أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الذي يرفض كردستانية كركوك اليوم سيرفضها حتما غدا ايضا















المزيد.....

الذي يرفض كردستانية كركوك اليوم سيرفضها حتما غدا ايضا


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


القاصي و الداني يعرفان لماذا كان الكرد يقاتلون الحكومات العراقية المتتالية. ابتداءً من حكومة عبدالكريم قاسم التي كانت من افضل الحكومات التي مرة بالعراق حسب العديد من المصادر و المحللين و كانت تتغنى بالعراقية و وحدة الشعوب العراقية و أخوة العرب و الكرد و من الصعب أن نجد من بين أقطاب الحكومة الحالية من هو أكثر عراقية منه. ولم تكن هناك فترة في تاريخ العراق أعطي فيها للكرد حق أستخدام لغتهم و ثقافتهم بكل حرية وأعتبروهم عراقيين أكثر من وقت عبدالكريم قاسم و في وقته لم تحاول ولم تمارس عمليات تعريب مبرمجة. و لكن مع ذلك أندلعت حرب طاحتة بين الكرد و حكومة عبدالكريم قاسم.
السبب الرئيسي في ذلك كان عدم أعتراف حكومة عبدالكريم قاسم بكردستان و بالقضية القومية الكردية ولم يكن مستعدا حل هذه القضية على اساس قومي، بل حاول تقسم العراق الى ألوية وأن تتمتع شعوب و مواطنوا تلك الالوية بسقف من الصلاحيات و فتحت المدارس الكردية في كل أنحاء كردستان العراق.
أذن ألغاء الخصوصية القومية للكرد كان السبب الرئيسي في أندلاع الحرب بين الكرد و عبدالكريم قاسم. من هنا نرى أن سياسة اذابة القوميات في العراق و بالذات لدى الكرد مرفوضة وغير مقبولة. اي أن عرب العراق لا يستطيعون أن يكونوا دولة بأسم العراق على اساس صهر باقي القوميات في بودقة الوطن العربي أو حتى في بودقة عرب العراق ناهيك أن كانت تلك الاطراف أخذت شرعيتها جزء من طائفة معينة و ليس من كل العرب.
أمكانية تكوين عراق موحد و مستقر تقتصر على حالة واحدة فقط الا وهو أحترام الهوية القومية لكل القوميات المتعايشة في العراق و ادراة العراق عراقيا و ليس قوميا أو طائفيا، اي أن لا يكون الحكم مقتصرا على قومية معينة دون باقي القوميات. وعندما نقول أحترام الهوية القومية لكل مكونات الشعوب العراقية نعني بها تمتع هذه القوميات بكامل حقوقهم القومية على اساسي سياسي قومي، جغرافي و تأريخي و ليس على اساس الحقوق الثقافية أو الادراية.
يبدوا أن الكثير من الاحزاب و الاطراف العراقية الحالية تريد الرجوع الى سياسة عبدالكريم قاسم (حيث كان خير من يمثل العراقية) و يحاولون صهر باقي القوميات داخل القومية العربية بحجة العراقية و تكوين الامة العراقية و ينسون أو يتناسون أن للكرد و حتى للعرب أنتماءات قومية أخرى. فمحاولات فرض كون العراق جزءا من الوطن العربي تأتي من الانتماء القومي للعرب في العراق و هناك بعض الاطراف التي لديها أنتماء طائفي و ترى نفسها كجزء من أنتماء طائفي أكبر ألا وهم الشعية مثلا أو حتى الانتماء السني، بنفس الطريقة فأن الكرد هم جزء من أنتماء كردي أكبر و حتى التركمان و الارمن و الاشوريون و الكلدان و السريان قد يرون أن لهم أمتدادات أكبر. ولا يمكن لأية حكومة أو حزب أو تنظيم أو قومية أن تمنع عنهم ذلك الاحساس و الانتماء أو ان تحللها لنفسها و تحرمها على الاخرين.
المعارضة العراقية السابقة و التي هي في السلطة الان، تدرك أكثر من غيرها لماذا كان الكرد يقاتلون و لماذا كانت هناك حركة باسم الحركة التحررية الكردستانية. فالخصوصية القومية الكردية و بالذات كردستانية كركوك و باقي المدن الكردستانية التي لم تعد لحد الان الى كردستان، كانت السبب الرئيسي في استمرار الكرد في نضالهم و الى أن استطاعوا وبالتعاون مع أمريكا الاطاحة بصدام.
وعندما كانت الثورة الكردستانية تقاتل الدكتاتور وعندما لم تكن احزاب و أطراف المعارضة العراقية في الحكم و لم تكن تمتلك القدرة حتى الى ايصال صوتها الى الشعب العراقي، فأن هذه المعارضة لم تكن تقف ضد ألحاق كركوك بكردستان بل أن العديد من هذه القوى كانت تؤيد الكرد في مطلبهم. ولم نرى في حينة اي حزب عراقي عربي يدعوا الكرد الى الانتظار و أنهم لن يستطيعوا الاعتراف بكردستانية كركوك لأنهم ليسوا في السلطة او لأن العراق لا يمتلك دستورا بل انهم وهم في ايران و اوربا كانوا يعترفون بكردستانية كركوك أوكانوا على الاقل يفضلون السكوت على الافصاح بما في صدورهم و عقولهم. أي أنهم كانوا يعترفون بكردستانية مدينة لا يمتلكون هم السيطرة عليها. بعد سقوط صدام تقدمت المعارضة السابقة و حلفاء الامس بطلب تأجيل أعادة كركوك الى كردستان و لكنهم كانوا مستعدين لأنهاء التعريب وعودة الكرد الى ديارهم في كركوك و كانوا ايضا مستعدين لكتابة تعهد بذلك الى حين تشكيل حكومة منتخبة.
