أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد راهي صالح - هل كان النبي يحيى يهودياً















المزيد.....



هل كان النبي يحيى يهودياً


أحمد راهي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 19:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هل كان النبي يحيى يهودياً
دراسة مقارنة للبحث في موضوع الاصول الحقيقية لكل من النبي يحيى والاسينيين
احمد راهي صالح
( احمد راشد صالح سابقاً)
وفقا للنصوص المندائية فان يهيا يهانا (النبي يحيى )هو النبي الذي انتشل الديانة المندائية من الهلاك، بعد ان ضعف الدين المندائي بفعل الاضطهاد اليهودي ، والذي استمر لقرون طويلة قبل مجيء النبي يحيى ، وبمجيئه ازدهرت الديانة المندائية من جديد . وحسب كتاب حران كويثا وهو الكتاب التأريخي للمندائيين فانه نقل بمساعدة الملاك (انش اثرا ) الى طور ادماداي (جبل المندائيين)، وعمد بعد ولادته بثلاثين يوما ، وبعدما بلغ السابعة من العمر تم تعليمه المندائية حتى عمر الاثنين والعشرين، حينها كرس كرجل دين ليتجه وبمساعدة الملاك (انش اثرا ) الى اورشليم ليقوم بمهامه في احياء الديانة المندائية ، من خلال اعادة تعميد المندائيين ممن اختلطوا قسرا مع اليهود.
وبحسب نصوص كتاب تعاليم النبي يحيى وكذلك كتاب حران كويثا فان امه انشبي (اليصابات) هي من سمته باسم يهيا يهانا بعدما ادركت انه سيكون المُخَلِصْ للمندائيين، وعند تفكيك هذا الاسم سيتبين لنا المعنى الحقيقي له:
فـ يهيا اشتقاق من هيي والتي تعني الحياة ذلك انه مقبل على بعث الحياة في الدين المندائي.
اما يهانا فمتأتية من الجذر يوهَنَنْ والتي بدورها مركبة من كلمتين( يو ) وتعني الرسول او الرب و (هنن) وتعني الحنَان او المُخَلِصْ او المنقذ وبالتالي يكون المعنى العام للنبي يهيا يهانا (النبي يحيى) هو المخَلِصْ المحيي او المنقذ الذي احيا ، وهذا ما يتوافق ورسالته التي بشر بها بين المندائيين.
والسؤال هنا ،هل كان النبي يحيى يهوديا او من اصل يهودي؟
من المتعارف عليه ان الديانة المندائية لاتقبل دخول غير المندائيين اليها الا ضمن شروط معقدة جدا، ومن هذه الشروط ان لايكون مختتنا بختن اليهود ،ومن شروط دخول الكهنوت ان يكون من نسل نقي، بمعنى ان يكون لأبويه وكذلك اجداده عقد زواج صحيح وفقا للشرع المندائي ، وكل هذه الشروط غير متوفرة في النسب اليهودي المفترض للنبي يحيى ،فاذا فرضنا ان زكريا كان يهوديا فمعنى ذلك انه تعرض حتما لعملية الختان ، وحتما ان زواجه من اليصابات (انشبي) كان وفقا للشرع اليهودي، ناهيك عن السلالة التي ينحدر منها ، فكيف تبوأ يحيى منصب الكهنوت !
من خلال البحث في هذا الموضوع والذي اخذ مني سنوات طوال وانا اتتبع المصادر التي تتناول المندائية وتأريخها فقد وجدت ان النبي يحيى لم يكن يهوديا البته ، ولا يقتصر ذلك عليه وانما على نسله ايضا، فكيف ذلك؟
أولا وفي سبيل ان لاتضيع علينا خيوط البحث فان الكتب المندائية تطلق على غير المندائيين عموما لفضة (يوهطايي) اي المخطئين فيما تطلق لفضة يهوديتا اي يهودي على اتباع موسى، واليهوطايي كلمة عامة تطلق بشكل عام على المجتمعات المنحرفة عن الدين المندائي كما وتطلق في احيان اخرى على اليهود انفسهم ، وهذا ما جعل البعض يخلط بين اليهود واليهوطايي ،على اعتبارهم يهود موسويين.
تخبرنا الكتب المندائية وكذلك المرويات المتوارثة الى تعرض المندائيين الى الاضطهاد المتكرر على يد اليهود ،ومنها مقتل 365 رجل دين في حادثة واحدة، واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار عامة المجتمع من نساء واطفال واحداث وشيوخ فان العدد سيكون كبيرا جدا، ولهذا ترى المندائيين والى اليوم يحيون هذه الذكرى . ولم يكن هذا الحادث الاول ولا الاخير ، فحالات الاضطهاد على ايدي اليهود لاتنفك عن التداول بين المندائيين ،وكنتيجة لتلك المآسي انقسم مندائيو فلسطين آنذاك الى قسمين، القسم الاول وهم الملتزمين دينيا اي الناصورائيين فقد هربوا الى كهوف الجبل الابيض في حران (طورا اد هيوارا ) واستطاعوا ان يكيفوا حياتهم في تلك المناطق .اما القسم الثاني وهم عامة المجتمع المندائي ممن بقوا احياء من تلك المذابح فقد امتزجوا مع اليهود ، من باب مبدأ التقية ،والذي تجيزه النصوص الدينية المندائية كما في كنزا ربا 99 "" اذا ضيق هو عليكم الخناق فقولوا له : نحن من اتباعك ونعتنق دينك ولكن لاتدينوا له بصميم قلوبكم ولا ترتدّوا عن دين ربكم ملك النور السامي ، ذلك لان الكثير من الاشياء الخفية لم تنجل للنبي الكذاب ."" وهذا يدل على التصريح باتباع شرائع اليهود ضاهريا والتمسك بالشرائع المندائية الاصلية سرا. وهذا القسم والذي نحن بصدده لم يستطع نتيجتا لاندماجهم مع السكان اليهود ولمئات السنين من ان يحافضوا على كامل شرائعهم المندائية، فامتزجت بشيء او بآخر مع الشرائع اليهودية، ومن هذا المنطلق وعلى الرغم من بقائهم كمجتمع مندائي الا ان الناصورائيين كانوا ينضرون لهم على انهم اقل منزلة منهم، ولهذا كانوا يطلقون عليهم تعبير الخطائين ((اليوهطايي )) ، كونهم اضحوا كنتيجة لاندماجهم مع المجتمع اليهودي شيعة من الشيع اليهودية ، وان التزمت بالمبادىء الاساسية للمندائية بعدم الختان ، تماما مثلما يُطلقون حاليا مسطلح ( نازل ) على من ينحدرون من زواج غير شرعي او ان خطأً ما يلوث تأريخهم العائلي . وعلى هذا الاساس تمت الاشارة الى مندائيي اورشليم على اعتبارهم مخطئين ( يهوطايي) . ومن هذا المحيط خرج النبي يحيى . ومما يدعم توجهنا في كون كل من اليصابات (انشبي) وكذلك زكريا من اصول مندائية ورود اسم اليصابات (انشبي ) ضمن الاسم الديني للنبي يحيى ، فملواشة النبي يحيى (الاسم الديني للنبي يحيى ) هي ((يهيا بر انشبي قينثا)) ولوا كانت غير مندائية لما اختير اسم انشبي (اليصابات) ليكون اسما دينيا له . ومما يلفت النظر ان زكريبا كان يطلق عليه لقب ابا سابا والذي يفسره البعض من علماء اللغة على انه الاب الشيخ ومن جهتي اتفق مع ما ذهب اليه الباحث د.مؤيد مضلوم خسارة الى ان ابا سابا من الممكن ان تعني ابا الصابئة اي كبير الصابئة فهكذا مسطلح وارد جدا في النصوص المندائية كالقول ( يا ابا الاثري ) ولوكان يراد به فعلا الشيخ لتم الاكتفاء بـ سابا اي الشيخ دون الحاجة لذكر كلمة الاب.
. كما ان رجوع النبي يحيى الى اورشليم بعد ان بلغ عمر 22 عاما دليل على تواجد المندائيين في اورشليم . لذا فان ذهابه كان من اجل انقاذ المندائيين الواقعين تحت سطوة اليهود .
تحدثنا عن الناصورائيين وعن اختبائهم في الجبال والكهوف خوفا من بطش اليهود، فهل هم الاسينيين الذي تحدث عنهم المؤرخ اليهودي يوسيفوس؟
لايمكن البت في ذلك مالم نبتعد عن القرائة التوراتية للتأريخ، ولاجل ذلك اقدم دراسة مقارنة بين كل من الاسينيين من جهة ،واليهود والصابئة من جهة اخرى، وسنرى من خلال المقارنة ان الاسينيين لم يكونوا يهود البته ،وانما هم الناصورائيين الاوائل الذين تربى في كنفهم النبي يحيى .

