أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير اسماعيل - رسالة مرسي وقضية إلهام شاهين















المزيد.....

رسالة مرسي وقضية إلهام شاهين


منير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 00:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مساكين المصريون .. من السهل جداً أن يخدعهم أي نظام .. فيبعثر كلمتهم ويشظي لحمتهم ويشتت تركيزهم عن كل ما هو أساس .. ليشغلهم بالهوامش والتوافه ويحرف أنظارهم عن قضاياهم واستحقاقاتهم وحقوقهم المسلوبة.

بالأمس استنفرت العقول وشُحذت الأقلام واحتشد الآلاف على مساحات واسعة من الأنترنت بسبب رسالة تعيين السفير المصري بتل أبيب التي وصف فيها مرسي صديقه شمعون بيريز بـ "العزيز والصديق العظيم" ووصف العلاقات بين مصر وإسرائيل بـ "علاقات محبة لحسن الحظ" وختم رسالته بوصف نفسه "صديقكم الوفي" ..

الحشود انقسموا إلى فريقين .. فريق انبرى ينتقد الرسالة بوصفها دليل على أن شيئاً لم يتغير عن عهد الرئيس السابق لمصر، وفريق انبرى يؤكد أن الرسالة مزورة ولسان حالهم يقول "حاشى لله أن يقوم مرسي بمخاطبة عدو الله بهذه المفردات أو أن يقيم لأسرائيل ورئيسها أي وزن" .. وبين شد وجذب أضاع القوم القضية الأساسية وأنشغلوا عنها بثرثرة مامنها نتيجة.

وكي نعود للقضية الأساسية هنا .. والتي لا أدعي عبقرية في اكتشافها .. هي .. هل قدّم السفير المصري أوراق اعتماده إلى تل أبيب أم لا؟

إذا كان الجواب نعم، فهذا يعني أن هذه الرسالة أو رسالة أخرى شبيهة لها (أي فيها نفس مفردات التعظيم والمحبة لاسرائيل ورئيسها) قد تم إرسالها مع السفير .. وهذا بروتوكول عالمي لا نقاش فيه، والذي يريد أن يطعن بصحة هذا الكلام عليه أن يثبت أن الخليفة محمد مرسي قد قام بضم اسرائيل إلى إمارته وأن شمعون بيريز بات يعمل تحت إمرته .. عندئذ فقط يمكن أن تتضمن الرسالة مفردات زجر وأمر ونهي واجبة الطاعة والتنفيذ.

أما القضية الثانية التي تتفرع من سابقتها فهي ... هل مرسي يضحك على الشعب المصري بتسويقه لخطاب "داخل" وخطاب "خارج"؟ الجواب .. صح النوم .. طبعاً يضحك على الشعب .. ولو كان لخطاب الداخل ذرة من المصداقية لما أرسل سفيره إلى تل أبيب ..

كان الإسلاميون في مصر يعيبون على مبارك ارتماءه في أحضان الغرب وأسرائيل .. ويمكننا أن نحصي المئات من الخطابات والمظاهرات التي كانوا يقومون بها هنا وهناك للمطالبة بسحب السفير .. ولا للتطبيع وما إلى ذلك .. لكن ياخبر ابيض .. هو انت ماخبرتش؟ .. (لا ماخبرتش) .. هو انت ماعرفتش؟ .. (لا ماعرفتش) .. مش طلعت كلمة أرتماء حمالة أوجه؟!! (زي السوتيان يعني؟) .. بالظبط كده عليك نور .. (أدي النور اتقطع .. كمّل ياخويا) .. يعني عندما يرتمي راجل زي مبارك فهو ينتقص من كرامة مصر والمصريين .. أما عندما يرتمي راجل مؤمن زي مرسي فهذا أسمه تكتيك لإعلاء كرامة مصر والمصريين والرسول قال الحرب خدعة !!! ... (الحمد لله أن أطال بعمري حتى أشهد هذا الأنجاز العظيم ... ماتجيبي شمع يابتعة).

ولا أقصد التهريج في الفقرة أعلاه إطلاقاً بل هو عرض موجز يمكننا تعميمه بأريحية على سلوك ومنطق جميع أولئك المنافقون الذين يبغونها عوجا .. ومن هنا أرى أن مستشاروا الرئيس مبارك كانوا قليلوا المعرفة بالشعب المصري، وإلا لكان واحد منهم على الأقل نصحه بإطلاق لحيته قبل اندلاع الثورة في مصر. تخيلوا معي أن بضعة شعيرات .. مصيرها الزبالة دائماً وابداً .. كان يمكن أن توفر على مصر والمصريين عامين من الشقاء والجحيم ..!!

