أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فن الواقع بين الماهية والوجود














المزيد.....

فن الواقع بين الماهية والوجود


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 19:29
المحور: الادب والفن
    


فن الواقع
بين الماهية والوجود
د. غالب المسعودي
(ليست الفلسفة خارجة عن العالم, كما ان الدماغ-وان لم يكن في المعدة-ليس خارجا عن الانسان)
كارل ماركس
ان الواقع يشير الى محاولات كثيرة على مر تاريخ الفلسفة للإجابة على سؤال أبدي –أيهما أسبق الماهية أم الوجود....؟-والذي صاحب الانسان منذ فجر وعيه مدفوعا برغبة دفينة لتقصي حقيقة وجوده, ولا يؤاخذ الانسان في ذلك لأنه يمارس حريته الكاملة من ناحية ابداعية ,وله ان يمنحها من الظلال ما يهدف الى استكمال وجوده ,وفي ظل هذا الجدل يمكن القول ان من الصعوبة تحديد ايهما المتقدم, من دون الانغماس في الذات ,بالرغم من سلبيتها احيانا, اذا اخذنا بالاعتبار ان الغالبية من الحضارات البدائية كانت تبحث عن اله ,وهي لا تعرف بوجوده, ونجدها مهتمة بمصيرها اكثر من اهتمامها بالتنشئة و تصل الزوبعة الى ذروتها, حين يأتي دور الميثولوجيا في تقييم الوضع لتجد حلا وسطا بين تاريخية النشأة(الكوزمولوجيا)وواقعية المصير(اسكاتولوجبا)باعتبارهما مسلمتان غير خاضعتين لاعتبارات زمنية, ولا يمكن البرهان عليهما ,وهما بالتالي ترجمة تدار من قبل العقل المسيطر لتلك المجموعة الاثنية ,وهو الذي يمسك بالمبادرة وله القول الفصل في الجدل ,معطلا اي فرصة للتقدم, وبذا تبقى هذه المجتمعات التي تحكمها الاسطورة راكدة لأنها لا تعمل باليات الفكر النقدي الحر, وهي تضمر العداء والشك لكل جديد وبالتالي تنثر بذور الشك حول العقل في كل امكانياته الابداعية.
على اننا اذا اتخذنا البعد المناسب من كل الطروحات والاكتشافات التمهيدية لعصر الانسان الواعي لمحيطه, تبين لنا انها تحمل جميعا وبنسب مختلفة جدلية ازلية ما بين الوجود والماهية, ونجد الكثير منها ما هو منسوب الى العقيدة التي ادخلها البعض على وثائق سابقة واصبحت مسلمات في اطار لاهوتي, وهنا يكون الاهتمام بالنتائج ,لا على الاطار التاريخي الذي جرت بموجبه الحوادث ,والنتيجة تكون القراءة منقوصة ويصبح كل عمل جدي يصبو الى اعادة الاحداث الى نصابها بمثابة اغراء بالارتداد(المعتزلة.........الى احمد القبانجي).
يعرفنا المفهوم الاول ,ان الماهية رغم ارتباطها بالوجود لكن لها اسبقية كيانية كونها خلاصة المشيئة الالاهية أو المثال, وهي مصاحبة للقديم, أما المفهوم الثاني اي الوجودية فهي مرتبطة بالموجود بما هو موجود رغم ان للوجود ماهية, وفي ظل هكذا جدل يصعب استخلاص الاجابة التي تشكل صميم الكتابة, وفي ضوء نشاط العصر وخضم المواجهات ندرك ان الحس العقلي لدى الاسلاف كان في بدايته كونهم لم يعلنوا اي تجديد للتاريخ القديم في ظل اضطراب كوني ولم تكن تعنيهم النظرة الشمولية للعالم و هو البعد الاساسي للكون.
ان ادوات المعرفة متاحة للعقل وان التجربة الانسانية لا يمكن تفريقها الى ذات وموضوع ,بل تكون وعيا مندمجا تختلط فيها المشاعر وتتداعى من خلالها الحواجز, اي ان هناك حالة من الوجود يندمج فيه الوعي بالواقع, ينشا عنه ذات خلاقة مفعمة بالحرية, وهذا ما طرحته المادية التاريخية الديالكتيكية اذ ليس الوجود ساكن, بل وجودا ديناميكيا يتيح الاساس لكل وجود ,ويضفي الوحدة على الكون, وهو ايجابي دوما ويضيء التطورات التي تنبثق من الاشياء, ليس منفصلا عن واقعه الكلي ولكنه يختلف تبعا لأنشطته الفاعلة, وإزاء هذه الخلفية نجد ان الدين كان هدفه مساعدة الانسان في الارتفاع عن القيود التي تفرضها عليه الطبيعة في ظل وعيه و ضمن اطار زماني محدد, إلا ان هذا الادراك اصبح ممكنا من خلال النشاط العلمي والابداعي ,وهو ادراك للوجود ومعرفة, وهذا ما لاتتيحه الميتافيزيقيا, حيث ستؤدي الى انغماس مكثف يستغرق العمر كله في البحث عن وظيفة للروح, وعندها تنشا المعاناة اذ ترتبط العوامل الموضوعية بمثال منفصل بحكم تشكله ,,وقد تتعرض هويته للتهديد من خلال التغيرات التي تتحكم في العالم.
ان الجدل الذي افترضه هنا خاص بالمذاهب الفلسفية المتباينة ويطبق مبادئ المنطق والتفكير العقلاني, من جانب ومن جانب آخر هو ادراك وممارسة اللاتشبث ,لان وظيفة الفلسفة هي ان تفضي بالمرء الى الادراك ويتجاوز بها النظرة احادية الجانب,
وهي عملية استبصار يتم فهمه بشكل صحيح ,ويتم استخدامه بحكمة, والاستدلال والاستنتاج هو ما يميز النظريات العلمية والفلسفية, غير ان محاولة اظهار الحقيقة بالاعتماد على مفاهيم تناقض الضرورة المنطقية ولا تسخر العقلانية لكل حلقات الاتصال والارتباطات المفترضة للواقع, وذلك باعتبارها ذات شمولية كونية تحيط بما كان وسيكون رغم تشبثها بالحكمة الاولى المنقرضة ,إذ أنها تفتقر الى الحجج والبراهين, وان وجهة نظرها موضع تمحيص ,وكثيرا ما تنطلق مثل هذه الدعوات عندما يكون هناك تردي اخلاقي واسع النطاق, تتظاهر بإصلاح الحال, وتتجه الى قدرة مطلقة تنظم كلا من الطبيعة والبشر ,وعندما تحين محاولة اظهار الحقيقة اعتمادا على مفاهيمها لا يمكن الدفاع عنها لأنها اقل ايضاحا واكثر مراوغة. الا ان الانسان حينما ينظر الى طبيعته الانسانية, وأنى يكون اسمى من الانسانية مصدرا للمبادئ, و يبحث من خلال وجدانه النقي عن اعراف الحياة هي التي ستتيح له السعادة والخير.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية
- مومس عوراء-كتابة ممسرحة
- متعة الكتابة ونفايات الزمان
- الطرق على آنية الخراب
- مملكة النحل واخلاق التماسيح
- البدائية الثقافية
- الالوهة المؤنثة واللذة المحرمة
- الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف
- الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة
- النشيء كونيات وثقافة السلطة
- الى شالا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فن الواقع بين الماهية والوجود