تعتبر الكتابات التي كتبها كل من يوسيفوس وبليني عن الاسينيين من الكتابات المهمة والفريدة نوعا ما ، وبالاخص كتابات يوسيفوس والتي تناولت شيئا من التفصيل طريقة حياتهم، وكذلك طقوسهم، الا انه ومع ذلك لايمكن الاخذ بتلك الكتابات وكأنها مصادر اركولوجية ، فهي لاتعدوا ان تكون مشاهدات عيانية ذلك ان يوسيفوس بطبيعة الحال يهودي ومن عائلة كهنوتية ، وبالتالي من الممكن جدا ان لايستطيع الحصول على كامل الحقيقة، خصوصا وان الاسينيين كما يذكٌر ذلك بنفسه لايبيحون باسرارهم الى الغرباء .
المؤرخ يوسيفوس
يعتبر المؤرخ اليهودي يوسيفوس لدى الكثير من الباحثين المصدر الرئيسي الذي تحدث باسهاب عن التاريخ اليهودي والاسينيين ، من خلال عمل هائل يقدر ب12 مجلدا .ولد المؤرخ اليهودي يوسيفوس في العام 37 ميلادي اي بعد اربع سنوات من صلب عيسى ابن مريم، ولفترة طويلة اعتبرت كتابات يوسيفوس كتابات تاريخية سليمة لايمكن الشك في محتواها، وحتى في وقتنا الحاضر فقد اعتُمد من قبل باحثينا العرب وكأنه مصدر اركولوجي موثوق به، وعلى اساسه بنيت الكثير من الفرضيات في يهودية الاسينيين على الرغم من تعارض الجوهر الفكري شكلا ومضمونا مع المبادىء اليهودية، وهذا ما سوف نتناوله .

صحيح ان كتابات يوسيفوس من الضخامة بحيث شملت 12 مجلدات الا ان ذلك لايعني بالضرورة الاخذ بها وبعلاتها ، بل يفترض بالدارس ان يقرأها قرائة نقدية محايدة . وعلينا ان لاننسى ايظا مداخلات الناسخين وتلاعبهم بمحتويات الكتب الاصلية ؟ فعلى سبيل المثال ما ذكر في كتابات يوسيفوس حول المسيح حين يقول ما يلي:
في ذلك الزمان ظهر رجل حكيم يدعى يسوع، إذا جاز لنا أن ندعوه رجلاً. إذ إنه كان صانع آيات عجيبة وكان معلماً للذين اتبعوا الحق بفرح. فقد ربح كثيرين من اليهود واليونانيين. هذا كان المسيح. وقد حكم عليه القادة الذين بيننا وأسلمه بيلاطس لحكم الصلب. لكن الذين أحبوه من البداية لم يكفوا عن ذلك. فقد ظهر لهم في اليوم الثالث بعد أن عاد إلى الحياة كما تنبأ عن ذلك أنبياء الله وعن عظائم لاتحصى بشأنه؛ أما جماعة المسيحيّين الذين لقبوا هكذا تبعاً له فلم يزالوا في الوجود لغاية اليوم.
والسؤال هنا كيف لمؤرخ يهودي يؤمن باليهودية ان يشير الى عيسى ابن مريم بالمسيح ! وكيف له ان يقتنع بقيامة المسيح في اليوم الثالث ! وهذه التسائلات سبق وان نبه لها عدد من الباحثين حول مدى مصداقية كتابات يوسيفوس !.وبالتالي فان الاخذ بهكذا كتابات من قبل الباحثين يمثل في حقيقته ضربة قاسية لحقيقة التاريخ القديم . ولذلك فاذا ما اردنا ان نصل الى الحقيقة علينا ان نبتعد ولوا قليلا من القراءات المتعصبة للتأريخ .
وفيما يخص الاسينيين والذي هو موضوعنا الاساس والذين كتب عنهم كل من يوسيفوس وبليني فسنحاول قرائتها بشيء من التحليل من جديد، آخذين بنظر الاعتبار وجهة النظر المندائية والتي اهملها الباحثين ربما لدوافع دينية خاصة ، فلا يمكن ان نقرأ التأريخ الا من خلال وجهات نظر مختلفة وفي ذلك نكون قد اقتربنا من الحقيقة .
كما وعلينا ان نؤشر الى مسألة الآثار المكتشفة في وادي قمران والتي حاول بعض الباحثين اليهود الساقها بالاسينيين على الرغم من الخلافات الكبيرة بينهم ،علما ان عددا اخر من العلماء اثبت تعارض الشرائع والاحكام الاسينية مع ما مدون في لفائف قمران، فطوائف قمران على الرغم من تقاربهم في كثير من الوجوه مع الاسينيين الا انهم يختلفون معهم في الجوهر حيث ان القمرانيين يؤمنون بالقتال ويعضمون الذبائح والقرابين ولا يرفضون المسح بالزيت.

كتب يوسيفوس عن الاسينيين التالي:
الاسينيين هم يهود بالولادة ويتعلقون ببعضهم تعلقا لاتبديه الطوائف الاخرى . وهؤلاء الاسينيون ينبذون الملذات ويعدونها من الشرور ويثمنون كبح الشهوات لاسيما الجنسية ويدعون الى السيطرة على العواطف ويعتبرون ذلك من الفضائل وهم يرفضون الزواج لكنهم يتبنون اطفال الآخرين حين لايزالون صغارا مناسبين للتعلم والطاعة ويعاملونهم كأطفالهم تماما ويعدونهم وفق اوضاعهم هم لاينكرون كليا ضرورة الزواج والحاجة الى تواصل البشرية لاكنهم يتحفضون تجاه السلوك الفاسق للمرأة وهم مقتنعون ان ليس هناك من تصون امانتها لرجل واحد .
هؤلاء الناس يتخلون عن ثرواتهم ويتمتعون بقدرة كبيرة على العيش المشترك وليس فيهم من يملك اكثر من غيره اذ يسري بينهم قانون يلزم من ينضم اليهم على التخلي عن كل مايملك للصندوق المشترك وعلى هذا النحو ليس بينهم من يعاني من الفقر او من هو متخم بالثروات . ملكية الجميع مشتركة والارث مشترك ويؤمنون ان المسح بالزيت تدنيس ويعتقدون ان من يمسح منهم بالزيت دون رضاه فان ذلك سيقضي على جسده ويرون ان من الخير للمرء ان يتصبب عرقا وهم يرتدون الملابس البيضاء ولديهم رقباء مهمتهم العناية بالشؤون المشتركة وليس لديهم اعمال خاصة بالفرد ، وانما هناك شؤون مشتركة للجميع .
لايقطنون مدينة بعينها بل عديد منهم يقطن اي مدينة كانت واذا حدث ان مر احدهم بجماعة من طائفتهم في اي مكان كان فالجماعة ملزمة ان تضع تحت تصرفه كل ما تملك وهم يفعلون ذلك حتى لو لم يعرف احدهم الآخر من قبل لذلك حين يسافر احدهم فانه لايحمل اي متاع حتى لو كان يقصد مكانا قصيا وهو يكتفي بسلاحه خوفا من اللصوص لهذا ففي كل مدينة هناك من يوكل به امر العناية بالغرباء من طائفتهم اذ يزودهم بالملابس والضروريات الاخرى وهم يعتادون العناية باجسادهم كما يفعل الاطفال الذين يخشون سادتهم وهم لايستبدلون لباسا او حذاءاحتى يبلى تماما ولا يشتري او يبيع احدهم من الآخر اذ يمنح كل واحد منهم صاحبه ما يحتاج او يبادله بما يرضيه ومع انه ليس هناك من جزاء فمن المسموح به تماما ان يأخذ الواحد منهم اي شيء من اي مكان .
