أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد علي القضماني - قرار مجلس الامن الدولي 1559 صدر بناء على رغبة اصحاب المصلحة باغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري















المزيد.....

قرار مجلس الامن الدولي 1559 صدر بناء على رغبة اصحاب المصلحة باغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري


أحمد علي القضماني

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 11:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لماذا مطلوب من سوريا الانصياع لقرار مجلس الامن رقم 1559 وفي الوقت نفسه ليس مطلوبا من اسرائيل الانصياع للعديد من قرارات الامم المتحدة، مع العلم ان حكومات اسرائيل المتعاقبة على الحكم منذ قامت اسرائيل 1948 حتى يومنا هذا لم تنفذ أي قرار يمت بصلة للشرعية الدولية.
لبنان دولة مستقلة ذات سيادة وطنية وحكومته شرعية منبثقة من ارادة لبنانية ومؤيدة من غالبية اعضاء المجلس النيابي اللبناني. والحكومة اللبنانية لم تطلب من مجلس الامن الدولي اصدار قرار ضد الوجود السوري في لبنان ويطالب سوريا بسحب ما تبقى من جيشها المرابط في لبنان. مع العلم ان الوجود السوري في لبنان بدعوة من رئيس جمهورية لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي ثم أكد على حاجة لبنان للوجود العسكري على اراضيه مؤتمر الطائف الذي ضم جميع الاطراف السياسية اللبنانية المتنازعة حينذاك، فذلك المؤتمر هو الذي طلب من السوريين ابقاء قواتهم في لبنان لان مصلحة لبنان تقتضي ذلك.
هذا والجيش الاسرائيلي لا يزال محتلا لجزء من الارض اللبنانية فلماذا قرار مجلس الامن 1559 لم يطلب من اسرائيل سحب قواتها من الارض اللبنانية المحتلة. مع العلم ان الوجود الاسرائيلي على ارض لبنان تم بالاحتلال وليس بدعوة من السلطة الشرعية اللبنانية.
فلو طلبت الحكومة اللبنانية من الحكومة السورية سحب ما تبقى من جيشها ورفضت الانسحاب حينئذ كان لقرار مجلس الامن 1559 تغطية شرعية ومبدئية لا غبار عليها، لكن هذا القرار للأسف الشديد جاء لخدمة فئات لبنانية مغرضة على رأسها الجنرال اللبناني ميشيل عون الهارب من العدالة اللبنانية ويعيش في باريس منذ سنوات عديدة وهو متهم بالتنسيق مع اسرائيل اثناء الحرب الاهلية اللبنانية. وبما ان الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية هما اول من استنكر صدور هذا القرار فقد بات واضحا كل الوضوح الموقف الامريكي الداعم الاول له لانه يخدم الاطماع الاسرائيلية في المنطقة. فالادارة الامريكية المتصهينة المنحازة بشكل اعمى لمصالح ورغبات حكام اسرائيل تبغي من خلال تنفيذ هذا القرار المتعارض مع المبادئ التي تشكل سدى ولحمة الشرعية الدولية، تقديم خدمة مفيدة للاغراض والاهداف الاسرائيلية مع ان هذه الادارة الامريكية وعلى رأسها الرئيس الامريكي بوش الابن تدعي انها حامية للحرية والدمقراطية والمثل الانسانية العليا وبانها ضد التسلط والاستبداد اينما وجد في انحاء العالم اجمع. وهي بدلا من ان تستفيد وتتعظ من سوء تصرفها وعنادها وقيامها بغزو العراق غير المبرر والمناقض مع الشرعية الدولية ها هي لا زالت تعادي وتهدد كل نظام حكم غير مستسلم وتابع لها وتتهمه برعاية الارهاب. فان ذلك لامر عجيب حقا في رداءته وسوئه حيث يلاقي ذلك كله عدم الاعتراض عليه والتنديد به من القادة والحكام العرب ومن كل مسؤول عربي حر وشريف في البلدان العربية، نعم لماذا هذا السكوت الذليل ولماذا ايتها الاحزاب والمنظمات السياسية العربية لا تحركون الجماهير وتنزلون الى الشوارع والساحات في العواصم العربية تعلنون ارادتكم وانتقادكم واشمئزازكم وغضبكم وشجبكم لهكذا قرار شاذ بشكل فاضح في تحيزه وعدم موضوعيته مع ان جميع قرارات الامم المتحدة ذات الصلة باسرائيل منذ قيام اسرائيل في هذه المنطقة حتى هذا اليوم لم تجد لدى حكامها آذانا صاغية بل اهملوها وكأنها سم يستحق ان يرمى في سلة المهملات ولم تحرك الادارات الامريكية ازاء ذلك ساكنا.
