أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وكذب القرآنيون














المزيد.....

وكذب القرآنيون


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 17:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هم فرقة قديمة ومعاصرة من المسلمين لا تعترف بالأحاديث النبوية وفقه الأئمة وتراث السلف، على اعتبار أن كل ذلك ليس أكثر من اجتهادات بشرية غير معصومة بقداسة إلوهية مثل القرآن، كلام الله. كل التراث الإسلامي القديم يؤخذ منه ويرد عليه إلا القرآن، المنزل وحده من عند الله. لا يقدس القرآنيون إلا القرآن، وينزعون القدسية عن كل ما عداه، حتى عن النبي ذاته الموحى إليه بالقرآن. الله هو الإله المعبود المقدس الوحيد، من ثم كلامه وحده لا شريك له المرجع والحكم المطلق، سواء على كلام الأنبياء والرسل أو الأئمة أو السلف الصالح أو العلماء أو المفتين أو أي من البشر الدينيين أو العلمانيين الآخرين. قد لا يمانع القرآنيون في قراءة واستشارة التراث الإسلامي غير القرآني، لكنهم يرفضون بشدة أن يكون لأي منه، حتى الأحاديث النبوية الصحيحة، أي إلزام ديني، بحجة أن كله كلام بشر والبشر، كل البشر، غير مقدسين وغير معصومين، لا في كلامهم ولا في أي فعل آخر.

أن يظهر فريق من المسلمين يريد أن يصلح الإسلام من الأساطير والخرافات الكثيرة الممتلئ بها التراث الإسلامي، لا شك هذا شيء جيد؛ لكن أن يريد أن يشطب بجرة قلم ودون تفسير شافي تراث أكثر من ألف سنة حلوه ومره، هذه كارثة وحماقة لا شك أيضاً. علاوة على ذلك، كل هذا التراث الإسلامي، شاملاً الأحاديث، المكروه والمرفوض من القرآنيين له مصدر وحيد: القرآن ذاته. في تعبير آخر، يمكن القول إن التراث الإسلامي كله قديماً وحديثاً هو عبارة عن تفسير وتأويل واجتهاد واشتقاق واستنباط من القرآن ذاته. القرآن هو القاعدة الخرسانية الصلبة التي شيد فوقها الصرح الإسلامي كله. هل يريد القرآنيون إزالة الصرح ثم إعادة البناء من جديد فوق ومن القاعدة القرآنية ذاتها؟ في سؤال آخر، هل يبشر القرآنيون بإسلام جديد حديث، من وفوق ذات القاعدة الأساسية القديمة؟ أليست القاعدة القرآنية الأساسية هي التي تحكم قواعد النبوة والصحابة والأئمة الثانوية، التي تحكم بدورها بقية الثوابت والفروض والفتاوى والاجتهادات والآراء الدينية الأخرى؟ هل نبتت وتفرعت شجرت الإسلام الأصلية من أوراقها، ما جعل القرآنيون يتوهمون أن شجرة أخرى جديدة غضة الأغصان باسقة ستنبت بمجرد إسقاط الأوراق القديمة؟

ثمة خطأ كبير وفاحش وقع فيه القرآنيون- التمييز العنصري المتعسف بين نص وآخر. اسأل أكبر القرآنيين: كيف، من وجهة نظرك، حكمت بكون النص القرآني إلهي مقدس معصوم وواجب الإتباع عمياناً بالمطلق، بينما نص الحديث النبوي وغيره بشري موضوع منزوع القداسة والعصمة وليس واجباً إتباعه حال تعارضه مع القرآن ومصالح الواقع. في صياغة أخرى، ما هو الاختلاف الجوهري، حرفاً ومعناً، بين النصين بما يجعل أحدهما إلهياً والآخر بشرياً؟ القرآن كتب بأحرف وكلمات ومعاني عربية هي نفسها المكتوب بها التراث الإسلامي كله، فضلاًَ عن كل التراث الجاهلي حتى قبل الإسلام بآلاف السنين. هل يعقل أن يكون لذات الحرف وذات الكلمة معناً إلهياً مقدساً هنا، بينما معناها وضعياً وبشرياً هناك؟ هل الألف والباء والتاء والجيم...الخ هنا أو في أي مكان آخر مختلفة في شكلها ومعناها عنها في القرآن؟ لابد من تفسير. لا يوجد سوى "الوحي" مخرجاً. وهنا تنهار كل حجة القرآنيين فوق رؤوسهم.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة
- تعدد الزوجات جريمة
- حرية الاعتقاد مطلقة في مشروع الدستور المصري!
- العاهرة والجنرال على ميزان القيمة
- أسطورة العرب
- من يكون المتطرف؟
- مربع سياسة ومربع دين، أيهما فوق الآخر؟
- نزاع قديم على السيادة بين الآلهة والعامة في مصر
- في معرفة الله...والنص
- أم عزباء أم امرأة عانس؟
- في الزواج وممارسة الجنس
- حقيقة الصراع السلمي حتى الآن على الوطن مصر
- الدين والديمقراطية والاستبداد
- شهوة الجسد


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وكذب القرآنيون