تقواهم امام الله لانظير لها فقبل ان تشرق الشمس لايتفوه الواحد منهم بشيء من الامور اليومية وانما يشرعون بتلاوة الصلوات التي تعلموها من ابائهم الاقدمين كما لو كانوا يتوسلون الى الشمس بالشروق . بعد ذلك يوزعهم المشرفون لممارسة الحرف والفنون التي برعوا فيها ويواصلون عملهم بنشاط كبير حتى الساعة الخامسة بعدها يتجمعون ثانيتا في مكان واحد وبعد ان يرتدوا ملابس بيضاء يستحمون في ماء بارد . بعد ان ينتهي هذا التطهير ينصرفون الى اماكن سكناهم والتي من حق اي واحد منهم ان يدخلها ثم وهم في حالة نظافة تامة يؤمون غرفة الطعام كما لو كانوا يدخلون معبدا مقدسا، ويجلسون بهدوء الى الموائد التي يضع الخباز عليها ارغفة الخبز بنظام امام كل واحد وقبل ان يقدم اللحم يتلو رجل الدين صلاة المائدة .ولا يجوز لاحد ان يتذوق الطعام قبل ان تتلى الصلاة . وبعد الفراغ من اكل اللحم يعاود رجل الدين نفسه تلاوة الصلات ذاتها ويشكرون الله ويمدحونه على مامنحهم من طعام . بعدها يخلعون ملابسهم البيضاء ويرتدون ملابس العمل حتى المساء حين ذاك يعودون الى البيت لتناول العشاء الذي يجري على نفس الشاكلة. وحين يكون هناك غريب يجلسون معه . لايسمح بالصخب او بما يؤدي الى الاضطراب في البيت او الى تلويثه . ولا يتحدث الواحد منهم حتى يبلغه الدور . هكذا يسود الصمت والهدوء في بيوتهم حتى لتبدو للغرباء وكأنها سر هائل. وهم يتقيدون دائما بالاعتدال في تناول الطعام وبما هو محدد لهم من لحم وشراب ويرون فيه الكفاية .لايفعلون اي شيء الا بارشاد مرشديهم ، ولا يسمح لهم ان يفعلوا شيئا بملء حريتهم سوى اظهار
الود والعطف لمن هو في حاجة له كمساعدة احد واسعافه اذا احتاج ذلك ومنح الطعام للذين يعانون شيئا . اما ماعدا ذلك من الوان اظهار العواطف فغير مسموح به الا بارشاد المرشد . وقد تجردوا من الغضب حتى في الحالة العادلة .وتعودوا على ضبط انفعالاتهم وهم يبجلون الامانة ، وهم دعاة للسلم وما يقوله الواحد منهم يصدق كما لو اقسم على قوله . لاكنهم يتجنبون القسم والقسم عندهم كالحنث باليمين اذ يرون ان المرء الذي لايؤمن الا بالقسم فهو مدان . وهم يولون جهدا كبيرا في دراسة ما كتبه الاقدمون . ويختارون منه ماهو اكثر نفعا لارواحهم واجسادهم . ويبحثون عن تلك الجذور والاحجار الطبية التي قد تنفع في معالجة ما يتعرضون له من اختلالات .
لاينال من يرغب في الانضمام اليهم القبول فورا . وانما يتعين ان يخضع الى نفس نمط الحياة التي اعتادوا عليها لمدة عام قبل الانضمام لهم . ويزودونه بمجرف صغير وحزام وبدلة بيضاء . وحين يضهر الدليل على استعداده للالتزام بنضامهم يشركونه في ماء التطهير حتى اذا بدا انه يستحق القبول وافقوا على انضمامه الى صفوفهم . وقبل ان يمس طعامهم يلزم باداء قسم غليض على ان يطيع الله ، وان يراعي الحق والنزاهة مع جميع الناس ، وان لايؤذي احدا سواء بارادته او بامر من آخرين ، وان يكره الاشرار دائما ، وان يناصر العدالة ، وان لايصدق كل الناس لاسيما من هم في السلطة ، ولا يسيء بأية حال من الاحوال ، الى سلطته هو ، وان لايتعالى على رعاياه فيما يلبس او غيره ، وان يضل دائما محبا للحقيقة ويوطن نفسه على عدم تصديق المفترين ويحافظ على نظافة يديه من اية سرقة وتظل نفسه عفيفة عن كل الدناءات ، ولا يخفي امرا عن افراد طائفته ، ولا يفشي شيئا من مذاهبهم الى الآخرين . اضف الى ذلك فانه يقسم بأن لايتحدث بمذهبهم الا لمن حصل عليه هو بنفسه منهم ، وان يتعفف عن السرقة ، وان يصون كتب الطائفة ولايفشي اسماء الملائكة او الرسل.
اما من يضبط وهو متلبس بخطيئة ما ، فانه يطرد من مجتمعهم والذي يطرد على هذا النحو يموت في الغالب وهو في حالة مزرية ، ذلك لان الايمان التي اقسمها والعادات التي اعتادها لاتدعه حرا في تناول ما يصادفه من طعام مع الآخرين ، ويضطر على ان يقتات على الحشائش والاعشاب ، لذلك يصاب بالهزال ويهلك . ويحدث احيانا انهم يستقبلون مثل هؤلاء وهم في الرمق الاخير اعتقادا منهم ان ماعانوه من جوع مضن وقهر ممض هو عقاب كاف على مابدر منهم من خطيئة .
وهم في محاكماتهم عادلون ودقيقون في الغالب . ولا يعاقبون احدا الا بالتصويت في محكمة لايقل اعضائها عن مئة . ولكن مايصدر منها لايقبل التعديل . وهم يمجدون بعد الله اسم مشرعهم (موسى) . واذا ماجدف احد بحقه فانه يعاقب بأقسى العقوبات . ويرون ان من الخير طاعة من هم كبار في السن ، وطاعة الاكثرية . على هذا النحو اذا ماكان هناك عشرة جالسين سوية ، لايجوز لاي منهم ان يتحدث عندما يعارضه التسعة الآخرون . ويتجنبون البصق امام الآخرين ، او على الجانب الايمن . زد على هذا فانهم اكثر تشددا من اليهود الآخرين في الامتناع عن العمل في اليوم السابع فهم لايكتفون باعداد الطعام قبل يوم ، بل هم لايوقدون نارا في ذلك اليوم ولا يحركون اي اناء عن مكانه ولا يذهبون للتبرز . وفي الايام الاخرى ، يحفرون حفرة صغيرة بعمق قدم بمجرف صغير ( كذلك الذي يزودون به من يلتحق بهم لاول مرة ) . ويغطون انفسهم بعباءاتهم حتى لاتنفذ اشعة النور ، حتى اذا فرغوا من التبرز أهالوا التراب على الحفرة التي يختارونها في اماكن منعزلة . ومع ان هذا التبرز امر طبيعي فانهم يعتبرونه نجسا ولذلك فمن احكامهم الاغتسال بعده.
بعد ان ينتهوا من عملهم التحضيري ، ينقسمون الى اربعة صفوف ،الاصغر سنا دون الاكبر . اذ لو مس كبارهم الصغار منهم فان عليهم ان يغتسلوا كما لوا كانوا قد اختلطوا بالغرباء. وهم يعمرون كثيرا . فكثيرون قد تجاوزوا المئة عام ، وذلك لبساطة غذائهم ، بل وللحياة المنتضمة التي يراعونها ايضا. انهم يزدرون بمصائب الحياة ، وهم فوق الالم وذلك لسماحة عقولهم . والموت بالنسبة لهم هو المجد بعينه . ثم يثمنون الموت اكثر من الحياة . وفي الحقيقة ، فان حربنا مع الرومان ، زودتنا بأمثلة كثيرة على النفوس العظيمة التي يتحلون بها وذلك في المحاكمات التي اجريت لهم حينذاك فرغم انهم كانوا يعذبون ويشوهون ويحرقون ويقطعون اربا ويمرون بكل ادوات التعذيب ، فان جلاديهم كانوا عاجزين عن ارغامهم على شتم مشرعهم ، او على اكل ماهو محرم عليهم ، كما كانوا يتلقون آلامهم دون ان تدمع لهم عين ، بل كانوا يبتسمون وهم يقاسون أشد الآلام ، ويسخرون من جلاديهم ويروضون انفسهم على تحمل العذاب بانشراح كما لو كانوايتوقعون جزاء وثوابا. بينهم من يقرأ الطالع مستخدما في ذلك قرائة الكتب المقدسة واشكالا اخرى من التطهير ، وهؤلاء يلمون دائما بأقوال الانبياء ، ونادرا ماكانوا يخطئون في تنبؤاتهم.
هذا ماقاله يوسيفوس المؤرخ اليهودي عنهم ، وفي سبيل ان لانطيل اكثر كي لاتضيع علينا خطوط البحث نحاول ان نورد قسما مما كتبه المؤرخ اليهودي الآخر (فيلبي) ذلك ان الاوصاف التي اوردها مطابقة الى حد ما مع ماكتبه يوسيفوس ، يذكر لنا فيلبي ان عددهم يقرب من الاربعة آلاف عضو كرسوا انفسهم تماما لخدمة الله ، لا من خلال تقديم القرابين وانما بعزمهم على التسامي بأفكارهم .....وهم لايكنزون الذهب او الفضة ولا يحوزون قطعا كبيرة من الارض رغبة في جني الاموال ،وانما يملكون مايكفي لايفاء ضروريات حياتهم فقط. .....اما بالنسبة للسهام والرماح والخناجر والدروع وعدة الحرب عامة فانك لن تجد من يصنعها بينهم. وبوجه عام ،انك لن تجد من يصنعها او من يعنى بأي شكل من الاشكال بصناعة الحرب ولا حتى بصنع اي نوع من الادوات السلمية التي يمكن ان تؤدي الى الرذيلة .وكانوا لايملكون ادنى فهم للتجارة سواء اكانت تجارة جملة اومفردة او بحرية. ...ليس بينهم اي عبد ، كلهم احرار ، يتبادلون الخدمة فيما بينهم ،ويدينون مالكي العبيد .......؟
والان وبعد ان استعرضنا ماكتبه يوسيفوس وفليبي نحاول وبتأني مناقشة ما اذا كان الاسينيين فعلا طائفة يهودية ام لا!
