أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر فى عيون العالم (موسوعة للأطفال)















المزيد.....

مصر فى عيون العالم (موسوعة للأطفال)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لأنها تعشق مصر بوجدان قومى ، ولأنّ هذا العشق تم تتويجه بلغة العلم ، خصّصت د . مرفت عبدالناصر عدة سنوات من عمرها لكتابة ثلاث موسوعات عن الحضارة المصرية بأسلوب جمع بين لغة الأدب ولغة العلم ، مراعية فى ذلك أنْ يكون هذا الأسلوب مناسبًا للشباب . موسوعة (مصر فى عيون العالم) هى جولة داخل أقسام الحضارة المصرية فى بعض المتاحف العالمية . وهذه الموسوعة صدرت طبعتها الأولى عن دار الكتاب المصرى ودار الكتاب اللبنانى. والطبعة الثانية صدرت عن مكتبة الأسرة 2007 وبسعر يناسب دخل الأسرة المصرية (جنيهان للجزء) رغم أن صفحات كل جزء بها صور تماثيل ومناظر للجداريات بالألوان الطبيعية .
فى تقديمها للجزء الأول ، خاطبت المؤلفة قارئها الشاب فقالت له إنّ هذا الكتاب عن أرض مصر، وعن حبيب هذه الأرض . فمن هو حبيب أرض مصر؟ إنه الفلاح المصرى الذى نجح منذ بداية الحياة أنْ يجعل من الطين المصرى أهم مصدر للخير. ثم سألته : هل يستطيع الإنسان أنْ يحيا بدون الأرض وبدون الفلاح ؟ ولذلك كانت موفقة عندما استهلت هذا الجزء بمقطع من الأدب المصرى القديم قال فيه كاتبه ((يا ربى . يا خالق النيل الذى هو أبٌ وأمٌ لنا . النيل يروى الحقول . وأشعة الشمس الذهبية تخترق الطين إلى أعماق الحقل الأخضر. يا من يحفظ الأرض الغنّاء ، فيحفظ أهل مصر أحياء)) ويجاور هذا المقطع منظر من جدارية تحكى قصة حياة الفلاح فى الأرض ومعه ماشيته . والجدارية منقولة عن المتحف البريطانى. وأنّ جدودنا كانوا يُطلقون على حقول القمح اسم حقول السلام. وفى المتحف البريطانى جدارية مبهرة لقطيع من الأوز يسير خلف الفلاح. خلاف التماثيل الجميلة مثل تمثال امرأة تطحن الحبوب وأخرى تعجن . ثم تحكى عن أنواع (العيش) المصرى. وأنّ جدودنا عرفوا أربعين طريقة لصناعة الفطائر. وكتبت عن فصول السنة المصرية وأنها كانت ثلاثة مع شرح لكل فصل واسمه المصرى .
