أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الكم و النوع في عناصر نجاح الثورة السورية.















المزيد.....

الكم و النوع في عناصر نجاح الثورة السورية.


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول لي البعض: "أن الثورة في خطر" صحيح و هذا طبيعي لأن الثورة و أي ثورة في العالم هي الخطر بعينه وكل ثورات العالم لم يكن أي من مخطيطها أو منفذيها يملك السر الحتمي بنجاحها و تحقيق أهدافها. هل كان لينين واثق من انتصار الثورة على الامبراطورية الروسية عام 1917؟ طبعاً لا, و الدليل أن ثورة سابقة قامت قبلها بعدة سنوات سنة 1905 و لم تنجح, أكثر من 14000 أعدموا و75000 نفوا إلى سيبيريا. كذلك الثورة الصينية عام 1911 لم تكن الوحيدة فقد سرد تاريخ الصين الامبراطوري مئات لا بل آلاف الثورات الفاشلة. الثورة الفرنسية و التي دامت عشر سنوات 1789 إلى 1799 و التي أكلت أبنائها من دانتون و فولتير, لم تكن مسيرة من النجاحات و الانتصارات. الثورة الألمانية سنة 1918 - 1919 و رغم إعدام معظم قياداتها فقد تم تغيير نظام الحكم الملكي بتنازل القيصر فيلهلم الثاني عن العرش و قيام الجمهورية الألمانية, جمهورية فايمار..

لكن لنعرف و لنبحث سر نجاح أو فشل أي ثورة
و لنكن أكثر دقة لنبحث بالبداية في أنواع الثورات:
هناك عدة نصنيفات لأنواع الثورات و لكن سأهتم هنا بالحالتين المسلحة و غير المسلحة.
هناك ثورات شعبية سلمية تبدأ بالتظاهرات ثم الاضرابات و تتوج بالعصيان المدني و هذه الوصفة من أفضل الثورات ضد الأنظمة الاستبدادية و العسكرية حيث هناك هامش معقول للنقابات و الاتحادات العمالية و المهنية تنتج قيادات قادرة على حشد الجماهير و تمارس قيادتها النضال بأسلوب تصاعدي كما حدث في معظم بلدان أمريكا اللاتينية وأوربا الشرقية 1989 و حتى الثورة الايرانية في بداياتها 1979.
الثورات المسلحة العسكرية حيث تنتهج بعض الأحزاب العقائدية أسلوب الكفاح المسلح لإسقاط الأنظمة القائمة فتستولي هي على السلطة كما حصل بالثورة الروسية و الصينية و قد نتنج سلطة استبدادية جديدة أو قد تنقل السلطة أو فكر الحزب العسكري إلى الحالة المدنية البرلمانية و هو ما ندر حصوله في العالم ربما تجربة الثورة الساندنية 1978 – 1979 في نيكاراغوا هي الأقرب لهذا النوع.
يجب التنويه إلى وجهة نظر أكاديمية تقول أن الاتقلابات العسكرية لا يمكن اعتبارها ثورات بالمطلق لذلك لا يمكن أن نسمي الاتقلاب البعثي في العراق و سورية 1963, كذلك انقلاب حركة الضباط الأحرار في مصر 1952, بأنها ثورات شعبية لأن تعريف الثورة يرتبط بفعل جماهيري تقوم فيه النخب المثقفة فيه بقيادة هذه الجماهير لتغيير نظام الحكم بالقوة سلمية أو غير سلمية, لكن هناك أكاديميون يعتبرون الانقلابات العسكرية في حكم الثورات و شخصياً أنا أقرب لوجهة النظر الأولى.