مما سبق نرى ان الشرائع الاسينية تحتم على اعضائها التخلي عن الملذات المادية بكل انواعها، وتوصي بعدم امتلاك الذهب او الفضة، وتحرم امتلاك الانسان لاخيه الانسان ، كما وتحرم الاختتان والمسح بالزيت ، على الرغم من انه الطقس الاهم في الشريعة الموسوية ! كما ولا يؤمنون بحمل اوصنع او استعمال اي نوع من السلاح ، كما ولا يؤمنون بالحرب ويعدونها من الشرائر ، اضف الى ذلك تحريمهم لطقس الاضاحي وغير ذلك كثير كما اطلعنا .....فهل هذه الصفات تتطابق فعلا وشريعة موسى او حتى حياته ! . فيوسيفوس وفلبيني يذكران ان الاسينيين يعظمون بعد الله موسى وان اي تجديف بموسى او بشريعته يعتبر من الكبائر؟ وهذا ما يؤكد لنا ان لشرائع موسى مكانة خاصة لابد وان تراها ولوا كامنة على الاقل في حياة الاسينيين ، ومنها اسفاره الخمسة (التكوين، الخروج ، الأحبار، العدد، وتثنية الإشتراع) .
وفي سبيل ان نكون على بينة سنعمد الى اجراء دراسة مقارنة بين كل من الشرائع الموسوية والشرائع الاسينية:
1- الختان
2- الاضاحي
3- الحروب
4- الشرائع والقوانين
5- العبيد

1_ الختان
قدسية الختان عند اليهود
يعتبر طقس الختان عند الموسويين من اهم الطقوس الدينية، ويمثل علامة عهد بين الله وبين الشعب اليهودي، وبالتالي فالشخص غير المختون يعتبر نجسا، وترتبط عملية الختان بطقس تقديم القرابين لدى الموسويين ،ولهذا فقد شاع لدى الكثير من اليهود تقديم الغلفة قربانا للرب ، مستندين في ذلك على ما حدث لموسى الذي أهمل ختان إبنه وهو في طريقه إلى مصر. فقد لاقاه الرب وهَمّ قتله، فأنقذته زوجته صفّورة بقيامها بتلك المُهمّة (الخروج 20:4-26). وتؤكد الشرائع الموسوية على ختان الفرد في اليوم الثامن من ولادته ، كما وتؤكد على ختن حتى من يتوفون وهم في الايام الاولى من الولادة ، ويشمل ذلك كل من يدخل الدين اليهودي ، حتى وان كان كبيرا في السن، ويمثل طقس الختان هذا دلالة روحية وحالة ارتباط بموروث طقس القرابين ، ومن الامور المصاحبة لعملية الختان احتفال طقسي يدعى (سلام للذكر) يجرى قبل يوم من عملية الختان. ومن بين الطقوس التي تصاحب عملية الختان يتم وضع الفرد الجاري ختنه فوق اناء فيه ماء معطر، فيما يقوم المتواجدين بمسح وجوههم بذلك الماء المخلوط بدم القضيب، تبركا بقدسية هذا الطقس واعتمادا على نص لحزقيال في 9:16، ""فغسلتك بالماء ونضفت دمك الذي عليك" .وتعتمد بعض الطوائف الموسوية طقس آخر، يتم فيه تجفيف الغلفة وخزنها لحين وفات المختون، حيث يتم دفنها معه . وللدم بشكل خاص قدسية عند اليهود، ففي سفر الخروج حديث عن موسى وهو يتلوا على الشعب كلام الرب، ويأخذ دم عجول المحارق ليرشه على شعبه " هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال" (الخروج 8:24). وفي خروج 12 " وقال الرب لموسى وهارون : هذه فريضة الفصح. كل أجنبي لا يأكل منه، وكل عبد مشترى بفضّة تختنه، ثم يأكل منه. والضيف والأجير لا يأكلان منه .. وإذا نزل بكم نزيل وأراد أن يقيم فصحاً للرب، فليختتن كل ذكر له، ثم يتقدّم فيقيمه ويصير كابن البلد، وكل أغلف لا يأكل منه"" وفي الاحبار 12"(1) وخاطب الرب موسى قائلاً : (2) كلّم بني إسرائيل وقل لهم : أيّة إمرأة حبلت فولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيّام، كأيّام طمثها تكون أيّام نجاستها. (3) وفي اليوم الثامن تختن غلفة المولود.
ويرجع اليهود بداية الختان الى ابراهيم الخليل ففي تكوين 17 / 6 ......وقال الله لإبراهيم : وأنت فاحفظ عهدي، أنت ونسلك من بعدك مدى أجيالهم. هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك : يختتن كل ذكر منكم. فتختنون في لحم غلفتكم، ويكون ذلك علامة عهد بيني وبينكم. وابن ثمانية أيّام يختن كل ذكر منكم من جيل إلى جيل، سواء أكان مولوداً في البيت أم مشترى بالفضّة من كل غريب ليس من نسلك. يختن المولود في بيتك والمشترى بفضّتك، فيكون عهدي في أجسادكم عهداً أبديّاً. وأي أغلف من الذكور لم يختن في لحم غلفته، تفصل تلك النفس من ذويها، لأنه قد نقض عهدي. وقال الله لإبراهيم : ساراي إمرأتك لا تسمها ساراي، بل سمها سارة. وأنا أباركها وأرزقك منها إبناً وأباركها فتصير أمماً، وملوك شعوب منها يخرجون .... فلمّا فرغ من مخاطبته إرتفع الله عن إبراهيم. فأخذ إبراهيم إسماعيل إبنه وجميع مواليد بيته وجميع المشترين بفضّته، كل ذكر من أهل بيته، فختن لحم غلفتهم في ذلك اليوم عينه، بحسب ما أمره الله به. وكان إبراهيم إبن تسع وتسعين سنة عندما ختن لحم غلفته. وكان إسماعيل إبنه إبن ثلاث عشرة سنة حين ختن لحم غلفته. في ذلك اليوم عينه خُتن إبراهيم وإسماعيل إبنه وجميع رجال بيته، سواء أكانوا مواليد بيته أم مشترين بالفضّة من الغريب، خُتنوا معه."" ويذهب سفر التكوين الفصل 17 " الى ان اي اغلف من الذكور لم يختن في لحم غلفته يفصل من ذويه لانه نقض عهد ).

من كل ذلك يتبين لنا ان طقس الختان والذي يرتبط بطقس الاضاحي الذي يحرمه الاسينيين من اهم الطقوس التي أمر بها موسى اتباعه ، مما يؤكد تباعد الرؤى بين الاسينيين والموسويين .لايشك علماء التأريخ بغالبيتهم في كون النبي يحيى كان قد تربى لدى الاسينيين كما ويعدونه من تلامذتهم فاذا ما فرضنا ان الاسينيين يمارسون الختان فبالتالي لابد ان يكون يحيى قد تعرض للختان ايظا ، وبالتالي لابد له ان يأمر بختان من يتتلمذ لديه او على الاقل يحلل مسألة دخول المختونين للديانة المندائية، وهذا مالانراه في وصايا النبي يحيى فكل النصوص المندائية بما فيها نصوص دراشا اد يهيا (تعاليم النبي يحيى) تؤكد على ضرورة الحفاض على الجسد من اي تلاعب ، وان من يختن حتى في حالات الجبر فانه يخرج من المندائية بشكل تلقائي، ولا يمكن ان تتثبت علية المعمودية المندائية (المصبتا) وتنتقد النصوص المندائية في اكثر من مكان صراحتا عملية الختان التي يقوم بها اتباع موسى كما في هذا النص:166 (( انه ، الاله الباطل ذلك الذي كان قد اختار لنفسه شعبا وبنى له معبدا وهكذا قامت مدينة اور ، مدينة الكذب ، ان الخاطئين هم اولئك الذين يقومون بطقوس الختن بالسيف ويبالغون فيها حتى يبلل الدم فيها وجوههم وعلى هذا يعبدون الاله الباطل)).