فى الصفحة الأولى من الجزء الثانى صورة لعالم المصريات شامبليون وصورة لغلاف كتابه عن آثار مصر والنوبة . وفى الصفحة الثانية صورة لرسم بريشة أحد الأطفال الإنجليز مستوحاة من مصر القديمة. وفى حوار بين المؤلفة وهذا الطفل (7 سنوات) قال لها إنه يتمنى عندما يكبر أنْ يكون ((عالم مصريات)) ثم حدّثها عن الحضارة المصرية . وعندما سألته : ماذا تقصد بالحضارة ؟ ردّ عليها بسهولة ((الحضارة هى عدم الفوضى وحب المعرفة)) طبعًا هذا الوعى الذى كوّنه الطفل الإنجليزى صنعه التعليم فى كل أوروبا . ولأنّ التعليم فى مصر حاليًا لايقوم بدوره الحضارى ، فإنّ المؤلفة إهتمت بتعريف قارئها الشاب ب (هيرودوت) ثم حدّثته عن المؤرخ المصرى (مانيتون) الذى قسّم التاريخ المصرى القديم إلى إحدى وثلاثين أسرة . وعن الأهرام نقلت كلمات كاتب فرنسى ((إنّ الروح ترتعش أمام هذه الأحجار التى وقفتْ شامخة رغم مرور الزمن . هذه الأهرام هى ما تبقى لنا من عجائب العالم القديم. فلننحن لها ونُحيى هؤلاء العباقرة الذين بنوها)) لذلك لم تكن مصادفة أنْ تأتى الحملة الفرنسية على مصرومعها 160 عالمًا وفنانًا وعلى رأسهم النبيل (دِنُون) الذى تولى تأسيس متحف اللوفر بباريس. وفى هذا الجزء لوحات عديدة من كتاب (وصف مصر) الذى يحتوى على 900 صورة وثلاثة آلاف رسم توضيحى . وأنّ هؤلاء العلماء أسسوا جمعية علمية فى باريس اسمها (معهد مصر) وتغير بعد ذلك ليكون (المعهد العلمى المصرى) وكتبتْ عن دور شامبليون المهم فى حل رموز اللغة المصرية القديمة. وعن دور (بلزونى) فى اكتشاف مقبرة (ستى الأول) والد الفرعون العظيم رمسيس2 . وصورة لعالم المصريات (جون ويلكسون) صاحب كتاب (أخلاق وعادات المصريين القدماء) والذى أعطى للمقابر الأرقام التى نعرفها ومازلنا نستخدمها حتى الآن . وكتبت عن أول مدرسة لعلم المصريات فى عهد الخديو إسماعيل عام 1869 الذى أنشأ أيضًا الجمعية الجغرافية. وكان من المهم أنْ يعرف الشباب من هو العالم (مارييت) الذى بنى أول متحف للآثار المصرية فى بولاق. وتقديرًا لذكراه تم دفنه فى تابوت حجرى فى فناء المتحف المصرى . وكذلك دور (ماسبيرو) الذى ارتبط اسمه باكتشاف خبيئة الدير البحرى. ودور (بترى) الأب الحقيقى لعلم الآثار. وهو أول أستاذ لعلم المصريات فى جامعة لندن. وله هناك متحف باسمه. وعن علم الآثار ربطتْ المؤلفة بينه وبين الطب فى مصر القديمة عن طريق فحص المومياوات وباستخدام الأشعة السينية . وتحدثت عن العالم المصرى أحمد باشا كمال الذى بحث فى أصول اللغة المصرية القديمة وعلاقتها باللغات الأخرى . ودور زكريا غنيم الذى قام بأبحاث مهمة فى منطقة سقارة . وسليم حسن وموسوعته عن مصر القديمة .
ورغم أنّ الموسوعة عن المتاحف العالمية ، فإن د. مرفت رأتْ أهمية تعريف الشباب بمعنى الديموقراطية ، فنجد فى بداية الجزء الثالث صورة لملكة بريطانيا فى جلسة افتتاح البرلمان . وصورة لقصر باكنجهام وصورة لمبنى البرلمان. وأنّ الملكة ليس لها دور حقيقى فى أمور السياسة ، ولها دور شرفى فقط . وعن المتحف البريطانى ترى أنّ من الأفضل تسميته بالمتحف المصرى ، لأنّ معظم محتوياته مصرى ، لدرجة وجود أعمدة معبد ضخم وتماثيل عملاقة ومومياوات وبرديات نادرة أهمها بردية (آنى) المعروفة باسم (كتاب الموتى) وكذا أهم أثر مصرى خارج مصر (حجر رشيد) مع شرح للغات الثلاث المدون بها النص على الحجر. ودور العالم (يونج) فى قراءة النص ولكنه لم يُكمل بحثه . وكان الفضل الحقيقى لشامبليون .