نعود للسؤال الأول ما هو سر نجاح أو فشل أي ثورة؟
من خلال القراءة التاريخية و الاجتماعية للثورات في التاريخ البشري هناك قواسم مشتركة بين جميع الشعوب الثائرة في تكامل الظروف الموضوعية و الذاتية لقيام الثورات و لكن ذلك لا يعني بالضرورة نجاح هذه الثورات بمجرد قيامها, فهناك عناصر و عوامل للنجاح أو الفشل. سيتم وضع عدة عناصر لنجاح الثورة و عند عدم توفرها أو أكثرها هذا يعني فشل الثورة.
لنبدأ بالظروف الموضوعية لقيام الثورة, من أهمها:
- وجود أسباب حقيقية و عوامل ضرر عند كل أو أغلب شرائح المجتمع و هذا الضرر إما سياسي بسبب منع أو تقييد الحريات السياسية و إما اقتصادي بسبب انتشار الفقر و البطالة و إما معاً كما هي حال الوضع السوري..
- انسداد الأفق أمام حدوث إصلاحات جذرية أو غير جذرية في التركيب السياسي أو الاقتصادي للمجتمع.
- ازدياد الفروق الطبقية و تسلط السياسيين على الاقتصاد.
من العوامل الذاتية لقيام الثورة:
- إيمان شرائح المجتمع بحقوقهم و بضرورة استرجاعها مهما كانت التضحيات و التكاليف.
- وجود أشخاص و قيادات تنسق بين تللك الشرائح المتضررة من الوضع و محاولة توحيدها و توحيد مطالبها.
- وجود تصور شبه واقعي لسيناروهات مسيرة الثورة منذ انطلاق شرارتها و حتى نهايتها.

عناصر نجاح الثورة, و قد تكون هذه العناصر مجتمعة بمجملها أو بأكثريتها و تتكون من:
- تحديد الدوافع الخاصة بهذه الثورة و الأهداف و الالتزامات و نقاط القوة و الموارد و نقاط الضعف.
- دراسة طبيعة النظام أو السلطة الحاكمة وتحديد مفاصلها الأساسية و نقاط القوة و الضعف فيها.
- التصميم و الصبر و الثبات على المبادئ و عدم الانسحاب في حال تعرض بعض القيادات للتصفية.
- وجود أو تشكل قيادة موحدة للثورة مؤمنة بها و بأهدافها و مستعدة للتضحية و التفاني من أجلها, قادرة على وضع استراتيجية للوصول إلى تلك الأهداف و تقدير الكلف بالإضافة للتعامل اليومي التكتيكي مع الأحداث المترافقة. تتمتع هذه القيادة بالتواضع و يجب ألا يتم تعريف أفرادهاعلى أنهم "زعماء" أو "قادة" ولكن كأفراد يتم اختيارهم بما يعكس الآراء. ضرورة الايمان و العمل بمفهوم العمل الجماعي.
- تفهم أن واحدة من أهم جوانب ثورة هو أن الناس غاضبون. ومع ذلك، يتعين لهذاالغضب أن يكون من القناعات الحقيقية و المعاناة اليومية، وغضبهم يجب أن يكون أيضا ضمن الانضباط و الشكل الايجابي لقضيتهم.
- يجب أن تكون الأهداف واضحة و تتمتع بالشعبية الكبيرة من السكان و تهدف إلى تحسين جوانب معينة من المجتمع السياسية و الاقتصادية و الثقافية.
- وجود خطط بديلة للمناورة في حال عدم نجاح بعض الخطط الرئيسية.
- وجود تصور شبه كامل أو سيناريو للعمل بعد نجاح الثورة مع خطط بديلة في حال انتكاس الثورة.
- وجود نوع من التمويل لدعم جزء من متطلبات الثوار المادية.
- الابتعاد تماماً عن محاولة الحصول على دعم خارجي بأي شكل من الأشكال.
- التعلم من كل الثورات الناجحة و الفاشلة عبر التاريخ البشري.
- الحرص على مبدأ العدالة بين الشباب الثائر في توزيع الأدوار.
- الاستعانة بالوسائل الاعلامية و التقنية لنشر تحركات الثوار لكسب مؤيدين لها و حشد دعم بشري كبير و مؤثر.
- ستنجح الثورة إذا كانت إنسانية قبل أن تكون تحت مبررات عرقية أو دينية أو طائفية أو مناطقية.

