أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زارا مستو - العقلية البطركية في الحزب السياسي؟!














المزيد.....

العقلية البطركية في الحزب السياسي؟!


زارا مستو

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 22:11
المحور: المجتمع المدني
    


ليس من السهل إيجاد حزب ديمقراطي يؤمن بالتعددية وقبول الآخر والتداول والعمل المؤسساتي و الجماعي في ظل مجتمع لا يزال تهيمن عليه مفاهيم عشائرية, ويعتقد بالعادات والأعراف ويقدسها إلى درجة أنه لا يقبل الجديدة بالسهولة,

أما العقلية البطركية( الأبوية) لا تزال تتحكم في معظم حلقات مفارق حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية في هذه المنطقة, بسبب المنظومة التربوية السائدة, على الرغم من كل التغيرات التي مررنا بها, فإنها خلقت الثقافة التراتبية في العمل الحزبي حيث ساد منطق التلقي والتنفيذ والطاعة والتبعية والرعايا والولاء, مما أدى إلى حجب منطق الحوار وبناء الذات وحق التفكير والتعبير والمشاركة, بقي العضو الحزبي في ظل هذه الثقافة دون شخصية خاصة به, بل يعبر عن نفسه من خلال شخصية الأب القائد الذي لا مثيل له في الكون!
بالإضافة أن النظم السياسية في مجتمعاتنا شمولية استبدادية فردية منعت من إقامة الحياة السياسية والثقافية واحتكرت في شخص القائد المؤسسات كلها, ولذا بقي المجتمع منغلقا لا يقبل التنوع والتعددية وقبول الآخر المختلف.

لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي, أدركت معظم القوى التي كانت تدور في فلكها أن ثقافة الحزب الواحد والقائد الأوحد والرمز,و دكتاتورية السلطة لم تجلب سوى الويلات على الشعوب, بل بقيت عاجزة وبعيدة عن المواكبة أسوة بغيرها, على أثره تخلت معظم هذه الأحزاب عن الفكر الماركسي اللينيني واختارت تيارات فكرية جديدة تؤمن بالديمقراطية ومبادئها عوضا عنها.

أما منظمات المجتمع المدني في منطقتنا لقد لعبت دورا مهما في نشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال بناء المؤسسات و الإعلاء من شأن المواطن وعبر وعي العصر وثقافته عموما, كانت هذه المنظمات بمثابة الإرهاصات الأولى لهذه الثقافة, فإن تشكيل المئات من الجمعيات والنقابات والمنظمات دليل على ذلك.
مع ازدياد نطاق التعليم والمتعلمين والمثقفين والأكاديميين في المجتمع خلق أجواء مناسبة للمطالبة في بناء المنظمات الخاصة بهم التي تدعو إلى التعددية السياسية والثقافية وبناء واقع أفضل.

وكان للإعلام الحر كالفضائيات والانترنت دور بارز في مقارعة العوامل والعوائق التي تعيق نشر ثقافة الديمقراطية, بل كان منبرا لبناء إنسان جديد مختلف عما كان عليه في السابق, إنسان يؤمن بالحوار والمبادرة. والرأي الآخر...
ثورات الربيع العربي صفعت صفعة موجعة لأنظمة الاستبداد والشمولية في منطقتنا, التي تشكل ركيزة أساسية في مواجهة بناء الديمقراطية في هذه المنطقة, فإن سقطت الشجرة فستسقط معها أغصانها وأوراقها كلها.

هناك مرحلة انتقالية ستأخذ وقتا لأن تنتقل وتتحرر وتتخلص هذه الشعوب من العقلية الوصائية التي أفرغت طاقات المواطن من محتواه, ويأخذ دوره من جديد, أسوة بالشعوب الديمقراطية, فالثورة الحقيقة ستأتي بعد رحيل الأنظمة الشمولية, فتغيير التركة أصعب من إسقاط النظام نفسه, وقتها ستكون هناك أحزاب ديمقراطية بكل معانيها.



#زارا_مستو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثأر
- عادات...؟! القنفذ وما أدراك ما الذئب؟
- الحلم وما أدراك ما تفسيره؟
- عادات...؟! ظاهرة إطلاق النار في المناسبات
- أهمية اتفاقية هولير كورديا
- ثورات أم انقلابات تحدث في منطقتنا؟؟؟
- حوار مع الأستاذ فواز محمود القيادي البارز في الحركة الكوردية ...
- التدخين وما أدراك ما التدخين؟!
- الحوار مع الأستاذ مصطفى جمعة سكرتير حزب آزادي الكردي في سوري ...
- الصراع الكوردي الكوردي خط أحمر
- الحوار مع الأستاذ بشار أمين نائب سكرتير حزب آزادي الكردي في ...
- مخاوف كوردية: -ملاحظات حول مواقف المعارضة السورية - (11)
- المؤتمر الثاني للمجلس الكوردي محطة مفصلية
- مخاوف كوردية- ميثاق العهد الوطني الإقصائي-(10)
- نعم للداخل والخارج معا لتأسيس إطار شامل
- ماذا حققت الثورة السورية بعد عام؟
- الحوار مع الروائي الكوردي جان بابير رئيس جمعية سبا الثقافية
- أهمية المعارضة في النظام السياسي
- اللامركزية مفهومها ومزاياها وعيوبها
- سمات الأنظمة الشمولية في الشرق


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زارا مستو - العقلية البطركية في الحزب السياسي؟!