إلهام شاهين .. فنانة تعرضت إلى مايمكن تسميته مهزلة كبرى .. مهزلة لايمكن أن تحدث في أي بلد فيها أدنى مقومات الدولة !! لقد تابعت بعض أطراف هذه القضية وأنا في أشد القرف والذهول .. وتسائلت في نفسي .. ترى ماقيمة أفلام أو صور أي فنانة اليوم أمام مليارات الأفلام والصور الإباحية التي يستطيع أي أنسان أن يشاهدها بكبسة زر على الأنترنت؟؟ هل قيام السيدة إلهام شاهين بتأييد أحمد شفيق يتطلب هذا العقاب السادي؟ أكاد أجزم أن الرئيس الأخونجي مرسي له ثلثي الخاطر فيما تتعرض له الفنانة إلهام وربما يفسر هذا التخمين أسباب تجاهله لهذه المهذلة.

عندما أظهر رسول الله عليه الصلاة والسلام رسالته هل حاسب قريش على ما مضى من ضلالهم؟ لا .. لأنه ليس من الحكمة أن يفعل هذا ..

السيدة إلهام قدمت خلال مسيرتها الفنية أعمال كثيرة منها أعمال إبداعية ومنها أعمال تجارية إذا صح التعبير وأسجل هنا أني لست ناقداً فنياً .. المهم أن ماقدمته لم يتجاوز المعايير أو القيود الذي كانت مفروضة على الأعمال الفنية في عهد الرئيس السابق .. وإلا لما كان لأفلامها أن تجد طريقها إلى دور العرض.

وبالتالي فإن من يعتقد أن الفتح الإسلامي قد أخذ طريقه في مصر مؤخراً وأن عليه أن يتصدى لما كان يراه منكراً فعليه أن يتبع سنة رسول الله (صلعم) ويدعوا بالتي هي أحسن .. أما أن يظهر شخشوخ ويقذف هذه الأنسانة بأبشع الأوصاف والشتائم .. ويأتي بصورة لفتاة رومانية شبه عارية ويضع عليها رأس إلهام .. فهذا الرجل ليس فقط يبتدع إسلاماً آخر لانعرفه .. بل هو يجسد بالضبط مايسمى بلطجة وجاهلية وانعدام أخلاق.. والحقيقة رغم أني من دعاة الدولة المدنية إلا أني في هذه القضية بالذات أرجوا تطبيق حد القذف على هذا الرجل الظالم (أعتقد التسعيرة 100 جلدة) ..!!

هذا الدجال الداعية أو الداهية الذي يفتعل زبيبة على جبينه لم نسمع له صوتاً واحداً في قضيتي رشاد شيحة وعلي ونيس اللتان أرتُكب فيهما الفعل الفاضح بعد الفتح الإسلامي المزمع. والحقيقة إذا أردت أن تعرف ما إذا كان الرجل الذي أمامك دجالاً أم لا فانظر إلى جيبنه .. فإذا وجدت عليه الزبيبة فاعلم أنك أمام دجال .. وكلما كبرت هذه الزبيبة كلما كان صاحبنا ضليعاً بالدجل والنصب والأحتيال. أما إذا صادفك منهم من لديه تفاحة (تشبه حدوة الحصان) فهذا يعني أنه عليك أن تأخذ أول تاكس وتقوم بإخلاء المكان بل والمدينة التي هو فيها فوراً ..!! والأحاديث التي تثبت عدم أنتساب هؤلاء الشتامين اللعانين إلى الإسلام ناهيك عن الإنسانية أكثر من أن تحصى.

وبعيداً عن الدجل والدجالون .. في قضية إلهام وغير إلهام أقول أن هذا الفن هو الذي كان سائداً في مصر منذ الخمسينات إلى 2011 وبالتالي لايحق لأحد بحال من الأحوال أن يحاسب أي فنان على مامضى من أعماله. المفروض أنه يوجد في مصر دولة وبرلمان وقانون ولجان رقابة هي وحدها المخولة بالبت في هذه الأمور ..

ربما يسألني أحد هنا هل انتهت المشاكل في سوريا وتفرغت للمشاكل في مصر؟

لنكن واقعيين .. كلنا نلمس أن مايحدث في أي بلد عربي اليوم بات يؤئر بشكل أو بآخر على سواه من البلدان .. رياح التغيير هبت في تونس ثم انتقلت إلى مصر واليمن وليبيا والآن سوريا .. ومن أجل صد هذه الرياح عن بلديهما تقوم قيادتي السعودية وقطر بإنفاق مليارات الدولارات من أجل تخريب الثورات العربية وإعادة تدجين الشعوب التي قامت بها من خلال دعم تجار الدين وإيصالهم إلى السلطة .. ولاداعي للتذكير هنا بشراسة هؤلاء التجار بالزود عن تجارتهم ..!!