نعم لماذا هذا الضعف المزري في الاداء العربي الرسمي والشعبي ولماذا هذا الصمت المذل من الجماهير العربية؟ فهل جفت مشاعر الكرامة الوطنية والقومية في الصدور او ذهبت الى غير رجعة؟
وانتم ايها المناصرون للقرار 1559 من "زعامة لبنان" لماذا لم تناضلوا لتحقيق غايتكم من خلال البرلمان اللبناني والشارع اللبناني. ولماذا تساندون وتدعمون هذا القرار من دون ان يتضمن انسحاب الاسرائيليين من الارض اللبنانية التي لا زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي. وهل انتم فعلا غير مدركين بان هذا القرار هو مطلب اسرائيلي محض طالما هو موجه ضد الوجود السوري فقط على ارض لبنان ولا يطلب من اسرائيل الانسحاب الفوري من "منطقة شبعا" اللبنانية المحتلة.
ان حكام اسرائيل هم بالحقيقة اصحاب المصلحة بالدرجة الاولى باصدار هذا القرار الذي تزعّم العملَ على اصداره الجنرال اللبناني السابق ميشيل عون الهارب من العدالة اللبنانية ويعيش في فرنسا منذ عدة سنوات وهذا الجنرال واكثرية الذين يتحلقون حوله من اللبنانيين هم من الذين يعتبرون انفسهم لبنانيين فقط ولا يضمرون في قلوبهم أي مقدار من المشاعر العروبية الصحيحة. نرجو الله ان يلهمهم الصواب وان ينجو القطر العربي اللبناني الشقيق من مخاطر سياستهم.
قارئي العزيز، قبل ان يأخذ هذا المقال طريقه للنشر تم اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق السيد رفيق الحريري هذا القائد السياسي العصامي الذي لم يرث الزعامة عن اسلافه بل صعد الى الاعلى بجده واجتهاده وبفضل كفاءاته المتعددة الاوجه فهو من اسرة متواضعة الامكانيات ماديا لدرجة اضطرته للهجرة الى السعودية والعمل فيها فاصبح من كبار الاثرياء، وعاد الى لبنان فاصبح من كبار زعمائه وكانت له اليد الطولى في النتائج الايجابية لمؤتمر الطائف وما انبثق عنه من وفاق واتفاق واطفاء للحرب الاهلية التي عصفت بلبنان خمسة عشر عاما وترأس الحكومة اللبنانية عدة مرات وهو من المواطنين اللبنانيين المسلمين السنيين وحسب سياسة المحاصصة الطائفية في لبنان فان منصب رئيس الحكومة في لبنان من المتفق عليه منذ استقلال لبنان هو من نصيب المسلمين السنيين ولولا اغتياله لكان من اقوى الاحتمالات ان يعود لترؤس الحكومة اللبنانية من جديد بعد الانتخابات البرلمانية المنتظرة بعد شهور قليلة في لبنان، لذلك يحق لنا التكهن بان ذلك لن يكون لمصلحة الجنرال ميشيل عون وجماعته الذين يعتبرون انضمام الرئيس الحريري للمعارضة ما هو الا شكل من اشكال الاختراق لهؤلاء المعارضين اللبنانيين اللاعروبيين واصحاب اتفاق 17 ايار مع اسرائيل، ويبغون تدويل الوضع اللبناني وادخال لبنان في المصيدة واصحابها المتصهينين الامريكيين الذين يريدون أمركة المنطقة. وهذه الحقائق تلقي الضوء على اصحاب المصلحة الحقيقية باغتيال الرئيس الحريري المخلص لامته العربية ولعروبة لبنان وللحقوق الوطنية الفلسطينية.
ومما يؤسف له اشد الاسف ان العديد من الزعماء اللبنانيين المعارضين حاليا للحكومة اللبنانية وللتجديد الذي تم لرئيس الجمهورية لحود بدلا من ان يستنفرهم اغتيال الرئيس الحريري لصالح لبنان حاضرا ومستقبلا ووضع مصالحهم الشخصية جانبا الآن، فعلى العكس من ذلك هيأ لهم اغتيال الحريري الاجواء لتسعير نيران الفتنة والتلاعب بعقول مواطنيهم وشعبهم من اجل مكاسبهم الانتخابية التي تتحقق بتسعير مشاعر المواطنين اللبنانيين الطائفية والتقليدية وعلى حساب مصالح لبنان الكبرى الوطنية الحالية والمستقبلية، وهذا يؤكد بان الجهة التي اغتالت الحريري جهة معادية لعروبة لبنان ومصلحتها تقتضي لبننته الى الابد.

(هضبة الجولان السورية المحتلة)



#أحمد_علي_القضماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى 80 سنة على تأسيس الحزب الشيوعي السوري


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد علي القضماني - قرار مجلس الامن الدولي 1559 صدر بناء على رغبة اصحاب المصلحة باغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري