أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير خروب - الولايات المتحده الامريكيه والمصلحه في اغتيال الحريري















المزيد.....

الولايات المتحده الامريكيه والمصلحه في اغتيال الحريري


تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)


الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ايام استوقفني مشهد تمثيلي في فيلم مصري عرض على فضائيه عربيه يصور فيه المشهد ضابط امن مصري يعرض خدماته على رئيسه في العمل لحل مشكلة المرأه الحديديه هكذا يجيء اسمها في الفيلم والتي تهرب خارج البلاد بعد ان مارست النصب والاحتيال على شريحه واسعه من المجتمع المصري بحجة الاستثمار وتشغيل الاموال وبناء المساكن مقابل الربح السريع00ويقترح هذا الضابط ان يطلق سراح مجرم هربان من السجن ودعوة الصحافه الى عدم التركيز على المراه الحديديه واخبارها وتتبع اخبار المجرم الهربان! حتى تتم التغطيه على فشل الاجهزه الامنيه في هروب المرأه الحديديه بل لدفع تهمه قد تطال اهمال مسؤولين في الحكومه بتسهيل هروبها وبالتالي يجب ان يكون لهم مصلحه بذلك وعندما يسال الرئيس هذا الضابط: اين درست وعملت ؟يرد عليه الضابط بابتسامة الفوز والانتصار والتباهي انه درس وعمل في امريكا000ما يعنيني في هذا المشهد هو كيفية ربط المسائل بعضها ببعض وانه من اجل ان تحل مشكلة ماء يجب عليك خلق مشكله اخرى في مكان آخر000هذه هي السياسه الامريكيه التي تدرسها وتمارسها في الولايات المتحده وتطبقها على ارض الواقع بصوره شموليه واكبر في خارج امريكا0
ففي عام 1967م صدرت في امريكا عن دار(داييل) وثيقه سريه بالغة الدلاله والخطوره على آفاق السلام العالمي في المستقبل اعدتها جماعة من المختصين والباحثين والذين تربطهم بوكالة المخابرات المركزيه او بغيرها من الهيئات الحكوميه الامريكيه علاقات عمل استخباريه ورصد ووضع الدراسات والمخططات الغامضه حول نظرة امريكا للعالم وآفاق السلام والحرب0 وقد غلفت هذه الوثيقه بالسريه التامة والكتمان 0 وذكرت الصحافه الامريكيه وقتها الوثيقه على انها عباره عن تقرير سري اعدته جماعه من المتخصصين في هذا المجال من مراكز الدراسات الاستراتيجيه المنتشره في مختلف انحاء الولايات المتحده الامريكيه والمحت بعض الصحف الامريكيه الى انه كانت هناك علاقه في وضع هذه الوثيقه اما لوكالة الاستخبارات المركزيه الامريكيه او لغيرها من الهيئات والمؤسسات الحكوميه ومن خلال تسرب بعض بنود هذه الوثيقه للصحف تبين انها مشبعه بالروح العسكريه وروح كره البشر من غير الامريكيين 000!
فقد المحت الوثيقه الى ان الحرب والاعداد لها امران ضروريان لاجل استقرار النظام العالمي الذي تسعى امريكا لفرضه بالقوه وان السلام العادل والشامل وان كان ممكنا نظريا فهو مستحيل تحقيقه علميا 00وقد بالغت الوثيقه بأظهار كره واضعيها للشعوب غير الامريكيه واقترحت000انه اذا زال التلاحم الاجتماعي الذي تخلقه الحرب في حالة اقرار السلام فينبغي ايجاد اعـــداء من كواكب اخرى 00او تسميم الجو الدولي قصدا وعمدا بوسائل اخرى مقبوله سياسيا وفرض هيمنة الولاايات المتحده الامريكيه على شعوب العالم والتدخل في مصائرها وقهر شعوبها مثلما يحدث الان على الساحه الدوليه بدعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين واحتلال افغانستان والعراق وتهديد سوريا وايران بالمصير نفسه
ولا ننسى افتعال الازمات الاقتصاديه التي انهكت الاتحاد السوفييتي سابقا وادت بتفكيكه الى جمهوريات متصارعه وتسهيل دخول الجريمه للمجتمع الروسي وما رافقه من استشراء الفساد السياسي والاقتصادي وتردي الحياه اليوميه للمواطن الروسي لينفتح المجال لامريكا بسيادة العالم وانشغال بقية دول العالم بمشاكله الداخليه وخوفه دائما من الخطر الخارجي
وفي 22ايار1967 جرى اجتماع في وزارة الخارجيه الامريكيه تحدث فيه الحضور على ضرورة تحول الولايات المتحده الامريكيه الى دوله عالميه متفوقه مهيمنه و ان الولايات المتحده الامريكيه هي الدوله الشموليه الوحيده وانه من الواجب ان تكون زعيمة العالم0
ومن ثم تسهيل السبيل للقيام بمغامرات حربيه جديده وافتعال الازمات التي من شأنها ان تدفع الاداره الامريكيه للتدخل السريع بحجة وقف هذه النزاعات0
وفي هذا القرن أي بعد مضي 38 عاما على هذه الوثيقه لا زالت الدراسات والوثائق تعد من اجل ربط الماضي بالحاضر واحكام السيطره على مناطق النفوذ التي رسمها الساسه الامريكان0
