أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - المحرومون من الحقوق المدنية---والممنوعون من العمل---لما لا يحاورهم الأمن ويعتذر منهم؟














المزيد.....

المحرومون من الحقوق المدنية---والممنوعون من العمل---لما لا يحاورهم الأمن ويعتذر منهم؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:09
المحور: حقوق الانسان
    


---بين الحر والعبد هناك العبد المعتق أو المولى، والمولى هو العبد الذي أُعتق وحرر ووقف على علاقة قانونية معينة مع سيده السابق وهو الذي يفترض عليه تبعات لكلا الطرفين، وفي العصور الإسلامية الأولى كانت علاقة ذات مغزى، وأولئك الرجال الذين كانوا في هذا الوضع شكلوا جماعة اجتماعية متميزة ذات دور سياسي مهم،
واليوم في عصر الحريات، والإصلاحات، والتقدم، والنهضة، وووو---العديد من الصفات التي يرقص لها القلب فرحا. تعود طبقة الموالي إلى الظهور لدينا.
ما الفارق بين ذلك المولى، وبين المحكوم الذي صدر قرار بالإفراج عنه؟ أو أن مدة سجنه قد انتهت؟ ما الفرق بينه وبين المولى القديم؟ ما زال محروما من حقوقه المدنية، وممنوع عليه الارتزاق وإعالة أطفاله وزوجته، ومبعد عن العمل في سائر قطاعات الدولة.
انه المولى الحديث، مولى العصور الحديثة، مولى الإنسانية المعاصرة، مولى العلاقة القانونية بينه وبين دوائر الأمن، التي أبت إلا أن تمنعه من تحصيل لقمة عيشه، بناء على قرارات جائرة وغير إنسانية.

طلب يوما معلم حكيم من طلابه الشباب أن يبحث كل منهم، في مكان ما، عن زهرة ما نظر إليها أحدهم ولا أحد أعارها اهتمامه، فقال: ( ليتخذ كل منكم له مجهرا ويحدق إلى دقائق تلك الزهرة ويعي ما في تكوينها من جمال، وينظر عن كثب إلى ما فيها من تموجات وألوان ---تذكر أنك لو لم تُعر تلك الزهرة انتباهك لماتت من دون أن يتعرف إليها أحد ويقدر ما فيها من جميل التقاسيم والألوان )
شأن أولئك المحرومين هو شأن تلك الأزاهير، كل منهم فريد في تكوينه وفي حياته وقدراته. ولكن على الدولة أن تحاوره، وتصرف معه من الوقت ما يكفي لتتعرف إليه. لتتعرف على ذلك الإنسان المنسي، والذي لم يستطع أن يقدر أحد ما في نفسه من جمال وعظمة، وكبرياء. لأن أحدا ما من لم يتوقف لينظر عن كثب إلى الجمال فيه.

يصدر الرئيس عفوا عاما، تتفتح السجون الأولى ويخرج منها الجميع، الحشاش، والشاذ، والقاتل، والسفاح، و السجين السياسي. الجميع مغتبط مسرور، كيف لا، وهو يستنشق نسائم الحرية الغالية. إلا، السجين السياسي، والذي يخرج مثلما يدخل، الألم يعتصر قلبه، والخوف من المستقبل يحطمه، والهموم التي سيلقاها خارجا، ستفجر مرارته، وتجعله يتمنى العودة، أو الموت.
الصغار كبروا، والكبار دخلوا الجامعة، والديون تثقل كاهل العائلة. والجسد النحيل الذي تآكل داخل السجن، لم يعد يتحمل العمل المضني. الوظيفة السابقة طارت، والفرمانات الأمنية تلاحقه، أينما اتجه. ممنوع من العمل، ممنوع من الحقوق المدنية، ممنوع من التنفس من فتحتي أنفه، ويُسمح له بالتنفس من فتحة واحدة فقط لدواعي الأمن!!!!!

إن من أقوى الحاجات التي فينا، والتي يمكنها أن تتحول بسهولة إلى هاجس مرضي، هي الحاجة إلى الشعور بالأمان. لذا نحن في غالبيتنا نود أن ننتفي لنا غرفة نعلق على بابها لافتات صغيرة مثلا: (خاص) (الرجاء عدم الإزعاج) ---إننا نبحث عن الأمان، فنحاول أن نحمي أنفسنا من اجتياح الآخرين لنا بأسئلتهم ----انه ليس من عُري آلم من العُري السيكولوجي. الحاجة إلى الآمان، الحاجة إلى الشعور بالراحة النفسية، الحاجة إلى الشعور بالحماية من لسعات الفقر القاتلة، الحاجة إلى الشعور بالابتعاد عن المصير الأسود الذي ينتظر على الأبواب.
من يتحمل كل هذا الضغط؟

الجهات الأمنية لما لا تقر بالذنب وتعتذر، الإقرار بالذنب والاعتذار سرعان ما يزيلان الكثير من الحواجز التي تعيق عملية بناء الوطن الجميل الجديد. الاعتذار الصادق يُسقط حالا كل أفكار الحقد التي لو استمرت لقضت على الحوار بين المحروم والحارم.
هل تهتز هيبة الأمن إذا حاورت المحرومين؟
يقول Alfred Adler إننا نصرف القسط الأكبر من طاقاتنا لنبرهن أننا مهابون. يبدو أن الخوف من فقدان الهيبة هو السبب الأساسي الذي يثني رجال الأمن عن الإقرار بأنهم أخطأوا. إن جزءا من صعوبة الاعتذار بين الحارم والمحروم تتصل بصعوبة الصدق مع ذاتنا. فقبل أن أتمكن من الإقرار بذنبي والاعتذار عن التسبب في حرمان شخص من لقمة عيشه. عليً أن أتعرف بصدق إلى أخطائي وحدود قدراتي. ومن دون جهد متواصل وحثيث للحفاظ على صدقي مع ذاتي، وممارسة الإصلاح المنشود، أبقى عرضة لأن أخدع نفسي وأخفي الحقيقة.

هذا النوع من الظلم، وأقصد به حرمان إنسان من العمل، ومن تحصيل قوت يومه وقوت أطفاله، لم يعد يُطبق إلى في بلادنا، وبالتالي أصبح من مميزات البلد، مثل برج ايفل في فرنسا، وتمثال الحرية في أمريكا، وأهرامات مصر، وحرمانات سوريا.

لماذا لا يكون هناك ملف كامل في الحوار المتمدن ، يتبنى قضية المحرومين من حقوقهم المدنية، والمبعدين عن العمل.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدا يعود الجيش الى وطنه---حقبة جديدة !!!!!!!
- والأساليب القسرية التي تمارسها الأنظمة في تلك المنطقة لخنق ح ...
- الدرس الثاني----من لبنان بعد العراق---الفجر لاح يا ابو صلاح- ...
- الشعب الغائب---سبب المصائب--حمار بوريدان----دخول وخروج الجيش ...
- دمشق-----المدينة القبيحة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
- استاذة عارية امام أحد تلاميذها---ولطالما تمنيت لو انهم يقطعو ...
- احترقت من الألم وأطلقتُ كل صراخ الكون في صرخة التألم ------- ...
- لبنان--------كش ملك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---انها دماء الطفل------------ ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----حلقة خاصة بالنساء يا عربان ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسج ...
- 7استاذة عارية امام احد تلاميذها------مآسي العائلات الكردية ف ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طو ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - المحرومون من الحقوق المدنية---والممنوعون من العمل---لما لا يحاورهم الأمن ويعتذر منهم؟