لقد بينت نتائج الثورات في الدول المذكورة أن مايجري في بلادنا حالياً ماهو إلا تطعيم (لقاح) لشعوبنا ضد عدوى العلم والمعرفة والإنطلاق نحو الحداثة التي أتاحتها ثورة الأنترنت ووسائل الأتصال مع بداية الألفية الثالثة. يريدون أن يضعوا فوق رؤوسنا صخوراً كلما تحركنا من تحتها كلما دفعتنا إلى الأسفل .. بالمختصر المفيد لاأحد في العالم يتمنى لشعوبنا الخير .. عانينا من استعمار العثمانيين 400 عام ثم الاستعمار الغربي ثم أنظمة أستبدادية والآن الضربة القاضية ..!! والذي يرى في تبديل هذه الأنظمة شيئ آخر غير تبديل المعاول والهراوات التي يتم كسر إرادة شعوبنا وتدمير بلداننا بها فهو إنسان مفرط في التفاؤل إن لم يكن ساذج بسيط.

لاأتكلم من فراغ .. الوقائع تشهد .. إن كان في مصر أو تونس أو غيرها .. وحتى في سوريا التي لم يكتمل المشهد فيها بعد فقد ثبت أن هناك جهات فاعلة تعمل على زراعة محصول لم يثر شعبنا من أجل حصاده .. كما ثبت أن المجلس الوطني السوري لايقل سوءاً عن النظام الحاكم ذلك أن أغلب أعضاء هذا المجلس يوجد في رقابهم آلاف القتلى .. تخيلوا أن برهان غليون الذي تفائلنا به خيراً أتضح أنه رئيس عصابة سلفية مسلحة فيها مقاتلين أجانب وتقتل الناس على الهوية في مدينة حمص .. هذا ماكشفه قبل بضعة أيام المحرر الدبلوماسي جورج مالبرونو في صحيفة لوفيغارو الفرنسية معرباً عن صدمته وصدمة زملاءه من الخبراء الفرنسيين المتابعين للشأن السوري .. ليس هذا فقط بل تبين أن هذا المتعلم كان يكتب مقالات في الصحف الفرنسية تحت اسم "إبراهيم حموي" يمجّد فيها العمليات الأرهابية التي كانت تقوم بها مجموعات
"الطليعة المقاتلة" رأس حربة الإخوان المسلمين في سبعينات القرن الماضي !! الإخوان المسلمون وطليعتهم المقاتلة ومنهم رياض الشقفة والبيانوني قتلوا وجرحوا آلاف المواطنين .. فجروا المناطق السكنية والمدارس والباصات وحتى حاويات القمامة في الشوارع فخخوها وقتلوا بها العابرين الأبرياء .. وكما تسببوا بتدمير حماه وقتل الآلاف فيها عام 1982 نفس الإستراتيجية يقومون بها الآن في حلب وحمص .. مقاتليهم من القاعدة والسلفيين يختبؤون بين المدنيين ويتخذونهم دروع بشرية حتى فاق ضحايا الثورة ثلاثين ألف شهيد ناهيكم عن تدمير المدينتين .. وكما كان برهان غليون يمجد هؤلاء القتلة بالأمس هاهو يمجدهم اليوم ..!!

والله ياجماعة غريب .. ليس الغريب أن هؤلاء المجرمون يقدمون أنفسهم الآن كإصلاحيون .. ولكن الغريب هو أن دول الغرب تبحث عن أشد الناس في بلداننا سفالة وانحطاطاً وإجراماً وتتخذهم متحدثين بإسم الشعوب .. ولهذا أعود وأقول إنه تبديل للمعاول لا أكثر ولا أقل ..!!

عودة إلى مصر ... الرئيس مرسي طلب مهلة 100 يوم لتحقيق بعض المنجزات وكما توقعنا أنتهت المهلة ولم يفعل شيئاً .. وهو لن يفعل شيئاً حتى لو بقي 100 عام والسبب في ذلك بسيط .. إن من يكذب على الشعب مرة ولم يجد من يصده فإنه سيكذب في المستقبل ألف مرة ..!!!



#منير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلاس .. مناع .. غليون .. والثورة السورية
- رد على ياسين الحاج صالح.... لماذا فشلت الثورة السورية ..
- لرسول الله رب يدافع عنه ..!!
- القرضاوي يتقن العبرية ..!!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير اسماعيل - رسالة مرسي وقضية إلهام شاهين