أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد نجيب وهيبي - في حادثة اغتيال -لطفي نقض- او اغتيال الدولة














المزيد.....

في حادثة اغتيال -لطفي نقض- او اغتيال الدولة


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 16:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في حادثة اغتيال "لطفي نقض" او اغتيال الدولة


حادثة مفزعة وأليمة بكلّ المقاييس عايشتها تونس يوم الاربعاء 17/10/2012 تمثّلت في أوّل عملية قتل متعمّد على خلفيّات سياسيّة ، و تكمن خطورتها في كون مجموعات من الناس مارست العنف المنظّم الى درجة القتل المتعمّد ضدّ آخرين بقصد محاسبتهم على أفكارهم ومعتقداتهم ، وهو المظهر الأوّل في تشكّل الارهاب المنظّم ، وأمّا مظهره الثّاني هو أن يكون هذا الاجرام مسبوقا بالتخطيط ومرتبط بخطاب سياسي وايديولوجي ، وهنا تكمن الطاّمة الكبرى لانّ مثل هذا الحدث يجد مبرّرات تطورّه وانتشاره ليطال أشكالا أخرى من الحقد ومسبّباتها كثر .
انّ الخطورة لم تتوقّف عند حدود اغتيال الحريّات الفرديّة والاعتداء المشين على الذات البشريّة ، لقد تعدّتها الى محاولة ممنهجة للقضاء على سلطة الدولة التي " وحدها من حقّها ان تحتكر العنف" وفق منظومة قانونيّة متّفق عليها .ولهذا فانّ انخراط مجموعة من وزراء الدولة في تبرير الحادثة الأليمة التي جدّت بتطاوين ، والتي ازهقت فيها روح بشريّة عن سبق اضمار ، وربطها بحساباتهم السياسيّة الضيّقة ، لا يمكن الاّ ان يصنّف في خانة التآمر على وحدة الدولة وسلطة مؤسّساتها او على أقلّ تقدير هو تواطئ مع المتآمرين .
لقد أخذت تونس طريق المسار السياسي السلمي لتحقيق الانتقال الديمقراطي ، مع المحافظة على المؤسّسة البيروقراطيّة للدولة موحّدة وثابتة ، وهو ما جنّبنا انزلاقات خطيرة ، كان من الممكن ان تعصف بكلّ المسار الديمقراطي ، وهو ما بات مهدّدا اليوم من خلال الدعوات الرسميّة الى تشكيل لجان حماية شعبيّة ، وتبرير وجود هيئات ( ميليشيات) موازية لأجهزة الدولة وتستولي على جزء من مشمولاتها وأساسات وجودها ، وهي ظواهر منظّمة ومدروسة تهدف الى تفكيك وحدة أجهزة الدولة والتمهيد للاستيلاء عليها .
ويبدوا انّ التصعيد في وتيرة نشاطات ما يسمّى بهيئات حماية الثورة – وهي في حقيقة الامر هيئات للانقلاب على كلّ المسار الديمقراطي في تونس – مدروس ومخطّط له ليتزامن مع موعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي للتأسيسي والحكومة ، ورفع غطاء الشرعيّة على تسلّط وأخطاء الترويكا الحاكمة وخاصّة حركة النهضة ، ويبدو انّ الحركة الاسلاميّة بشقّيها النهضوي والسلفي تتقاسم الادوار ، حيث توفّر الاولى الغطاء السياسي والدولاتي للثانية التي تركّز قواعد اجتماعية ومؤسّساتية لاشاعة الفوضى والتعصّب تمهيدا للانقلاب على مؤسّسات الدولة الرسميّة .
قد تظهر الاوضاع السياسيّة وخاصّة وضعية الحريات في تونس – على خلاف الاوضاع الاجتماعيّة – بانّها ليست جد سيّئة ، الّا انّ الاحداث المتعاقبة والمتكرّرة حول أحداث العنف السياسي ، وآخرها قتل ناشط بنداء تونس عن سبق الاضرار ، مضاف لها السعي المحموم من قبل النهضة الى مدّ أذرعها طولا وعرضا في مؤسّسات الدولة والاعلام ، ورفضها الغير عقلاني لمبادرة الاتّحاد العام التونسي للشغل ، توحي كلّها بانّ الهاوية تتجّه رويدا رويدا ولكن بخطى ثابتة لابتلاع تونس .
انّ الدولة المدنيّة ، والمسالة الديمقراطيّة ، والعدالة الاجتماعيّة ، وهي مطالب الغالبيّة العظمى من التونسيين ، باتت اليوم على محكّ الرشد السياسي ، والاستعداد العملي والتنظيمي ، لكلّ الديمقراطيين ولكلّ المناضلين الصادقين منى اجل الحريّة ، فامّا ان يتمكّنو من رصّ الصفوف واستنهاظ همم المواطنين واستعداداتهم من اجل الذود عنها والسعي الى تاصيلها بشكل واضح وجلي ، في الخطاب والسّلوك ، في القانون وعبر المؤسّسات ، وامّا ينجح مشروع الاستبداد الجديد في الدفع في اتّجاه انهيار جهاز الدولة المدنيّة ، وتعويضها بمؤسّساته الداعية الى احتكار العنف لصالح حملة أفكار التكفير ونشر الحقد والعداء للانسان ولحريّة التعبير و حق الاختلاف .
lpl



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد نجيب وهيبي - في حادثة اغتيال -لطفي نقض- او اغتيال الدولة