في إسقاط مباشر على الثورة السورية, يمكننا أن نعترف بعدة نقاط متوفرة و أخرى غير متوفرة حتى الآن.
في الظروف الموضوعية و الذاتية للثورة السورية, مازلنا نفتقد للقيادة الثورية و مازال التخبط و الضياع و المصالح الشخصية عنواناً سيئاً للثورة. المحاولات التي تقوم على الأرض تقابل من قبل النظام بالعنف و البطش حتى أن جيلين من القيادات المتشكلة على ارض الواقع تم تصفيتها أو اعتقالها أو نزوحها للخارج و نحن قد نكون تحت قيادة ميدانية من الجيل الثالث الأقل خبرة و أصغر عمراً, لكنها موجودة و ترمم بشكل متواتر من قبل عناصر شابة جديدة و لو توفرت لهؤلاء العناصر المكان و الزمان المناسبين سيكونون هم القادة الحقيقيون للثورة و يمكن تطعيمهم وقتها بخبرات معارضيين مخضرمين وطنيين لا مطامح شخصية لهم في السلطة و الثروة..
حتى هذه اللحظة لا يوجد تصور أو سيناريو لمسيرة الثورة. الثورة مازالت تسير بقدراتها الذاتية و بدفع من بعض القوى المؤثرة و منها النظام الذي أفلح في أسلمتها و تطيفها إلى حد ما و الأخطر إلى تسليحها بفعل فرط استخدامه للعنف و القتل الممنهج.
و هذين عاملين غير صحيين و خطيرين على الثورة, خاصة في العمل العسكري فمن السهل التفرد بالمجموعات الثورية المسلحة بحكم الآلة الضخمة العسكرية للنظام الذي ركب على عقيدة الدفاع عن السلطة في وجه الشعب الثائر في أي يوم من الأيام. في الثورة الألمانية عام 1848 وفي فترة وجيزة اقل من ثلاثة اسابيع رضخ كل الملوك لطلبات الثوار ولم يستطيعوا ان يصمدوا امام ارادة الشعب. يرجع انتصار الثورة السريع في البداية الى ثلاثة اسباب: اولا ان كل قوي الشعب كانت متوحدة خلف نفس المطالب والاهداف.و ثانيا الطابع الاوربي لهذه الثورات. فهذه الثورة لم تكن ثورة المانية فحسب ولكنها اندلعت في اطار سلسلة ثورات شملت معظم الدول الاوروبية في نفس الوقت. ثالثا هو شعور الملوك والحكام ومن يقف بجوارهم بالضعف وقلة الحيلة امام هذه الثورات الخاطفة فلم يكن هناك بد سوى التسليم حتى ولو كان بدافع المناورة و كسب الوقت.
لكن الثورة بعد فترة فشلت و يرجع ذلك الى تشرزم الثوار بعد نجاحهم الابتدائى . فقد كان الليبراليون المعتدلون محاصرون بين قوى الثورة المضادة من ناحية وبين تطرف اليساريين و الثوار الجمهوريين الراديكاليين من ناحية اخرى. وليس معنى هذا ان الليبراليين المعتدلين كانوا ضحايا وانهم لا يتحملون قسطا من المسئولية. بل انهم يتحملون نصيبا ضخما بسبب عدم مرونتهم وعدم قدرتهم على التعامل مع الواقع القائم, نتيجة لذلك سارعت بعض الولايات الألمانية بالإعلان عن ثورات خاصة بها فقامت فى ولاية سكسونيا ثورة عارمة وتم اعلان جمهورية هناك الا ان ملك بروسيا توجه بجيشه وقضى على تلك الحركة. كما انه في شهر لاحق قامت في ولاية بادن حركة مشابهة وتم اعلان الجمهورية من مدينة راشتات الا ان ملك بروسيا توجه بجيشه ايضا واخمد تلك الحركة هناك. وكما بدأت الثورة من ولاية بادن فانها انتهت ايضا هناك.

