أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - مساكن مثلثة*














المزيد.....

مساكن مثلثة*


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واحدة من أهم نقاط الضعف في وعينا أنه يتجاهل القضايا المألوفة، ولا يفحصها أبداً، لأنه لا يفحص إلا ما يدهشه ولا يدهشه إلا الغريب من القضايا والأشياء. ولذلك تبقى الأمور المألوفة في حياتنا بعيدة عن تساؤلاتنا وفحوصاتنا النقدية. علاقاتنا الاجتماعية مثلاً، ومع كل ما تحفل به من غرابة، لا تثير استغرابنا، لأنها مألوفة بشدة، طريقتنا في بناء المساكن، هي الأخرى مدهشة، لكنها مألوفة، ولذلك نحن لا نسأل لماذا تكون مساكننا دائماً مربعة أو مستطيلة، لماذا ليست مثلثة مثلاً أو دائرية، بالتأكيد هناك تبريرات، لكن الفكرة أننا لا نسأل.
قبل أيام فوجئت بأن أحد أصدقائي يُخْرِج العلاقات العائلية من بين العلاقات التي تكون المصلحة دافعها الوحيد، قلت له؛ بالعكس، ربما تكون العلاقات العائلية واحدة من أبرز العلاقات المبنية على المصلحة، لكنها علاقات مألوفة ولذلك لم نفحصها بدقة لنعرف مقدار الأغراض المصلحية فيها، فنهرني قائلا: طيب، جد لي ولو مصلحة واحدة في علاقة الأم بابنها، ما الذي ستجنيه من وراء سهرها الليالي لتربيته؟
ما قاله صديقي، يعبر عن النكتة التي أريد الوصول إليها، فجميع الأمهات سخيات في رعايتهن لأبنائهن، ما يتسبب في كون الرعاية هذه مألوفة كثيراً، ولهذا السبب نحن لا نسأل عن العلة الكامنة وراءها، مظهر حنو الأم على ابنها لا يثير استغرابنا، ولا يحثنا على التساؤل.
لكن، وجواباً على سؤال صديقي، لماذا تسعى جميع النساء إلى الأمومة؟ لماذا لا يستقر لهن قرار، ولا الرجال طبعاً، عندما مواجهة مصير العقم؟ والسبب أن الطفل يعطي، دون أن يقصد، لأمه بقدر ما تعطيه، الأمومة شعور تولده هرمونات خاصة، وهذا الشعور يولد ضغطاً عاطفياً لا يهدأ إلا بعد تلبيته، فمصلحة الأم في حنوها على ولدها تكمن بتفريغها الضغط العاطفي من خلال رعاية هذا الوليد. وتفريغ الضغط العاطفي مصلحة لا تختلف عن بقية المصالح، بل إن جميع المصالح تنحل في النهاية إلى عمليات تفريغ للضغوط العاطفية. البحث عن المال والأمان والصحة، كل واحدة من هذه المساعي مصلحة تتجه نحو تفريغ نوع من أنواع الضغط العاطفي.
من هذا المنطلق نستطيع أن نفهم علَّة بقاء المسلَّمات العقائدية والفكرية وحتى العرفية، بعيداً عن التساؤل والفحص، ذلك أنها قضايا مألوفة.. وقد كان أبي، ولم يزل، ينزعج عندما أذكِّره بأن رقصة (العراضة) -وهي حركات راقصة يؤديها رجال العشائر لحظة إنشاد الأهازيج في المآتم- لا تختلف عن أي نوع من أنواعِ رقصِ الرجال، الذي يستهجن هو أكثره، فهو يرفض أن يرقص الرجال، لأن الرقص انتقاص للرجولة وامتهان لها كما يقول، لكنه لم يتساءل يوماً إن كانت العراضة رقصة أم لا، لأنها مألوفة لديه.
المغزى، أن تجاهل المألوف عاهة حرمتنا الكثير من فوائد الوعي، فلولاها لتعرضت جميع القضايا المألوفة في حياتنا للفحص والنقد والتمحيص، وكانت ستنهار أكثر الثوابت التي تهدد أمننا واستقرارنا الاجتماعيين.

ـــــــــــــــــــ
المدى: (2628) 20-10-2012



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو حنيفة والعرعور*
- رياح صفراء*
- النائب ابو قتادة*
- مراهقو سياسة*
- سؤالك ساذج يا صديقي!*
- بين المسجدين*
- الميكامبوت*
- لا تعلب بالنار
- تحالف محرج جداً
- سيدي البليد
- على من تضحكون!؟
- حرية التقييد
- جعجعة إيران
- ضوضاء
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - مساكن مثلثة*