أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وكذب القرآنيون-2














المزيد.....

وكذب القرآنيون-2


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 15:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ذكرت في المقال السابق أن القرآنيين يميزون بعنصرية وتعسف غير معقول بين النصوص، يجعلون واحداً إلهياً مقدساً معصوماً والآخر وضعياً بشرياً يؤخذ منه ويرد عليه، وأن ليس أمامهم من تفسير لهذا التمييز العنصري المتعسف فيما بين النصوص إلا مخرج "الوحي"، الذي يُربط بالنص القرآني دون غيره من النصوص. وهنا أضيف إلى الوحي صفة أخرى قد يظن القرآنيون أن القرآن ينفرد بها على كل ما عداه من النصوص العربية وغير العربية الأخرى- "المعجزة". ليس من مفر، أمام القرآنيين أو غيرهم، لتفسير علو وقداسة وسيادة النص القرآني على ما سواه من كافة النصوص الأخرى إلا هاتين الصفتين: الوحي والمعجزة. أن تنزع الصفة البشرية، ومن ثم كافة الصفات البشرية المعهودة من نسبية الخطأ والصواب ومحدودية الزمان والمكان، والخلق والتغير والفناء والاستخلاف وما إلى ذلك، عن نص لابد من وسيلة غير بشرية مثل الوحي، الذي هو معجزة في ذاته. ولما كان الوحي ذاته معجزة، يصبح من السهل القول أن فحوى الوحي أيضاً معجزة بالنتيجة. القرآن، بحسب القرآنيين، هو كلام الله المعصوم والمطلق وليس كلام البشر الخطَّاء والنسبي والفاني؛ وكان لابد من حلقة وصل لإيصال المطلق إلى النسبي، أتاحها الوحي. بالتأكيد عندما ينزل الإلهي وسط البشر يصبح في ذاته ودون حاجة لأي سند أو مبرر آخر "معجزة".

بخصوص "الوحي"، هناك أسئلة كثيرة لا يجيب عنها القرآنيون أو من يؤمنون بهذه الصلة الربانية، ويأخذونها مسلمة بديهية ليست بحاجة لأي شك أو مساءلة. لماذا، ووفقاً لأي معايير، يختار الله بشراً بعينه ليوحي إليه كلامه دون بقية البشر؟ هل الصفات والمعايير التي توفرت في الرسل والأنبياء، الذين هم من البشر ولا ينكرون ذلك، لم تتوفر في غيرهم، حتى بدرجات أعلى؟ لو كان صحيح، كما قد يظن القرآنيون، أن الأنبياء والرسل يملكون من الصفات والأخلاق ما ليس متاحاً، ولو بنسب أقل، لبقية البشر مثلهم، حينئذٍ يكون الأنباء والرسل قد تجاوزوا جنس البشر إلى جنس آخر وسيط ما بين الآلهة والبشر، أو أنصاف آلهة. لا مفر من أن يكون الأنبياء والرسل إما بشر مثل غيرهم ولو بأحسن الصفات لكنهم لا يزالون في كل الأحوال بشر عاديين نسبيين فانين وعرضة للصواب والخطأ، حينئذٍ لابد أن تُنزع منهم القداسة والعصمة والإطلاق ويصبح كلامهم، كل كلامهم، يؤخذ منه ويرد عليه؛ وإما أنصاف آلهة لأنهم يملكون من الصفات ما ليس متاحاً للبشر غيرهم، ما يمكن لهم رؤية الله والكلام إليه وتلقي كلامه وفهمه، وحينئذٍ لابد من إعطائهم القداسة والعصمة الواجبة لمكانتهم الجديدة هذه بين الآلهة والبشر، ويصبح كل ما يفعلون ويتكلمون مقدساً ومعصوماً ومطلقاً مثلهم. للمفارقة، القرآنيون يقرون بحقيقة "الوحي"، ومن ثم الجنس غير البشري، شبه الإلهي، للأنبياء والرسل، وفي الوقت نفسه يقرون بعض الكلام المنسوب لهم ويرفضون البعض الآخر. لابد من تفسير مقنع.

علاوة على "معجزة" الوحي، يعتقد القرآنيون وغيرهم أن القرآن معجز في ذاته، في حروفه ومعانيه، ولا يشرحون كيف. إذا نحينا الآن جانباً مسألة الوحي وانتبهنا إلى مسألة ألفاظ ومعاني القرآن التي تُصبغ عليها قداسة وعصمة وإطلاق بحكم كونها من عند الله الخالق، لن نجد حرفاً أو لفظاً واحداً ورد في القرآن ولم يرد في النصوص الأخرى. لذلك إما أن تكون النصوص كافة إلهية الحرف واللفظ بالتساوي، أو أن تكون بشرية الحرف واللفظ بالتساوي أيضاً، لأنها بالفعل متساوية بالتمام والكمال من هذه الناحية. لكن التساوي الحرفي والشكلي لا يعني أبداً تساوي المعنى الجزئي والكلي بين النصوص. قد يكون القرآن قد كُتب بالحرف واللفظ البشري حقاً، لكن رغم ذلك يبقى معناه إلهياً مقدساً معصوماً ومطلقاً. في قول آخر، كان الوحي يتنزل على الأنبياء والرسل معناً، وكل منهم يكتبه بلسان وأحرف وألفاظ وكلمات قومه الخاصة. إذا كان كذلك، وهو بالفعل، عندئذٍ ليس من مفر من الاستنتاج أن كل الكتب السماوية المقدسة ليست مقدسة بالكامل كما يظن القرآنيون وغيرهم، إنما القداسة والإلوهية والعصمة والإطلاق تشمل مضمون ومعنى الكلام فقط، وليس الكلام في ذاته وحرفه ولفظه، التي هي بشرية قطعية الثبوت.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة
- تعدد الزوجات جريمة
- حرية الاعتقاد مطلقة في مشروع الدستور المصري!
- العاهرة والجنرال على ميزان القيمة
- أسطورة العرب
- من يكون المتطرف؟
- مربع سياسة ومربع دين، أيهما فوق الآخر؟
- نزاع قديم على السيادة بين الآلهة والعامة في مصر
- في معرفة الله...والنص
- أم عزباء أم امرأة عانس؟
- في الزواج وممارسة الجنس
- حقيقة الصراع السلمي حتى الآن على الوطن مصر
- الدين والديمقراطية والاستبداد


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وكذب القرآنيون-2