بحث في عناصر النجاح للثورة السورية:
- إن أهداف الثورة السورية كانت واضحة منذ البداية و هي الحرية و الكرامة و بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية و لكن عاملين أساسيين جعلا من هذه الأهداف هلامية بعض الشيء رغم تمسك أغلب الحراك السلمي بها, و تحديد هدف إسقاط النظام كهدف نهائي و هنا لا يمكن أن يكون إسقاط نظام, هدفاً نهائياً لأي ثورة:
العامل الأول مدى العنف و الدموية اللذان تعامل بهما النظام مع الحراك السلمي و تقصده السافر في تحويل هذه الثورة إلى صراع طائفي أهلي و الدفع إلى التسلح,
و العامل الثاني الأهداف المركبة التي طغت بها و سوقتها بعض قوى المعارضة على الجو العام و تتمثل بالمجلس الوطني الذي رفع شعارات التدخل الأجنبي و المناطق العازلة و الحظر الجوي في مراحل كان الحراك السلمي الشعبي في أوجه و في ألقه,و رغم ذلك, تكشف عدم استعداد الدول الفاعلة و تقصدها الدفع بحالة تدمير ذاتي للبنى التحتية و المؤسسات الوطنية بواسطة النظام نفسه و بعض القوى الدخيلة على المجتمع السوري. ناهيك على انشغال بعض القوى المعارضة الأخرى في نزاع عقيم مع الأخرين تتمثل بهيئة التنسيق الوطني.
إضافة إلى أنه و حتى هذه اللحظة لم تقم جهة معارضة بدراسة نقاط قوة و نقاط ضعف الثورة للبناء و الترميم الضروريين لاستمرارها, أيضاً لموارد هذه الثورة و إمكانيتها المتاحة و الممكنة و هي بالطبع كبيرة و هائلة لو عرفت و تم الاستفادة منها.
- إن طبيعة النظام السوري التوتاليتارية التي يتميز بها عن الأشكال الأخرى من الأنظمة الاستبداديّة، وهي كثيرة في التاريخ، في أنه يحاول أن يقيم حول نفسه سدّاً من الإجماع الجماهيريّ، وهو ما يُصنع عبر وسائط أهمّها خلق منظّمات للتأطير والتعبئة الجماهيريّين، واحتكار كافّة وسائل الانتاج الثقافيّ، لا سيّما الإعلام، وإقامة ميكانيزم موسّع ومعقّد نسبيّاً من السيطرة الاجتماعيّة. ويترتّب على هذه العناصر تعويل مبالغ فيه على الدعاية كما على الطقوس والمناسبات المتعلّقة بالقائد كالاحتفال مثلاً بوصوله الى السلطة و في احتفالات أعياد"الثورة" و"التحرير" و"النصر" ..الخ، فضلاً عن الاهتمام بتقنيّات السيطرة الكثيرة، من أعمال تعطيل الحياة المدنيّة والدستوريّة الى ممارسة الارهاب البوليسيّ الصريح وقد اعتُبرت النازيّة الألمانيّة والستالينيّة الروسيّة أعلى تجلّيات التوتاليتاريّة، كما نُظر الى أنظمة كنظام تشاوتشيسكو في رومانيا، وكيم إيل سونغ في كوريا الشماليّة، وماو تسي تونغ في الصين، وصدّام حسين في العراق كنماذج لافتة. وهناك، في المقابل، أنظمة شبه توتاليتاريّة أهمّها نظام موسوليني في إيطاليا، والذي اعتمد بعض تقنيات السيطرة والأدلجة إلا أنه لم يوغل فيها على النحو الذي بلغه النازيون والستالينيون. وربما كانت أنظمة كالسوريّة والكوبيّة تقع في هذه الخانة.