فقد خرجت تقارير مماثله ومتصله بالموضوع عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى_ والمعهد هذا هو الواجهه الفكريه للجنة العلاقات الامريكيه الاسرائيليه0 فقد ساهم في كتابة التقرير ووضع المرتكزات عدد كبير من كبار الساسه والباحثين مثل: مادلين اولبرايت والكسندر هيج وجيمس بيكر وولسي ودنيس روس ومارتن اندريك والمفكر المعروف فوكياما 000وان الحديث الذي جاء في نص التقرير عن الامن والاصلاح والسلام نرى تطبيقه الواقعي في منطقة الشرق الادنى تحديدا لضمان امن واصلاح وسلام اسرائيل على حساب الاضرار بأمن واصلاح وسلام الدول العربيه بأتباع سياسة التدمير والتفكيك والاضعاف00فلا يجوز ان تكون هناك دوله عربيه كبيره موحده00قوميه قويه0 ولا يجوز لها ان تسعى الى تطوير تكنولوجييا حربيه استراتيجيه تهدد وجود اسرائيل0 فعلى جميع الدول المحيطة باسرائيل ليس القبول بوجودها كأمر واقع والاعتراف بها كدوله وانما عليهم ان ينفتحوا ويتعولموا على الطريقه الامريكيه الاسرائيليه 0والسلام المنشود في نهاية الامر هنا هو بالتاكيد ليس السلام العربي وانما هو السلام الاسرائيلي تحديدا والمقام على انقاض الدمار والخراب والامن والسلام العربي والا كيف سنفهم عملية التدمير والتفكيك والتفتيت التي تمارسها امريكا في العراق على انها امن واصلاح وسلام0فجملة الوثائق الصادره عن مختلف المكاتب في الاداره الامريكيه تكشف النقاب بمنتهى الوضوح والصراحه ان لديهم خرائط طرق متعدده للعالمم مثال خريطة طريق افغانستان للتجسس على روسيا من خلال اوزبكستان وتركمانستان في الشمال ومنع تسرب وبيع اسلحه واجهزه حربيه الى دول الجوار الاسلاميه ومراقبة التجارب النوويه في باكستان من الجنوب ومراقبة الحدود الغربيه مع ايران وخريطة طريق للعراق للضغط على ايران اكثر من الغرب ومحاولة فرض الاملاءآت والشروط على سوريا من الشمال الغربي0وخطة طريق تعمل عليها الان الولايات المتحده بتشجيع من اسرائيل وفرنسا وهي خطة طريق سوريا ولبنان00! فأمريكا احتاجت دائما الى حجج واسباب واهيه من اجل تدخلها في كل المناطق التي خاضت فيها حروبها من طرف واحد000بمعنى انها كانت المعتديه والدول المعتدى عليها تلقت الضربات وتحملت النتائج المروعه بدون مقاومة تذكر فبعد ان تم لامريكا النجاح في تنفيذ مخططاتها وتواجدها في المنطقه ارادت كسر الطوق المضروب حول قواتها في العراق من عناصر المقاومه العراقيه سواء كانت مقاومه وطنيه يديرها وطنيين عراقيين ام هي مقاومه مأجوره ومفروضه على الساحه في العراق وتحركها خيوطا خارجيه وتتحكم بافعالها ففتحت نار التهديدات وتوجيه الاتهامات لسوريا بمساعدة المقاومه العراقيه وايواء العناصر المواليه لها على اراضيها لتنفيذ سياسة التوسع من اجل الضغط على ايران من جهه وكسر جسور التقارب والتفاهم والتعاون العسكري بين ايران وسوريا لاضعاف الجبهتين بالتالي ومحاولة التركيز على تجارب ايران النوويه وتخويف العالم من مغبة حصول ايران على هذا السلاح التدميري0 ومن جهة اخرى لاضعاف موقف سوريا من عملية المفاوضات السلميه مع اسرائيل مستقبلا لتفرض اسرائيل شروطها واملاءآتها خاصة بعد التفاهم والتقارب الذي حصل بين الحكومه الاسرائيليه والسلطه الفلسطينيه والاتفاق بينهما على مواصلة عملية السلام بعد ان اوقفت حماس والجهاد الاسلامي عملياتهما العسكريه ضد اسرائيل فكان لا بد من ذريعه وسبب يجب افتعاله ومن ثم استغلاله دوليا واقليميا للعب هذا الدور وايصال سوريا الى هذا المأزق السياسي الحرج فكان اغتيال الحريري 000واتهمت كل الاطراف التي لها مصلحه بمقتل رئيس الحكومه الحريري وحامت الشكوك حول الكل من دول الجوار الى عناصر داخليه الا امريكا000امريكا صاحبة سياسة الربط وخلق الازمات وصاحبة الامتياز في قطف ثمار مصالحها بمقتل الحريري لم يجروء احد على اتهامها000فسوريا كانت لديها الاوراق التي تجعلها تقاوم التعنت الاسرائيلي المرتبط وجودها في لبنان حيث كانت تشترط سوريا لاستأناف المفاوضات التي انتهت اليها والتي جرت في عهد اسحق رابين 0وامام التطورات الاقليميه والدوليه ومن اهمها غزو العراق تنازلت دمشق عن شروطها الاولى واعلنت استعدادها في مفاضوات بدون شروط مسبقه مع اسرائيل000لكن اسرائيل هذه المره هي التي ترفض الصلح السوري بدون شروط00!!ولا تكتفي بأذعان سوريا وتغيير سياستها00بل تريد اكثر من ذلك 000وهو ان تتخلى سوريا عن تبني المواقف القوميه العربيه والدفاع عن مصالح دول عربيه اخرى والتي يشكل التواجد السوري في لبنان جزءا رئيسيا منها0
فكان من شروط اسرائيل قبل الدخول في مفاوضات مع سوريا ان تسحب سوريا قواتها من لبنان واغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينيه لديها وترك حزب الله مكشوفا بلا غطاء وحمايه ليجد نفسه آخر الامر حزبا مدنيا ليس له تأثير سوى في ادلاء الصوت عند موعد الانتخابات البلديه00!! ازاء كل ذلك تطالعنا الولايات المتحده الامريكيه دائما بمطالبها من سوريا بضبط حدودها مع العراق وعدم التساهل مع العناصر المسلحه التي تتسرب عبر الحدود الى داخل العراق
لتقف سوريا بعد ذلك عاجزه عن توجيه ضغوط على الجانب الاسرائيلي من اجل استعادة هضبة الجولان التي تتمسك بها اسرائيل ليكون بوسعها فرض شروط تسويه منقوصه وخاسره مضره لسوريا0
فدائما يكون هناك هدفا من وراء الحدث الذي يفتعل في أي منطقه لتمرير سياسات ما كانت لتمر وتنفذ الا باستغلال هذا الحدث وتسويقه كسلعه خاضعه للعرض والطلب مقابل الثمن00والثمن هنا كان الحريري0



