أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - الوقوع في شراك شيراك














المزيد.....

الوقوع في شراك شيراك


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في السياسة لا صداقة ولا عداوة دائمتان بكل تأكيد ، لكن هذه القاعدة بالنسبة للشرقيين ملتبسة ، فبعد وصول التقارب السوري الفرنسي ذروة عالية بالتوافق على الوضع اللبناني بالأخص مع تفاهم نيسان ، واستقبال الدكتور بشار قبيل ترؤسه ، ووقوفه في العام 2003 في البرلمان اللبناني مؤيداً الوجود السوري ، وتجانس في موقف الدولتين من الاحتلال الأمريكي للعراق واعتماد الحكومة السورية على فرنسا في ملفات داخلية حساسة ، في خطوة تعبر عن ثقة بلا حدود على مستوى دفء العلاقة بين الدولتين قلبت فرنسا ظهر المجن في خطوة تصعيدية خطيرة عبر تبنيها وأمريكا للقرار 1559 وبشكل مفاجئ جداً كما أشار الوزير فاروق الشرع ،
الخطوات التصعيدية للفرنسيين لطشت كل التحليلات الثاقبة لبعض الديمقراطيين الجدد في بلادنا حول الفرق الجوهري بين الأمريكيين والأوروبيين من حيث أن الأولين سيرفعون غطاءهم عن الديكتاتوريات وانتهاكات حقوق الإنسان في حين أن الفرنسيين مثلاً غير جادين في الضغط على الحكام من اجل التغيير الديمقراطي في المنطقة !!!!!! ولا يعنيهم ذلك لا بل تتناقض مصالحهم تماماً مع الأمريكيين !!
يبدو أن هؤلاء يحملون ثقوباً في ذاكرتهم عن السياسة الاستعمارية ،ذاكرتهم التي عملوا فيها (delte) للديالكتيك الذي اعتنقوه إبان طورهم الماركسي التقدمي ، فرنسا ديغول قتلت مئات الألوف في الجزائر قبل أن تنسحب ويكبر العرب المساكين لديغول العظيم انسحابه من الجزائر ، وزودت إسرائيل بالتكنولوجيا النووية قبل أن تعطيها إسرائيل ركلة في قفاها لمصلحة العلاقة المتماهية بالتفاصيل مع المصالح الأمريكية في المنطقة ، فتعلن عن وقوفها إلى جانب العرب بعد عدوان 67،
واليوم بعد أن صححت فرنسا موقفها وانقلبت على السوريين يبدو أنها بدأت تحوز الرضا عند هذه الأوساط ،
ولكن قبل أن ينجرفوا وراء هذا التحول الفرنسي الغير مفاجئ والذي وصل حد إطلاق تصريحات عنجهية من رأس النظام الفرنسي ( عذراً فأنا أستعير مفرداتهم السياسية ) من قبيل أن لبنان هو عراقنا ، يحلم شيراك وهو الذي رعى مع الأسد الراحل الخروج الذليل لفرنسا الأم (الحنون) من المعادلة اللبنانية – الاستعمارية أمام الاندفاع الأمريكي المسلِّم بالدور السوري في لبنان إبان تسوية حرب تحرير الكويت وتدمير العراق . وانحاز شيراك للبنان الطائف الحليف لسورية بعد أن وصلت العلاقات السورية الفرنسية في نهاية الثمانينات حد التلويح بالقوة مع قدوم قطع الأسطول الفرنسي للساحل اللبناني وسحبها فوراً في خطوة مغامرة حمقاء تذكرنا (بغزوة السويس 1956)
يحلم شيراك بعودة الماضي إلى لبنان ويتطوع لخدمة المصالح الأمريكية ذنباً جديداً كطوني بلير عارضاً تجاربهم الاستعمارية في لبنان وخبرتهم في تقسيم الكيانات وإذكاء النزعات الطائفية ، هذا العنصري الذي اشتهر بوصفه للروائح الكريهة التي تنبعث من مداخل الأبنية التي يسكنها مهاجرون !!!
سيخلفه في الحزب من هو أكثر عنصرية (ساركوزي) الذي تذكرنا زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة بزيارة بوش لها يوم كان حاكماً لتكساس، وجولاته في المستوطنات ومنها المبني على أراض لبنانية ويومها لم يتحسس السياديون منه!!! برفقة شارون وخروجه من الزيارة مصعوقاً لحجم التهديدات والمخاطر التي تشكلها دولة فلسطينية لإسرائيل ، ولماذا لا يكون اليميني الفرنسي ساركوزي كذلك وقد أبدى تعاطفه الشديد مع المستوطنين الصهاينة ( المهددين بالترحيل ) مذكراً أنهم كفرنسيين عاشوا هذا الألم إبان مغادرتهم لمستعمراتهم في الجزائر !!!!
هؤلاء هم الديغوليون ،
واليوم يطالب شيراك بتحقيق دولي لكشف ملابسات اغتيال الحريري ، في نفس الوقت يتحدث ناجون من مجازر رواندا عن ضلوع الجنود الفرنسيين في المجازر وفي الوقت نفسه الذي لا تزال فيه فرنسا تتستر و تتواطىء ( إن لم تكن مسوؤلة تماماً ) عن قتل المعارض اليساري المغربي الشهيد المهدي بن بركة ،
يطالبون بتحقيق دولي ولا يزال المناضل جورج عبد الله يقبع في زنازين الديمقراطية الفرنسية رغم إنهاء فترة محكوميته ،وهم المتسترون على جريمة اكتمل وقوعها على الأرض الفرنسي ( قتل الزعيم الفلسطيني يا سر عرفات )
المقرف في الأمر ما أظهره تجار الدم فقبل مقتل ياسر عرفات تحدث بوش ( في تأكيد على تلقيه الإلهام الرباني ) أثناء مرض عرفات بلغة اليقين أنه ميت بكل صلف واحتقار للروح الإنسانية ضارباً عرض الحائط قدسية الموت فقد صرح بوش وعرفات في المشفى أنه يتمنى الرحمة لعرفات وإطلاق العملية السلمية !!!!!!! بعد قتلهم للحريري لعقوا دمه المتناثر في السان جورج وأطلقوه ناراً باتجاه سورية وحلفاءها في لبنان ،
مراكز المتروبول الرأسمالي لا تتناقض بشكل جذري ومسيرتها ما بعد الحرب العالمية الأولى تؤكد ذلك
المعسكر الرأسمالي معسكر واحد يمكن العزف على تناقضاته الراهنية والاستفادة لا أكثر وهو ما أتقنته القيادة السورية لا امتيازات ولا التحاق بفرنسا إبان التقارب في حقبة التسعينيات ، تحالف مرحلي يبدو انه انتهى فمصالح الفرنسيين تعارضت ، لا بأس ومصالحنا أيضاً لها الأولوية ، من العرب من يذهب نحو العدو بالكويز و منهم من يطلب المساعدة والتدخل في لبنان ومنهم من يتجه شرقاً ليحصل على بعض من صواريخ ودعم صديق سبق أن دمروه ،
دولنا الوطنية تشبه الدولة العثمانية في أواخر أيامها ، فهل ننتظر المعاجز لإنقاذنا من أهوال الزحف الأمريكي – الإسرائيلي .
مؤتمر حزب البعث الحاكم يقترب وعلى مقرراته يمكن استشراف مقدار ابتعادنا أو اقترابنا من الهاوية .