لكن هل قامت حتى الآن دراسات علمية موثوقة لطبيعة هذا النظام على مبدأ: "أعرف عدوك"؟, و ما هي نقاط قوته و نقاط ضعفه أيضاً؟ و كيف هي الامكانيات لفك مفاصله بحيث تحدث ضرراً بنيوياً به , غير كبير على كيان الدولة و المؤسسات التي سيتم التعامل معها بعد سقوطه؟
- في موضوع القيادة, نكرر ضرورة وجود قيادة سياسية للصراع واعية و وطنية و مرنة تحمل روح الشباب و طاقتهم الكبيرة كما تحمل البعد الفكري العلمي و العملي و الاستراتيجي و خبرات المعارضيين المناضلين منذ عقود, و هنا خصوصية الوضع السوري بعد تحول قسم أساسي و مهم من الحراك الثوري نحو العسكرة و التسليح, حيث لا يمكن بأي شكل من الأشكال تحقيق نصرعلى أرض معركة دون وجود قيادة عسكرية لكل المكونات و التشكيلات العسكرية تتمتع هذه القيادة بالاحترام و المحبة من الجميع و الأهم الثقة بقدراتها و بقراراتها و حزمها في محاسبة المسيئين للثوار و لطبيعة نضالهم. الهدف الأهم و الأفضل قيام قيادة سياسية عسكرية مشتركة تقود الثورة في كل مجالاتها السياسية و العسكرية و الاقتصادية, و نحن هنا مازلنا في حالة النوايا و نتمنى أن تتحول إلى حقيقة.
- يجب استعادة و دعم استمرارية الحراك السلمي على الأرض مترافقاً من العمل العسكري الذي فرض في بعض المناطق و تأكيد أهداف الثورة الأساسية في الشعارات و الهتافات و متابعة محاولات قيام إضراربات من جديد و حتى التخطيط الجيد لحالة العصيان المدني في المناطق البعيدة نسبياً عن الاقتتال, كمناطق الساحل السوري و السويداء و الحسكة و القامشلو و الأهم دمشق العاصمة.
- يجب استبعاد فكرة التدخل الأجنبي أو على الأقل التدخل العسكري من الضمير السوري الثائر و تأكيد أن الدول ليست منظمات خيرية أو إنسانية بل هي مصالح و تحالفات لن ترتاح بوجود دولة عربية مركزية في الشرق الأوسط يستطيع فيه الشعب أو يقيم دولة ديمقراطية على حدود دول ستهتز عروشها في حال تحقق ذلك, بما فيها عرش الدولة الصهيونية.
- إن وجود قيادة سياسية عسكرية وطنية حقيقية سيكون له الأثر الكبير في تأمين موارد و دعم مادي و إغاثي للثورة و للمتضررين من العنف السلطوي, فتحقق الثورة تمويلاً ذاتياً من المغتربين و رجال الأعمال السوريين و لاضير من تقبل المساعدات و الدعم من قوى صديقة شرط أن لا تكون مشروطة و معللة بأجندات لا وطنية.
- إن نقل الأحداث في هذا العالم المنفتح إعلامياً بحرفية و ذكاء له الأثر الكبير في مسيرة الثورة و السوريون يمتلكون كل الامكانيات و الكوادر لهذا العمل الضخم و الاساسي. عند تحقيق ذلك, سيكون هناك منبر للثورة موجه و محرض داخلي و دعائي و تسويقي لأفكار الثورة الحضارية الانسانية على الصعيد الدولي.
- الثورة السورية تمتلك أعلب مقومات النجاح و النصر و قد حققت الكثير من الانجازات و لكن حتمية الانتصار تكون بالبعد الانساني الحضاري لثورة شعبية ضد نظام دموي همجي أصبح خارج الطبيعة البشرية و خارج المفاهيم الحديثة للحكم و السلطة. كل خطاب تخويني, ديني, طائفي, مذهبي, إثني سيكون وبالاً على الثورة, وحده الخطاب الوطني في أي زمان و مكان هو الضامن لاستمرار الثورة و انتصارها.