الاضاحي
تعتبر الاضاحي في الديانة اليهودية من اكثر الطقوس قداستا ولذلك ترى الكثير من النصوص تتحدث عن هذا الطقس والذي يمتد الى النبي ابراهيم الخليل بحسب الاسفار الموسوية .في حين تجد ان هذه الطقوس محرمة لدى كل من الاسينيين والمندائيين على حد سواء.ويخبرنا كل من الاصحاح السادس والسابع والخامس عشر والتاسع عشر وكذلك التاسع والعشرون من سفر العدد عن الطرق الموجب اتباعها في كيفية تقديم القرابين الحيوانية وكذلك اعدادها فيما نرى في سفر الخروج وسفر صاموئيل الثاني الاضاحي البشرية والتي قدمت فعلا للرب الاله سواء اكان ذلك في عهد موسى او في عهد داود . كما ان طقس الهولوكوست اي حرق الحيوان بالكامل يفسر مديات التباعد الفكري بينهم وبين موسى، فطقس الهولوكوست يتنافى ومبدأ الرقة في التعامل مع الطبيعة ومخلوقاتها كما هو جاري عند الاسينيين والمندائيين .
وفي سبيل ان لانطيل في تدوين النصوص التي تناقش مسألة الاضاحي عند الموسويين كونها كثيرة فسنحاول اخذ عينات من تلك النصوص .
أ- الاضاحي الحيوانية
الاصحاح السادس من سفر العدد
6: 1 و كلم الرب موسى قائلا
6: 2 كلم بني اسرائيل و قل لهم اذا انفرز رجل او امراة لينذر نذر النذير لينتذر للرب
6: 5 كل ايام نذر افترازه لا يمر موسى على راسه الى كمال الايام التي انتذر فيها للرب يكون مقدسا و يربي خصل شعر راسه ............
6: 10 و في اليوم الثامن ياتي بيمامتين او بفرخي حمام الى الكاهن الى باب خيمة الاجتماع
6: 11 فيعمل الكاهن واحدا ذبيحة خطية و الاخر محرقة و يكفر عنه ما اخطا بسبب الميت و يقدس راسه في ذلك اليوم
6: 12 فمتى نذر للرب ايام انتذاره ياتي بخروف حولي ذبيحة اثم و اما الايام الاولى فتسقط لانه نجس انتذاره
6: 13 و هذه شريعة النذير يوم تكمل ايام انتذاره يؤتى به الى باب خيمة الاجتماع
......
6: 18 و يحلق النذير لدى باب خيمة الاجتماع راس انتذاره و ياخذ شعر راس انتذاره و يجعله على النار التي تحت ذبيحة السلامة
6: 19 و ياخذ الكاهن الساعد مسلوقا من الكبش و قرص فطير واحدا من السل و رقاقة فطير واحدة و يجعلها في يدي النذير بعد حلقه شعر انتذاره
6: 20 و يرددها الكاهن ترديدا امام الرب انه قدس للكاهن مع صدر الترديد و ساق الرفيعة و بعد ذلك يشرب النذير خمرا
وفي الاصحاح السابع
7: 1 و يوم فرغ موسى من اقامة المسكن و مسحه و قدسه و جميع امتعته و المذبح و جميع امتعته و مسحها و قدسها
7: 2 قرب رؤساء اسرائيل رؤوس بيوت ابائهم هم رؤساء الاسباط الذين وقفوا على المعدودين
7: 3 اتوا بقرابينهم امام الرب ست عجلات مغطاة و اثني عشر ثورا لكل رئيسين عجلة و لكل واحد ثور و قدموها امام المسكن
7: 4 فكلم الرب موسى قائلا
7: 5 خذها منهم فتكون لعمل خدمة خيمة الاجتماع و اعطاها للاويين لكل واحد حسب خدمته
7: 6 فاخذ موسى العجلات و الثيران و اعطاها للاويين
7: 7 اثنتان من العجلات و اربعة من الثيران اعطاها لبني جرشون حسب خدمتهم
7: 8 و اربع من العجلات و ثمانية من الثيران اعطاها لبني مراري حسب خدمتهم بيد ايثامار بن هرون الكاهن
7: 9 و اما بنو قهات فلم يعطهم لان خدمة القدس كانت عليهم على الاكتاف كانوا يحملون
7: 10 و قرب الرؤساء لتدشين المذبح يوم مسحه و قدم الرؤساء قرابينهم امام المذبح
7: 11 فقال الرب لموسى رئيسا رئيسا في كل يوم يقربون قرابينهم لتدشين المذبح
7: 12 و الذي قرب قربانه في اليوم الاول نحشون بن عميناداب من سبط يهوذا
7: 13 و قربانه طبق واحد من فضة وزنه مئة و ثلاثون شاقلا و منضحة واحدة من فضة سبعون شاقلا على شاقل القدس كلتاهما مملوءتان دقيقا ملتوتا بزيت لتقدمة
7: 14 و صحن واحد عشرة شواقل من ذهب مملوء بخورا
7: 15 و ثور واحد ابن بقر و كبش واحد و خروف واحد حولي لمحرقة
7: 16 و تيس واحد من المعز لذبيحة خطية
7: 17 و لذبيحة السلامة ثوران و خمسة كباش و خمسة تيوس و خمسة خراف حولية هذا قربان نحشون بن عميناداب
...ولمزيد من النصوص انضر 7-21 ،22، 23، 24........88 وكذلك
وفي الاصحاح التاسع عشر
19: 1 و كلم الرب موسى و هرون قائلا
19: 2 هذه فريضة الشريعة التي امر بها الرب قائلا كلم بني اسرائيل ان ياخذوا اليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها و لم يعل عليها نير
19: 3 فتعطونها لالعازار الكاهن فتخرج الى خارج المحلة و تذبح قدامه
19: 4 و ياخذ العازار الكاهن من دمها باصبعه و ينضح من دمها الى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات
19: 5 و تحرق البقرة امام عينيه يحرق جلدها و لحمها و دمها مع فرثها
19: 6 و ياخذ الكاهن خشب ارز و زوفا و قرمزا و يطرحهن في وسط حريق البقرة
وفي الاصحاح التاسع والعشرون
29: 2 و تعملون محرقة لرائحة سرور للرب ثورا واحدا ابن بقر و كبشا واحدا و سبعة خراف حولية صحيحة
29: 3 و تقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة اعشار للثور و عشرين للكبش
29: 4 و عشرا واحد لكل خروف من السبعة الخراف
29: 5 و تيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية للتكفير عنكم
ب- الاضاحي البشرية
لا يقتصر تقديم القرابين في اليهودية على الحيوانات وحدها ذلك انها طالت الانسان ايظا فنرى في سفر الخروج كيف يطلب الرب من موسى التضحية ببكر كل مولود من حيوان وانسان تثمينا لدوره في انقاذ بني اسرائيل من سطوة فرعون كما مبين في النص ادناه :
سفر الخروج الاصحاح الثالث عشر
3 1: 1 و كلم الرب موسى قائلا
13: 2 قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل من الناس و من البهائم انه لي
13: 3 و قال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا و لا يؤكل خمير
13: 4 اليوم انتم خارجون في شهر ابيب
13: 5 و يكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين و الحثيين و الاموريين و الحويين و اليبوسيين التي حلف لابائك ان يعطيك ارضا تفيض لبنا و عسلا انك تصنع هذه الخدمة في هذا الشهر
13: 6 سبعة ايام تاكل فطيرا و في اليوم السابع عيد للرب
13: 7 فطير يؤكل السبعة الايام و لا يرى عندك مختمر و لا يرى عندك خمير في جميع تخومك
13: 8 و تخبر ابنك في ذلك اليوم قائلا من اجل ما صنع الي الرب حين اخرجني من مصر
13: 9 و يكون لك علامة على يدك و تذكارا بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك لانه بيد قوية اخرجك الرب من مصر
13: 10 فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة الى سنة
13: 11 و يكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين كما حلف لك و لابائك و اعطاك اياها
13: 12 انك تقدم للرب كل فاتح رحم و كل بكر من نتاج البهائم التي تكون لك الذكور للرب
13: 13 و لكن كل بكر حمار تفديه بشاه و ان لم تفده فتكسر عنقه و كل بكر انسان من اولادك تفديه
13: 14 و يكون متى سالك ابنك غدا قائلا ما هذا تقول له بيد قوية اخرجنا الرب من مصر من بيت العبودية
13: 15 و كان لما تقسى فرعون عن اطلاقنا ان الرب قتل كل بكر في ارض مصر من بكر الناس الى بكر البهائم لذلك انا اذبح للرب الذكور من كل فاتح رحم و افدي كل بكر من اولادي
ويتكرر مشهد الاضاحي البشرية في زمن داود اثر حصول مجاعة استمرت ثلاث سنوات حسب صاموئيل الثاني ليتم تقيدم سبعة اضاحي بشرية كفارة للرب الاله على ما اقترف بحق الجبعونيين سبيلا في ازالة القحط من اسرائيل
سفر صاموئيل الثاني الواحد والعشرون
21: 1 و كان جوع في ايام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فطلب داود وجه الرب فقال الرب هو لاجل شاول و لاجل بيت الدماء لانه قتل الجبعونيين
21: 2 فدعا الملك الجبعونيين و قال لهم و الجبعونيون ليسوا من بني اسرائيل بل من بقايا الاموريين و قد حلف لهم بنو اسرائيل و طلب شاول ان يقتلهم لاجل غيرته على بني اسرائيل و يهوذا
21: 3 قال داود للجبعونيين ماذا افعل لكم و بماذا اكفر فتباركوا نصيب الرب
21: 4 فقال له الجبعونيون ليس لنا فضة و لا ذهب عند شاول و لا عند بيته و ليس لنا ان نميت احدا في اسرائيل فقال مهما قلتم افعله لكم
21: 5 فقالوا للملك الرجل الذي افنانا و الذي تامر علينا ليبيدنا لكي لا نقيم في كل تخوم اسرائيل
21: 6 فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب فقال الملك انا اعطي
21: 7 و اشفق الملك على مفيبوشث بن يوناثان بن شاول من اجل يمين الرب التي بينهما بين داود و يوناثان بن شاول
21: 8 فاخذ الملك ابني رصفة ابنة اية اللذين ولدتهما لشاول ارموني و مفيبوشث و بني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي
21: 9 و سلمهم الى يد الجبعونيين فصلبوهم على الجبل امام الرب فسقط السبعة معا و قتلوا في ايام الحصاد في اولها في ابتداء حصاد الشعير
21: 10 فاخذت رصفة ابنة اية مسحا و فرشته لنفسها على الصخر من ابتداء الحصاد حتى انصب الماء عليهم من السماء و لم تدع طيور السماء تنزل عليهم نهارا و لا حيوانات الحقل ليلا
21: 11 فاخبر داود بما فعلت رصفة ابنة اية سرية شاول
21: 12 فذهب داود و اخذ عظام شاول و عظام يوناثان ابنه من اهل يابيش جلعاد الذين سرقوها من شارع بيت شان حيث علقهما الفلسطينيون يوم ضرب الفلسطينيون شاول في جلبوع
21: 13 فاصعد من هناك عظام شاول و عظام يوناثان ابنه و جمعوا عظام المصلوبين
21: 14 و دفنوا عظام شاول و يوناثان ابنه في ارض بنيامين في صيلع في قبر قيس ابيه و عملوا كل ما امر به الملك و بعد ذلك استجاب الله من اجل الارض.
