أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - تشريح نصوص مسرحية















المزيد.....

تشريح نصوص مسرحية


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 04:20
المحور: الادب والفن
    


تشريح النص المسرحي
- دراسة تحليلية فاحصة لثلاثة نصوص مسرحية لكتاب جدد -
د. أبو الحسن سلام
عرضت على ثلاثة نصوص عن طريق هيئة قصور الثقافة قدمها أصحابها للتحكيم ضمن فعاليات تسابقية ؛ وقد مضى على ذلك سنوات ؛ فاز من فاز جدد الآخران طموحاتهما في الفوز بأعمال أخرى أكثر إتقانا . وقد رأيت من المفيد ربما إذا نشرتها أن تسهم في مزيد من اكتساب بعض شباب ا-كتاب المسرح في لغتنا العربية

فحص نص مسرحي (1)
النص الأول : خضرة – مسرحية من فصلين
تأليف : السيد فراج
المحتوى : يعالج النص مشكلة اجتماعية قائمة في مصر ، حيث تتسلل العمالة المصرية إلى خارج مصر ، وبخاصة أهل الريف من الدلتا والصعيد ، دون استثناء لأسباب كثيرة ، اقتصادية واجتماعية ، منها البطالة والفقر والغلاء المتوحش الذي لا يقف عند حد ، لا يضبطه ضابط من قانون أو رقابة أو رغبة في متابعة مسؤولة . انعدام الحياة الإنسانية الكريمة في وطنه في ظل سطحية التعليم وانعدام المراعاة الصحية المجانية والإهمال الشديد في كل ما يتصل بخدمة جماهير الشعب ، وغياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية ، وغيبة الحياة الديمقراطية وشكلية التمثيل النيابي والبرلماني ، وغياب فلسفة واضحة ومحددة في مسار النظام الاقتصادي والسياسي ، وسيطرة كبار التجار والسماسرة على أسواق المال وعلى الوزارات والمؤسسات التنفيذية ، فضلاً عن التغلغل العلني للجماعات الظلامية في كل جزء من البلاد ، دون قدرة النظام على الحد من هذا الانتشار الذي يبث سمومه الماضوية التي شلت طاقات الجماهير فحالت دون الرغبة في مجرد المبادرة نحو العمل الإيجابي العام .
لغة النص: اللغة الدارجة ، وهي مطابقة لبيئة الحدث وثقافة الشخصيات
بنية الحدث : بنية تقليدية، تعتمد على تيمات وصور من البيئة الريفية المصرية، مع تضمينات أو مقابسات من الأغاني الشعبية الفلاحية بريف مصر ، بخاصة في الفراح وطقوس الأعراس ، مثل : القرد اشتاق للشعرية / يا ما ناس متغاظه ومهرية ) ومن المثل الشعبي المصري " الدراهم مراهم تخلي للعويل مقدار" كما تعتمد البنية الدرامية على توظيف الصوات المسجلة لشخصيات غائبة ، والمستعادة فلاش باك عبر التذكر في لحظات شعورية متكررة على طول الخط الصراعي للحدث . مع ميل أحياناً إلى توظيف بعض لمحات تعبيرية كاريكاتيرية . فضلا عن خلط الأساليب ، وإن كان الأسلوب الأساسي الذي اعتمد عليه الكاتب في مسرحيته هذه هو الأسلوب الطبيعي ، الذي تأسس على عنصري (البيئة والوراثة).
ومع ذلك فيبدو لي أن بعضاً من التيمات أو الصور الشعبية الطقوسية التي وضعها الكاتب في ثنايا مواقف درامية من نصه منسوبة لمجتمع الريف المصري في طقوس (السبوع) الذي يقام احتفالاً بولادة طفل للأسرة ، يبدو لي أنه طقس شعبي مخصوص بعادات أهل الريف الذين نزحوا للمدن الكبرى ؛ بمعنى أنه تعبير طقسي شعبي حضري يعرف احتفال (سبوع المولود) بعد أن تمضي سبعة أيام على مولده ، وفي ظني أنه تقليد قريب من فكرة السباعية اليهودية الأصول ، التي يرمز لها بالشمعدان الإسرائيلي اليهودي التراثي ، ومعلوم أن فكرة أو (رمز سبعة) في طقوس الديانة الإسلامية حيث الطواف حول الكعبة ، والسعي في (الصفا والمروة) وغيرها ، فضلاً عن الطقس الشعبي لمع الحسد (التغطية سبع مرات إناء بخور) ( حلقاتك برجالاتك حلقة دهب في وداناتك) (يارب يا ربنا تكبر وتبقى قدنا .. ثم دقات هون مع حوار البنات) .
" بنت 1 : اسمع كلام أمك
البنات : (يرددن خلفها) اسمع كلام أمك
بنت 1 : ماتسمعش كلام ستك أو أمك !! " (ص 11)
لا أعتقد أن نص (برجالاتك.. حلقة دهب في وداناتك ) من أصول حفل (السبوع) في الريف المصري ، وإنما هو طقس شعبي في الأحياء الشعبية في القاهرة والإسكندرية وربما في بعض المدن المصرية الكبرى .
كما يوظف الكاتب بعض أساليب كسر الإيهام . في محاولة شخصية (حسان) توجيه خطابه (للجمهور) " الواحدة يا حضرت المفروض تنتظر جوزها الغايب (للجمهور) كام شهر ولا كام سنة يا جماعة (فترة صمت) أهم قالولك يا حضرت ... " (ص14)
وفي ذلك خلط للأساليب ما بين الدرامية وأسلوب كسر الإيهام الأقرب إلى نظرية التغريب الملحمية ، فضلاً عن المواقف المتناثرة لتوظيف أسلوب النزعة التعبيرية في عدد من المواقف التي تستعيد فيها بطلة المسرحية (خضرة) أصوات أمها وزوجها وأخواتها ( يشددن من عزيمتها ويحضونها على التحمل والاصطبار على غيبة زوجها الذي اضطرته الأوضاع الاقتصادية للأسرة إلى النزوح لبلاد خارج وطنه بحثاً عن الرزق .
"ناي حزين وسطوع الإضاءة تدريجياً بينما خضرة تلملم (ملابس) عبد الحميد وتضعها في صندوق ومعها عزيزة ، ووهبة يواسونها ويشدون من أزرها / ينزل صوت عبد الحميد)
"عبد الحميد : هانت يا خضرة .
خضرة : ست سنين دلواقتي يا عبد الحميد ولسه بتقولي هانت (تغني بحزن) والله اليتيم حزني همه / لما لقيته جاي ماشي ورا عمه / والله اليتيم حزني همه / لما لقيته جاي يبكي ورا خاله "(ص ص 15 – 16 )
وتتكرر مثل هذه الصور التي هي أقرب إلى كتابة دراما إذاعية. والنص بهذا صالح للنشر .
ملحوظ: هذا المحتوى ، نفسه هو بمثابة مقدمة لنص (خضرة)
د. أبو الحسن سلام