#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الحريري والاطراف المتهمه
- المستوطنات الاسرائيليه والاستثمارات العربيه
- منهجية ابن خلدون ونظرية التطابق التاريخي
- دستور الحكم والانظمه العربيه
- فرنسا والدور القديم00الجديد في لبنان
- الحريري واغتيال الثالوث المقدس
- الاداره الامريكيه وما بعد اغتيال الحريري
- اغتيال الحريري واتفاق الطائف
- اغتيال الحريري وسياسة تمرير الصفقات السياسيه
- العنف والارهاب00وسياسة التكفير الاسلاميه
- هيفاء وهبي00سيقان تغني
- ايران وسياسة عرض العضلات 0
- دراسة ظاهرة الارهاب الاسلامي وعلاقة الدين في العلاقات الدولي ...
- تعقيب على مقالة الاستاذ غسان علي غسان00مؤامرات الحميراء
- صدام حسين ومحاولة استغلال الدين في تعبئة الرأي العام الاسلام ...
- اميره عربيه تتخلى عن الدين وحياة القصور في سبيل الحب
- القياده الفسطينيه .. ومرحلة السلام القادمه
- امريكا وسياسة عقد الصفقات
- تطور الحياه الدينيه عند العرب قبل الاسلام
- كوبا000 آخر المعاقل الشيوعيه


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير خروب - الولايات المتحده الامريكيه والمصلحه في اغتيال الحريري