أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الأمين السويد - التوابيت المأهولة














المزيد.....

التوابيت المأهولة


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 04:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سوريا تنتمي إلى محيطها العربي. هذا ما تقرّه الحقائق التاريخية و الجغرافية، فعلى الأقل يوجد جغرافياً ما يسمى سوريا الطبيعية والتي تشمل كيليكية و سوريا الحالية و لبنان و الأردن و فلسطين. و عند توصيف سوريا لايمكن أن نقول أن سوريا هي هذه الحدود التي فزنا بها أو الحدود التي فرضت علينا و اننا كسوريين هبطنا بأرض سوريا من الفضاء في هذا المحيط من التجمعات السكانية التي صادف أنها تشبهنا كثيراً.
إن الانتماء المكاني لا يعني الانتماء الايدلوجي لفكرة مستفحلة الانتشار في هذه المنطقة أو تلك، وما القول بأن انتماء سوريا إلى الوطن ـ المحيط العربي يعني الربط بين سوريا و القومية العربية إلا إزدواجية معايير منافية للمنطق ، وهي كالقول تماما :"آنا أحب البطاطا، و لأني أحب البطاطا حصلت على شهادة دكتوراه في التاريخ"
فالقومية العربية تعبير عنصري ايديولوجي ابتدعه رواد القومية العربية الذين دغدغدوا العواطف العصبية لدى عرب بدايات القرن الماضي للخلاص من الدولة العثمانية، وكان لهم ذلك، ومن ثم استخدمها الحكام العرب كوسيلة من وسائل الضغط على الشعوب لقهرها و إخضاعها لسلطتهم الدكتاتورية للابد، و مع بدء انهيار هذه الدكتاتوريات مبتدئة بإسقاط طاغية العصر الثاني صدام حسين بعد بشار الاسد، بدأت صلاحية القومية العربية بالافول عند القسم الأعظم من العرب و،بات الحديث مجرد الحديث عنها محط سخرية وفكاهة، وصار يطلق على من يدعو للقومية العربية بالقومجي وهو تعبير تلفه السخرية أكثر من الدقة أو الموضوعية.
إذا فالمحيط العربي شيء، والقومية العربية شيء مختلف ولا يمكن أن نربط ارادة التماهي مع المحيط العربي بحتمية الإنخراط في ايدلوجية القومية العربية التي انتهى عصرها وانقضت صلاحيتها.
و لايضاح هذه النقطة نضرب مثالاً، هل يمكن لنا وصف إرادة تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي هو سعي تركي لربط تركيا بالقومية الاوروبية؟ وهل هناك قومية أوروبية؟ أم لربطها بالقومية الفرنسية؟ فالقول أن سوريا جزء من محيطها العربي ليس فيه نية أو شبهات للانخراط في ايدولوجيات يسعى الشعب السوري حالياً للخلاص منها باذلاً دمه في المقام الأول و الغالي و الرخيص في المقام الثاني من أجل استعادة حريته. و أؤكد أن هذه الثورة عرّت مصطلحات كانت تتكرر في حياتنا اليومية مثل اللازمة الغنائية، و أظهرتها على حقيقتها التي أنبئت عن مضمون أجوف لا يغني من جوع، و لا يسمن من شبع و أحد تلك المصطلحات هو "القومية العربية" الذي أسقطه الثوار في لافتاتهم أثناء مظاهراتهم غير ذي مرة. حتى آن المتظاهرين كفروا بالامة العربية، و الاسلامية، والاسرة الدولية تعبيراً احتجاجياً على شعورهم بالخذلان من هذه التوابيت المأهولة بعفن وسائل الإذلال و تحويل الشعوب إلى قطعان ترعى ، لتسمن، فتذبح، فتأكل، فتهضم ، فتطرح من قبل رعاة مأجورين يتحولون لذئاب عندما يرفع كبش قرنه إلى الأعلى قليلاً.
انظر رابط الصورة
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=520861597925896&set=a.286519201360138.80379.100000061808381&type=1&theater



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومات السورية الباراشوتية
- الهيكل التنظيمي لدولةٍ ثوريةٍ مؤقتة
- مستنقع أحلام الثورة السورية
- مناف طلاس فقاعة الشبيح الأكبر
- الدولة العلوية خيارُ ما قبل الانتحار
- عقد مصيرية في مسار الثورة السورية
- الفرق بين المعارض و الثائر السوري
- براقش تقتل أهلها بعد موتها
- هل بات قيام الدولة العلوية وشيكاً؟
- المخاض المرتبك للثورة السورية
- ننتصر و لا نموت
- النظام الأسدي و أحلام الانفصال النائمة
- الشعب السوري على مائدة اللئام
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة
- المحنة السورية على إيقاع رقص الذئاب
- النظام السوري و استراتيجيات تشو مسكي العشر
- رومانسية تسبق سبات المنطق الحيوي
- بشار الأسد و القرد الصغير
- رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الأمين السويد - التوابيت المأهولة