فحص نص مسرحي (2)
النص الثاني: رقص على الماء
تأليف : محمود محمد كحيلة
المحتوى : هذا النص عبارة عن مونولوج طويل ، لشخص متشبث ببعض الأخشاب الغارقة المتبقية من سفينة غرقت في البحر ، وهو عبارة عن استعادة لمواقف مرت من حياته ، وهو أقرب إلى حالة تأمل طويلة ، في موقف لا مجال فيه للتأمل !! ولما يشبه حالة حداد على رفقاء له في السفينة الغارقة قضوا نحبهم غرقا . ولا أدري أي حداد وهو نفسه موشك على الموت لاشك !! هل هذا يناسب من هو يغرق ؟!.
بنية النص: بنية قائمة على الحكي المستعيد لصور مضت والمتصور أو المتأمل، وهو لا يزيد عن كونه مونولوج مطول استطرادي ، دون ضرورة درامية، ودون منطق ، فلا المكان يناسبه التأمل والحكي، ولا الحالة النفسية تساعد على ذلك.
ومع أنه ليس لناقد أن يقترح شيئاً على الكاتب لأن الناقد واجد واصف ومع ذلك: أرى أنه لو كان هذا الحكي نوعاً من استعادة صور الحادثة بالصور بعد نجاته لكان أوقع وأكثر قبولاً أو تصديقاً . إما في حالته هذه فلا صدق فيها، ولا مصداقية. ولذلك كان يقتضى من الكاتب ترك صور الذكريات تتجسد بديلا عن ثرثرته حولها حتى تحقق الفرجة ؛ وعندها يكون قد أنتج نصا مسرحيا ينتمي إلى مسرح الصورة ؛ لأن الحدث أنسب له أسلوب مسرح الصورة .. لا مسرح الكلمة والحوار.