فى الجزء الرابع تأخذ د. مرفت قارئها إلى متاحف ألمانيا، حيث التماثيل النادرة لكل من نفرتيتى وأخناتون وتمثال خشبى لسيدة مصرية فى متحف (لايدن) وجدارية لسيدة مصرية فى متحف (هانوفر) كما توجد آثار مصرية كثيرة فى متاحف ألمانية فى مدن مختلفة مثل هامبورج وميونخ وليبزيج . وفى الجزء الخامس تنتقل إلى باريس. وإذا كانت باريس هى عاصمة المودة ، فإنّ المؤلفة كانت موفقة وهى تتحدث عن الأزياء فى الحضارة المصرية. وأنّ أوروبا أخذتْ أحدث صيحات المودة من مصر القديمة. وتُدلل على ذلك بجدارية لسيدة مصرية تلبس (البليسيه) وبذلك حققتْ المؤلفة إبداعًا ثريًا بهذا الانتقال السلس من باريس إلى الحضارة المصرية وهى تتجول داخل متحف اللوفر. بل إنّ محطة مترو الأنفاق المعروفة ب (اللوفر) تتزين بالتماثيل المصرية . كما تحدثت عن المسلة المصرية فى ميدان الكونكورد .
فى الأجزاء من 6 – 10 تصطحب د.مرفت قارئها إلى متاحف روما وفيينا وبودابست وفى أميركا تحكى لأصدقائها الشباب قصة تمثال الحرية فى نيويورك ، والذى كان مخصصًا ليوضع عند مدخل قناة السويس. وكان مصممه (بارتولدى) يرى أنْ يكون على شكل الفلاحة المصرية . وكان متأثرًا بالفن المصرى القديم ، خاصة تمثال رمسيس2 وتمثالىْ مينون الشهيريْن فى الأقصر. وبعد هذه الجولة تعود بأصدقائها لتحكى لهم عن الكنوز الموجودة داخل المتحف المصرى بالقاهرة . وإذا كانت د. مرفت عشقتْ مصر بالوجدان القومى وبلغة العلم ، فإنها تمتلك أيضًا ملكة الإبداع الأدبى ، فصاغت هذه القطعة الأدبية فى سبيل تعميق الوعى القومى بالحضارة المصرية وهى تخاطب جيل الشباب ((سافرتْ كتير وعن العلام بأفتش وأدور/لقيتْ الجمال فى مزيكه وفى عماره وفى فن مصور/ قلت كل دا حلو/ لكن ليه مصر واحشانى / مع إنْ منين ما بروح / ألاقى حته منها هناك مستنيانى / وبوجودها مفرحانى ومونسانى)) ولأنّ موسوعات د. مرفت تـُعمق الوعى بالانتماء ، فإننى أتمنى أن يقرأها المسئولون عن التعليم فى مصر، كى يتم تدريسها لتلاميذ الإعدادية والثانوية وطلاب الجامعة .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسوعة الفن المصرى وفن الكتابة للأطفال
- موسوعة تاريخ الأفكار للشباب
- أمنيات الزمن الضائع للأديبة هدى توفيق
- الموالد المصرية وأبعاد الشخصية القومية
- مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952
- ربوة منصر القفاش - قراءة فى مجموعته نسيج الأسماء
- الشخصية المصرية وتعاملها مع القهر فى مجموعة (الحنان الصيفى)
- الأسطورة والواقع فى أطفال بلا دموع
- وصف اللغة بالفصحى غير علمى لأنّ الفصاحة للإنسان
- علم الآثار وغياب الحس القومى
- رؤية الواقع ورؤى الخيال فى (أغنية الدمية)
- أسماء المصريين بين المُعلن والمسكوت عنه
- قصة للمرحوم بيومى قنديل من مجموعته أمونه تخاوى الجان
- ميريت آمون - قصة قصيرة
- فى نص الليل - قصة قصيرة
- العودة إلى العتمة - قصة قصيرة
- سندريلا مصرية وليست أوروبية
- نقد الفن بالكلمة خيرٌ وأبقى
- أفغانستان بين الاستعماريْن الإنجليزى والروسى
- الليبرالية المصرية بين الفشل والنجاح


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر فى عيون العالم (موسوعة للأطفال)