابوكوف بالتفاصيل.
هل علينا أن نعتبر أن الرواية أو الحدث السينمائي له علاقة فعليا بالتقرير...
فالغرفة التي يحجزها هامبرت في الفندق عندما يستقل لوليتا من المخيم الصيفي تكون ذات سرير واحد،والأمر الثاني أن كولتي موجود في نفس الفندق مصادفة...
على العموم هناك شيء في الفيلم يؤكد مجرى الأحداث المتوقعة،والشيء المستحسن إن الإطالة في السرد أبعدت الفيلم عن الميلودرما بغض النظر عن الأحداث المفتعلة التي تحدثنا عنها قبل قليل...
غراميات مذلة لرجل عجوز(متوسط العمر) أمام كبرياء أسطوري تلقائي بذيء لفتاة مراهقة،ولكن نستطيع أن نقول أن القصة معادلة تقريبا لقصة فيسكونتي (موت في البندقية).
لوليتا تتعامل بشهوانية مطلقة وفي نفس الوقت بتلقائية الأمر الذي لانستطيع أن نفهمه على الإطلاق كما يبدو أنها تعمل على اثارة هامبرت وتتطور الأمور لأن هامبرت أصبح يقوم بكل أعمال المنزل ويخدع كولتي هامبرت لتحصل لوليتا على دور في مسرحية وهي من الأمور التي يرفضها هامبرت بشدة.
الفيلم يبدو حائرا فعلا في توصيل الفكرة،والفيلم لا يمكن أن يعبر مطلقا عن ابداع كوبريك الحقيقي وعندما يقع هامبرت في غرام لوليتا ومن أول نظرة...هل هو حب جنسي؟!
إذا كان مضمون الرواية هو كذلك فالفيلم لا يشير إلى ذلك ولا يوجد به أي لقطة جنسية حقيقية..أم هل هو حب استطلاعي معرفي(بمعنى أن الرجل يمتلك نقطة ضعف قوية إزاء هذه المرأة)؟
تفارق لوليتا هامبرت بالتعاون مع كولتي الامر الذي يصيب هامبرت بصدمة عصبية عنيفة...بعد فترة تتصل لولويتا بهامبرت وتقول له بأنها تزوجت وبحاجة إلى النقود خاصة بأنها على وشك الانجاب...
طبعا ترفض الرجوع مع هامبرت الذي يعطيها مبلغا جيدا من المال ويكتشف طبعا أن كولتي قام بخداعه أكثر من مرة والذي نعرفه أن هامبرت يموت أثناء المحاكمة عن قتل كلير كولتي.
أن نقول أن كل من الفيلم نال جزاءه العادل حيث أن لولويتا تعاني من زوج صعب وممل،فهذا كلام مثالي جدا يختصر الفيلم ضمن نظريات مثل الواقعية الاشتراكية أو العدل الاجتماعي أو حتى النقد الاجتماعي ومن الممكن أن نتحدث أيضا عن فساد الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة وهي أمور ليست دقيقة فعليا بالنظر إلى المضمون الفعلي لرواية لوليتا التي تاهت بين النص الاصلي وهذا الفيلم ولكن وفي نفس فمن يشاهد هذا الفيم لن يكون مخطئا إذا أطلق مثل هذه الأحكام.
بلال سمير الصدّر
2012/1/17



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول المهرج 1953(أنغمار بيرغمان): رؤيا شاملة لعناصر سيقولها ...
- الإمبراطور الأخير 1988:برناردو برتولوتشي:رواية للتاريخ من خل ...
- صيف مع مونيكا 1953(أنغمار بيرغمان):ميلودراما تذكر بالبدايات ...
- عن ستانلي كوبريك وسبل المجد1957:
- حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني:عن رباعية السباغيتي و ...
- كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن ...
- ساراباند 2004: دراما معقدة لعلاقة ناقصة
- مشاهد من الحياة الزوجية 1974 لانغمار بيرغمان: قصة انتهاء زوا ...
- الظمأ(ثلاثة قصص حب غريبة) 1949 لأنغمار بيرغمان:نموذج لأمرأة ...
- TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناس ...
- السفينة تبحر 1983 لفدريكو فليني:حضور أوبرالي وكنايات سياسية ...
- العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عن ...
- البكاء والهمس 1972 (أنغمار بيرغمان):محاولات للوصول إلى أصل ا ...
- The Touch1971:قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير
- In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة ...
- دراسة مطولة حول فيلم التضحية(أندريه تاركوفسكي)1986: الخلاص ا ...
- الحنين 1983 لأندريه تاركوفسكي: تأملات في شعور بشري خالص
- لفدريكو فليني: مرة أخرى عن ذكريات فلينيAmarcord
- ستالكر أو الدليل لأندريه تاركوفسكي 1980 :المنطقة أو لحظة زوا ...
- زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات ا ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها رواية كبيرة