وكذلك في سفر القضاة 11 نرى تعهد يفتاح بتقديمه قربانا بشريا للرب الاله في حال انتصاره على بني عمون وبالفعل فبعد انتصاره على العمونيين يقدم يفتاح على ذبح ابنته وتقديمها محرقتا وقربانا للرب وبموافقتها !.
سفر القضاة 11
فَكَانَ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ، فَعَبَرَ جِلْعَادَ وَمَنَسَّى وَعَبَرَ مِصْفَاةَ جِلْعَادَ، وَمِنْ مِصْفَاةِ جِلْعَادَ عَبَرَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ.
30 وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي،
31 فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ، وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً».
32 ثُمَّ عَبَرَ يَفْتَاحُ إِلَى بَنِي عَمُّونَ لِمُحَارَبَتِهِمْ. فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِهِ.
33 فَضَرَبَهُمْ مِنْ عَرُوعِيرَ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى مِنِّيتَ، عِشْرِينَ مَدِينَةً، وَإِلَى آبَلِ الْكُرُومِ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا. فَذَلَّ بَنُو عَمُّونَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
34 ثُمَّ أَتَى يَفْتَاحُ إِلَى الْمِصْفَاةِ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِذَا بِابْنَتِهِ خَارِجَةً لِلِقَائِهِ بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. وَهِيَ وَحِيدَةٌ. لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ وَلاَ ابْنَةٌ غَيْرَهَا.
35 وَكَانَ لَمَّا رَآهَا أَنَّهُ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «آهِ يَا بِنْتِي! قَدْ أَحْزَنْتِنِي حُزْنًا وَصِرْتِ بَيْنَ مُكَدِّرِيَّ، لأَنِّي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي إِلَى الرَّبِّ وَلاَ يُمْكِنُنِي الرُّجُوعُ».
36 فَقَالَتْ لَهُ: «يَا أَبِي، هَلْ فَتَحْتَ فَاكَ إِلَى الرَّبِّ؟ فَافْعَلْ بِي كَمَا خَرَجَ مِنْ فِيكَ، بِمَا أَنَّ الرَّبَّ قَدِ انْتَقَمَ لَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ بَنِي عَمُّونَ».
37 ثُمَّ قَالَتْ لأَبِيهَا: «فَلْيُفْعَلْ لِي هذَا الأَمْرُ: اتْرُكْنِي شَهْرَيْنِ فَأَذْهَبَ وَأَنْزِلَ عَلَى الْجِبَالِ وَأَبْكِيَ عَذْرَاوِيَّتِي أَنَا وَصَاحِبَاتِي».
38 فَقَالَ: «اذْهَبِي». وَأَرْسَلَهَا إِلَى شَهْرَيْنِ. فَذَهَبَتْ هِيَ وَصَاحِبَاتُهَا وَبَكَتْ عَذْرَاوِيَّتَهَا عَلَى الْجِبَالِ.
39 وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا، فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ. وَهِيَ لَمْ تَعْرِفْ رَجُلاً. فَصَارَتْ عَادَةً فِي إِسْرَائِيلَ
40 أَنَّ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ يَذْهَبْنَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَنُحْنَ عَلَى بِنْتِ يَفْتَاحَ الْجِلْعَادِيِّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ.
ما نستشفه من النص ان اخبار يفتاح لابنته في ان تكون قربانا ومحرقتا للرب لم يشكل صدمة لها بل انها تلقته باعصاب باردة حتى انها حاولت تهدئة ابيها حينما حزن على اختيارها قربان محرقة وهذا ما يعزز الفكرة في ان القرابين البشرية عند اليهود لم تكن حدثا استثنائيا بل انها تشكل طقسا متعارفا عليه ومعمولا به في تلك الازمان . فكيف مسخ الاسينيين كل هذه الطقوس وبهذه السهولة، وما الذي جعلهم يتركونها وهي الطقوس الموحات الى موسى وبشكل مباشر من الرب الاله! مما يجعلها غير قابلة للتأويل باي شكل من الاشكال ؟
اذن ومن خلال النصوص اعلاه يتبين لنا تأكيد النصوص الموسوية على اقامة كل من الاضاحي الحيوانية والبشرية ومزاولة موسى بنفسه لهذه الطقوس، وهذا ما يؤكد تقاطع الخطوط بين الاسينيين وبين موسى وتشريعاته فلوا كانوا فعلا يؤمنون بوصايا موسى لما نبذوا طقوس الاضاحي . وبالمقابل يلتقي الاسينيين تماما مع المندائيين في نبذهم لهذه الطقوس كما في كتاب كنزا ربا
104-42 ان الاله الباطل ينادي نبي الكذب من الجبل ويعترف به على كونه نبيا ويعطي اياه الزيت . عندئذ يجمع نبي الكذب شعبا حوله ويبني له معبدا . على هذه الصورة قام شعبه . قرابين مؤلفة من شحم الحيوانات يضحي شعبه له بها ، اما الدم فيسكبونه في المعبد امام انفسهم ويفعلون اشياءا قبيحة اخرى ما ليس ينبغي لهم فعلها. لقد اطلق على هذا الشعب اسم الاحرار من بيت الشمس . انهم يختنون انفسهم بالسيف ويرشون وجوههم بدمائهم ويلطخون افواههم به كذلك....
3_الحروب
كما طالعنا في البداية فان الاسينيين يحرمون القتال ولايعرفون لادوات الحرب استخداما او صنعا ..فهل يتطابق هذا مع شرائع مشرعهم موسى كما يقول يوسيفوس ؟
تمتاز الاسفار اليهودية بكثرة التفاصيل عند شرحها للمعارك والاحداث وعلى الرغم من تعارض الكثير منها مع الحقائق التأريخية المكتشفة حديثا الا اننا نستطيع ان نخرج بمحصلة تفيدنا في فهم سايكولوجية الدين الموسوي وتشريعاته فكل من الاصحاح العاشر والخامس عشر والواحد والعشرون وكذلك الواحد والثلاثون تعطينا تفاصيل مهمة عن الاساليب التي كان يتبعها موسى وجيشه ضد الاقوام الاخرى .
