أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الغني سلامه - تجنيد الأطفال في إسرائيل














المزيد.....

تجنيد الأطفال في إسرائيل


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 18:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من بين أكثر صور تجنيد الأطفال التي تستفز المشاعر الإنسانية، صورة أطفال إسرائيليين يوقّعون أسماءهم على صواريخ إسرائيلية، على وشك أن يطلقها جيش الاحتلال لتدمر بيوت أناس آمنين في قطاع غزة، وهناك صور مشابهة أخرى لصواريخ ستطلق على جنوب لبنان، وهذه الصور تفضح الدعاية الزائفة التي تتبجح بها إسرائيل على أنها دولة متمدنة تنتمي للحضارة الغربية، وأنها تتمثل القيم الإنسانية التحررية !!

لا أعرف تشويها للقيم الإنسانية، وانتهاكا للطفولة، وتحريضا على القتل والكراهية يمكن أن يتفوق على ما تمثله تلك الصور المخزية للأطفال الإسرائيليين، وهم يخربشون بتعليقات حاقدة على الصواريخ، ويتمنون لها أن تؤدي مهمتها في التخريب والتدمير وإنهاء حياة الأبرياء، حتما سيكون من بين الضحايا أطفالا بعمرهم، ذنبهم الوحيد أنهم وُلدوا في الجبهة المضادة.

أولئك الذين ساقوا الأطفال إلى هذه الجريمة النكراء .. كيف سولت لهم أنفسهم المريضة جلب أطفال إلى معسكرات الجيش في وقت الحرب، وتوريطهم في جريمة قتل المدنيين ؟! وبغض النظر عن الأهداف التي يختارها الجيش، (وهي في الأغلب ضد مدنيين)، وحتى لو كانت ضد أهداف عسكرية، فإن النتيجة واحدة، هي تربية الأطفال على الكراهية وتهيئتهم لأن يصبحوا قتلة، وزرع الفكر العنصري في عقولهم في هذا السن المبكر، لكي ينظروا للعرب على أنهم مجرد "أغيار" لا يستحقون العيش، وأن قتلهم أمر بمنتهى البساطة، يشبه قتل الأعداء في ألعاب الفيديو !!

أولئك المحرضون يعلمون أنهم في حقيقة الأمر إنما يقتلون أطفالهم أولاً، قبل أن يقتلوا أطفال الآخرين؛ أي يقتلون بذرة الخير والبراءة التي يتسم بها أطفال العالم على حد سواء، يقتلون ضمائرهم في مهدها، حتى قبل أن تتشكل، كي لا تصحو فجأة عندما يكبرون، يقتلون الطبيعة الإنسانية في أبنائهم، كي يظل مجتمعهم غير طبيعي ولا إنساني؛ أي مجتمع إسبارطي، لا يعرف غير لغة القتل والحرب، اللغة التي تتناسب مع طبيعة الدور الوظيفي لإسرائيل، وطبيعتها العدوانية.

عندما يتقبل الطفل فكرة القتل، ويستسهلها، فإن مستقبله الوحيد هو أن يصبح قاتلا، أي بمعنى آخر، فإن طرائق التربية الصهيونية تؤدي إلى تجريد الجندي الإسرائيلي من صفاته الإنسانية، ونزع الرحمة من داخله، ليغدو وحشا آدميا، ينفذ أوامر الجيش دون أن يرف له جفن. في الوقت الحاضر تنجح الدعاية الصهيونية في توجيه أولئك القتلة نحو الأعداء "الأغيار"، ولكن هذا لم يدوم طويلا .. عندما لا يجد القاتل أعداء ليقتلهم سيقتل أقرب الناس إليه.

وإلى جانب التربية العنصرية التي يتلقاها الفتية "اليهود" رسميا في مدارسهم النظامية، هنالك تربية أشد عنصرية وأكثر قبحا تتم في المدارس الدينية، تخرّج سنويا الآلاف من المستوطنين الحاقدين، المشبعين بأفكار القتل والتهجير والإقصاء، الذين لا يعرفون من العالم إلا ترهات وخرافات التلمود الحربية، القادمة من كهوف التاريخ، والموغلة في التخلف.

وهؤلاء العنصريون القتلة، لا يتم إنتاجهم فقط في المستوطنات الإسرائيلية؛ بل أن أكثرهم حقدا وأشدهم غباءً أولئك القادمين من المدارس الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي ينتمون لما يُعرف بالمسيحية الصهيونية، الذين مازالوا يعيشون خارج نطاق العصر، بأفكار ومفاهيم غريبة مفرطة في العنصرية ومشبعة بالأساطير، لا أكاد أصدق أن إنسانا عاقلا يمكن أن يصدقها. وهؤلاء يأتون إلى فلسطين بزيارات تضامن مع دولة الاحتلال الإسرائيلية، وكثير منهم (خاصة الأطفال) بمجرد وصولهم يدخلون في معسكرات تدريب، لتعليمهم فنون القتل والحقد والاستعلاء، ولعل أبشع مثال على هذه الحالة المجرم "جولدشتاين" الذي اقترف جريمة مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال طالبان
- قفزة فيليكس، والمفتول الفلسطيني وتحطيم الأرقام القياسية
- هل هؤلاء بشر !؟
- من بغداد إلى غزة .. حرب على الثقافة
- في ذكرى اتفاقية أوسلو - هل هنالك إمكانية لإلغائها ؟!
- 13 دقيقة هزت العالم الإسلامي .. هل يستحق الفلم كل هذه الضجة ...
- عن الربيع الفلسطيني - محاولة لفهم ما يجري الآن في فلسطين
- راشيل كوري تفضح الاحتلال مرتين
- هل حقا هبط الإنسان سطح القمر ؟! مع وفاة أرمسترونغ
- جرائم اللاشرف
- العالم بعيون سيدة منقَّبة
- لقاء صريح مع د. سلام فياض
- أين عقولكم يا مسلمين ؟!
- بقايا
- كيزي .. ستظلين معي أمام عيني
- عازف الكمان
- إنتحار ثلاثون عبدا
- مذابح بورما .. مرة أخرى
- مذابح بورما .. هل هي حقيقية ؟!
- هل الديمقراطية هي الحل ؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الغني سلامه - تجنيد الأطفال في إسرائيل