أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.














المزيد.....

افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 02:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام (يُطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) . مناسبة التذكير بهذا الحديث النبوي الشريف ــ والذكرى تنفع المؤمنين ــ ما نسبَتْه لشخصي السيدة الوزيرة المحترمة بسيمة الحقاوي في موضوع "المحْرم" افتراء وبهتانا ، حين نسبتني إلى الفئة المتشددة التي ترفض سفر المرأة بدون محْرم . ولعمري هو افتراء يعكس أحد الاحتمالين : إما أن السيدة الوزيرة لم تستوعب مضمون مقالاتي ومقصدها غداة مجادلتي لخصوم مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية ؛ وكان حزب السيدة الوزيرة وحركتها على رأس المناهضين للمشروع . وقد ألتمس لها العذر لأن حماسة التحزب وحمأة الصراع السياسي لم تتركا لها فسحة التركيز ولا الصفاء الذهني لاستيعاب أطروحات الخصوم . أما الاحتمال الثاني فلعله نزوع التشنيع بـ"الخصم العنيد" ( وأستسمح الشيخ الفيزازي باستدعاء هذه الصفة التي حياني بها وعانقني تحية وترحيبا بمقر إذاعة كاب راديو بطنجة في مناظرة تصفية الخواطر) . خصوصا وأن السيدة الوزيرة خانتها الحيلة والوسيلة للدفاع عن سياسة الحكومة ، فلم تجد غير الافتراء والكذب عليّ في موضوع المحْرم حتى تقدمني قربانا أعصمها من سياط الجلْد الذي آلمها وأدمى نفسيتها . واستجابة لرغبة السيدة الوزيرة في توضيح ما غُمّ عليها ،أستسمحها في التذكير بالسياق السياسي الذي اعتمل فيه النقاش حول المحْرم . إذ لا يخفى على السيدة الوزيرة أن حزب العدالة والتنمية ناهض مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية لأسباب جعل من أهمها أن المشروع يمنح المرأة حق ولايتها على نفسها في الزواج . ذلك أن الحزب ظل مصرا على رفض ولاية المرأة على نفسها ، بدعوى أن ولاية الرجل على المرأة شرط صحة العقد . لهذا وجدناه يشدد ليس فقط على اشتراطها ، ولكن أيضا على تعميمها لتشمل حتى الحالات التي أقرتها ، سابقا ، مدونة الأحوال الشخصية بدعوى ( وجود نصوص حديثية صحيحة في الموضوع تؤكد على الولاية وتؤكد عدم صحة الزواج بدون ولي ) . ومن ثم طالب بـالتراجع عن التعديل الذي جاءت به مدونة 93 ، بحيث جاء في المذكرة التي رفعها إلى اللجنة الملكية الاستشارية التأكيد على ( عدم استثناء الرشيدة في اشتراط الولي ، لأن النصوص الشرعية الواردة في الموضوع لا تفرق بين ذوات الأب واللواتي لا أب لهن نظرا لعمومها وإطلاقها ) . وحتى بعد إقرار الملك لنص المدونة في شقها الفقهي وعرضها على البرلمان للمناقشة وإدخال التعديلات الضرورية في الجوانب الإدارية والقانونية للمدونة ، حاول حزب العدالة والتنمية الضغط لإدخال تعديلات على الجوانب التي حسمها الملك بصفته الدينية "أميرا للمؤمنين" التي ينص عليها الدستور . وأود هنا أن أذكّر السيدة الوزيرة بما طالبت به ــ هي نفسها ــ من تعديلات تراجعية داخل قبة البرلمان ، حيث قالت ( لسنا في حاجة إلى هذه المادة 25 : " للرشيدة أن تعقد زواجها بنفسها " . لهذا نحن نقترح لتعديلها " للرشيدة بمحض إرادتها أن تفوض عقد زواجها لأبيها أو لأحد أقاربها " . ولعلمكم لا أحد يشتكي من الولاية ، فهي ولاية تكافل