إن الموقف الذي وضعت فيه الشخصية لا يسمح لها بكل هذه الثرثرة …… الإنشائية.
وإنما الأكثر مصداقية هو تذكر بعض الصور أو المواقف المهمة والمفصلية في مسار حياته فيما قبل هذا الموقف، لا أن يثرثر حول حالته البائسة الراهنة، وهو يعايش الموت في كل ثانية يمر بها، خلف عنوان يتذكر !! ماذا يتذكر من؟! يتذكر ماذا وهو على شفا موجة من الموت .الأكثر مصداقية أن يفكر فيما هو فيه فعلا… يتذكر وهو شخصا كان كحاله مشرفا على الخطر أو الرحيل والهجر والفقد!!
اللغة: لا تطابق بين الموقف والحوار المحمول على صوت واحد !!
" الفقرة الأخيرة : هل يتدفق الماء من كل جانب فعلا أم هو مقصور على اتجاه الموجة بعد الموجة !! "
وهل ذلك غير معلوم له أو لنا .
الفقرة الثانية: ليست هذه لغة من هو مشرف على الموت .
الفقرة الأخيرة : ثرثرة وحكى
بداية من صفحة(32-37)
التعليق والرأي: هذه ثرثرة وحكى في موقف لا مجال فيه للحكي . هذا النص ليس نصاً مسرحياً بالمعنى المفهوم ولكنه أقرب إلى المونولوج المسرحي المفتقد لعنصر الفرجة ، إلا إذا تناوله مخرج سينوجرافي قدير حول الثرثرة إلى صور يستعين فيها بالسينما أو بتقنية الهولوجرام ، غير الموجودة بمصر، ونحن في القرن الحادي والعشرين . والنص بذلك غير صالح للنشر.
د. أبو الحسن سلام

فحص نص مسرحي (3)
النص الثاني: قمر بنت (الغجر)
تأليف : محمد مكي خليل
المحتوى : مسرحية غنائية استعراضية من ثلاثة فصول ، في كل فصل عدة مشاهد ، وهو يتناول شريحة اجتماعية تعرف بالغجر ، الذين يمتهنون ضرب الودع وقراءة الطالع . والحدث تأسس على وقوع سمير ،ابن أخد الوزراء وكان في رحلة طلابية شبابية إلى مدينة ساحلية ، ومن ثم يتعلق بفتاة غجرية ( زينب) التي تقرأ له طالعه.
اللغة : النص مكتوب باللغة البدوية الدارجة المصرية ، غير أن الإرشادات ، بالفصحى التي لا توجد من بينها كلمة عربية فصيحة سليمة فالأخطاء اللغوية لا حصر لها .
الرأي: النص بذلك غير صالح للنشر ، بل ربما الأجدر أن نقول إنه غير صالح للقراءة ، ويجب إعادته لكاتبه ليعيد ضبطه لغويا ، وضبطه تأليفيا ، فمن غير المعقول أن يوجد مشهد عبارة عن سطر واحد ، وآخر عدة صفحات ، وثالث في صفحة واحدة ، إلا إذا كان ينتمي إلى المدرسة المستقبلية . والنص في أسلوبه ينتهج الواقعية الفوتجرافية ، ويعج بالشخصيات والمشاهد ، والحديث الثنائي ، الذي يمكن اختصاره .

د. أبو الحسن سلام



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع بين الحرية والالتزام
- هوامش مهرجاناتية
- الثقافة الجماهيرية من ثروت عكاشة إلى فاروق حسني
- مسرح الثقافة الجماهيرية بين المد والجذر
- درامية التعبير الصوتي في فن الأداء المسرحي
- فنون التمثيل داخل التمثيل بين بيرانديللو ومحمود دياب
- ثقافة التناكح في حياة المسلم
- ذكريات .. لزمن آت
- ضوء أسود وحوائط عازلة
- حرية العقيدة في القرآن
- الفاعل الفلسفي في المسرح الوجودي - المومس الفاضلة نموذجا -
- كتابة الصورة المسرحية بين أفلاطونية التقديس والتدنيس
- خيوط الاتصال بين الناقد والباحث
- الممثل وبناء الدور المسرحي بين البواعث والدلالات
- مدرسة المشاغبين فبي ميزان النقد
- عروض مسرحية بلا إنتاج
- كتابة ناقدة لنصوص مسرحية واعدة
- - برشيد - وقضية تخوين الحركة النقدية المسرحية
- تراجيديا في قالب كوميدي
- محاكمات المبدعين في عصر المتأسلمين


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - تشريح نصوص مسرحية