أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام البغدادي - محاكمة الله بتهمة الاساءة للأديان














المزيد.....

محاكمة الله بتهمة الاساءة للأديان


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نتحدث عن الاساءة للأديان فنحن نتحدث عن الله الذي يمنع كل شكل من أشكال التدين خارج منظومتهِ الدموية التي يصطلح عليها الاديان الابراهيمية. عندما نتحدث عن مجرمين أساءوا للبشرية و كل الفكر البشري فنحن نتحدث عن عاهات بشرية مثل أبراهيم وموسى و المسيح و محمد. هؤلاء المجرمون حددوا بكل دكتاتورية وصلافة الاشياء التي يحق للإنسان أن يفكر بها, الاشياء التي يحق للإنسان المطالبة بها و الاشياء التي تؤدي بالانسان الى الموت على يد الآخرين بأسم الله طبعاً. هذه الافكار الدموية و الدكتاتورية التي لازلنا نعيش في ظلالها حتى اليوم هي التي تصنع لنا جيل بعد جيل دكتاتور بعد دكتاتور كبير. عاهات بشرية مثل صدام حسين وبشار الاسد وحسني مبارك ليسوا سوى نماذج مصغرة من فكرة الله الابراهيمي و ليسوا سوى مقلدين لأسوأ شخصيات عرفها التأريخ مثل موسى و المسيح و محمد. فكيف نثور على دكتاتور كل ذنبهُ أنهُ طبق ما يفعلهُ الله مُسبقاً وهو أستعبادنا؟ لماذا نثور على صدام حسين وحسني مبارك وبشار الاسد إذا كان كل مافعلوه هو تطبيق حرفي لما دعا لهُ موسى ومحمد والمسيح؟

أول شخص نستطيع أن نزج بهِ في قفص الاتهام بتهمة الاساءة للأنسان أولاً ثم الاديان والافكار وحرية الفكر هو الله ذاتهُ. أول كيان نستطيع أن نمنعهُ قانونياً بتهمة الاساءة للأديان هي الاديان نفسها ثم الجمع الغفير من السفاحيين الذين جاءوا بهذه الاديان على مر العصور. الله هو الإله الوحيد من دون كل الآلهة التي عرفتها البشرية الذي يعاقب المؤمنين بهِ بالموت فقط بتهمة الاشراك بهِ. الله فقط من دون كل الآلهة التي عرفتها البشرية هو الذي يسلخ جلد عبيدهُ ويعذبهم إذا غيروا دينهم. الله فقط وليس غيرهُ هو الذي يدعو عبيده الى الاساءة الى الاديان الأخرى ومحاصرتها بل القضاء عليها كذلك. فمن هذا المجرم الذي يطالب المؤمنين بهِ قتل الآخرين الغير مؤمنين بهِ. وكم جريمة بعد يجب أن نعددها كي ندرك أن مكان الله الحقيقي في السجن أو مستشفى المجانين وليس على عرش عظيم تنحني أمامهُ العقول؟ كم جريمة يحق للإله أرتكابها قبل أن نوقفه عند حده ونقول لهُ أحترم نفسك, وأحترم عقولنا و أغرب عن وجهنا إذا لم تعجبك التعددية والديمقراطية وحرية الفكر والتعبير؟

نعيش اليوم على مشارف الالفية الثالثة ولازال هذا الإله يتربع بكل بجاحة على ناصية عقول الملايين من البشر. نعيش اليوم في عصر الالكترون وهناك خطوات حثيثة لغزو الفضاء ولازال هناك من يعتقد حقيقة بأن المسيح أو محمد أو أشيعياء صعدوا السماء بأجسادهم على ظهير حمير وبغال وعربات تجرها الدواب. الايمان بأي شئ هو حق أساسي لكل إنسان, لكن الايمان بأن من حق الإنسان المؤمن بشئ ما (حقيقي أو خرافي) مصادرة حقوق الآخرين بالايمان أو عدم الايمان بهذا الشئ هو جريمة من الطراز الاول بحق حرية الانسان في الاختيار. يجب أن نكون واضحين جداً في تعرية جرائم من هذا النوع. يجب أن نكون حازمين جداً في الوقوف بوجه جرائم من هذا النوع. يجب أن نشرح للجميع بأن من حق كل إنسان الايمان.. أو عدم الايمان بأي شئ حتى لو كان هذا الشئ أسمهُ الله أو محمد أو المسيح. من حق كل إنسان نقد كل شئ... حتى لو هذا الشئ أسمهُ الله أو محمد أو المسيح. ومن حق كل إنسان أن يعيش حراً ملكاً لأفكاره لا عبد لأفكار الجماعة.

بسام البغدادي



#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا مات الله
- الدليل ليس عداء للأديان بل أحتراماً للإنسان
- ليسقط الله و ليحيا الإنسان
- ماهي الغاية من وجود الله؟
- سقوط الدكتاتوريات وسطوع نجم الله
- الله يسكن في السماء أما الإنسان فيسكن حيث يريد
- نهاية بشار الاسد وتحرير سوريا
- المجاز طوق نجاة المؤمن عندما يغرق
- قبلتُ تحدي الله فهل يقبل هو التحدي؟
- الخوف من الموت يجعلنا نؤمن بالله
- لماذا قطعت رأس أمي؟
- هل يستحق الله العبادة؟
- عبثية ميلان كونديرا الرائعة
- كلام في اللقاء الجزء الثالث
- كلام في اللقاء الجزء الثاني
- كلام في اللقاء الجزء الاول
- هل يملك الله أي خيار؟
- حواء و بناتها و التفاح
- لهم ملكوت الارض
- خالداً في ذاكرة عشتار


المزيد.....




- بشرط واحد.. طريقة التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 2024-1445 ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- -تصريحات ترامب- عن اليهود تثير عاصفة من الجدل
- أصول المصارف الإسلامية بالإمارات تتجاوز 700 مليار درهم
- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام البغدادي - محاكمة الله بتهمة الاساءة للأديان