وعن قساوة تعاليم موسى يرينا الاصحاح الخامس عشر من سفر العدد كيف ان رجلا احتطب في يوم السبت المقدس مما يجعل موسى يامر برجمه حتى الموت !
32:15 و لما كان بنو اسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت
15: 33 فقدمه الذين وجدوه يحتطب حطبا الى موسى و هرون و كل الجماعة
15: 34 فوضعوه في المحرس لانه لم يعلن ماذا يفعل به
15: 35 فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة
15: 36 فاخرجه كل الجماعة الى خارج المحلة و رجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى
وهنا في الاصحاح الواحد والعشرين من سفر العدد كيف يوصي الرب موسى ان يبيد الكنعانيين مثلما فعل بملك الاموريين.
21: 34 فقال الرب لموسى لا تخف منه لاني قد دفعته الى يدك مع جميع قومه و ارضه فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون
21: 35 فضربوه و بنيه و جميع قومه حتى لم يبق له شارد و ملكوا ارضه
وفي سفر التثنية 2 : 32 - 36 " وقال الرب لي. انظر. قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وارضه. ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص. فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. واخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والاطفال. لم نبق شاردا. لكن البهائم نهبناها لانفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا "
يتبين لنا من النصوص اعلاه ان موسى كان مؤمنا بالقتال ومن يتتبع سفر العدد 31 والذي يتناول حروب موسى ضد الميديانيين سيتبين له مدى قساوة ذلك الرجل وهذا يدل على عدم صحة ما ذهب اليه يوسيفوس في كون الاسينيين يؤمنون بموسى وبشرائعه ولوا كانوا كذلك لاتبعوا اسلوبه او شيئا منه على اقل تقدير في حياتهم الخالية من اي مضهر من مضاهر الحرب.
4_الشرائع والقوانين
ومن سفر العدد 31 نستبين ان الشرائع والقوانين التي اعتمدها موسى والمستنبطة في غالبيتها من شرائع المصريين والبابليين تتعارض تماما مع المفهوم الاجتماعي لدى الاسينيين. فموسى وفق سفر العدد وبمعاونة العازار الكاهن يقوم باحصاء مانهب من الميديين (( 31: 26 احص النهب المسبي من الناس و البهائم انت و العازار الكاهن و رؤوس اباء الجماعة )). اما تقسيم الغنائم والتي يذكرها الاصحاح بالآلاف سواء من الحمير والبقر او العذارى والاطفال من الذين ابقاهم احياء للتملك! فيتم توزيعهم تبعا لسلم الدرجات بين كل من موسى والكاهن العازر والجنود ! . كما ويؤكد لنا الاصحاح الخامس والثلاثون على ان مبدأ العين بالعين والسن بالسن والذي يتعارض تماما مع نظام الجماعة لدى الاسينيين هو من صلب العقيدة الموسوية .
35: 16 ان ضربه باداة حديد فمات فهو قاتل ان القاتل يقتل
35: 17 و ان ضربه بحجر يد مما يقتل به فمات فهو قاتل ان القاتل يقتل
35: 18 او ضربه باداة يد من خشب مما يقتل به فهو قاتل ان القاتل يقتل
35: 19 ولي الدم يقتل القاتل حين يصادفه يقتله
35: 20 و ان دفعه ببغضة او القى عليه شيئا بتعمد فمات
35: 21 او ضربه بيده بعداوة فمات فانه يقتل الضارب لانه قاتل ولي الدم يقتل القاتل حين يصادفه
35: 22 و لكن ان دفعه بغتة بلا عداوة او القى عليه اداة ما بلا تعمد
35: 23 او حجرا ما مما يقتل به بلا رؤية اسقطه عليه فمات و هو ليس عدوا له و لا طالبا اذيته
35: 24 تقضي الجماعة بين القاتل و بين ولي الدم حسب هذه الاحكام
35: 25 و تنقذ الجماعة القاتل من يد ولي الدم و ترده الجماعة الى مدينة ملجئه التي هرب اليها فيقيم هناك الى موت الكاهن العظيم الذي مسح بالدهن المقدس
35: 26 و لكن ان خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب اليها
35: 27 و وجده ولي الدم خارج حدود مدينة ملجئه و قتل ولي الدم القاتل فليس له دم
35: 28 لانه في مدينة ملجئه يقيم الى موت الكاهن العظيم و اما بعد موت الكاهن العظيم فيرجع القاتل الى ارض ملكه
35: 29 فتكون هذه لكم فريضة حكم الى اجيالكم في جميع مساكنكم
35: 30 كل من قتل نفسا فعلى فم شهود يقتل القاتل و شاهد واحد لا يشهد على نفس للموت
35: 31 و لا تاخذوا فدية عن نفس القاتل المذنب للموت بل انه يقتل
35: 32 و لا تاخذوا فدية ليهرب الى مدينة ملجئه فيرجع و يسكن في الارض بعد موت الكاهن
35: 33 لا تدنسوا الارض التي انتم فيها لان الدم يدنس الارض و عن الارض لا يكفر لاجل الدم الذي سفك فيها الا بدم سافكه
5_العبيد
حّرم الاسينيين كل انواع الرق، فالبشر عندهم سواسية لافرق بين شخص وآخر، فنظامهم المشاعي الاشتراكي والذي يشتركون فيه مع النظام المندائي لايبيح لهم على الاطلاق امتلاك الانسان وهذا ما يتعارض تماما مع المباديء التي شرعها موسى، فمن الاصحاح الواحد والثلاثون نرى في غزوة موسى للميديين كيف ان موسى يوصي بتوزيع الاسرى من العذارى والاطفال وتمليكهم للعبرانيين :
31: 9 و سبى بنو اسرائيل نساء مديان و اطفالهم و نهبوا جميع بهائمهم و جميع مواشيهم و كل املاكهم .
31: 18 لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهن لكم حيات .

الآن وبعد ان استعرضنا العلاقة التنافرية بين كل من شرائع موسى وشرائع الاسينيين نبين من خلال النصوص المندائية مدى تقاربهم مع المندائيين ،الامر الذي يجعلنا نجزم من انهم جماعة مندائية من الذين سلموا من اضطهاد اليهود ، من خلال مبدأ التقية الذي كانوا يحمون انفسهم به ،ومن يتمعن في النصوص المندائية يرى ان محتواها يكاد لايخلوا من الوصايا التي تؤكد على مبدا التقشف والزهد في العيش والمعاملة الحسنة التي يوجه فيها اتباعه ان يتبعوها نحو بني الانسان كما في كتاب كنزا ربا يمين :
115 صوموا بأبدانكم ،لاتضاجعوا امرأة هي ليست زوجة لكم
117 صوموا بأقدامكم : لاتطأوا مكانا ما ابتغاءا للحصول على شيء هو ليس من ملكيتكم.
120 كل من يكدس الذهب والفضة ويكتنز اموال هذه الدنيا ويقترف من اجل هذا جريمة قتل فسوف يهوى الى النار المتقدة ذات السعير.
121 ايها المختارون: لاتتكلوا على الملوك وذوي النفوذ والمتمرسين من هذا العالم. وكذلك لاتثقوا بالجنود والاسلحة والحرب والمتاريس التي يجمعونها جمعا والاسرى التي يحشدونها حشدا ولا تعتمدوا على الذهب والفضة . ...
150 يا ايها المؤمنون والكاملون: لاتفعلوا شيئا ضد الغير ماليس تحبونه لانفسكم.
من يتمعن في النصوص المندائية يتأكد له من انها وبمجملها تؤكد على نبذ العنف بكل اشكاله وكذلك الحروب والادهى من ذلك انها لاتجيز قتل حتى من يعتدي عليهم ، في الوقت الذي نرى فيه ان شرائع موسى وحياته كذلك مليئة بالغزوات والنهب والاسر. فالمتتبع لحياة موسى وسايكولوجيته النفسية يرى انها مجبلة على القتل، فحتى قبل ان يتوجه الى الكهنوت ويقابل ربه من بين الادغال يشرع بقتل احد المصريين، لالشيء الا لانه قام بضرب احد اليهود كما يذكر لنا سفر العدد ،كما ورأينا من خلال حربه مع الميديانيين اللذين اووه واكرموه وتزوج من بناتهم ليعيش معهم اربعون عاما نرى القساوة المفرطة والتي يدنى لها الجبين اتجاههم، فبالرغم من سطوة الجنود وتقتيلهم للالاف من الميديانيين نراه يغضب على جنوده، لانهم ابقوا على الاسرى من الرجال والنساء احياء ليأمرهم بعد ذلك بقتل الرجال والنساء والابقاء على الاطفال والعذارى من الفتيات كعبيد يوزعون بين موسى واليعازر والجنود ! فأين هو من الاسينيين واين هم منه فقول يوسيفوس من انهم اي الاسينيين يفسرون احكام موسى من خلال التاويل لايمكن ان يكون قريبا من الحقيقة فمهما كان التاويل متطرفا فلا يمكن له ان يلتقي والافكار التي كانوا يتبعونها .