من خلال ما تم تفنيده: يكفي أن نتابع في عناصر نجاح الثورة بشكل عام و نسقطها على الواقع السوري فندرك مدى الخطر الذي يتهدد هذه الثورة ليس بخلل في قدراتها الذاتية و التي تعتبر اسطورية و ملحمية بكل المقاييس و لكن غياب تلك العناصر تطيل أمد الثورة و تزيد من أزمتها و أزمة كيان الوطن ككل.

في محاولة صادقة و ودية, يمكن أن نتشارك في بعض النصائح الثورة الشخصية لكل ثائر أو قيادي, أو من يطمح لذلك و من خلال قراءات عديدة للثورات في العالم و من ثوار و قادة ناضلوا عبر التاريخ من أجل أهداف إنسانية:
- لتكون الثورة ناجحة، تحتاج إلى أن تكون ملتزماً تماماً بأهدافها؛ و أعلم إن أي حل وسط هو طريق الفشل.
- إبقاء العين على "الصورة الكبيرة". لا تغمر نفسك في التفاصيل.
- خذ المعلومات و العبر من الآخرين. لا يمكن أن تقوم ثورة بسبب شخص واحد فقط.
- ليس من المفيد للثورة, إذا كنت تحاول فقط الحصول أو توطيد السلطة, فقط لنفسك.
- هناك قوة في الأرقام. كلما اجتمعت في تجمع بشري شامل و كان هناك وحدة في الحركة، كان ذلك أفضل فرصة للحصول على مطالب.
- استخدام الحقيقة دائما، و لا تبدأ الاستسلام لإغراءات السلطة أو المال. آمن في قضيتك وفي قوتك الاساسية و هي أن الثورة إيمان.
- الثورة ليست عنك و ليست ملكك، ولكن هي تعبر عن الجميع و بشكل جماعي. لا تحاول أن تستحوز على الشهرة.
- كما هو الحال في العديد من الثورات في الماضي، ويمكن أن تقتل في الحرب أو في الاعتداءات، وتتعرض للتعذيب، وتصبح سجين، وما إلى ذلك من قبل أشخاص في السلطة يحمون مصالحهم. ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن التغلب عليها بما يكفي من التصميم هناك. هم فقط أساليب من هم في السلطة كمشاركة في الترهيب ومحاولة وأد نار الثورة.

الثورة السورية ثورة فريدة في مفرداتها و لكنها متشابهة مع الكثير من ثورات العالم فما علينا سوى قراءة التاريخ و استخلاص العبر و تسوريها بمعنى جعلها سورية فنحقق الكم و النوع في عناصر نصر ثورنتا.

خالد قنوت
19 تشرين الثاني 2012



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودوا أنا كنتم, سوريون كما كنتم.
- حزب العائلات السورية المختلطة
- دور موسكو في التاريخ و المصير السوري
- البيان رقم واحد
- الله أكبر ..حرية
- إصرار من غير حدود
- الثورة تتجدد..الثورة تستمر..و تتكامل بالإعلان عن الجمعية الت ...
- إلى المناضل هيثم المناع:
- قرابين الحرية
- لعنة الأسد أم لعنات الشعوب
- مازال البحث مستمراً.. -حدثت في الصحراء العمانية, ربيع سنة 20 ...
- سقوط العنقاء السورية
- ثوار ضد الثورة
- ميغ 21
- الموت و لا المزلة
- جبال الصوان.. في وطن الياسمين
- قانون العزل السياسي, حق أم واجب
- مسودة بيان من أجل الوطن
- يا ثوار سورية لا تتركوا التحرير
- من مذكرات طاغية في زمن التغيير


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الكم و النوع في عناصر نجاح الثورة السورية.