وسند ) . فالسيدة الوزيرة لا يرضيها أن تكون المرأة ولية على نفسها في إبرام عقد زواجها ؛ كما أن حزبها يرفض ، من حيث الأصل ، الإقرار بولاية المرأة أيا كان وضعها . ومقتضى هذا الرفض أن المرأة غير مؤهلة لمسئولية الولاية على نفسها وعلى غيرها . فهي لا تبرم عقد زواجها ولا عقد زواج أبنائها . وانعدام الأهلية هذا ليس مؤقتا ، بل هو على الإطلاق . على أساس هذا الاعتقاد الذي يؤمن حزب العدالة والتنمية ويطالب بتطبيقه على كل نساء المغرب ، جادلتُ قيادة الحزب في قرارها تقديم نساء مرشحات للانتخابات التشريعية ؛ أي للعضوية في المؤسسة التشريعية . لأن قرار ترشيح النساء يضع قيادة الحزب في تناقض صارخ : كيف ترفضون "شرْعا" أن تكون المرأة مسئولة على نفسها وتقرر مصيرها بإرادتها ، وفي نفس الوقت تقبلون "سياسيا" أن تكون المرأة مسئولة عن الشعب وتقرر في مصيره ومستقبله بكل إرادة ؟ فما كان أعظمه محرَّما كان أدناه كذلك . والولاية على الشعب هي أعظم من الولاية على النفس . فكيف تجيزون الأعظم وتحرّمون الأدنى ؟ وتناولَ الجدال خلفيات رفض ولاية المرأة على نفسها ، وفي مقدمتها أن المرأة قد لا تحسن التصرف والاختيار . ومعنى هذا أن المرأة مطالبة بإحضار الولي في كل المواقف التي تستدعي منها اتخاذ القرار أو الفصل أو الاختيار . ومبنى هذا الموقف ومعناه أن قيادة الحزب تفقد الثقة في المرأة ولا تطمئن إلى قراراتها أو اختياراتها حين تُوكل إليها مهمة من هذا النوع . ولا يخفى على قيادة الحزب أن المرأة البرلمانية ستكون عضوا في إحدى لجان البرلمان أو تصير مسئولة حكومية ، كما هو حال السيدة الوزيرة الآن ، مما ستلزمها مسئوليتها البرلمانية أو الحكومية بالسفر إلى خارج الوطن و"عقد" اتفاقيات . في هذه الحالة هل ستسافر إلى وطن غير وطنها وتلتقي مسئولين أجانب وأغراب و"تعقد" اتفاقيات من دون ولي/محْرم يوجهها ، يحميها ، يصونها ، يقرر نيابة عنها ، أم أن الولي/المحْرم "الشرعي" يسقطه الحساب "السياسي" ؟ إن غياب الانسجام في التصور الذي يطرحه حزب العدالة والتنمية في التعامل مع المرأة لا تحسمه القوانين ولا القرارات السياسية ؛ بل يقتضي منه مراجعة صريحة للخلفية العقدية التي تتعامل مع المرأة ككائن فاقد الأهلية ، وخُلق ليكون تحت وصاية الذكور . والسيدة الوزيرة نفسها لم يصدر عنها ما يثبت أنها راجعت موقفها من ولاية المرأة على نفسها في الزواج .إذ بحسب مطلبها المومأ إليه أعلاه ، فالمرأة لها حق اختيار وليها "يعقد" نيابة عنها ، لكن ليس لها الحق في أن تكون هي ولية على نفسها . واليوم تمارس السيدة الوزيرة الولاية الكبرى الحكومية على الشعب بأكمله وليس فقط على نفسها . إنها ثمرات الديمقراطية التي تحب السيدة الوزيرة وحزبها قطفها لا زرعها .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم
- تضامنا مع فتيحة التي قتلت مغتصبها .
- المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!
- حوار لفائد الصباح المغربية
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
- حوار مع شيخ متطرف (9)
- حوار مع شيخ متطرف (8)
- سعي الأقليات إلى إقامة كيان سياسي خاص طلب للكرامة و الحرية و ...
- منذ متى كان الإسلاميون يناصرون حقوق النساء ؟ !!


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.