بعد أجرء الانتخابات بدأت هذه القوى تطالب التأجيل و لكنها سحبت أعترافها و تحاول سحب أعترافها بكردستانية كركوك و ترفض تنفيذ البند 58 من الدستور المؤقت حول كركوك و التعريب.
هذا التراجع التدريجي للقوى العراقية من الاعتراف بكردستانية كركوك هو جرس أنذار للكرد بأن حلفاء الامس يريدون التحايل على الكرد و طوال هذه السنين كانوا يريدون استخدام الكرد و الورقة الكردية من أجل اضعاف النظام البعثي و الوصول الى الحكم.
الان هناك الكثير من الاشخاص و حتى الاطراف العراقيين يتهمون الكرد بأنهم رفعوا سقف مطالبهم او أنهم يمارسون سياسة لوي الذراع. بالله عليكم يا مؤمنين و يا مسلمين، هل الكرد رفعوا سقف مطالبهم أم أن الاحزاب العراقية تنصلت من وعودها و من حقائق كانت تعترف بها الى الامس القريب!!
ما يقولة الان الكرد و ما يطالبون بها هي نفس المطالب التي كانوا يطالبون بها سنة 1961. و لكن الذي حصل هو أن الاحزاب العراقية و قائمة الائتلاف و غيرهم هم الذين تراجعوا ويريدون التحايل على الكرد. فالذي لا يعترف على الورق بكردستانية كركوك فكيف سيوافق عليها عمليا. والذي لا يوافق على كردستانية كركوك الان فسوف لن يوافق عليها عندما يستلم السلطة .
عجيب أمر هؤلاء، يقولون للكرد وافقوا على سياساتنا و على حكومتنا، وأما حقوقكم فالله كريم و أصبروا و سنرى. لا أدري ماذا يتصور هؤلاء الكرد. أهم سذج الى هذه الدرجة !!! كيف يريدون بناء العراق وبموافقة الكرد و لكنهم يرفضون حتى أعطاء وعد للكرد يطمئنونهم فيها على مستقبلهم. لا أدري لماذا لا يطالب هؤلاء القائمة الشيعة بالاعتراف بحقوق الكرد و الاستعجال بأيجاد صيغة ملائمة للحل بدل أن يتهموا الكرد بسياسة لوي الذراع. فأمتناع الكرد عن المشاركة و الموافقة على حكومة قائمة الائتلاف هو أخر ثاني أسلحة يمتلكها الكرد وهو سلاح ديمقراطي و معاصر.
فالتعاون أو عدم التعاون مع اية قائمة كانت هو حق ديمقراطي والذي لا يرضى بتنفيذ قانون وقعوه و بشئ اعترفوا به طوال عشرات السنين، فأنهم سوف لم ولن يعترفوا به.
فهل سيبيع الكرد حقوقهم مرة أخرى بالدَين و الدفع لحين يفتح الله و تلين القلوب الحجرية؟؟ فالموافقه على الاشتراك في الحكومة القادمة من دون تنفيذ و أعطاء ضمانات أكيدة وموثقه لحقوق الكرد كاملة، هو كالذي يبيع أغلى ما لدية بالدَين لشخص متأكد من أنه سوف لن يوفي بدينة و يدفع له حقه.
أن ما تتعرض له الاطراف الكردية من هجمات هذه الايام، يطالبونهم فيها بالاستعجال و الموافقة على التحالف مع قائمة الائتلاف هي محاولات مفضوحة من أجل أن تحصل قائمة الائتلاف على ما تريد و يحرم الكرد من كركوك رسميا. فالسياسة العقلانية تعني أعطني حقي و خذ حقك. و التوافق يعني الاتفاق و ليس الفرض. و ليضغط المستعجلون على الاخرين كي يوافقوا على حقوق الكرد وباقي القوميات و الاطراف كي ترى حكومتهم النور. فالكرد مقابل حقوقهم ليس أمامهم ألا الرفض لسبب بسيط وهو أن الشعب الكردي سوف لن يقبل تأجيل قضية كركوك و الديمقراطية تفرض سماع صوت الناخبين.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المافيا و تجارة المجرمين
- ما بين المعارضة و الارهاب و القتل المبرمج.
- أخطاء قائمة (السيستاني) فوائد لدى البراغماتي علاوي
- الجعفري أنهزم أمام معظلة كركوك قبل أن يستلم المنصب
- السيد الجعفري بين التناقضات و التحديات
- حقوق المسيحيين و الئيزديين لدى (بعض) اَيات الله الطاهرين
- !!هل السيد علاوي بعثي أم أنه بعثي وأن لم يكن منتميا
- الديمقراطية تعني أعطاء الشيعة حق أدراة العراق
- (لنسميها (ديمقراطية التوافقات
- !!!!أين الذين يدعون بمساندة اليزيديين و المسيحيين
- الشعب الكردي قرر الاستقلال
- الكرد الفيليون و محاولات ابعادهم عن بني جلدهم
- البرلمانيون الملثمون، مهزمون قبل المواجهة
- لماذا تتهرب الاحزاب الرئيسية من القضية الامنية
- هل ستنتهي الانتخابات بالتزوير و فوز حلفاء أمريكا؟؟؟
- الشيزوفرينيا السياسية لدى الاحزاب العراقية
- قناة العربية و السيد علاوي و الحب المشبوه
- لعبة الوعود حول كركوك أخر سلاح لخداع القادة الاكراد
- ناضل المخلصون من أجل أن يحكم العراق رئيس عشيره
- برامج أنتخابيه لقصور في الهواء و على ميزانية مفتوحه


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الذي يرفض كردستانية كركوك اليوم سيرفضها حتما غدا ايضا