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان على شفير ... الخاوية !!برابرة ما بعد الحداثة يحاضرون ف ...
- قتلتنا يا سيد محمود القمني قتلت قراءك اليتامى
- الحرية لنبيل فياض 1 من 4 الليبراليون العرب الجدد ِسفاحُ الفِ ...
- إلى محمد عرب ومهند الدبس في سجنهم
- ديمقراطية القنابل العنقودية نتيجة طبيعيةلوجود حكومتي ظِل و ذ ...
- ساعة حَرّة على قناة الحُرَّة قاطعوها ذلكم خير لكم
- لعنة عمرو بن العاص ألم ننتهي من رجل الفتنة وبطل الإسلام الكر ...
- نقطة خاء الخوري ويقظة أمة نجيب عازوري الدخول في الوطن من كوة ...
- ألسنا أولى بالحوار من الأمريكان وقبلهم ؟
- بعد اغتيال دمشق قهر وغضب..... ولا حول ولا قوة إلا بالله
- الإرهاب يضرب في قلب دمشق هل فقدنا الإحساس ؟
- العولمة وبعث الخصوصيات السلبية المعرقلة
- حكام شاذون وطنياً و .....!! تحية إلى مظفر النواب
- رسالة من علماني كفوا عن تحقير الإسلام أيها العلمانويّون الجد ...
- لا لحمام الدم العراقي - العراقي
- فصــــل الطلاب مرة أخرى شكراً رئاسة جامعة حلب
- بين عدي الابن وبوش الابن
- محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري
- !!!!!!!كم أنت رخيص أيها العراقي
- وانتصرت ديمقراطية الفقراء الوطنيين شافيز ...... تحية المقاوم ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - الوقوع في شراك شيراك