والنص 177 من كتاب كنزا ربا يتماثل تماما ومبدأ الاسينيين في استخدامهم سلاح الحكمة
(( تدرعوا باسلحة غير مصنوعة من حديد او فولاذ ،لتكن اسلحتكم الناصورائية ووصايا مقام النور الطاهرة ...كنزا ربا))
175 اني اقول لكم : ايها المختارون اني اخاطب اياكم واعلمكم ايها المؤمنون : البسوا الثياب البيضاء وغطوا رؤوسكم بالبياض ليحاكي مضهركم البهاء والنور ضعوا على رؤوسكم وشائح بيضاء تشبه اكاليل مخلوقات السماء تحزموا بحزام ابيض كأحزمة الماء الحي التي تتحزم بها الاثري
وفي الكتاب الثاني –يمين
56 لاتحلفوا قسما باطلا ذلك لان كل من يؤديي يمينا كاذبا سوف يهوى الى عالم الظلام ليتخذ منه مأوى له.
هذا النص يتطابق تماما ومبدأ الاسينيين في عدم حلف اليمين ومما تجدر الاشارة اليه ان المندائيين والى الان يخافون اليمين وكثير منهم يتنازل عن حقوقه كي لايضطر لحلف اليمين
81 صوموا بأيديكم : لاترتكبوا جريمة الموت بحق احد من ابناء ادم
:وفي التسبيح الثاني من كتاب كنزا ربا
الزيف لاتقربوه ..امسكوا قلوبكم عن الضغينة والحسد والتفرقة
امسكوا ايديكم عن القتل والسرقة .....
امسكوا ارجلكم عن السير الى ماليس لكم
انه الصوم الكبير فلا تكسروه حتى تفارقوا هذه الدنيا
يااصفيائي
لاتقربوا الملوك والسلاطين والمردة في هذا العالم ، ولاتثقوا بهم ..لابأسلحتهم ولابحشودهم
ولاتلوو اعناقكم للذهب والفضة التي يكنزون ..انها سبب كل فتنة .. سيتركونها ورائهم يوم الى النار يذهبون .....
هبوا الخبز والماء والمأوى لبني البشر المتعبين
وللمضطهدين وكونوا عادلين ، وتحابوا صادقين
يااحبائي
اذا عاهدتم فابسطوا ايمانكم ولاتخونوا عهدكم ، ان الاثريين وملائكة النور يهبون اللوفا والكشطا بعضهم بعضا . واعلموا ان معلميكم يعلمونكم كلمة الحق والحكمة فلا ترفعوا رؤوسكم عليهم ، وكونوا هادئين متواضعين
لاتحلفوا كذبا ...ولاتبدلوا ايمانكم ...ولا تأكلوا مال الربا
كونوا اقوياء ثابتين ، فان اضطهتم فاحتملوا الاضطهاد الى ان تقضوا اجالكم بعضكم لبعض مساندين ، ولا تغضبوا ولاتهتاجوا ، ان الغضب والهياج مملوءان بوسوسة الشيطان فاطفئوا نار غضبكم بالايمان .
لايأسرنكم جمال الاجسام فجمالها زائل ولاتسجدوا للشيطان ولا لاصنام هذا العالم الزائف
يا اصفيائي
البسوا الابيض واكتسوا الابيض ..البسة الضياء واردية النور ..واعتموا بعمائم بيض كالاكاليل الزاهية ...وانتطقوا بأحزمة الماء الحي التي ينتطق بها الاثريون في بلد النور
وفي الكتاب السادس –التسبيح الاول
لاتقتدوا بأبناء الاثم اللوماء ،الملطخة ايديهم بالدماء
انهم بالحي يكفرون وعلى عروش العصيان يجلسون
يضلمون ويضطهدون انهم بآثامهم مأخوذون
------
ان نقاط الالتقاء بين كل من المندائية والاسينية متشابكة الى حد بعيد فالملابس البيضاء التي يلبسونها في عباداتهم تلتقي تماما مع الزي الديني للمندائيين ( الرستة )، ناهيك عن الحزام الصوفي ( الهميانة ) والتي لاينفك كلاهما من لبسها عند مزاولة الامور الدينية، كما ان الاغتسال في الماء قبل وجبات الطعام وتوزيع الارغفة بالتساوي على المائدة وبين الافراد يذكرنا بطقس طعام الاسلاف (اللوفاني) ، اضف الى ذلك فان احترام جهة اليمين عند الاسينيين يتطابق ومفهوم المندائية حول جهة اليمين كونها تمثل عوالم النور كما ان التطرف في نبذ العنف لدى الاسينيين يلتقي تماما مع المفاهيم المندائية في نضرتها لهذا الجانب ، وايظا فان مبدأ التقية وعدم البوح باسماء الملائكة والمحافضة على الاسرار الدينية وعدم البوح بها للغرباء وتحريم مؤاكلتهم من الامور المشتركة لدى كل من المندائيين والاسينيين . كما ان رفض الاسينيين لطقس المسح بالزيت (وهو من الطقوس المهمة لدى الموسويين) يجعلهم قريبين جدا من المفاهيم المندائية ففي طقس الوضوء (الرشامة) يردد الفرد المندائي ((روشمي ايلاوي لاهو بنورا ولاهو بمشا ولاهو اد مشيها امشا روشمي بيردنا ربا اد ميا هيي .....)) والتي تعني(( ترسيمي العائد لي لايرسم بالنار ولا بالزيت ولا بالمسح رسمي يرتسم بالماء الحي .....)).
ان التزام الاسينيين بالسرية في التعامل مع الغرباء يقودنا الى ان مشاهدات يوسيفوس على الرغم من تفاصيلها الا انها تبقى في حدود المشاهدات العيانية ، وبالتالي من العبث الاخذ بها وبعلاتها . وقول يوسيفوس من ان الاسينيين مجتمع ذكوري لايثق باخلاص المرأة وان تبنيهم يقتصر على الذكور من الاطفال يبقى افتراضا مشكوكا فيه ، فكيف يكون لهم تجميع العدد الكافي من الافراد كي يُكَونوا مجتمعا متراميا، اذا ما علمنا ان الاولاد في ذلك الزمان وخصوصا لدى المجتمعات الشرقية يمثلون عملة نادرة ، فمن خلالهم يجمع قوت العائلة وكذلك فهم ذخرا للكبر ، فمن ذا الذي يضحي بأولاده وبهذه السهولة؟ وهل كانوا يلفون البيوت ليقولوا من مال الله اعطونا ابنا نتبناه ! .
لسنا هنا بصدد نكران تبنيهم لاولاد الغير . فالمصادر المندائية تخبرنا عن كيفية نقل النبي يحيى عند ولادته الى الجبل الابيض ، ليتربى ويتعلم اصول الدين المندائي هناك ، ومنها يرى الكثير من العلماء امكانية ان يكون يحيى وكذلك عيسى قد تربوا عند الاسينيين ، وهذا ما نراه ايضا . الا ان الاحتياجات الخاصة التي تتطلبها تربية الاطفال تحتم وجود عنصر نسائي بينهم يتولى هذه المهمة وهذا ما يدعم نضرتنا من ان الاسينيين مجتمع لاينبذ العنصر النسائي ومن الممكن جداً انهم كانوا يخبؤون النساء خوفا من اعتداءات التيارات اليهودية المتطرفة . وبالتالي فان تبنيهم للاطفال لايعدوا ان يكون حالة استثنائية ، مثلما حصل مع يحيى وكذلك عيسى.
وبقي ان نقول ان ما اشار اليه يوسيفوس من انهم يعضمون اليوم السابع كما يفعل اليهود فمن الممكن ان ياتي ذلك كما اشرنا سلفا من مبدأ التقية لابعاد الشبهات عنهم ،


المصادر المندائية

الكنز العظيم
تعاليم النبي يحيى
لفائف حران
المصادر اليهودية
سفر التكوين
سفر الخروج
سفر العدد
سفر التثنية
مصادر عامة
مخطوطات البحر الميت احمد عثمان
كتاب يوسيفوس _الاعمال الاساسية _ تحرير وترجمة ب .ل ماير ؛ 1994
اصول الصابئة المندائيين عزيز سباهي
ختان الذكور والاناث د.سامي عوض الذيب



#أحمد_راهي_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة عي ...
- افاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...
- هل نحن على اعتاب خريف عربي
- الامبريالية العالمية تلبس العمامة البيضاء
- انتفاضة الشعوب العربية الى اين تسير


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد راهي صالح - هل كان النبي يحيى يهودياً